2014-11-11

الشيخ خزعل الكعبي العدناني والتاريخ الخطير ( 2 )


بعد نشر الجزء الأول من موضوع
الشيخ خزعل الكعبي العدناني والتاريخ الخطير ( 1 )

عملت اتصالات مع العديد ممن أعرفهم ممن يرتبط بالشيخ خزعل داخل وخارج الكويت وصولا حتى إلى البحث في تويتر فتوصلت إلى أحد أحفاد الشيخ خزعل ... فتم الإتصال به وطلبت الحديث معه وقد رحب كثيرا علما أن الجزء الأول من الموضوع قد وصله وقرأه ... فحددنا موعدا في اليوم التالي على الغداء في أحد المطاعم الشهيرة فالتقينا بود ومحبة وتناولنا غدائنا وبعد الغداء بدأ الحوار وبدأت المفاجآت والصدمات تتوالى بالإضافة إلى تصحيح بعض ما جاء في الجزء الأول من هذا الموضوع ... والرجل كان يتحدث معي بمنطقية وبوثائق ومستندات كثيرة كانت معه أطلعني عليها منها القديم ومنها الجديد ... بالإضافة إلى تصحيح بعض ما جاء في الجزء الأول من هذا الموضوع التاريخي ؟

سألته : عرفني بنفسك وأسمك بالكامل ؟
أجاب : أنا علي جابر عبدالحميد الشيخ خزعل مواليد الكويت 1964م متقاعد من شركة البترول الكويتية ... جدي عبدالحميد ابن الشيخ خزعل المباشر أي أني بطن وظهر وجدي كان ولي عهد عربستان .
سألته : هل صحيح أن النظام الغازي رضا بهلوي قد طارد وقتل كل من ينتسب للشيخ خزعل ؟
أجاب : كلا ... فالشيخ خزعل لديه 40 ولدا وبنتا ... واحد منهم فقط قتل مسموما والباقي فروا للخارج وكلهم انتقلوا إلى رحمة الله تعالى باستثناء شخص واحد من أبناء الشيخ خزعل المباشر وهو نظام الدين المقيم في بريطانيا والبالغ من العمر 90 عاما تقريبا ويحمل الجنسية البريطانية ... ونحن تعود أصولنا من أرض الحجاز .
ثم سألني : هل أخبرك بأمور لا تعرفها وأسرار كثيرة ؟
قلت : ما جئت هنا إلا لأسمعك ولأعرف الحقائق التاريخية .
قال : هل تعلم أن في يوم ما كاد الشيخ خزعل أن يحكم العراق ؟
قلت : يحكم العراق !!! كيف ؟
قال : في زمن فيصل الأول 1921- 1933 حدثت انتهاكات في العراق فضاق أهل العراق من فيصل والشيخ خزعل كان رجل ثري ولديه سمعة طيبة وعلاقات إقليمية واسعة فطالب أكثر من 90% من شيوخ عشائر العراق من الشيخ خزعل بأن يأتي وينافس على حكم العراق ... ومن يومها الشيخ خزعل ( تـشـيّـع ) أي أنه تحول من سني إلى شيعي معتدل وليس متطرف .
قلت : وهل تشيعه كان اعتقادا وإيمانا أم كان تكتيكا سياسيا مؤقتا حتى يجذب إليه شيعة العراق من أجل الوصول إلى الملكية ؟
قال : لا أعلم هذا بالتحديد ولا أضعها في ذمتي والله أعلم ما هو سبب تشيعه .
ثم سألته : هناك من يزعم أن الشيخ خزعل كان حاقدا على الكويت بسبب أنه طلب يد الشيخة مريم بنت عبد الله بن صباح بن جابر الصباح وتم رفض طلبه بحكم أنكم تصاهرتم مع العجم وتحديدا القاجريين الذين كانوا يحكمون إيران ما قبل رضا بهلوي ؟
قال : غير صحيح هذا الكلام على الإطلاق ... بل أن الشيخ خزعل بعد وفاة الشيخ مبارك الصباح تزوج من إحدى زوجات مبارك ويقال أنها أم سعود ... وعلاقة الشيخ خزعل بشيوخ الكويت كانت علاقات لا مثيل لها في كل التاريخ الحديث .

بعد البحث تم التحقق من قصة الشيخة مريم الصباح والشيخ خزعل والقصة غير صحيحة ... فالشيخ عبدالله الصباح والد مريم توفى سنة 1814م والشيخ خزعل ولد سنة 1863م والفرق بينهم = 49 عام ... هذا يعني أن الشيخ خزعل لو كان في عمر الزواج يفترض أنه من 18 إلى 20 سنة وبذلك يكون عمر الشيخة مريم الإفتراضي ما لا يقل عن 69 عام ؟
 ثم سألته : ما هي قصص إرثكم وأملاككم في الكويت ؟
أجاب : إرثنا وأملاكنا في الكويت اليوم قيمتها الحقيقية = أكثر من مليار دينار كويتي ... وهناك تقاعس وتحايل وتدليس وإهمال عن قصد أو عن غير قصد من قبل بلدية الكويت التي تتعمد طمس وإخفاء الحقائق ... وقد تعرضنا للكثير من الخداع والإبتزاز والظلم والتحايل فوجدنا أنفسنا في معارك ودوامات في ساحات القضاء التي تعرف أولها ولا تعرف أخرها مع إيماننا بعدالة القضاء الكويتي .
قلت : وضح وأفصح ؟
قال : هناك أرض لنا في منطقة شرق على شارع الخليج العربي وهو متحف الكويت الوطني في منطقة شرق ( ديوان الشيخ خزعل ) بمساحة 17.127 ألف متر مربع ... تم الغش وحجب الحقائق فيها وعنا بيعت بمبلغ 375 ألف دينار كويتي في 2007 وفي 2006 اكتشفنا أن هناك صادر بتثمين هذه الأرض والعديد منها ونفس أرضنا التي بيعت بالتدليس وحجب الحقائق عنها بمبلغ 375 ألف دينار تم تثمينها من قبل الحكومة لـ( ع . ز ) بمبلغ = 73 مليون و 948 ألف دينار كويتي ... فكيف نقبل بهذا الغش وهذا الفرق الكبير من 375 ألف دينار فقط لا غير  إلى 73 مليون دينار وخلال سنة واحدة فقط !!!  
 ثم يكمل علي جابر عبدالحميد الشيخ خزعل فيقول : هناك أراضي أخرى لنا تم شرائها من أموال الشيخ خزعل بوثيقة عدسانية والتي كانت تعتبر من أصدق وأوثق وثائق الكويت ( تم الإطلاع على الوثيقة ) والمؤرخة بتاريخ 17 شوال 1336هـ يعادل التاريخ بالميلادي 25/7/1918 وتقول الوثيقة العدسانية التي تحمل رقم 981 أن المرحوم الحجي حمود القلاف وحجي سلمان بن أحمد القلاف قد باعوا أراضيهم للشيخ خزعل بقيمة 3.000 روبية ... وهذه الوثيقة موجودة ومساحة الأراضي = 33.877 ألف متر مربع وقيمتها السوقية اليوم تتجاوز أكثر من 140 مليون دينار كويتي ... ثلث لعلي جابر عبدالحميد الشيخ خزعل وثلثين للتاجر المرحوم أحمد الصالح والتي تحمل الأرقام : 11 – 15 – 16 – 17 – 18 – 25 من الكروكي رقم 19/2001 وقيمتها السوقية وفق إدارة الخبراء = 140.834.222 مليون دينار كويتي بموجب الحكم الصادر بتاريخ 24/2/2009م بالقضية رقم 1544/1993 تجاري مدني كلي حكومة 3 ... كما أن هناك لدينا وثائق أخرى كتبت ووقعت بخط يد الشيخ أحمد الجابر الصباح الحاكم السابق للكويت يهدي الشيخ خزعل أراضي بملكية كاملة بمساحة 16 فدان = 67.200 ألف متر مربع وقيمتها السوقية = مئات الملايين ... وتم تصديق هذه الأوراق بتاريخ 13/12/1958م التي ترفض وتتقاعس بلدية الكويت من عمل المسح لها وتحديدا بالضبط ؟
 ملاحظة : 80% من هذه الأراضي تكتسح واجهة شارع الخليج ومنطقة شرق ومنطقة دسمان ومباني ميس الغانم وربما أقول ربما أجزاء كبيرة من قصر دسمان نفسه وصولا حتى إلى ساحة العلم والكنيسة التي تقع خلف فندق الشيراتون وما حول الكنيسة التي يعتقد أنها من ممتلكاتهم وحتى مستشفى السكر الجديد بجانب السفارة البريطانية يعتقد أنها أراضيهم ؟ 

وسألته : لماذا لم ترفع قضايا دولية لحسم إرثكم وأملاككم ؟
قال : من سابع المستحيلات أن أرفع قضية على بلدي الكويت ولا يمكن أن أرفع قضية على أي شيخ صباحي بل لو طلب مني أي شيخ من كبار الأسرة الحاكمة أي شيء أو أن أتنازل فلن أتردد للحظة واحدة ... فطيب الصباح في أرقابنا والصباح لم ولن يكونوا في يوم من الأيام خصوما لنا على الإطلاق ولهم السمع والطاعة ومنا كل الشكر والتقدير والوفاء لهم .
قلت : سألتك هذا السؤال لأعرف معدنك وبعد كلامك هذا أنا سعيد جدا بهذه المقابلة الأكثر من رائعة .
قال : لدي الكثير من الأوراق والمستندات والوثائق والحقائق لكني لا أملك القدرة المالية لرفع القضايا ضد بلدية الكويت التي أصبحت خصما أساسيا لنا خصوصا أن مثل هذه القضايا رسومها القضائية تصل إلى الملايين لأن قيمتها السوقية بعشرات ومئات الملايين من الدنانير .  
ثم سألته : هل لديك أي أثر من الشيخ خزعل قبعته قميصه بشته عمامته أي شيء ؟
قال : لدي سيفه . 

انتهت الجلسة الثرية بالمعلومات والتي امتدت لأكثر من 4 ساعات وقد زودني مشكورا ببعض الوثائق التي أحتفظ بها وهي غير قابلة للنشر بسبب ما فيها من أسماء ... وصدق سمو أمير البلاد – حفظه الله ورعاه – عندما قال : الفساد في البلدية ما تشلها البعارين ؟
   هناك سؤال محير : لماذا أبناء الصباح أي الأسرة الحاكمة الذين كانت لهم أملاك وأراضي كبيرة وشاسعة في عربستان واليوم في العراق لماذا لم يطالبون فيها أو بقيمتها وهو إرثهم وحقهم فيها ؟
بالمنسبة فإن اليوم النظام الإيراني الهمجي ينكل بشعب الأحواز أشد التنكيل ويقمعهم والإعدام من أبسط ما يكون وسط تكتم الإعلام العالمي والإقليمي عن هذه الإنتهاكات الخطيرة الهمجية ؟ 

بعد الجزء الأول والثاني من هذا الموضوع أعتقد أني قد سلطت الضوء على حقبة تاريخية في غاية الأهمية مع تمنياتي بأن أكون قد وفقت في هذا التوثيق .



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم