2019-12-01

الخريطة الدولية في الحرب القادمة ... قريبا 1


هذا البحث السياسي متعدد الأجزاء سيكون بمشيئة الله أخر حديث سياسي لي سواء في المدونة أو على حسابي في تويتر قبل الإعلان الرسمي والنهائي لقرار الإبتعاد كليا عن الشأن السياسي المحلي والدولي قريبا ... وسأفرد موضوع إعلان اعتزال الشأن السياسي واضعا أسباب هذا القرار بعد أنتهي من نشر هذا الموضوع بأجزائه الـ 6... وإذ رأيت أن من واجب الخاتمة السياسية أن يكون هذا البحث الذي أجتهد فيه بوضع كل التصورات القادمة على منطقتنا وعلى الكويت لأبرأ ذمتي أمام ربي سبحانه ولا أحد سواه سبحانه ... لذا اقتضى التنويه .

 الموضـــــــــــوع
هناك قاعدة أساسية في علم السياسة يخفونها عن طلبة العلوم السياسية ومفادها "لا أخلاق في السياسة" وعلم السياسة النظري ابتكر مصطلح "فن الممكن" ... لكن الحقيقة على أرض الواقع تنسف كل ما يدرسه وما درسه طلبة العلوم السياسية ويكشف حقيقة هذا العلم بأساتذته بمعلميه بباحثيه بمحلييه أن السياسة هي "فن الأكاذيب" ... أي لا يوجد سياسي واحد على وجه الأرض وفي كل دول وحكومات العالم لا يكذب بل لو سردت تاريخ كل سياسي على حدة ستكتشف كم الوعود الكاذبة التي أطلقها في تاريخه أو أنه ليس سياسيا من الأساس ... ويتحدث علم النفس عن الرجل والمرأة الذين يخوضون في المعترك السياسي أن ذاتهم تتغير تلقائيا بسبب بيئة السياسة وإنسانيتهم تقل شيئا فشيئا حتى تصل إلى أقل نسبة من القيم والمبادئ الإنسانية مع ارتفاع إنعدام الشعور بمعاناة وألم الآخرين ... ولذلك في داخلنا وفي حقيقة واقع التاريخ القديم والحديث والأحداث السياسية يجب على البشرية أن لا تحترم الإنسان السياسي لأنه ببساطة يعمل في أقذر مهنة ووظيفة عرفتها البشرية في تاريخها ... ولو أردتم أن أذهب إلى أبعد من ذلك سأقول لكم أن بنات الليل والهوى لهم أشرف وأطهر بل وأرقى بمليون مرة من الرجل والمرأة السياسيين ... ولا هناك دليل ساطع دامغ على ما أقوله إلا فضيحة تسريبات "وثائق ويكيليكس" في 2006 والتي كشفت بالوثائق الرسمية للحكومات العربية والغربية فظاعة جرائمهم ... وفضيحة "وثائق بنما" في 2016 التي تكشف عن سرقات بعشرات المليارات من الدولارات من قبل سياسيين وأسرهم وأبنائهم وتحويل أموال شعوبهم المسروقة إلى إحدى دول وسط أمريكا الجنوبية والتي تسمى "بنمـــا" ... ناهيكم عن سجلات حقوق الإنسان التي ما أن تسمع إسم دولة من تلك الدولة حتى ينطلق العنان إلى عقلك أنها دولة مجرمين جدران معتقلاتها وسجونها لو نطقت لأبكت الحجر والشجر والطير من هول فظاعاتها ... وفي هذا الموضوع المتعدد الأجزاء سأضع القراء الكرام بأحداث خافية وأحداث قادمة حتى يتهيأ الجميع لحرب قادمة لا أحد بالمطلق يعلم إلى أين ستنتهي لكن الأكيد أن الكل سيتضرر منها ... ولذلك سأستعرض مع حضراتكم كل دولة على حدة وضلوعها في أسباب الحرب القادمة والتي باتت تبعد عنا مسافات قريبة أي مسألة وقت لا سنوات ؟ 

يقول "عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون أبو زيد ولي الدين الحضرمي الشهير بـ "ابن خلدون" والمتوفي قبل 613 سنة في كتابه الشهير "مقدمة ابن خلدون" : عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والمتسولون والمنافقون والمدّعون والكتبة والقوّالون والمغنون النشاز والشعراء النظّامون والمتصعلكون وضاربو المندل وقارعوا الطبول والمتفيقهون وقارئو الكفّ والطالع والنازل والمتسيّسون والمدّاحون والهجّاؤون وعابرو السبيل والانتهازيون تتكشف الأقنعة ويختلط ما لا يختلط يضيع التقدير ويسوء التدبير وتختلط المعاني والكلام ويختلط الصدق بالكذب والجهاد بالقتل عندما تنهار الدول يسود الرعب ويلوذ الناس بالطوائف وتظهر العجائب وتعم الإشاعة ويتحول الصديق الى عدو والعدو الى صديق ويعلو صوت الباطل ويخفق صوت الحق وتظهر على السطح وجوه مريبة وتختفي وجوه مؤنسة وتشح الأحلام ويموت الأمل وتزداد غربة العاقل وتضيع ملامح الوجوه ويصبح الإنتماء الى القبيلة أشد التصاقا والى الأوطان ضربا من ضروب الهذيان ويضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطباء والمزايدات على الإنتماء ومفهوم القومية والوطنية والعقيدة وأصول الدين ويتقاذف أهل البيت الواحد التهم بالعمالة والخيانة وتسري الشائعات عن هروب كبير وتحاك الدسائس والمؤامرات وتكثر النصائح من القاصي والداني وتطرح المبادرات من القريب والبعيد ويتدبر المقتدر أمر رحيله والغني أمر ثروته ويصبح الكل في حالة تأهب وانتظار ويتحول الوضع الى مشروعات مهاجرين ويتحول الوطن الى محطة سفر والمراتع التي نعيش فيها الى حقائب والبيوت الى ذكريات والذكريات الى حكايات "انتهى الإقتباس" ... في هذا البحث السياسي الواسع أحلل الأطراف التي ستكون تحت خطر الحرب القادمة أسبابها وفرص نجاتها "بأشد المختصر" والتي ستؤدي تلك الحرب إلى إعادة تقسيم دول وضم دول أخرى ... وصولا إلى سقوط أنظمة حكم وظهور أنظمة حكم جديدة وأظن أن 60% من الدول ستحافظ على شكلها الجغرافي والدولي باستثناء عدة مناطق التغيير سيطالها بشكل أقرب إلى اليقين ... ولأن ما سيحدث ليس صدفة ولن يكون صدفة لكن ستكون هناك خدعة وكذبة واسعة سيتم تمريرها فوق رؤوس المغفلين بتواطؤ إعلامي واسع النطاق ... وهذه الكذبة تهدف إلى منع أي احتجاجات أو مظاهرات قد توفر خسائر سياسية فادحة لأمريكا وأعوانها أي أن أمريكا هي من تريد افتعال هذه الحرب بأي ثمن كان وتريد هذه الحرب بقوة وبشدة لأسباب سنأتي عليها لاحقا ... وسينتج عن ذلك تحرك أعوانها ومواليها في دول الخليج إلى الطاعة العمياء وسيكون لهذه الطاعة العمياء ثمنا كارثيا على دول الخليج مما ستحدث فوضى لم يسبق إليها مثيلا في كل تاريخ المنطقة الخليجية تحديدا ... وإن كان الجزاء من جنس العمل فمن الطبيعي عندما يجتمع الترف الإجتماعي + الجهل السياسي + سطحية التخطيط فستكون النتيجة حتما ضدك بخسائر هذه المرة لن تعرف أن تلملم شتات نفسك ... وإذ حذرت في كتابات كثيرة ومتعددة وحذر غيري من أن السياسة الخليجية بالمجمل هي سياسات كارثية خاطئة بدليل أن كل دول الخليج كلها ولا أستثني ولا دولة واحدة أنها طيلة 20 سنة الماضية لم تحقق أي مكاسب سياسية في الملفات الداخلية أو الخارجية على الإطلاق ... وعندما أقول على الإطلاق يعني أنها دولا منذ أكثر من 20 سنة وهي تمنى بخسائر سياسية فادحة مما أدى إلى تشكل صورة سياسية خارجية مهينة للجميع حتى أصبح العالم بأسره يسخر من تلك الدول ولا يراها دولا تحمل عقولا سياسية ... ولذلك في هذا البحث أعتمد كثيرا على ذاكرة وفطنة وذكاء القارئ ليملأ ما بين السطور ويفهم ما بين الكلمات عندها سيعي وسيفهم حقيقة المستقبل القريب ؟ 

الولايات المتحدة الأمريكية
أمريكا دولة مؤسسات وقانون "داخليا" لكنها دولة مرتزقة "خارجيا" لا تحترم القانون الدولي ولا عهد ولا أمان لها في مواثيقها الدولية ... تعشق الأزمات تستغلها أقصى استغلال لا تؤمن بالحليف السياسي بل تؤمن المصالح الإقتصادية لا تعترف بالقيم الإنسانية بقدر ما تهتم للمكاسب السياسية والإقتصادية لا تتحرك في أمر إلا ورائه غاية أو هدف أو مكسب ... ولا أحد يختلف على قوة أمريكا العسكرية الضخمة والواسعة الإنتشار لكنها ليست إلــــه السموات والأرض وليست القوة المتفردة على وجه الأرض وليست قوة سياسية لا يمكن كسرها ومخالفتها ... فكوريا الشمالية وكوبا وإيران وفنزويلا وفيتنام مرغوا أنف أمريكا في الوحل وروسيا والصين شكلوا ندا مرعبا لأمريكا وبالتالي مسألة الرعب من أمريكا أمر لا مبرر له على الإطلاق لأن البدائل متوفرة ... ولو أجرينا مسحا سريعا على سياسة الرئيس الأمريكي "ترامب" سنكتشف بسهولة أن سياسته هي امتداد لسياسة أوباما وبوش اللذين سلموا العراق لإيران وأضعفوا دول الخليج بل وهمشوها ... ثم جاء ترامب وأكمل المسرحية الأمريكية بنهب ثروات العالم دون النظر لحلفائه الدوليين فقد رفع الرسوم الجمركية ضد حلفائه في أوروبا والهند بالإضافة إلى فتح جبهة حرب اقتصادية ضد الصين وروسيا ... هذه ليست سياسة بل اعتراف ضمني بقوة الصين وهيمنتها الإقتصادية على العالم واعتراف علني بفشل أمريكا على منافسة الصين اقتصاديا ولذلك خبراء الإقتصاد يتحدثون عن أن الصين في 2040 سيتجاوز اقتصادها الإقتصاد الأمريكي بتفوق الناتج المحلي ... والأهم من ذلك أن سمعة أمريكا الدولية لم تعد كما كانت بدليل لجوء حلفاء أمريكا من دول الخليج إلى فتح قنوات تحالفات جديدة مع الصين وروسيا في المجالات العسكرية والأمنية والإقتصادية مما ضرب أمريكا في مقتل ... أي أن التحالفات الخليجية الصينية الروسية قد ضمنت أكثر من 1.4 تريليون دولار لخزينة روسيا والصين خلال الـ 30 سنة القادمة ... مما أدى إلى تشكل الرؤية الأمريكية بضرورة تغيير الإقتصاد العالمي وتغيير نهجه ونسف تعدد القوى الإقتصادية العالمية لخلق عالم اقتصادي جديد ذوو قطب واحد متفرد بالإقتصاد العالمي وعملاته الورقية التي تريد أمريكا وبقوة أن تتحول إلى عملات رقمية لضرب الإقتصاديات المنافسة ... بعدما بدأت دول عديدة التخلي عن الدولار الأمريكي في صفقاتها التجارية والتي بدأت فعليا بين الصين وروسيا وإيران وأوكرانيا وسورية ... وهذا تأكيد على أن أمريكا أدركت فعليا استحالة منافستها للصين وروسيا لا عسكريا ولا اقتصاديا بل بالعكس دخلت الصين وروسيا في مناطق النفوذ الأمريكي وأوجعتها وجعا مؤلما بعقود الصفقات المليارية وتواجد تلك الدول في مناطق النفوذ والسيطرة الأمريكية ... والعقيدة الأمريكية ثابتة ولم ولن تتغير وهي قائمة على النفط ونهب أموال الخليجيين بالإضافة إلى ضمان هيمنة الدولار على الإقتصاد العالمي وقبلهم جميعا الحفاظ على الأمن القومي الصهيوني في الكيان المحتل غير ذلك تبقى ترهات ... ولذلك أمريكا تسعى منذ وقت طويل على تهيأة نفسها لبدء الحرب الكبرى القادمة التي مركزيتها تتوزع احتمالاتها بين 3 نقاط في العالم أولا : كوريا الشمالية التي إن ضربتها أمريكا يعني بدء الحرب العالمية الثالثة ... ثاني : سوريا والتي ربما تفتعل أمريكا عملية إرهابية تكون البداية للحرب العالمية الثالثة في مواجهة روسيا ... وثالثا وأخيرا : إيران والتي تعتبر الأكثر احتمالية وعرضة للحرب القادمة والقريبة منا جميعا والتي أصبحت إيران مهيأة تماما لهذه الحرب التي ستحرق كل دول الخليج بل والشرق الأوسط برمته ... ولذلك يتضح أن أمريكا تسعى لضمان أمن الكيان الصهيوني المنبعث من إيمان مطلق بأهمية هذا الكيان اللقيط وأهمية تغيير قواعد الإقتصاد العالمي لتكون مصدره أمريكا ولا أحد سواها ... واللاعبون الدوليين يدركون حقيقة النوايا والمخططات الأمريكية أكثر من جيد لكن البعض لا يتمنى ذلك والغالبية يتمنون ذلك ليقينهم أن العقيدة العسكرية الأمريكية في كل تاريخها لا تستطيع أن تستمر طويلا في أي حرب تقليدية ... ناهيك أن أمريكا تضع ميزانيات خرافية لحروبها المتوسطة والكبرى عسكريا وبالتالي الحرب ضد إيران أو كوريا الشمالية أو حتى في سوريا ستحرق الإقتصاد الامريكي عن بكرة أبيه باستنزاف لن يقل "مبدئيا" عن 1 تريليون دولار مع عدم استبعاد الحرب الكبرى التي ستستنزف أكثر من 5 تريليون دولار أي 5.000 مليــــار دولار مع عدم وجود أي ضمانات بالنصر مع تأكيد عدد القتلى الأمريكان لن يقل عن 100 ألف أمريكي ما بين عسكري وعمليات إرهابية ستستهدف المدنيين الأمريكان في مناطق النزاع ... إذن السيناريو مرعب نعم مرعب وهو بات قريبا من الجميع لأن الغالبية خاضعين لأمريكا ولو دول الخليج وحدها قالت "كلا - لا" لأمريكا لقلبت الطاولة السياسية فوق رأس أمريكا ولأفشلت كل مخططات التحالف الصهيوأمريكي ... وهيئة الأمم المتحدة تتحمل جزأ كبيرا من مسؤلية ما سيحدث بعدما أصبحت تلك المنظمة تقف عاجزة أمام خرق القانون الدولي تارة بيد أمريكا وتارة بيد روسيا وتارة بيد فرنسا ... إذن أمريكا بحاجة لهذه الحرب لتغيير الإقتصاد العالمي ولضرب اقتصاديات الدول الكبرى ولوقف تمدد الإقتصاد الصيني ولضعضعة القوة الروسية وتراجعها ولإنهاء منظمة أوبك التي تهيمن على الإقتصاد العالمي للنفط وتحويل دول الخليج النفطية إلى نسخ مكررة من العراق وفنزويلا ... ولذلك عندما تقول أمريكا أنها ليست بحاجة لنفط السعودية فهي بالتأكيد كاذبة بل أمريكا تعبد وتقدس النفس أينما كان بدليل احتلالها للمواقع النفطية في سورية وقبلها في العراق التي لا أحد بالمطلق يعرف كم حجم كميات النفط التي سحبت من الأراضي العراقية والسورية وقيمة البيع ولا من هو المشتري وكيف تحولت تلك المليارات  ... بل بريطانيا وأمريكا وفرنسا لهم حصص من النفط المسروق في ليبيا والعراق وسورية وهم أكثر من يوفرون الحماية والغطاء العسكري لسراق النفط في تلك الدول ... ناهيكم أن أمريكا حاولت أن تضرب الإقتصاد الصيني بالعملات الرقمية مثل : Bitcoin Ripple IOTA Cardano وغيرها ... والتي معظمها مسجلة بأسماء وهمية والبعض لا أحد يعرف أصل مؤسس تلك العملات الرقمية التي يظن الناس أن أرباحها من خلال الـ "Internet World" بينما ثلثين تداولات العملات الرقمية تتم صفقاتها عبر الـ "Deepweb" ... ولذلك هناك نافذة تؤكد أن هناك مئات المليارات جاهزة للسرقة متى ما أرادت أمريكا أن تضرب ضربتها التي عطلتها الصين وروسيا وتعاملوا مع لعبة العملات الرقمية باحتراف باهر مثلما تبخرت أكثر من 240 مليار دولار من المعاملات المالية أثناء ضرب البرجين في نيويورك في 9-11-2001 ... ومثلما تبخرت أكثر من 14 تريليون دولار في الأزمة العالمية في 2008 وما تبعه خلال 4 سنوات أي حتى عام 2012 والتجارة أي تجارة إن كان هناك خاسر يعني أن هناك رابح وفي اللعبة الأمريكية لا أحد يعرف من هو الرابح ولن يعرف أحد ذلك ... إذن كل ما نرصده ونتابعه ونراه أن هناك فشلا أمريكيا كارثيا كل إشاراته ومؤشراته تؤكد أن أمريكا لم تعد تنفع معها كل ألاعيبها السياسية الرصينة أو القذرة حتى تحقق نصرا اقتصاديا عالميا مما شكل عليها ضغطا كبيرا لتضع الحرب الكبرى على طاولة البحث والإحتمالات الأكثر من كبيرة ... والتي كما أسلفت تريد أمريكا قوة اقتصادية واحدة والتي تعني الحرب الكبرى والتي إن تدمرت روسيا والصين فتلقائيا هيمنت أمريكا على العالم الإقتصادي بأسره والتي لا يعرف الأمريكان أن حتى اقتصادهم في الحرب الكبرى سينهار ويعلن إفلاسه ... وإعلان إنهيار إفلاس أمريكا يعني تفكك ولاياتها المتحدة الـ 50 لتتحول إلى 50 دولة مستقلة ذات سيادة وذات ديون معدومة 100% من الناحية القانونية الدولية ... في النهاية لا دول الخليج وشعوبها ولا الشرق الأوسط وشعوبه ولا أي أحد له أهمية أو اعتبار أمام المخطط الأمريكي القادم فكل ما تريده أمريكا في سياستها ومستقبلها "القريب القادم" هو أن تكون القوة الإقتصادية والعسكرية المتفردة المهيمنة على العالم وأن تقوم دولة إسرائيل الكبرى والتي يجب أن تسقط أنظمة حكم عربية وخليجية ويجب أن يعاد تقسيم منطقة الشرق الأوسط ؟ 

الإتحاد الأوروبي
الإتحاد الأوروبي بكل دوله الـ 28 هي دول تحصيل حاصل لا قيمة لها في ما نتحدث عنه من حرب كبرى فهي دول تإن وتتوجع من الديون والحرب الكبرى تعني إعلان إفلاس ثلثين دول الإتحاد الأوروبي واحتمالية تفككه وانهياره الكلي ... ففي أخر إحصائية تتحدث عن ديون دول الإتحاد الأوروبي لعام 2017 فقد تجاوزت الديون الخارجية لأكثر من 7.1 ترليـــــون دولار ... ناهيكم عن مقتل الصناعات الأوروبية التي ستتضرر بنسبة لن تقل عن 60% أي نحن نتحدث عن صناعة بطالة وخروج من العمل لأكثر من 10 ملايين نسمة كأقل تقدير مع تأكيد بإعلان إفلاس عشرات وربما مئات الشركات الأوروبية ... ومشاركة دولا مثل بريطانيا وفرنسا في أي حرب كبرى سيكون كافيا جدا بأن يشعل الداخل البريطاني والفرنسي وغيرهم بأعمال شغب وسقوط سياسي مدوي سريع لقادة أوروبيين ... وليس الأمر بالصعوبة حتى نعرف بأن أوروبا هي كالكلب المطيع لأمريكا وفي السياسة لا يثق في فرنسا وبريطانيا سوى الأغبياء والسذج من السياسيين أو ممن مسك عليهم مستمسكان فضائح جنسية أو أموال سرقها اللصوص من دولهم وشعوبهم فحولوا الشريف الوطني في وطنه إلى عبد ذليل خاضع للقوى الخارجية ... أما في الميزان العسكري فكل أوروبا على بعضها لا تشكل أي قوة عسكرية حقيقية ولا تشكل أي تهديد حقيقي لأي مكان من العالم مقارنة مع الصين وروسيا وأمريكا وإيران وكوريا الشمالية هذا إن تحدثنا في الحرب التقليدية وليس النووية ... ولذلك من الخطأ وضع أي حسابات أو تقديرات في سلة الإتحاد الأوروبي لكن تؤخذ ككونها قوة سياسة نافذة نعم بالتأكيد وهي قوة سياسية عظيمة التأثير لكن كقوة عسكرية ونفوذ عسكري دولي فالأمر جدا مختلف ومغاير تماما ... فإن ضربنا الكساد سيضرب أوروبا الكساد وإن توجعنا في الشرق الأوسط ستتجرع أوروبا طعم الألم الحقيقي في الإنهيارات الإقتصادية التي ستحرق مدخرات أكثر من 500 مليون نسمة هم سكان الإتحاد الأوروبي وتخسف بأسعار الأصول المالية إلى أكثر من النصف ... وهذا كافيا جدا بأن تشتعل أوروبا مظاهرات وأعمال شغب تسبب إنهيارات سياسية واسعة في القارة العجوز ... ناهيكم عن شرارة العنصرية ضد المسلمين التي لن تستطيع أوروبا أن تتحمل فاتورتها أمام أكثر من 25 مليون مسلم مقيم في مختلف دول الإتحاد الأوروبي ... ولذلك من مصلحة الإتحاد الأوروبي أن ينفصل عن أمريكا وتبعيته للهيمنة الأمريكية وأن يستقل في القرار السياسي الأوروبي عن القرار الأمريكي وإلا فالندم سيكون جدا عظيما لتلك الأمة ... والغريب في الأمر أن الإتحاد الأوروبي هو أكثر عقلانية من الأمريكي الهمجي وتتمتع أوروبا بصناعات محترمة وتنوع تحالفات دولية ضخمة للغاية وبالتالي استقلالية القرار السياسي الأوروبي سيكون ذوو مكاسب مثيرة للدهشة والإرتياح لو سلكت أوروبا طريقا مستقلا عن أمريكا سياسيا فذلك سيوفر لها مكاسب اقتصادية أكثر من رائعة وتقدم مدهش ... فروسيا لا تشكل تهديدا حقيقيا لأوروبا لكن أمريكا هي من صنعت هذا العداء وهذا التهديد في دول حلف شمال الأطلسي أي أن أمريكا صنعت لهم عدوا وهميا عسكريا من خلال روسيا واقتصاديا من خلال الصين وفي كل الأحوال كل هذا ليس من مصلحة الإتحاد الأوروبي الذي جرته أمريكا في صراعاتها وفشلها ... فإن كانت تبعية دول الخليج بيد أمريكا فأيضا الإتحاد الأوروبي تحت التبعية الأمريكية ومسألة الإستقلالية الأوروبية لا أساس لها من الصحة ... ولذلك قوة أوروبا تكمن بالقرار والنفوذ السياسي فقط وليس كقوة عسكرية ولا يمكن أن يكون لها أي تأثير يذكر في الحرب القادمة مع عدم استبعاد أن يتم توريط أوروبا بأسرها في حرب مفتعلة لا ناقة لهم فيها ولا جمل ... باستثناء أمر واحد إن توافقت الرؤية الأوروبية + الصهيونية + الأمريكية من ناحية الحرب الدينية أي حرب المسيحيين ضد المسلمين ومناطق قوة ونفوذ المسلمين ... وهذا الإحتمال لا يمكن استبعاده لأن الماسونية والصهيونية العالمية يسعون لمثل هذه المواجهة والتي تعرف بـ "الحرب الصليبية" وهي مخططات تم تسريبها منذ وقت طويل باستعدادات تمتد لعقود حتى يأتي الموعد المرتقب لهذه الحرب ... والتي عرفت دينيا باسم "حرب هرمجدون" أو "Armageddon" بمصطلح "حرب أخر الزمان" وهي حرب صليبية صرفة بين أمريكا وأوروبا من جهة وبين المسلمين من جهة أخرة ... وأوروبا تميل إلى التحرك الديني أكثر من السياسي أي عندما تريد أن تتحرك بفعل الهدف الديني فإنها تضع كل قيمها الورقية وكل قوانينها تحت أقدامها وتمضي حتى تحقيق هدفها ومن ثم تعود صورة الشرف والقيم النبيلة والتسامح الراقي إلى الواجهة لتظليل المغفلين ؟


يتبع الجزء الثاني



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم