2022-01-23

عبقرية الأفكار أكبر من سطحية رجال وسيدات الأعمال ؟

 

لو حددنا موضوعنا بشكل عام برجال الأعمال العرب تحديدا ثم قلصنا الدائرة لتختص رجال وسيدات الأعمال الخليجيين ... فبالتأكيد كفة رجال وسيدات الأعمال الخليجيين ستكون هي الغالبة ليس بسبب عبقرية رجل وسيدات الأعمال العرب والخليجيين كلا وأبدا لكن لأن منطقة الخليج منطقة نفط وغاز وبذخ وترف فيتسيد الخليجيين بشكل عام على باقي العرب ... ولو سلطنا الأضواء على ما هي تجارة رجال وسيدات الأعمال في عالمنا العربي بشكل عام ؟ ... الأمور التقليدية التي أصبحت اليوم ونحن في 2022 وكأنك تحاكي عقلية رجل أعمال يعيش في سنة 1950 ... وانظر بنفسك على ماذا يعيش أثرياء الخليج في تجارتهم واستثماراتهم "وسطاء عمولة على صفقات النفط والغاز - لعبة احتكار الأراضي والعقارات في أوطانهم الفاسدة - تداول أسهم وسندات - قروض بنكية بضمان تنفيذ المناقصات الحكومية أيضا الفاسدة - التداول سرا في العملات الرقمية - بناء أسواق ومولات بقروض بنكية ومن مدخول إيجاراتها يتم سداد أقساط البنوك - سلسلة مطاعم أو كافيهات" ... تلك هي النشاطات التي يمارسها رجال وسيدات الأعمال بنسبة لا تقل عن 80% وجميعها تجمع الفساد والجهل وسطحية العقول ؟

لو سطرت حقائق مؤكدة 100% على سبيل المصال للحكومة بأن لديكم دخل = 5 مليار دولار سنويا دون أن تدفعوا فلسا واحدا هل سيصدقون ؟ الإجابة : بالتأكيد كلا ... ولو جئت لرجل أو سيدة من الأثرياء وقلت لهم فكرة من خلالها تدفع 10 دنانير = 33 دولار مقابل سيارة "بوغاتي شيرون" أو الـ 10 دنانير بمقابل منزل في أرقى مناطق الكويت بوثيقة حرة أي غير مطلوب للأقساط ولو كان ثمنه مليون دينار فهل سيصدقون ؟ الإجابة : بالتأكيد كلا ... ولو قلت لرجل أو سيدة أعمال ادفع 50 مليون دينار تحصل بمقابلها على 300 مليون دينار خلال سنتين كأقصى حد ولو دفعت 100 مليون ستحصل على مليار دينار كويتي خلال 4 سنوات فهل سيصدق أحد ؟ الإجابة : بالتأكيد كلا ... تلك بعض الأفكار قانونية 100% وصحيحة وحقيقية 100% لكن ظاهرها أو من يقرأها من المستحيل أن يصدقها لا بل ستترسخ في قناعاته بأن كلها عمليات نصب واحتيال أو سرقة بذكاء جريء ... بينما الحقيقة تؤكد أنها أفكار صادمة صاعقة وتلك مشكلة معظم رجال وسيدات الأعمال يعيشون في قالب متجمد يرتعبون من جرأة الأفكار ويعيشون بتوجس دائم من احتمالية تعرضهم للنصب والإحتيال والسرقة ... ونوعا ما هم لديهم "بعض" الحق لأن كل من يقف أمامهم ويطرح عليهم الأفكار غالبا ما يكونوا من توافه العقول وضعاف الشخصيات ... ولطالما ناديت كثيرا في مدونتي هذه أن رجال الأعمال العرب بشكل عام هم من أفشل وأتفه العقليات على مستوى العالم وأن تلك العقليات يجب أن تنزع ثياب الجبن والخوف وتتسلح بدرع الشجاعة وتحرير العقل من هواجس لا أساس لها من الصحة ... ناهيكم أن فكر الإدارة لا يزال فكر رجعي متخلف وطريقة إدارة فريق العمل أو الموظفين لا تزال طريقة تقليدية بالية ... ولو أردت أن أضرب مثالا فأرسم التصور وكأنك تمتلك طائرة كبيرة من أحدث الأنواع وأكثرها تقنية وكفاءة لكنك ترتعب أن تحلق بها في السماء وإن حلقت لا تخرج من أجواء الكويت !!! ... ولذلك ينطبق المثل القائل : السلاح بيد الجبان لا يرعب ... ومن لا يرعب فهو أضعف من أن تنظر له أو من المستحيل أن يلفت انتباه سوى الرعاع والمساكين ؟

موقع اليوتيوب العالمي الشهير كشف لنا عن حقيقة وجود مواهب خطيرة وعباقرة مذهلين لكنهم مهملون لا أحد يتبناهم ... والسبب في ذلك أن تلك المواهب ترى في نفسها أنها أكبر من مستوى أن يأتي موظف سطحي تعتليه النرجسية أو الخوف من المستقبل من أن يفقد وظيفته ربما بسبب تلك المواهب ثم يأتي ويقيمها ... أو أن ما عرض عليهم من المال وجدوا أنه أقل بكثير جدا مما يستحقونه أو وجدوا بيئة العمل خانقة مقيدة لمواهبهم وعبقريتهم ... ولذلك العالم بأسره اليوم وجميع حكومات العالم تعتمد بالدرجة الأولى اليوم على الشهادات أي من يملك أفضل شهادة وأعلى نسبة درجات فيها ... بينما للحقيقة وجه أخر مختلف كليا تماما وهي أن الخبرة أهم من الشهادة والموهبة أهم من الخبرة ... فكم من طبيب معتمد قتل مريضا وكم من محقق فاشل وكم من قاضي فاسد وكم من وزير لص وكم من مسؤل يعيش على الرشوة وكم من أستاذ جامعي يبتز الفتيات جنسيا وكم من معلم فشل بصناعة الأجيال والمحامين حدث ولا حرج بسمعتهم على مستوى العالم بأسره ... كلها مراكز علمية وعملية أصحابها ممن يملكون الشهادات العليا فهل نفعوا أو أصلحوا أو طوروا ؟ كلا وبالتالي ليس بالضرورة أن كل من يملك شهادة يعني أنه ضليع في مجال تخصصه ... ومن المهم أن يعلم الجميع أن الموهبة هي نعمة من ربكم لا يهبها لكل البشر لكن يختص بها من يشاء من عباده والأفكار العبقرية هي أيضا موهبة ونعمة ... والأمة العربية منذ مئات السنين تشتهر بأنها تسخر من المواهب ومن العقول العبقرية ولطالما كانت عدوا لدودا لتلك المواهب والعقول ... وانظروا في سيرة الفلاسفة والعلماء وعظماء التاريخ العربي والإسلامي كم حطوا من قدرهم وكم آذوهم وكم طعنوا بهم ثم جاءت الأيام لتصفع الأمة الإسلامية بأسرها على وجهها ليكتشفوا وكعادتهم متأخرا أن كان من بينهم عقولا سبقت زمانها وكانت تنظر أبعد مما تنظر إليه الأمة بأسرها ... ولا يزال رجال وسيدات الأعمال يعيشون في قمقم الخوف والجهل وتمزق عقولهم وأجسادهم الهواجس والوساوس فيعيش المرء منهم ويموت وما حقق شيئا ولا سجل إسمه في التاريخ ويموت دون أن يترك بصمة حقيقية ؟





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 





2022-01-18

لكم السياسة ولنا الله سبحانه وشريعته ؟

 

من الطبيعي أن الحكام هم من يقودون شعوبهم ومن الطبيعي أن الحكومات تنفذ أجندات وسياسات الحاكم لأن الشعوب بطبيعتها لو ترك لها الأمر لاختل ميزان العالم ... فالبشرية في كل تاريخها السياسي والإجتماعي لم ولن تتفق على رأيا واحدا حتى قيام الساعة لا بل حتى في مسألة الأديان السماوية ورب العالمين سبحانه أيضا يوجد خلاف بشري على ذلك ... تلك الخلافات وتعدد الأراء وتضارب الأفكار والأيدولوجيات وإن كنا نراها مسألة سلبية لكن لها إيجابيات وأولها أن الخالق عز وجل جعل كل إنسان مسؤلا عن أقواله وأفعاله وترك له حرية الإختيار وزاد جل جلاله من عدالته بأن ترك للإنسان حتى حرية الإيمان أو الكفر به وصولا إلى حرية الإنسان بالإلحاد ... كل ذلك حتى لا يكون للإنسان يوم القيامة له أي حجة عند من خلقه سبحانه مثل قول السفهاء الذين قالوا ولا يزال يقول الكثير منهم "لو أراد الله لنا الخير لما تركنا فيما نحن فيه" ... والإجابة على مثل هذه الترهات أجيب عليها يوم نزلت في كتاب الله قبل أكثر من 1.400 سنة في سورة النحل وتحديدا في الآية رقم 35 { وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عَبَدْنَا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حَرَّمْنَا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهـــــل علــــى الرُّسُــــــلِ إلا البـَـــــلاغُ المُبيــــن } ؟

من عيوب السياسة العربية والخليجية أن لا تزال تكرر أخطاء الماضي ولا تزال تصر على أن كل الشعوب العربية مجرد قطعان أغنام لا تعي ولا تفهم لا بل { إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا } الفرقان ... لا أحد يفهم إلا الحاكم ولا أحد عبقري إلا الحاكم ولا أحدا أشرف من الحكومات ولا أكثر ذمة وشرفا من الوزراء ولا تقديس إلا لأسرة الحاكم والويل لمن يسمهم بشعرة أو بكلمة فإن مصيره الهلاك ليكون عبرة للرعاع الأوغاد ... ومع ذلك فمنذ حركات التحرر العربية من الإستعمار والتبعية الأجنبية في خمسينات وستينات القرن الماضي وحتى اليوم لم تشهد من كل الدول العربية إلا التخلف والتبعية والضعف ... نتج عن ذلك تعزيز الجهل والتخلف بين أكثر من 3 أجيال جاءت وسط تخلف وفقر وبطالة وقمع واستبداد وشعارات حكومية فاقت أكاذيب "مسيلمة الحنفي الشهير بمسيلمة الكذاب" ... ومن الطبيعي أن لا توجد "المدينة الفاضلة" إلا في عقلية وأحلام الفيلسوف "أفلاطون" لكن حتى الوسطية لم تنعم بها الأمة العربية فإن نعمت بالوسطية كان توحش الرعية يجرهم إليها جهلهم أو يعطيك الحاكم نهضة وتطور لكن تنعدم الحريات بفساد القضاء ... وتلك المشكلة التي لا تزال قائمة منذ أكثر من 70 سنة تقريبا وحتى يومنا هذا والتي لا أستطيع أن أصفها إلا أن الحكام والحكومات يدفعون ثمن جهلهم بالإنسان وعدم صناعة الإنسان وعِلم الإنسان وتغيير الفكر والأيدولوجيات الإنسان وتوفير حياة كريمة للإنسان وعندما تفشل بصناعة الإنسان الحقيقي فمن الطبيعي أن تتصادم مع جهله حماقته وعشقه للعادات والتقاليد المتخلفة ؟

منذ 44 سنة بدأ الحكام والحكومات العربية بالتطبيع مع الكيان الصهيوني اللقيط بدأَ من مصر في 1978 ثم فلسطين في 1993 ثم الأردن والمغرب في 1994 ثم قطر وعُمان في 1996 ثم البحرين والإمارات والسودان في 2020 واتصالات وثيقة جدا وتنسيق أمني رفيع مع السعودية "غير رسمية" بدأت في 2017 ... جميعهم يعللون ويتعذرون بأن ما فعلون يندرج تحت "سيادة الدول ومصالحها المشروعة" ... لكن لشعوبهم حديث أخر وبنسبة 95% ترفض الشعوب رفضا قاطعا أي علاقات مع الكيان الصهيوني اللقيط مما يعني أن العلاقات بين الدول العربية وبين الكيان اللقيط فرضت على الشعوب فرضا وكرها وإجبارا ... وهذا مما يدل على فشل السياسيين فشلا كارثيا وما التطبيع سوى قشور من العلاقات مما يعزز فرضية أن العلاقات بين الحاكم والمحكوم هناك ليست على خير ما يرام ولا هي على ود واتفاق ... وبالتأكيد عدم الاتفاق بين الحاكم والمحكوم مرجعيته عقائدية دينية صرفة زاد عليها الأثر التاريخي على واقع الأرض ولو أردنا أن نذهب أبعد من ذلك فلا أقل من توصيف أن الشعوب اختارت أن تنحاز إلى كتاب الله سبحانه وتحذيراته جل جلاله في مقابل أن الحكام والحكومات اختارت أن تقف ضد كتاب الله وشريعته ... والمسائل التي تمس كتاب الله سبحانه وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام في فهم وإدراك وعقيدة المسلمين بطبيعتها هي مسائل غير قابلة للنقاش ولا التفاوض ولا حتى مسموح لك أن تطرحها ... والمراقبين والمحللين السياسيين جميعهم يجمعون أن الدول العربية التي طبّعت مع الكيان الصهيوني اللقيط جميعها بلا أي استثناء لم تحقق أي مكاسب سياسية ولا اقتصادية بل بالعكس كانت إسرائيل هي من ربحت من الجميع وكسبت مع الجميع وأخضعت الجميع ... وهذا مما ينسحب على تأكيدنا في بداية الموضوع "لم نشهد من كل الدول العربية إلا التخلف والتبعية والضعف" ... ولذلك اليوم نحن أمانا مواقف متضاربة وهي أن الشعوب العربية في صف وحكامها وحكوماتها في صف أخر وكلا الفريقين على خلاف كبير جدا من المسألة "الإسرائيلية الصهيونية" ... فلو ضربت دولة لها علاقات مع الصهاينة فشعوبها ترمي باللوم على قادتها وحكوماتها وفي الخارج تنتشر الشماتة بتلك الدول ... مع الإنتباه أن الشماتة في الحكام والحكومات لا في الشعوب التي أصلا هي مغلوب على أمرها ولم يسألها أحد في مسألة التطبيع ولم تستفتها حكوماتها في هذا الشأن ؟

التناقضات السياسية اليوم أصبحت كلها نفاق في نفاق ويكاد المرء أن يصاب بالجنون من هولها ... تقصف إسرائيل الأراضي السورية فالكل صامت لا شجب ولا تنديد تقصف طائرات سعودية الأطفال والمدنيين في اليمن فالكل صامت لا شجب ولا تنديد ... يقتل الصهاينة الفلسطينيين ويصادرون أراضيهم ويحاصرون غزة وأهلها فالكل صامت لا شجب ولا تنديد ... تستولي الإمارات على مناطق في اليمن وتسرق الكنوز الطبيعية في "جزيرة سومطرة" وتنفذ عمليات عسكرية وتمول الحرب الأهلية فالكل صامت لا شجب ولا تنديد ... وإذا ما ضُربت السعودية والإمارات فهنا تقوم القيامة والكل ينهال شجبا وتنديدا بأشد العبارات !!! ... فأي معايير سياسية أصبحنا نعيش فيها !!! ... كان "معمر القذافي" كافرا طاغيا مستبدا وكان ممنوع أن تمسه بكلمة وإلا سيف القانون لك بالمرصاد ... وكان "صدام حسين" طاغيا مجرما مستبدا الويل لك إن مسسته بحرف فحتما أنت عميل إيراني وجب الإنتقام وتطهير الأرض من أمثالك ... وكان "زين العابدين بن علي" في تونس رجل المخابرات الذي وصل للسلطة ونكل بالشعب التونسي تنكيلا دمويا والويل لمن يمسه بكلمة ... ومجرم الحرب القاتل السفاح "علي عبدالله صالح" حكم اليمن بالحديد والنار والفساد والرشوة وضحك على دول الخليج والويل لك إن جئت به في موضوع يسيء له وغيرهم الكثيرين ... أي معايير سياسية تنتهجونها وأي تناقضات تمارسونها فهل الحق إلا الحق والباطل إلا باطلا ... ولكم في الأزمة الخليجية أكبر دليل ومثال صارخ للتناقضات المريضة فمن نظام الحمدين والدويلة قطر وحملات التشويه الفاجرة إلى سمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد حفظه الله ورعاه والعلاقات الأخوية والظهر والسند !!! ... هل أنتم مجانين أم نحن ؟ ... يا سادة تلك حالة سياسية شاذة متناقضة تعاني من أمراض نفسية وعقلية ولا تمت بأي صلة للفكر والعمل السياسي بأي صلة وليس لها أي سطر في كتب المدارس السياسية الحقيقية ... إلا لو اعتبرتم أن الشعوب هم مجرد حيوانات لا عقل لها أو كدود الأرض لا قيمة له رغم كثرته مع أن من خلقهم سبحانه لم يخلقهم عبثا إلا لسبب وأسباب فما بالكم بالإنسان ؟

إن من حق الشعوب أن تعادي الكيان الصهيوني اللقيط وتعادي حلفاؤه لأن هذا شرعا "كمن أعان على الإسلام والمسلمين وعاداهم" وهذا وجبت معاداته ... فلكم السياسة والدنيا وما فيها ولنا الله سبحانه وتعالى وشريعته في كتابه فوالله وبالله لن يقبل الكيان الصهيوني اللقيط إلا أن يجردكم من ملابسكم ويخزيكم أمام شعوبكم وتكونوا لهم عبيدا خاضعين ويتربع رغما عن أنوفكم في عقر داركم ... أم أنت أيها السياسي أو أنت أيها الخائن العميل أعلم من ربكم وخالقكم بهم !!! ... أفلم تتدبروا كتاب الله وفيما قالوا وما فعلوا بحق خلقكم وخلق كل شيء سبحانه ؟ أفلم تتدبروا تحذير الله منهم ؟ أفلم تعتبروا مما حل بمن قبلكم ؟ أفلا تعقلون ولا تهلكوا الأمة أكثر مما هي فيه من هلاك ؟ أفلا تتقوا ربكم بالفساد والسرقات والدعارة والخمور والمراقص والخلاعة بين الشعوب ؟ أفلا تستحون من ربكم وأنتم تضعون لحوم الخنازير أشكالا وأنواعا في فنادقكم ؟ ألا تتقون ربكم في الدماء الزكية والأنفس البريئة التي تآمرتم عليها في "اليمن وسوريا والعراق وليبيا" ؟ ألا ترحموا القلوب التي أوجعتموها وهم يرون الصهاينة الأنجاس وهم يطؤون أراضي أوطانهم ؟ ... { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم } البقرة ... مهما على شأنك ومهما بلغ سلطانك فإنك ميت فهنيئا لأهل النار نارهم التي اشتروها في الدنيا وهنيئا لأهل الجنة الذين صدحوا بكلمة الحق في دنياهم ... { فلما نسوا ما ذُكّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فَرَحوا بما أوتوا أخذناهم بَغتة فإذا هم مُبلِسون فقُطِع دابِرُ القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين } الأنعام ... ربكم حذركم من اليهود أنفسهم فما بالك بالصهاينة !!! انتهى الدرس يا غبي من 1400 سنة ؟




دمتم بود ...



2022-01-11

إيران تخلصت من قاسم سليماني وهذه هي الأدلة ؟

 

"قاسم سليماني" ومن لا يعرف هذا الرجل الذي وصل تأثيره بأن أصبح أقوى من قائد الجيش ومن رئيس المخابرات الإيرانية ومن وزير الخارجية لا بل تجاوز الرئيس الإيراني نفسه ... ووصل إلى درجة أنه أصبح الرجل المقرب من "المرشد الأعلى" والأكثر إخلاصا ووفاء له ... وشخصية "قاسم سليماني" كانت تحت أنظار المراقبين والمحللين السياسيين منذ سنوات وفي نفس الوقت كان أهم رجل تحت الرصد والمراقبة والمتابعة في أجهزة المخابرات العالمية بعد "أسامة بن لادن" ... وبالقفز على سيرته الذاتية التي يمكن للجميع أن يراجعها على صفحات الإنترنت نذهب مباشرة إلى هذا الرجل الذي ملك قلوب معظم الإيرانيين وتحول إلى أسطورة ومفخرة لإيران وأنصارهم في "العراق وسوريا ولبنان واليمن" ... سليماني الذي قلب موازين الحرب الأهلية في سوريا واليمن والعراق من الطبيعي أن يكون محط أنظار الجميع رجل ذوو بأس شديد وعزيمة صلبة وعقيدة ثابتة لا تتزعزع ... تلك المواصفات تعتبر أمنية لأي حاكم ودولة وشعب وسياسة وأرض وواقع لكن في إيران الأمر جدا مختلف ... فإيران دولة "عقيدة دينية" صرفة وليست "عقيدة سياسية" أو أيديلوجية سياسية والفرق بينهما أن العقائد الدينية دائما ما تكون ثابتة لأنها مرتبطة بالدين بعكس العقيدة السياسية والأيدولوجيات فهي متغير وغير ثابتة بحكم ما تتطلبه ظروف كل مرحلة زمنية وكل ظرف سياسي ... ومن يعيش في قلب اللعبة السياسية حتما هو فهم واطلع على الحقائق بعكسنا نحن كمراقبين ومحللين من نبحث ونحاول تجميع الصورة لفهم الواقع ... وسنعرف في نهاية الموضوع هل فعلا إيران دولة دينية عقائدية أم دولة سياسية استغلت الدين كغطاء للحكم السياسي ؟

إيران عقيدتها دينية نعم لكنها في نفس الوقت سياسية ولو جمعتهما سيصبح لديك "الدين السياسي" وهي من ألاعيب القديمة التي أول من انتهجها في التاريخ الإسلامي هم "بنو أمية" أو بما تعرف بـ "الخلافة الأموية" وفي أوروبا بالتأكيد الفاتيكان بلا منافس ... تلك العقيدة تريد مقاتلين مجانين من أهل البأس والصلابة لكن ممنوع أن يصلوا إلى السلطة إلى السياسة إلى المراكز العليا من نظام الحكم ... لأن وصولهم للأعلى يعني تهديد مباشر وفعلي وحقيقي لنظام الحكم وضوء أخضر للإنقلاب في أي لحظة ... وعلى سبيل المثال وليس ببعيد "أسامة بن لادن وتنظيمه القاعدة" صنعته السعودية والمخابرات الأمريكية ولما نظر للأعلى وطمح بالسلطة كشفوا الغطاء عنه وتخلصوا منه ... وما يجمع الشخصيتين "قاسم سليماني وأسامة بن لادن" أن كلاهما عندما يتلف القوم من حولهم ويجمعون أنصار ومقاتلين يصلون لعشرات الآلاف هنا تلقائيا يتدخل السياسيين فيرفعون الكرت الأحمر للاعبين أو عملية طرد من اللعبة لمن تم صنعهم ... وبالعودة إلى موضوعنا فإن أول سؤال قد يتبادر إلى ذهن الجميع : هل إيران يمكن أن تقتل ابنها البار أو على الأقل تتخلص ممن يقف في طريقها وفكرها وعقيدتها الشيعية تحديدا ؟ ... الإجابة : نعم وبشكل قطعي الثبوت وبتأكيد تصل نسبته 100% نعم ثم نعم ... العقيدة الإيرانية بشكل عام والشيعية بشكل خاص تستمتع وتتلذذ على آهات التضحيات التي سارت عليها أجيالا وأجيال والتي تأسست وبنيت على مقتل "الحسين بن علي" في 680 ميلادي أي قبل 1342 سنة ... وعندما تبحث عن أسباب استحضار حادثة أو جريمة قتل وقعت قبل 1342 سنة ولا تزال حاضرة حتى يومنا هذا وبقوة فهنا تحضر أمامك العقيدة ومفهومها الطبيعي ... لكن السؤال من يوظفها سياسيا لصالحه ؟ بمعنى تستحضر حادثة عقائدية بعكس أن توظفها سياسيا مستغلا الدين أو العقيدة فتوجهها بشكل سياسي صرف لتحقيق مكاسب سياسية لا تمت بأي صلة للدين وللعقيدة بأي شكل من الأشكال ... وفي هذه الحالة تتكون لدينا منطقية ومفهوم وواقع "الدين السياسي" بدليل أن إيران هي من يجب أن تكون تابعة للعراق وليس العراق تابعا لإيران بحكم أن مركزية الشيعة تقع في العراق لا في إيران لكن للدين السياسي حديثا أخر ... على الرغم من أن آل البيت عليهم السلام ليسوا إيرانيين أو من الفرس القدماء بل هم عرب أقحاح من قلب وأصل العرب ولدوا وترعرعوا ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة ؟

مقتل سليماني 

المشهد هو كالتالي أو كما أرادوا لنا جميعا أن نعيشه ونصدقه ... أمريكا تقتل "قاسم سليماني" ومن معه من خلال صاروخ اطلق من طائرة مسيرة في 3-1-2020 ... ثم بعدها بـ 5 أيام وتحديدا في 8-1-2020 إيران تقصف قاعدة "عين الأسد" في محافظة الأنبار العراقية وانتهت المسرحية التي أراد الجميع أن يصدقها !!! ... لكن للحقيقة وجه أخر مختلف كليا فهل رجل بمثل وزن وحجم وثقل "قاسم سليماني" ينتهي بقصف صاروخي لقاعدة عسكرية أمريكية "خالية" !!! ... لا بل وصلت الرسالة لأمريكا بأن إيران ستضرب تلك القاعدة الأمريكية وعليهم أن يخلوها منعا للإصابات وهذا ما تم فعليا ... وفي 3-1-2022 قامت إيران بعمل مسرحية هزلية تافهة مخصصة للشعب الإيراني مفادها أنها قررت فرض عقوبات إيرانية على 125 مسؤلا عن مقتل قاسمي ومصادرة أموالهم في إيران واعتقالهم فور وصولهم للأراضي الإيرانية والمضحك أن لا أحد منهم يمتلك دولارا واحدا في إيران ولا يفكر أحدا بزيارة طهران ... خصوصا إذا ما قرأتم الأسماء مثل "وزير الدفاع الأميركي بالإنابة السابق "كريستوفر ميلر" - وزير الدفاع السابق "مارك إسبر" - وزير الخزانة السابق "ستيون منوشين" - رئيس الإستخبارات المركزية الأمريكية السابق "جينا هسبل" - مستشار الأمن القومي السابق "جون بولتون" - المبعوث السابق الخاص بشأن إيران "برايان هوك" - المبعوث الخاص بإيران السابق في الخارجية "أليوت أبرامز" - مسؤول الرقابة السابق على الأصول الأجنبية بالخزانة الأميركية "أندريا غاكي" - الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" وغيرهم" ... أسماء تؤكد أن ضرب قاعدة أمريكية خالية ثم بعد سنتين تفرض عقوبات وهمية لأفراد بهدف التأثير الإعلامي "الداخلي" ... كلها معطيات تؤكد أن إيران هي من قتلت "قاسم سليماني" وتخلصت منه ولو كان الأمر عكس ذلك لانتقمت إيران من مقتل ابنها المخلص بضرب القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج وحركت قواتها في لبنان وسوريا تجاه الكيان الصهيوني ... لأن الذريعة المنطقية والقانونية أصبحت متوفرة وأمريكا أعلنت عن مسؤليتها بشكل واضح وصريح وعلني عن مقتل سليماني ... لكن المؤكد أن إيران أدركت خطر "قاسم سليماني" على نظام الحكم برمته + الخلافات والصراعات داخل أذرع النظام في الجيش والحرس الثوري وأفرع إدارات المخابرات الإيرانية وصراع أجنحة النظام بين الخارجية والحرس الثوري والرئاسة وصولا إلى مركزية المرشد الأعلى ... أضف إلى ذلك أن إيران لها سوابق كثيرة وتاريخية بقتل الشيعة وارتكاب الجرائم والمجازر بحقهم كما حدث في العراق من سنة 2004 إلى 2010 بعمليات تفجير واسعة النطاق وتداخل المشهد ما بين الإرهاب السني والإرهاب الشيعي في تلك الفترة ... وبدليل أخر مقتل الشيعة في أفغانستان والتي اشتهرت بـ "مجزرة أفشار" عبر حليف إيران "أحمد شاه مسعود" والصديق المقرب وحليف "قاسم سليماني" ... وشهادة الهارب في بريطانيا "ياسر الحبيب" بمسؤلية إيران المباشرة عن تفجيرات البصرة وبغداد وقتل الشيعة الناشطين من معارضين إيران في البصرة بشهادة قياديين عراقيين شهدوا له بذلك صراحة ... وقتل المتظاهرين في بغداد خلال الـ 5 سنوات الماضية وحتى اليوم والتفجيرات التي راح ضحيتها الأبرياء خلال الـ 3 سنوات حتى اليوم أي بعد انتهاء تنظيم داعش الكافر ... وتلك هي مصلحة إيران أن تجعل العراق ضعيفا ممزقا غارقا بالعملاء والمرتزقة ولذلك اليوم قبضة "النجف وكربلاء" بيد إيران وليس بيد أهل العراق ؟

خريطة مقتل سليماني 

سليماني أصلا كان مرصودا 100% من قبل أجهزة المخابرات العالمية في كل يوم وكل ساعة ومهما غير من هواتفه فإنه لم يكن ليغيب إلا ليوم أو يومين كأبعد تقدير ... أضف إلى ذلك أن تحركاته في سوريا والعراق ولبنان وخطوط سيره كانت تحت المجهر فلم لم يتم اغتياله لا في سوريا ولا في لبنان وليس في أرض المعارك أثناء الحرب ضد داعش وتم اغتياله تحديدا بعد انتهاء داعش وفي فترة السلم وفي رحلة عادية على طائرة مدنية جدا عادية ... وهل عقلية ودهاء سليماني غابت عنه أنه لا يعلم أنه مراقب ومرصود حتى يستقل طائرة مدنية !!! ... ثم يركب في موكب وهو يعلم يقينا أن خط السير في أي لحظة وفي أي يوم وفي أي ساعة يمكن أن يكون من بينهم جواسيس للمخابرات العالمية !!! ... بالتأكيد يعلم لكنه كان على يقين بأنه لو تم اغتياله فهذا يعني أن إيران ستشعل الأرض نارا في المنطقة ثأرا لمقتله فهل حدث ما كان يتمناه سليماني ؟ ... وهنا نستجمع كروت اللعبة لنحاول تركيبها لتكتمل الصورة وهي نحن كمراقبين وكمحللين لم نتوقع أن يكون الرد الإيراني بهذا الضعف والهشاشة والمسرحية السخيفة مما يؤكد أن إيران ضالعة بنسبة 100% باغتيال "قاسم سليماني" ... ولو ذهبنا للسؤال الجريء : هل إيران لديها اتصالات مباشرة مع أمريكا ونسقت معها في عملية اغتيال سليماني ؟ ... الإجابة : نعم سواء بشكل مباشر أو عبر وسيط بينهما نسق ورتب عملية الإغتيال وسيناريو الرد الإيراني الأقل من التافه والسخيف والذي لا يتماشى مطلقا مع مسلسل التهديدات الإيرانية العلنية المستمرة لأمريكا ... وعملية بوزن "قاسم سليماني" من المستحيل والمحال أن لا تعلم عنها مسبقا "دول الخليج وإيران والأردن ومصر وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل" ... وما شاهدناه كانت مسرحية إقليمية دولية واسعة النطاق للتخلص من أهم رجل كان يشكل خطرا على النظام الإيراني وفي نفس الوقت أخطر رجل كان يشكل خطرا على إسرائيل ولتستمر اللعبة ولاعبيها ... والجميع أتقن دوره فيها سواء بالمشاركه أو بالتنديد أو بالحزن أو بالبكاء ؟

نضيف على ما سبق الصراع الشرس والمتوحش بين "وزارة المخابرات الإيرانية وبين مخابرات الحرس الثوري" والذي بدأ بالظهور في أواخر 2017 ورجّح كفة مخابرات الحرس الثوري الذي يتفرع منها "فيلق القدس" الذي كان يرأسه سليماني ... وسليماني كان "المسؤل الميداني" عن الملف الإسرائيلي والذي أيضا ليست بالصدفة أن يتم اغتيال "قاسم سليماني" في شهر 1-2020 ثم في نفس السنة وفي شهر 11-2020 أي بعد 10 أشهر يتم اغتيال أهم شخصية في برنامج إيران النووي الفيزيائي "محسن فخري زاده" جهارا في وضح النهار ... نعكس كل تلك الحوادث على صراع أجنحة النظام الإيراني بتمرد الرئيس الإيراني السابق "أحمد نجاد" عندما فجر مفاجأة مدوية في 6-2021 فقال : المسؤل عن الجواسيس الإسرائيليين في وزارة الإستخبارات هو نفسه جاسوس يعمل لصالح إسرائيل ... ولو عدنا للوراء أكثر فسوف نكتشف بسهولة أن في عهد الخميني مارست وزارة الإستخبارات والأمن القومي آنذاك عمليات القتل بسلسلة الإغتيالات في إيران والتي طالت العديد من الكتاب والمثقفين والمعارضين ... بمعنى أن تكون إيرانيا أو شيعيا فهذا لا يمنع من قتلك أو تلفيق التهم ضدك أو سجنك أو الإستغناء عنك سواء كنت فردا أو كانوا مجموعة أفراد ... وكل من يمس السياسة الإيرانية بسوء أو يشكل خطرا على النظام الأعلى للمرشد الإيراني فهو في حكم الميت أيا كان إسمه أو منصبه أو شهرته دون النظر لمستوى تدينه أو قوة مرجعيته الدينية ... ومتى ما أصبحت ذوو شهرة وشعبية عارمة في قلب إيران يعني أنك أصبحت مصدر تهديد للنظام الأعلى في هيكلة النظام الإيراني وهو منصب المرشد الأعلى ... وهو ما ذكرته تسريبات وزير الخارجية الإيراني العريق "محمد جواد ظريف" والذي كشف في حديث مسجل مسرب له في 4-2021 بخلاصة مفادها أن "قاسم سليماني" أقوى من الحكومة ووزرائها وفوق كل سياسة الرئيس ولا يخضع للسياسة الخارجية الإيرانية وأنه "سليماني" لا يرجع بالقرارات والأمور إلا للمرشد الأعلى فقط وأن سليماني كان أحد أسباب فشل السياسة الخارجية الإيرانية بتحقيق مكاسب عظيمة كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيقها لولا فوضوية سليماني في خط السياسة الإيرانية الخارجية ؟

لقد ذكرت سابقا وفي مقالات عديدة أنه يجب الفهم والإقرار والإنتباه والحذر أن لا إيران تمثل شيعة العالم الإسلامي ولا السعودية تمثل سنة العالم الإسلامي كلاهما نظامين سياسيين يتعاملان بفكر ونهج سياسي صرف وأن العقيدة والدين ما هم سوى مظلة للشرعية السياسية لا أكثر ولا أقل ... وهذا تقليد متطابق تماما مع حكم "بني أمية والعباسيين والعثمانيين" الجميع استغل الدين والكل عبث بالشريعة والكل تلاعب برجال الدين وفتاويهم وخزعبلاتهم وهرطقاتهم ... صنعوا "الحجاج ابن يوسف الثقفي" فبسط لهم مزيدا من الملك وانتهى وبعد موته اعتقلت أسرته وعُذّبوا وسجنوا وأمر أمير المؤمنين "سليمان بن عبدالملك" بلعن الحجاج على منابر المساجد ففعلوا ... والعباسيين صنعوا البرامكة فزادت ثرواتهم ولان الحكم لهم أكثر وانتهى البرامكة في السجون وقتل أنصارهم أما العثمانيين فلا أكثر شهرة من الصدر الأعظم والساعد الأيمن لـ "سليمان القانوني" والذي تحول من صعلوكا إلى الرجل الثاني في الخلافة العثمانية وهو "إبراهيم باشا" ثم انتهى مقتولا ... وحسن البنا وسيد قطب في مصر والغرياني في ليبيا والحسيني في القدس وبن لادن في السعودية وسليماني في إيران والقائمة لا تنتهي كيف النظام السياسي يطوّع الدين من أجل تحقيق مصالحه ومتى ما انتهت المصلحة انتهوا أصحابها إما نفيا أو سجنا أو قتلا ... وفي الختام كان خطر "قاسم سليماني" قد تجاوز منصب رئيس الدولة ثم أصبح يشكل تهديدا مباشرا على منصب المرشد الأعلى ولو حدث انقلاب على هذا المنصب لانتهت إيران وانتهى معها حكم الملالي للأبد ... وكلما استشرى الجهل بين العوام كلما طال أمد أنظمة الحكم بمجرميهم ومنافقيهم وفاسديهم فشاهدوا الصورة بحقيقتها وليس بالصورة التي هم يريدونكم أن تشاهدوها بروايتهم ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 





2022-01-01

المعارضة الكويتية وتفاهـة العقـول ؟

 

لن أعود بكم إلى معارضة الأربعينات والخمسينات حتما سيكون تاريخ قذر قاسي مليئ بالغدر والخيانات بل لا يمكن أن نطلق عليه تاريخ معارضة لأنها كانت خيانة بحقيقتها ... خيانة بإسقاط حكم الصباح وأن تلغى وتشطب الكويت للأبد وأن تكون الكويت إحدى محافظات العراق والشعب الكويتي يتحول إلى شعب عراقي ... نعم ما قرأتموه كان واقعا وحقيقيا وعليه شواهد وشهود وكتب ومراسلات وأدلة وثقته بالإسم والتاريخ وفحش الخطاب ... راجع موضع : تاريخ المعارضة الكويتية وانعكاسها على الجنسية الكويتية" المنشور على المدونة بتاريخ 16-12-2017 والمكون من 4 أجزاء ... أما معارضة 2010 فهي تختلف عن معارضة 2020 من حيث الوجوه فقط لكن كلاهما نفس العقلية لا جديد ثرثرة وشعارات واتهامات دون دليل وفجور فاحش في الخصومة ... كلها معطيات تؤكد أن الكويت لا يوجد فيها معارضة سياسية صرفة بل صراعات شخصية وصلت إلى حد الإنتقام من الأشخاص دون أي اعتبار لمصالح الوطن العليا ... ولا حاجة للتذكير بجرائم المعارضة الكويتية "الصبيانية" التي بدأت بخسائر "صفقة الداو كيميكال" وتهديدات بشأن مشاريع نهضة شديدة الأهمية والتي اليوم شاهدة على من على صواب ومن كان على خطأ ... وعلى سبيل المثال "طريق الجهراء ومشروع طرق جمال عبدالناصر" وغيرها من المشاريع كانت المعارضة رافضة لها بل وهددت رئيس الحكومة السابق سمو الشيخ "ناصر المحمد" بالإستجواب وطرح الثقة فيه ... ومن معارضة 2010 والتي رفضت إلا أن تكون جزء من "الربيع العربي" وللتذكير ففي 2010 تقدم النائب "علي الراشد" مقترحا بمواد لتنقيح وتعديل الدستور فهبت المعارضة ضده في هجمة شرسة ضده شعارها الإعلامي "إلا الدستور" ... لكن في 2011 تقدمت المعارضة مشروعها بتنقيح الدستور !!! وكانت مواد كلها تنزع سلطات سمو أمير البلاد لتحوله من أمير إلى غفير ومن حاكم إلى بروتوكول حاكم أي ممثل شكلي للبلاد بلا سلطات ... وكل الأدلة والشواهد تؤكد أن معارضة 2010 جعلت من المقام السامي لسمو أمير البلاد خصما وندا فتجاسرت على رمز البلاد وتطاولت عليه وحرضوا الغوغاء ففقدت الأخلاق ودفن الأدب لدى الكثيرين فتناولوه سبا وشتما وذما فكان القضاء لهم بالمرصاد لوأد بدعة خسيسة لا يخوض فيها سوى الأوباش عديمي الخلق هاتكين أسس وقيم الدين ... لتعود بنا ذاكرة الأيام وكتب التاريخ عندما سجلوا أن سيد النهضة الأمير الراحل الشيخ "صباح الأحمد" ناله مثلما نال ممن سبقوه حكام الكويت من سادة النهضة الراحلين "أحمد الجبار الصباح وعبدالله السالم الصباح" من طعن وشتم وتطاول رغم إنجازاتهم الخُرافية لوطنهم في زمنهم ووقتهم ؟

أما في معارضة 2020 والتي نجحت باستغفال سذاجة معظم الناخبين والتي كانت بفعل حملات إعلامية 95% منها أكاذيب وافتراءات واستغلال جهل العامة وضرب الروح المعنوية بين أفراد الشعب ... وبالفعل نجحت تلك الحملات بصعود أغلبية برلمانية من المعارضة 90% منهم "لصوص ديمقراطية" أي نواب فرعيات محتقرة شعبيا ومجرمة قانونيا ... ومنذ 2010 وحتى يومنا لا يوجد مشروع معارضة واحد على طاولة البحث ولا توجد أهداف حقيقية للمعارضة ولا يوجد لها برنامج زمني وكل ما هو متوفر مجرد هرطقات شعبية "فساد - مكافحة الفساد - مواجهة المفسدين" ... مع أنهم التزموا صمت الشياطين أمام "جريمة الفرعيات أو التشاوريات" وصفقوا لمن وصل بالكذب والتظليل والفساد إلى كرسي البرلمان ... وفي انتخابات رئيس مجلس الأمة والتي جرت بين العضوين "بدر الحميدي - مرزوق الغانم" تم انتهاك المادة 35 من اللائحة الداخلية التي تفرض سرية الإقتراع فقام الفاسدين الذين جاؤوا من ممارسات فاسدة فانتهكوا سرية التصويت إلى علنيته في 14-12-2020 ... واليوم فتحت أبواب الشرور لعودة الهاربين في الخارج وحتى لو كنت لا أحبذ مثل هذا الأمر بشكله الحالي لكن أدبيات التعامل ما بين الحاكم ورعيته تفرض احترام المقام السامي وتوقير قراراته ... فما بالك بحكام الكويت الذين عرف عنهم بغالبيتهم طيبة القلب وسعة الصدر والعفو والسماح لمن أخطأ بحق نفسه وبحق قيادته وبحق دولته ... فلما عاد رموز المعارضة التي شاخت وكبرت وعلى حساب الإرهابيين في "خلية العبدلي" عادوا للعمل السياسي دون أدنى ذرة من محاسبة النفس أو الإعتراف بأخطاء الماضي ... وعادوا لنفس الأخطاء ونفس التفكير السطحي بلا نهج بلا فكر بلا مشروع وطني بلا أهداف بلا جدول زمني ليس هذا فحسب بل وسط انشقاق كبير جدا في صفوف المعارضة القديمة التي أصلا تعاوني من انشقاق فباتت اليوم تعاني من انشقاق ما بين الوجوه القديمة والجديدة ... بل تخيلوا أنهم ظلوا سنوات هاربين في تركيا وعادوا ولا يوجد لديهم مشروع معارضة إصلاحي رغم وجودهم لأكثر من 1250 يوم هناك في هدوء كان كافيا لمراجعة النفس وصناعة رؤية جديدة ... لكن الأكيد أنهم عندما عادوا شاهدوا كويت جديدة لم تخطر على بالهم أن تكون كما كانت عندما فروا منها ؟

إن الفساد قضية تاريخية سجل التاريخ أول من شرّع قانونا لمحاربته ومكافحته هي الإمبراطورية البابلية على يد سادس حكامها الشهير "حمورابي" في 1754 قبل الميلاد ... أما اليوم فإني أوجه حديثي لكل فرد سواء كان كويتيا أو غير كويتي : هل أنت صالح بنسبة 100% ؟ لم ترتكب مفسدة واحدة ليس طيلة حياتك بل في كل سنة كم مرة تخطئ وتفسد ؟ ... هل أنت صالح أم فاسد أم بين البينين ؟ هل منزلك صالح أم فاسد أم بين البينين ؟ هل أهلك وعائلتك من الصالحين أم من الفاسدين ؟ ... تلك الأسئلة تأخذنا إلى أن أنت وأهلك نواة من المجتمع والذي ينسحب على الأمر إلى الشعب والأمة التي بنسبة مليار% لا يوجد شعب صالح 100% ولا يوجد شعب فاسد 100% إذن المسألة نسبية وطالما المسألة نسبية إذا من سابع المستحيلات أن تتفق الأمة على رأيا واحدا ... ولو أردت دليلا وواقعا ملموسا فانظر إلى دينك وإلى مذاهبه فهل هناك إجماع عليه بنسبة 100% ؟ الإجابة الواقعية : بالتأكيد كلا ... لأن الليبرالي يرى الإسلام من وجهة نظره والشيعي له رأيا والسني له رأيا والصوفي له رأيا والإباضي له رأيا والملحد له رأيا والفلاسفة والمفكرين لهم رأيا ... فإن كان الخلاف والفساد ضرب أديان السماء فهل من الجنون أن نظن ونعتقد أن العدالة ستتحقق بنسبية الفساد في المجتمعات وبين الأمم !!! ... انظروا بأنفسكم من تجار الإقامات ؟ كويتيين ... من عصابات الأسماك والخضروات ؟ كويتيين ... من عصابات المناقصات ؟ كويتيين ... من أفسد العلم والتعليم لدينا ؟ كويتيين ... وزرائك كويتيين وكلائك كويتيين مشرعيك كويتيين موظفيك كويتيين ... فمن أين هبط الفساد هل ببراشوت من السماء أم الكويتي هو الفاسد وكويتي صالح يصرخ من فساد كويتي فاسد !!! ... ونفس الأمر تماما ينطبق في كل دولة عربية وأجنبية لا بل أن الصين في مسائل الفساد تتراوح الأحكام بوحشية وبقسوة ما بين الحكم المؤبد والإعدام فهل هناك من يختلف أن الصين تنين الفساد والغش التجاري ؟ ... ولا أنت ولا أنتي ولا أنا ولا مخلوق على وجه الأرض أعلم بالجنس البشري ممن خلقهم جل جلاله فانظر في كتاب ربك الكم المهول والمخيف ممن سبقوك لتكتشف بسهولة أن مصيبة الأرض كان ولا يزال وسوف يبقى هو الإنسان الذي أفسد وفسد وقتل وسرق ونهب وحتل واستولى وشرد وظلم وصولا إلى اختراعات شيطانية لآلات القتل والحرب والتعذيب بلا شفقة أو رحمة ... ويبقى صراع الإنسان في قضية الفساد تحكمه الأخلاق والأديان لا الحكام والحكومات ولا القوانين ... ولا أقرب مما نقول إلا رسولكم عليه الصلاة والسلام فمن الصادق الأمين إلى الكذاب الساحر المجنون أليسوا من قومه ومن جنسكم البشري فانظر كيف لا تتفق الأمة على رجلا ولا على رأيا فكيف تريدهم أن يتفقوا على فطرتهم وجيناتهم !!! فتخلق الظروف والحياة هذا صالح وذاك فاسد ... وسبحان ربكم الذي يقلب القلوب ويعلم ما تخفيه نفوسكم ويعرف من هو فيكم الكذاب الأشر من المؤمن الصادق فلا تأخذ دور الإله ولا تتمثل بصورة الأنبياء الأتقياء فكل الدول العربية اليوم هي دول فاسدة وشعوب أغلبها فاسدة وفوقهم منظمة دولية "الأمم المتحدة" فاسدة فما هو تعداد الكويت الـ 4 ملايين نسمة مقارنة مع 8 مليار نسمة = 8.000 مليون نسمة ... كمن ينظر لحبة من الأرز في طبق كبير مليئ بملايين حبات الأرز ترك الطبق وصب جُل تركيزه على هذه الحبة !!! حتما إنه الجنون بعينه ... وسبحان الصابر على عباده ؟




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم