2019-06-27

إلى الديوان الأميري ... ظللونــــا ؟


لكم مني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تتحدث الدراسات البيئية الخاصة بارتفاع درجات الحرارة أن العالم مقبل على نسب عالية في ارتفاع درجات كوكب الأرض ... ولا يخفيكم الجو اللاهب في الكويت وأنا وأنتم وجميعنا نعاني من درجات الحارة العالية ومن الغبار الذي كعادته يدمر كل شيء في طريقه ... وبما أنكم الجهة الأكثر احترافية في صناعة المشاريع المتوسطة والكبرى في الكويت فإني أضع بين يديكم فكرة نظريا وواقعيا قابلة للتطبيق ... ولا ينقصها سوى قلوب رجال لا تعرف التردد وتستطيع أن تصنع ما يصيب العالم بالدهشة ونحن في الكويت نملك تلك المقومات ... لكن مشكلتنا في البيروقراطية وحكومة السلحفاة ومجلس "اللوك لوك" وما ضيع قوما أكثر من الجدال ... ولذلك أرجو وأتمنى أن تأخذوا بموضوعي هذا كل الإهتمام والنظر إليه بجدبة وبموضوعية لأن المنفعة لن تكون شخصية على الإطلاق بل على الجميع بل ومنفعة أيضا لسمعة الكويت خارجيا ولسنا أقل مما يتفاخرون بإنجازاتهم ؟ 

ظللوا شوارع الكويت
منطقيا وواقعيا فإن صناعة أنفاق تحت الأرض بعمق لا يقل عن 30 مترا ويكون على نفس خط ومسار الخطوط السريعة والرئيسية هي أفضل فكرة تخدمنا لـ 100 سنة قادمة ... والأمر بالتأكيد ليس مستحيلا ولكم أن تراجعوا عظمة "نفق المانش" الذي ربط فرنسا ببريطانيا والإبداع فيه أنه كان تحت البحر مباشرة ... فصنعوا خطوطا للسيارات والقطارات والشاحنات بل وابتكروا وصنعوا آلة حفر خاصة كانت هي الأكبر والأضخم عالميا ... وبعد أن انتهى المشروع تم تفكيك الآلة وبيعها وما لم يتم بيعه تم صهره وتحويله إلى معدن قابل للإستخدام من جديد ...  وفي أخر هذا الموضوع سأرفق لكم الموضوع الذي كتبته منذ سنوات لهذا المشروع وأرباحه المؤكدة ... لكني أعرف مسبقا أن مثل هذه الخطة العظيمة لن تحدث في الكويت لأسباب كثيرة ليست موضوعنا الآن لكن هناك الأهم والأسرع تفكيرا وتنفيذا وهو صناعة مظلات على الخطوط السريعة كمرحلة أولى ثم المرحلة الثانية الشوارع الرئيسية ثم المرحلة الثالثة الشوارع الرئيسية للمناطق ... ولكم هنا أن تنشؤا شركة أو تتعاقدوا مع شركة عالمية بشرط أن يكون لها مقرا وأيدي عاملة ومخازنها في الكويت لأن عملها سيكون بشكل يومي وبصيانة تعمل 24 ساعة ... وحتى أدخل معكم في هذه الفكرة فستكون على الشكل التالي
 
1- تنشأ مظلات شمسية فوق كل شوارع الكويت .
2- المظلات تعمل على الطاقة الشمسية تفتح وتغلق إلكترونيا .
3- المظلات من الداخل مزودة بمرشات مياه لمكافحة الحرائق .
4- تنصب على أعمدة المظلات كاميرات مراقبة مربوطة مع الشرطة والمطافئ .
5- أساسات المظلات وأفرعها تصنع من الفولاذ الصلب المقاوم لتغيرات الجو والتي لا تتأثر وتقاوم أي سرعة رياح وتنصب أساساتها تحت الأرض بعمق لا يقل عن 3 متر مع منع استخدام الألمنيوم نهائيا .
6- مساحة المظلة "عرضا تكون ما بين 4 و 5 أمتار .
7- مساحة المظلة ارتفاعا تكون من سقف الجسور إلى الأرض .
8- تبلغ مساحة الخطوط السريعة من الدائري الأول إلى الدائري السابع بطول = 159 ألف و 500 متر أي أنك ستحتاج إلى 31.800 ألف قطة مظلة
9- تكوين المظلة يكون من الأعلى إلى الأسفل بتغطية كاملة قابلة للفتح والإغلاق أوتوماتيكيا .
10- تغطية الأجناب لمنع تعطيل السير لمشاهدة الحوادث التي تقع على الخط الثاني من الشارع .
11- تضاف قيمة 10 دنانير على تأمين كل سيارة غير قيمة التأمين الأصلية يستدخل المبلغ لمكاسب للمشروع ويصرف منه على الصيانة الدورية .
12- في الكويت أكثر من 1.7 مليون سيارة × 10 دنانير تدفع في كل سنة = 17 مليون دينار = 56 مليون دولار سنويا يسترجع جزء منه لخزينة الدولة وجزء منه للشركة التي تقوم بالصيانة ويصدر تشريع بقانون يقدم بصفة الإستعجال لهذه القيمة الرمزية .
13- في حال الموافقة وأخذ التراخيص وإقرار القانون يشترط عقد التنفيذ على الشركة المنفذة أن تعمل بواقع 24 ساعة على مدار الأسبوع دون أي توقف بعمل 4 و 5 نوبات متواصلة .
14- كبادرة حكومية مشجعة للشركة المنفذة ولأهمية المشروع فإن الحكومة توفر 3 وجبات طعام رئيسية ووجبتين طعام خفيف لجميع مواقع عمل المشروع + توفير سيارة إسعاف في كل موقع للطوارئ + فريق عمل حكومي ميداني يتواجد 24 ساعة مع الشركة المنفذة لإزالة أي عائق قد يطرأ وقت تنفيذ المشروع + مواصلات العمال من وإلى الموقع مع السكن المجاني طيلة فترة المشروع .
15- تتعهد الشركة بأن تصلح أي عطل خلال أقل من ساعتين وتقوم بالتبديل إن لزم الأمر وعلى نفقتها خلال أقل من يوم واحد .
16- تتعهد الشركة المنفذة أن تنتهي من تظليل الخطوط السريعة خلال مدة سنة واحدة فقط بعمل 6 فرق عملاقة لا يقل عدد كل فريق عن 500 عامل ومهندس وفني ومشرف ومع توفير كل التسهيلات لهم بواقع 24 ساعة أي أنهم سيعملون لمدة ساعة بمجموع = 8.760 ساعة خلال 365 يوم .
17- تزود المظلات بمكائن هواء تأخذ الهواء الحار وستبدله بالهواء البارد أو المعدل .

فوائد المشروع 
1- المحافظة على البيئة واعتدال الجو .
2- المحافظة على المركبات والتقليل من استهلاك المركبات وأعطالها .
3- صناعة ثقافة جدية لتتحول المنازل مستقبلا بأكملها إلى منازل مظللة .
4- تقليل التوتر الشخصي بسبب ارتفاع درجات الحرارة أثناء القيادة .
5- توثيق إسم الكويت كأول دولة على وجه لأرض تنجح بتظليل كافة طرقها الداخلية والخارجية .
6- توفير أكثر من 106 ميغاواط كانت تحترق لإنارة الشوارع واستبدلتها بالطاقة الشمسية المباشرة .
7- مراقبة المستهترين والمخالفين في شوارع الكويت عبر الكاميرات المثبتة في المظلات .
8-      ارتياح شعبي واسع لم يسبق له مثيلا .
9- تقليل نسبة الغبار على الطرق ومقاومة أي تكون للكثبان الرملية .
10- فسح المجال للفنانين الكويتيين حصريا بإظهار إبداعاتهم برسم لوحات ضخمة على جدران المظلات .

ليس الأمر مستحيلا بل الأمر قابل للتنفيذ ولو على التكلفة المالية للمشروع فإنك في أقل من 10 سنوات ستستدخل أكثر من 170 مليون دينار = 561 مليون دولار ... وما تراه أنت صعبا أراه أنا ممكنا وما تراه أنت مستحيلا أراه أنا حقيقة ؟

شاهد المواضيع التالية
حـــل ارتفاع درجات الحرارة في الكويت ؟

حـل مشكلة الغبـار على الكويت بأكملها ؟



اعقلها وتوكل



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم






2019-06-25

عقارب الساعة تحرق ترامب وحلفائه ؟


في التحليل السياسي ورصد كل التصريحات الدبلوماسية التي خرجت من كل مكان ورغم كل محاولات العقلاء والحكماء من تعطيل قرار الحرب الأمريكية على إيران ... كلها معطيات ترسل إشارات التأكيد أن الضربة الأمريكية احتمالاتها لا تزال قائمة بل وتتعزز بصورة كبيرة ... وهذه الصورة أو الإحتمالية تتشكل في مشهد أن أمريكا ستنزل بشكل مفاجأ ومباغت لإيران بضربة عسكرية جوية موجعة ... على أثرها ستنفذ طهران وعودها وستضرب السفن والبوارج الأمريكية في البحر مع عدم استبعاد تدمير وإغراق حاملة طائرات أمريكية لكسر الشوكة الأمريكية ورفع روح معنويات الجيش الإيراني ثم ضرب القواعد العسكرية الأمريكية في دول الخليج ... وفي الجهة الأخرى ودون سابق أي إنذار ربما وأعتقد وأظن أن حزب الله وحماس سيشكلون لأول مرة تحالفا مرعبا وسيشنون في وقت واحد حربا على جبهتين ضد الكيان الصهيوني المحتل ... وهذا الأمر سيصيب الكيان الصهيوني بشلل قاطع ورعبا مزلزلا في عموم الكيان الصهيوني بل مثل هذا التحالف هو أكبر من قدرات إسرائيل التي لطالما سوقت لنفسها دعاية أنها القوة التي لا تقهر ... وسيتم اعتقال وأسر العديد من جنود الكيان الصهيوني وقتل العديد في المقابل سيكون هناك تدميرا كبيرا في غزة والجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية لحزب الله في بيروت ... على ضوء تلك التطورات ستبدأ أمريكا بحشد جيشها في السعودية والإمارات حصريا لرد اعتبار كرامة أمريكا التي أهينت عبر تدمير أسطولها البحري وإغراق حاملة طائرات في حدث هو الأول من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية ... في تلك الأثناء إيران لن تتوقف بل هي أصلا مستعدة لحشد 3 ملايين مقاتل وستعطي الضوء الأخضر لكل أنصارها في العالم بأن يتحركوا لنصرتها وستشتعل المنطقة ... فهي تمتلك قرار 400 ألف مقاتل في العراق وتملك قرار أكثر من 300 ألف مقاتل في أفريقيا ناهيك عن الحوثيين الذين سيكثفون ضرباتهم بشكل صادم ولأول مرة سنشاهده ... والدمار أمرا مؤكدا على القوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة وعلى إيران وعلى السعودية والإمارات والبحرين وحتى الجيش المصري الذي سيتم شحنه إلى السعودية سيكون مجرد تحصيل حاصل ... وعلى الجانب الأخر فإن استراتيجية إيران باتت أمرا واضحا وهي "حرب النفس الطويل" وهي نفس استراتيجية أعوانها في اليمن من الحوثيين ولبنان من حزب الله والذين اتخذوا النفس الطويل لإنهاك الخصم سياسيا وعسكريا واقتصاديا وقد نجحت هذه الإستراتيجية وأتت أكلها ... وصدق الإيرانيين عندما وجهوا حديثهم لأمريكا عندما قالوا "أمريكا قد تبدأ الحرب لكن إيران هي من ستنهيها" وستستمتع روسيا والصين بغرق أمريكا في المستنقع الإيراني وخسائرها الإقتصادية ... وهذا السيناريو سيكون قائم سواء ترامب هو الرئيس أو غيره هو الرئيس ؟
 
ما سبق هو مشهد بسيط لسيناريو هو الأقرب إلى الحقيقة ولا نلوم من سيطرت عظمة أمريكا على عقولهم وظنوا أنها أكبر من أقدار ربهم وأن أمريكا لا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع أن تواجهها ... كلا وأبد هذا الأمر ليس صحيحا وليس منطقيا أن تسيطر قوة واحدة على وجه الأرض هذا لم يحدث ولن يحدث منذ بدء الخليقة حتى قيام الساعة ... لكن في حقيقة الأمر هناك عقلاء وهناك مجانين ومتهورين وسياسة العقلاء هي من لا تريد أن تريكم شرورها كروسيا والصين ... وعلى الجانب الأخر هناك أوروبا التي تواطئت مع أمريكا وحاولت كسب أكبر قدر من الوقت في قضية انسحاب أمريكا من الإتفاق النووي الإيراني ... فأوروبا حاولت أن تلعب على الطرفين الأمريكي والإيراني لكن الأمريكان كانوا أكثر حسما وتشددا تجاه الجميع وأوروبا وجدت نفسها أنها ملزمة بأن تتبع أمريكا كأبناء البطة الكبيرة وإلا ستفقد أوروبا أكبر حليف عسكري واقتصادي لديها ... مما جعل إيران تدرك تلك الألاعيب الأوروبية ومنحتهم مهلة 60 يوم أي شهرين للإختيار بين لغة القانون والإلتزام بالتعهدات والإتفاقيات الدولية وبين أن تكون دولا مارقة متحالفة مع أمريكا التي لم تعد أهلا للثقة في أي اتفاقيات دبلوماسية وسياسية رسمية وقد انتهت هذه المهلة ... إذن نحن أمام مشهد مؤسف أمام صارع سياسي وحشد عسكري وحرب إعلامية ودفع شديد لحرب الكل يعرف أنها ستكون كارثية بكل المقاييس بل أعظم بـ 100 مرة من غزو العراق ... على الجانب الأخر هناك دول لا تريد تلك الحرب على الإطلاق وتعمل على إفشالها بكل ما أتوا من قوة مثل "الكويت وقطر وعمان والعراق" وهي دول محورية في المنطقة وتشكل ثقل سياسي واقتصادي كبير جدا بل بإمكانهم تغيير موازين المعارك في أي حرب ... والعراق هو الأقرب والأسرع أن يستغني عن أمريكا بل ويعاديها في لحظة وخسارة أمريكا للعراق ستكون ضربة موجعة للغاية لأمريكا ... وأتذكر أني كتبت منذ سنوات أن خسارة أمريكا للعراق هو أمر حتمي وطرد القوات الأمريكية وكل دبلوماسيين السفارة الأمريكية في بغداد هو أمر مؤكد ... وسترد أمريكا على العراق وقتها بكرت استقلال أكراد العراق والإعتراف باستفتاء الإنفصال الذي جرى في 2017 ... والأهم أن الإنتقام الإيراني على تدمير مواقعها العسكرية وقصف العاصمة طهران سيرتد على قصف إيراني للعواصم الخليجية "الرياض - دبي - أبوظبي - المنامة" ... ناهيك أن القاعدة الأمريكية في قطر هي هدف مؤكد لا يقبل الشك به على الإطلاق لأن القاعدة الأمريكية في قطر تعتبر هي المخزون الإستراتيجي الأمريكي لأكبر مخزن ذخائر وأسلحة لأمريكا خارج الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي تدمير هذا المخزن سيعتبر ضربة قاصمة لأمريكا ... وتدمير الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين هو هدف استراتيجي أخر ويعتبر ذوو أهمية عالية كأهمية قاعدة العديد في قطر ... مع عدم استبعاد القاعدة الأمريكية في الكويت من تعرضها لقصف إيراني ... أما في الشأن الإيراني فإن ضرب المواقع الإستراتيجية والحساسة فيها لا تشكل أهمية كبيرة لإيران لأنها سوف تتعامل مع استراتيجية النفس الطويل ... وبالتالي هذه الحرب خسائر أمريكا وحلفائها أكبر بكثير من خسائر إيران التي لا ينفع معها أي حرب مهما بلغت التقنيات والإستعدادات لأنها دولة وكيان يستحيل أن يسقط إلا من خلال غزو مباشر لأراضيها ... ومثل هذا الغزو سيحتاج لأكثر من 1.000 طائرة وأكثر من 500 الف جندي وحشد وتحالف دولي واسع النطاق وأمريكا وحلفائها لا يملكون هذه الخطة ومستبعدة لضخامتها ولعدم وجود من يتحمل نفقاتها التي ستتجاوز أكثر من 500 مليار دولار كأقل تقدير ... أما وفق السيناريو أعلاه والإعتماد على حرب الصواريخ والضربات الجوية والأعمال الإرهابية فإن فاتورة هذه الحرب ستتجاوز أكثر من 1 تريليون دولار كأقل تقدير وكلما طالت أشهر الحرب كلما ارتفعت الخسائر الإقتصادية على الجميع ... إذن المشهد كله من أوله إلى أخره لا يبعث على الإرتياح على الإطلاق والكل سيكون خاسرا ومتضررا لا أحد سيكون بمنأى عن الضرر فإن لم يكن ضررا عسكريا فإن الضرر بالتأكيد سيكون إقتصاديا ... وأسعار النفط الحالية إن كانت ما بين 63 دولار فإن وقت الحرب ستتراوح ما بين 150 إلى 220 دولار ؟

متى سيكون موعد هذه الحرب ؟
كل المعطيات على الأرض تتحدث أنها بعيدة الآن لأن الحشد البحري والعسكري لا يتناسب مع المستوى الإيراني وإلا أعتبر أي ضربة عسكرية لإيران هي بمثابة انتحار عسكري مؤكد 100% ... لكن لم لا نفكر أبعد من ذلك ونضع سيناريو توريط أمريكا بأن تشن الطائرات الصهيونية ضربة عسكرية ضد إيران ومن ثم تقصف تل أبيب ومن ثم تدخل أمريكا على خط المواجهة وتشتعل الحرب ... هذا احتمال قائم وبالأساس هي خطة إسرائيلية حاولت إسرائيل 3 مرات أن تنفذها لكن الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما" رفضها بشدة ومنع الكيان الصهيوني من القيام بها ... أما في سيناريو أن تشتبك السعودية مع إيران في مواجهة مباشرة فهذا الإحتمال لا يرقى إلى التفسير والتحليل لأن القوة السعودية أضعف بكثير جدا من أن تواجه القوة العسكرية الإيرانية ... والسعودية في حرب تحرير الكويت استنجدت بقوات عديدة أولا لحماية نفسها وفق تأكيد وتوثيق سمو الأمير الملكي الفريق / خالد بن سلطان آل سعود في كتابه "مقاتل من الصحراء" وفي غزوها لليمن أيضا اعتمدت على الخارج عبر مرتزقة السودان والصومال والقوات البحرية المصرية ... إذن السعودية لا تعرف أن تخوض حربا بنفسها ومنفردة كما أن التقارير العسكرية الفرنسية والأمريكية التي نشرت عبر الصحف الخارجية أكدت ضعف القوة العسكرية السعودية واستحالة انتصارها في أي معارك تخوضها ... وعلى صعيد أخر فإن القوة البحرية العسكرية في مياه الخليج العربي هي مضمونة لإيران بنسبة 90% وكل دول الخليج مجتمعين لا يشكلون بأفضل أحوالهم 10% ... إذن نحن على موعد مع أمريكا أو الكيان الصهيوني أن يفتعلوا حماقة وهذه الحماقة قادمة ربما بعد أسابيع ربما بعد أشهر لكن من المؤكد واليقين أن هذه الحرب ستحدث إن لم يكن في 2019 فموعدها في 2020 ... وكل المحاولات الحثيثة من حكماء وعقلاء منطقتنا والعالم فهم بسعيهم المشكور لا ينزعون فتيل هذه الحرب إنما يؤخرون موعدها فقط ... أما نزع فتيلها وإيقافها كليا فهذا الأمر لن يحدث إلا بجلوس السعودية وإيران على طاولة المباحثات السياسية عميقة في الدهاء السياسي وهذه أظن أخر فرصة للسعودية في كل تاريخها الحديث يجب أن تستغلها قبل أن تستغلها أمريكا ... فإن استغلتها السعودية ستجني مكاسب عظيمة شرط وجود القن السياسي وليس وفق التهور السياسي أما لو أمريكا استغلت هذه الفرصة فإن السياسة السعودية ستمنى بخسائر أكبر وأشد من خسائرها التي تعيش فيها أصلا ... قلتها وأكررها لا توقظوا المارد الإيراني فإن أبواب الشرور إن فتحتموها لن تعرفوا إغلاقها إلا بذل الهزائم وبدمار عواصمكم وهذا ثمن استهزائكم بها طيلة سنوات وهي من كانت تصنع وتبني وأنتم بين سياحة وسفر ولهو ولعب وتصريحات مراهقين سياسة ... احذروا وانتبهوا فمن يريد خوض الحرب ضد إيران يجب أن يفهم أنه سيخوض حربا ضد إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن مجتمعين وفي وقت واحد في جبهة واحدة فلا تتورطوا في أمر أكبر منكم جميعا ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم





2019-06-24

أمم اليوم التي تعيش على الأكاذيب ؟


التطور الثقافي والإجتماعي هو حدث طبيعي كان ولا يزال وسوف يبقى في كل الأمم والمجتمعات إلى قيام الساعة ... بمعنى أن الجيل الواحد لا يمكن أن يحدث تطور نوعي أو شكلي في أي مجتمع لكنه يتأثر ويحاول فرض هذا التأثير على محيطة وغالبا ما يكون الفشل حليفه ... لكن ما بين 3 إلى 5 أجيال "الجيل = 33 سنة" يمكن أن يحدثوا تغيرا في الشكل والمضمون المجتمعي لأن الإصرار على التغيير أخذ وقتا طويلا ما بين 100 إلى 150 سنة ... وهذه فترة زمنية كافية ليختفي كل معارض للجيل الذي سبقه بمعنى والدك يصر على عدم التغيير فيموت والدك فتبدأ أنت في التغيير وأبنائك في الغالب يريدون التغيير والتطوير ربما توافقهم وربما تخالفهم تموت أنت فيبدرون هم بالتغيير وهكذا إلى أن يحدث تغييرا ... وهذا التغيير في الغالب يكون تغييرا كبيرا في الفكر والفهم ينعكس على هذا التغيير تغير في مفردات اللغة أو تطويرها أو اندثارها + تداخل في الأعراق والأنساب + تطور في اللبس والمظهر + تطورا في الأمن والقضاء والطب والهندسة والتعليم وغيرها ... لكن مدة التغيير الطويلة التي نتحدث عنها والتي كانت تأخذ ما بين 3 إلى 5 أجيال هذه تغيرت وبشكل مخيف ومرعب بسبب فرض "القرية الصغيرة" التي صنعوها لنا وهو عالم الإنترنت وثورة الإتصالات التي أتاحت لكائن من يكون أن يطلع ويشاهد ويسمع ويرى ما يحدث في أقصى الأرض إلى أقصاها ... وهذه الثورة التكنولوجية أصبحت هي المحرك الرئيسي شديد السرعة للتغيير في أي مكان على وجه الأرض فإن كان التغيير في الماضي يأخذ عقودا من الزمن ففي زماننا ووقتنا هذا أصبح يأخذ بضع سنين ... وهذا الأمر أظن أن الكثيرين شعروا به بل وظن البعض أنهم ينتمون إلى عصر الماضي بينما هم في نفس الحقبة وفي نفس الجيل لكنهم لم يستطيعوا مجاراة سرعة التغيير والبعض رفض التغيير لكن الغالبية أصرت على التغيير ... هذا التغيير سنأخذ منه تغيير التاريخ أو بالأصح تزوير التاريخ فأصبحنا نرى أمة غارقة في الجهل ونحن متأكدين أنهم كذلك لكنهم يصرون على أنهم أمما متطورة بل وهم امتداد لأمم الحضارات التي تدين لها البشرية بالفضل لما قدمته للبشرية ... مع الإنتباه أني لا أعمم في كل أمم بل أخص فئة مغيبة مريضة عقليا ومضطربة نفسيا وعلى ذلك سآخذكم في أمم كمصر والعراق وسورية لنرى حجم الحضارة وما تعرضت له تلك الدول بشكل مختصر جدا ؟

في مصر اليوم السواد الأعظم منها رغم ذل الأيام ورغم الفقر والبؤس ورغم مارد الفساد الذي ولد وترعرع بينهم يحرج الجهلة والسفهاء لينسبوا لأنفسهم عظمة لا وجود لها على الإطلاق ... فالتاريخ المصري يخبرنا بالأدلة أن في كل تاريخ مصر كانت أرضا محتلة وأهلها لم يعرفوا الحرية ولا الديمقراطية قط في كل تاريخهم ... فتاريخ مصر يخبرنا أنها تعرضت لأكثر من 25 إحتلال رسمي وأخضع أهل مصر رغما عن أنوفهم لكل احتلال ... فمن حكم وحضارة الفراعنة قبل الميلاد إلى احتلال الهوكسوس إلى إحتلال الليبيين إلى احتلال النوبة إلى إحتلال الآشوريين إلى إحتلال الفرس إلى إحتلال اليونانيين إلى إحتلال البطالمة إلى الإحتلال الروماني إلى إحتلال البيزنطيين إلى الإحتلال الإسلامي إلى الدولة الطولونية إلى الإنقلاب العباسي إلى الأخشيدي إلى الفاطمي إلى الأيوبي إلى المملوكي إلى الإحتلال العثماني الدولة إلى إحتلال الفرنسيين إلى إحتلال البريطانيين إلى الإحتلال الإسرائيلي ... ولم يحكم مصر أي مصري في كل تاريخها إلا بعد إنقلاب الجيش على الملكية في 1952 أي قبل 67 سنة فقط وفي نفس هذا التاريخ مصر عرفت الحرية والإستقلال وما قبل ذلك كان أهل مصر رعايا إحتلال ... أما من ناحية الحضارة فلا ينتمي اليوم أي وكل مصري إلى تلك الحضارة على الإطلاق لا عملا ولا نسبا بمعنى الدولة المصرية اليوم لا تنتمي إلى حضارة الفراعنة بأي شكل من الأشكال ... ولا يربط حضارة الفراعنة بالأمة المصرية الحالية سوى الأرض وإسم مصر فقط لا غير ... فالتفاخر الجاهل بني على نسب باطل ونسبوا إلى أنفسهم فضلا غير فضلهم والمجتمع المصري بطبيعته + كثيرة الإحتلال لا يملك السواد الأعظم منهم أي خريطة أنساب أو شجرة نسب تفصيلية من الإبن إلى الجد رقم 40 أو 55 ... وتوضيحا موضوع الأنساب لا يعني أنهم أبناء زنا والعياذ بالله كلا وأبدا لكنهم أمة لم تحرص على توثيق الأنساب وعاشت في كوارث الإحتلال فتداخلت الأنساب ... ولذلك من الطبيعي تجد اليوم مصريا له جذور إيطالية أو فرنسية أو بريطانية سواء من الأم أو الأب أو الجد أو جد الجد ... وأما مصر اليوم كحضارة فلا حاجة للتوسع في مدى السوء الذي تعيش فيه ولن تنفع أكاذيب إعلام المخابرات وطبالين الإعلام من التسويق الكاذب لتزوير التاريخ كعادتهم وعهدهم بقلب الحقائق ؟
 
في العراق أيضا أهل العراق اليوم لا شأن لهم لا من قريب ولا من بعيد بالحضارة العظيمة لآشوريين والبابليين على الإطلاق سوى الأرض والإسم فقط ...  فمن حكم الإمبراطورية الآشورية إلى إنقلاب الإمبراطورية البابلية إلى إحتلال الفرثيين والرومانية إلى إحتلال الإمبراطورية الساسانية إلى إحتلال المناذرة إلى الإحتلال الإسلامي إلى الإنقلاب الأموي إلى الإنقلاب العباسي إلى الإحتلال المغولي إلى الإحتلال الصفوي إلى الإحتلال العثماني إلى الإحتلال البريطاني غلى حكم الأشراف أبناء الشريف حسين الموالين لبريطانيا إلى إنقلاب 1958 عندما تم تنفيذ إنقلاب الجيش على الملكية وتم قتل الملك وأسرته ... أي أن في كل تاريخ العراق كانت دولة تعيش من إحتلال إلى إحتلال ولم تعرف الإستقلال حتى تاريخ 1958 والذي لم ينهض بالبلاد بل أرجعها أعواما عديدة إلى الوراء ... ولذلك نجد من العيب التفاخر بحضارة ليس لك أي شأن فيها لا من قريب ولا من بعيد ولا أنت تنتمي لها لا عرقا ولا نسبا وأيضا بسبب كم الويلات والحروب ومواجع الإحتلال العراقيين سوادهم الأعظم لا يملكون تاريخ أنساب إلا ما ندر بالرغم من أنهم أهل الأنساب لكنهم لم يحرصوا على توثيق الأنساب بشكل دقيق ... وهذا الأمر يفهم بل ويبرر له بسبب ما عانت منه أرض العراق من كوارث ومصائب ؟
 
في سورية بالتأكيد لا شأن لأهل سورية اليوم بأي حضارة عريقة قديمة نشأت على أرضهم سوى الإسم فقط ... فمن الحضارة في مملكة إبلا إلى مملكة ماري إلى حضارة أوغاريت إلى مملكة الأرامية إلى الغزو الآشوري إلى الغزو المقدوني إلى الحروب الديادوخية إلى الإمبراطورية السلوقية إلى الإحتلال الروماني إلى ثورة اليهود الكبرى وهدم بيت المقدس إلى حرب اليهود الثانية والثالثة إلى الإحتلال البيزنطي إلى الإحتلال الإسلامي غلى الحكم الأموي ثم الإنقلاب العباسي إلى الإحتلال العثماني إلى الإحتلال الفرنسي ... ولم تعرف سورية الحرية إلا في سنة 1946 ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا عاشت سوريا في سلسلة مؤامرات وانقلابات حتى وصل إلى الحكم الرئيس الراحل حافظ الأسد فحكمها بالحديد والنار ثم حكم ابنه بشار ليتسبب بتدمير 80% من مساحة الأرض السورية ... لتتضح صورة المشهد أن سوريين اليوم ليس لهم أي دخل وشأن في أي حضارة قديمة قامت على أراضيهم لا من قريب ولا من بعيد ؟
 
أنتم ونحن وجميعنا نحن عالـــــة على كل وأي حضارة مما بنتها أمم الأمس ... وفي نهاية الموضوع وغلقا لباب أي انتقاد فإن هذا الموضوع ليس الهدف منه أن أعظم من شأن الكويت وأجعلها بلد حضارات قديمة كلا وأبدا فنحن دولة صغيرة ولدت قبل 300 سنة وعرفت الحرية والإستقلال في 1962 وقبل هذا التاريخ كانت دولة مؤسسات بدليل إقامة وإنشاء أول برلمان فيها تم في سنة 1938 ... وإن كان هذا الموضوع ليوجه صدمة كهربائية تتجه إلى العقول التي تعيش على الأوهام الكاذبة وتنسب لنفسها فخر الحضارة وعظيم التقدم البشري ليس لها ولا تملك منه أي فضل ولا جزء من الـ 1% ... وليسأل كل منكم من أبناء هذه الدول الكريمة : منذ متى عرفتم معنى الحرية والسيادة في تاريخكم ؟ ومنذ استقلالكم وحتى يومكم هذا ما قدمتم للبشرية وأي حضارة صنعتموها وأي تطور تكنولوجي لكم يدا فيه حتى تستحقوا أن يكون لكم امتداد لأمم من سبقتكم على أرضكم ؟ ... إن أول طريق النجاح يبدأ من الإعتراف بالفشل ومعالجة الأخطاء والتوقف عن الأوهام وبدء صناعة أجيال مخلصة أمنية مع نفسها قبل تاريخها وليس الإستمرار بوصلات الأكاذيب واستغلال جهل الأخرين ... وأنا كاتب هذه الكلمات لأشعر بالفخر والإعتزاز والفرح والسرور لو رأيت نهضة في العراق وتقدم تكنولوجي في مصر وعلما إستثنائيا في سورية بل ويشرفني أن أتعلم منكم ... واجهوا واقعكم وصارحوا حقيقتكم وافهموا لماذا كل هذا البلاء ولماذا الإصرار على تزوير التاريخ وتجميل القبيح وصناعة فن الأعذار وعدم الحياء في التبرير لتدركوا بعدها ثمن وقيمة الوقت الذي أهدرتموه في المهاترات التي لم ولن تنفعكم لكنها أضرتكم كثيرا وأصبحتم عــــارا على أمما قبلكم كان لها الفضل على البشرية كلها بعلمها وتقدمها وحضارتها ؟





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 





2019-06-22

مشكلة الرأي في الكويت هل بسبب الشعب أم نظام الحكم ؟


من المفارقات العجيبة والغريبة في نفس الوقت أنك لو سردت التاريخ الكويتي قرائة وتحليل في الفكر السياسي لنظام الحكم أي الأمير وولي عهده ... سوف تكتشف أنهم الأكثر أفقا وبصيرة وسعة صدر أكثر من الرعية أنفسهم بكل توجهاتهم العقائدية والفكرية والثقافية ... وليس هذا فحسب بل بما أني من الباحثين في الشؤون الدولية والإقليمية والتاريخية ومن المتابعين لمجريات ما يحدث فإني أقولها وبفخر أن نظام الحكم في الكويت يعتبر هو الأكثر احترافية وبطلاقة في ممارسة الحكم عن كل أنظمة الحكم العربية على الإطلاق ... أي أن نظام الحكم في الكويت هو الأكثر استيعابا والأكثر رؤية بسبب احتضانه واستيعابه لتفرعات شعبية شديدة التعقيد فقد فهم اليساري واليميني والعروبي والشيوعي والإسلامي والليبرالي واستوعب صراع المذاهب وغيرهم ... كل هذه التوجهات الدينية والسياسية لا يمكن أن يتحملها أو حتى يستوعبها أي نظام حكم في دول الخليج قاطبة وبالمطلق ولذلك لا عجب أن يكون نظام الحكم في الكويت هو الأكثر استقرارا بين كل دول خليج ... بالرغم من خسارة الفكر السياسي الكويتي خارجيا في مواضع عديدة لكن يجب الإعتراف بل والإقرار بأنه نظام حكم شديد الذكاء في إدارة السياسة الداخلية في دولة محيطها جميعهم عمالقة المساحة وكلهم لطالما كانت الكويت تشكل مصدر إزعاج وأطماع ؟

مشكلة الرأي في الكويت لو بحثنا فيها بضمير وأمانة وبدقة تحليلية عميقة سوف نكتشف أن نظام الحكم والحكومة في الكويت لديهم قابلية الإستماع والجلوس والتحاور والمناقشة ... لكن الأطياف السياسية وحتى الشعبية لا يملكون هذه الفضيلة من سعة الصدر لأنهم جميعهم ولا أستثني أي تيار سياسي أو فكري أو شعبي كل منهم لديه هدف ويريد تحقيقه مهما كلف الأمر وإن فشل في تحقيق هدفه كل التهم والظنون والتشكيك لنظام الحكم والسلطة ... وهنا يقع الكثيرين في الخطأ نفسه الذي وقعت فيه المعارضة الكويتية في 1938 عندما شطحت عقول بعض أبناء الكويت وطالبوا بضم الكويت إلى العراق ... هي الكذبة التي صدقها العراقيين أثناء غزوهم للكويت واعتبروا أن الكويت جزء من العراق ولم يكونوا يعلموا أن هذه المزاعم أصلها من الكويت ومعارضتها التي خانت وطنها وشعبها وقيادتها والتي تدين الكويت بالفضل الكبير لتصدي حاكم الكويت الراحل الشيخ / أحمد الجابر الصباح الذي أفشل وأبطل مؤامرة إسقاط الحكم ومنع ابتلاع الكويت ... تلك لم تكن مجرد آراء ورأيا وفكرا كلا أبدا بل كان مخطط إسقاط نظام الحكم بشكل مباشر قاطع لا يقبل أي شك ولا يحتمل حتى أي عذر للتفكير بمزاعمهم ومطالبهم ... ثم بعد وفاة الشيخ / أحمد الجابر الصباح جاء الشيخ / عبدالله السالم وحكم الكويت فتشكلت معارضة ضده وهذه المعارضة كانت بسبب قوة الدستور الكويتي الذي يضمن حرية الرأي ويمنع الحاكم من أي تسلط أو استبداد على الرعية ... وكان أمرا مفهوما بحكم أن الكويت وقتها تمارس ديمقراطية جديدة وفي عهد جديد وتم تعظيم فكرة الرأي في عقول البسطاء الذين غالبيتهم كانوا يجهلون إلى أين يسيرون ... بل طبخة الدستور كلها والديمقراطية بأصلها هي صناعة القلة من المواطنين وأبناء الأسرة ثم فرض الأمر على الشعب دون أي تصويت ودون أي تنوير ودون أي مشاركة شعبية ... بمعنى 20 شخص تقريبا صاغوا الدستور بناء على اتفاق بين بضع كبار التجار مع الحاكم ويا الله نسوي دستور والشعب كان في واد أخر بعيد عن هذه الطبخة بل تم استبعاد حتى تيارات سياسية آنذاك لعدم ثقتها ... فحدثت المراهقة السياسية وتم الطعن بالحكومة ورئيسها ووزرائها وهذا كان حدثا لم تألفه ولم تعهده الكويت بهذا الشكل فحدث الصدام داخل بيت الحكم وحدث الصدام بين السلطة وبين مجلس الأمة وفرض الشيخ / عبدالله السالم هيبة السلطة ووأد فتنة عظيمة كادت أن ترجع الكويت إلى شقاق 1938 لولا التفاف الشعب الكويت حول قيادته وإخلاص الكويتيين لوطنهم ولنظام الحكم ؟
 
في عهد سمو الشيخ الراحل / جابر الأحمد الصباح حدث أكبر صدام في تطور نوعي عندما شتم أحد الوزراء في مجلس 1985 في جلسة مجلس الأمة فوصلت الأمور إلى تحدي السلطة تحديا مجنونا ... فحل مجلس الأمة وتم تعليق الدستور وفرضت رقابة صارمة ووأدت الحريات في الكويت واستخدمت القبضة الأمنية بشكل مفرط ومارس جهاز أمن الدولة في الثمانينات أخطاء جسيمة ومارس تعذيبا ممنهجا ولأول مرة في تاريخ الكويت أغلقت الدواوين واقتحمت دواوين ... فعاش الكويتيين فترة عصيبة من قمع الحريات لدرجة إخراس الأفواه حتى جاء زلزال الغزو والذي أثبت أن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة وتغييب الرأي العام والشعبي أدى للتفرد بالقرار مما أنتج عن ذلك قراءات خاطئة ونرجسية نفسية لا مبرر لها ... فتحررت الكويت من الغزو العراقي الغاشم وعادت عجلة الديمقراطية من جديدة في مجلس 1992 وعاد معه فساد وتواطؤ وجهل أعضاء مجلس الأمة من جديد بل يعتبر مجلس 1992 هو أسوأ مجلس في كل تاريخ مجالس الأمة على الإطلاق ... ثم جاء حكم سمو الأمير الحالي الحبيب الغالي / صباح الأحمد الجابر الصباح والذي أيضا تعرض لمحاولات حثيثة لعزل نظام الحكم أو إضعافه ونزع الكثير من سلطاته ... وقد كانت مؤامرة منظمة استغفل فيها الأغبياء والسذج ولأول مرة في تاريخ الكويت السياسي نظام الحكم يستخدم القضاء ويحتكم إليه بشكل مباشر ومطلق في صراعه مع أبنائه الذين شطحت عقولهم وظن البعض أنهم هم نظام الحكم وهم السلطة وهم الشعب ... فانتفضنا مدافعين عن نظام الحكم وعن الكويت لأننا أدركنا أن ما يحدث لم يكن طبيعيا ولم تكن مجرد آراء طبيعية فالتف السواد الأعظم مع نظام الحكم ومع الحكومة ... بل حتى القضاء تم ضربه بصميمه والتشكيك به فوقفنا أيضا مع القضاء لأن المخطط بات واضحا تماما لمن كان في رأسه عقل أن الهدف لم يكن مجرد مطالبات بل مخطط ممنهجا لإضعاف وإسقاط مؤسسات الدولة ... ونجح سمو الأمير بأن يعبر بسفينة الكويت إلى بر الأمان كما فعل والده الراحل الشيخ / أحمد الجابر الصباح ... لكن نحن كمواطنين قد تضررنا كثيرا بسبب ما فعله من شطحت عقولهم وظنوا أن الكويت لا يوجد فيها وطنيين سواهم عندما شنوا حملات شديدة القذارة وعنيفة الإرهاب الفكري على مواقع التواصل الإجتماعي ... فلم يبقى أحدا لم يشتم ولم يبقى أحدا لم يطعن في شرفه ولم يبقى أحدا لم يجلب ماضيه ولم تسلم من الأوباش والأوغاد عرضا ولا شرفا إلا وخاضوا فيه ... فصدرت تشريعات تحجيم وإضعاف الحريات في الكويت واستخدم القانون والقضاء لمحاسبة هذا وهذه ... لنكتشف بعد أكثر من 50 سنة أن الثقافة الديمقراطية لدى السواد الأعظم من الشعب الكويت لا تزال عند 1% فقط ... فظن السفهاء أن الديمقراطية أن تشتم وتشكك وتطعن وتسب وممنوع على السلطة أن تحاسبه وحتى من شتمته ممنوع أن يقتص منك في ساحات القضاء ... لتتضح الصورة وتتأكد ملامحها أن نظام الحكم هو الأكثر استيعابا للآراء الشعبية والفكرية وأن الشعب نفسه هو الأكثر دكتاتورية فهذا يرفض فكر هذا وذاك يستنكر تصريح ذاك وهذا يريد إقصاء هذا وذاك يريد أن يدمر ذاك ؟

لا أحد وإلى يومنا هذا يريد أن يتقبل الرأي الأخر وتناسى الجميع ماذا كان يقال في تغريدات سفهاء الديمقراطية وتصريحات أعضاء مجلس الأمة التي كانت لا تخلوا من حديث الصبية المراهقين ... لتأتينا النتيجة أن نظام الحكم في الكويت والحكومة يستوعبونك فكريا ورأيا لكن هل أنت تستوعبهم فكرا ورأيا ؟ ... التاريخ يقول لك نعم هم يستوعبونك بل ويفهمونك لكنك أنت وأنتي لا تفهمونه ولا تستوعبونه لأن كل منكم يريد أن يأخذ الكويت باتجاه فكره وهدفه هو لكن نظام الحكم يريد أن يأخذ الكويت بأسرها إلى أفضل نقاط الأمان التي هو فقط من يراها ... فأنت وأنتي لديكم أسبابكم وأهدافكم قد تكون معقولة وقد تكون مفهومة وقد تكون سفيهة لكن نظام الحكم لديه أجهزته الداخلية والخارجية تضعه في صورة لا أنا ولا أنتم جميعها نستطيع الحكم عليها لأنها خافية ومخفية عنا ولذلك نحن نتحدث وفق منظور عام وإن خصصنا وتعمقنا في الأمور ... لكن وظيفة الحاكم والحكومة ترى أكثر وأبعد مما نرى وتعلم ما لا نعلمه وتعرف ما لا نعرفه وهذا سير وقدر كل نظام حكم في العالم بأسره وليس الأمر حصريا على الكويت فقط ... ولتشاهدوا ما تفعله الكثير من الدول العربية بحكم أننا دولة عربية لتعرفوا قيمة نعمة نظام الحكم لديكم ونعمة الحكومة وإن كانت لا تلبي رغبات طموحنا وإن كنا نملك قدرات خرافية شديدة التطور أكبر حتى من قدرات حكومتنا لكن في الشأن السياسي للأمر رأيا أخر وتوجها أخر ... فأصلحوا من شأنكم أولا تصلح لكم حكوماتكم القادمة هذا إن كنتم أصلا تنشدون الإصلاح والرعب والخوف على وطنكم كحال الكثير من المخلصين من أبناء وطنكم ... كن أنت قائد نفسك ولا تكن خادما لدى الغير كنت أمينا على وطنك كأمانتك على شرف ابنتك وكن مخلصا لأرضك وعرضك كإخلاصك لدينك ولربك والخيانة لا تتجزأ والتبرير لن يقنع ربك لأنه هو سبحانه يعلم ما تخفيه الأنفس ويعلم نواياكم سبحانه ... اقرؤا تاريخكم فقد سحقت الكويت كل غوغائيتكم وبقيت الكويت صامدة وبقي نظام حكم يحقق مكاسب شعبة باهرة وبقي الوطنيين على مر الأزمان كانوا هم الرقم الصعب في كل وأي معادلة لم يفهمها مراهقين الحرية والديمقراطية ؟

مشكلتكم أنكم لا تعرفون حجمكم جيدا





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم




2019-06-19

كيف سنتعامل مع الجيل الجديد من السياسيين التافهين ؟


معظم ما يحدث على المسرح والمشهد السياسي يبعث على الأسى والحيرة في نفس الوقت ... بروز شخصيات جديدة ومسؤلين جدد وفي اعمار متفاوتة وفجوة زمنية ما بين الجد والإبن والجد والحفيد من الناحية العمرية ... كلها عوامل وأسباب أدت إلى ظهور سياسيات جديدة لم يكن علم وخبراء والمدارس السياسية أن يصدقوا أنها ستكون بمثل هذا الشكل الهزلي الوضيع ... فأصبحنا نشاهد ونلمس ونستشعر دولا كانت تمتلك الكثير من الإحترام العالمي والشعبي فنسفت شعبيتها وحرقتها ولم يكتفي مسؤليها بذلك بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك بالإنحطاط الأخلاقي لتشويه سمعة أوطانهم ... اتفاقيات تكتب ويوقع عليها وتوثق دوليا فنجدها تنسف وتنقض فتصبح لا قيمة لها وخروج صارخ على المنظمة الدولية والقرارات الدولية ... وعقوبات أحادية الجانب تفرض من قبل دولة على دولة أخرى دون أي سند أممي رسمي وقانوني بممارسة تهدف إلى تحقير الأمم المتحدة ... وتدخلات في شؤون الدول الأخرى بشكل سافر وصولا إلى الغزو العسكري والإحتلال المجرم خارج قرارات الأمم المتحدة التي وقفت عاجزة متفرجة فضرب العالم الفوضى العارمة ... فأصبح مصير البشرية بيد شرذمة مراهقين ومرضى نفسيين معقدين لا يأبهون للأمن والسلم العالميين ولا يدركون أي قيمة وأي معنى للإنسانية ... فأصبحنا نراهم يقفزون من جريمة إلى جريمة وافتعال المشكلة تلو الأخرى وكأنهم حفنة عصابات فتحولت الدول المحترمة إلى دولا مارقة تعمل خارج نطاق القانون الدولي ؟

من المؤسف حقا أن نرى القانون الدولي يقف عاجزا متفرجا على ضرب صميمه وإهانته علنا أمام أمم الأرض في مشهد يعيد إلى أذهاننا تصور وخيال القرون الوسطى من فوضى القيم ... ولذلك نحن نتعامل مع أتفه سياسيين عرفهم التاريخ السياسي بسبب كم مغامراتهم ومراهقاتهم التي لا تعرف أي قيمة للمسؤلية ولا ترى سوى "شيفونية" نفسها وتعاني من جنون العظمة "البارانويا" ... وما زاد الطين بلة ومن الأمر سوء أن هؤلاء المرضى أصبحوا قيادات سياسية ووجدوا كما عارما من المؤيدين من أتفه نوعيات البشر ممن يحملون كما مرعبا من الجعل وفقدان البصيرة ... ولو أنك منحت لأجل أي تافه من هؤلاء الجهلة وطرحت عليه 3 أسئلة عامة فإنك لن تجد أي جواب ولا تحلم حتى أنك ستجد أي إجابة ... بمثل هؤلاء الجهلة والعبيـــــد تتم صناعة الطغـــاة ويتم تعزيز الظلم وكل ما يفعله المستبد يعتبر هو الحق ومن يعارضه فهو الخائن العميل ... أدى كل ذلك أن السياسيين الطغاة أصبحوا يكذبون ولا يشعرون أنهم يتحدثون نقيض ما قالوه بالأمس بمعنى يخرج معتوه من السياسيين ويقول أنا لم أقل هذا الأمر فتبحث من خلفه فتجده هو قد تحدث عن ذلك في مشهد إعلامي مسجل وموثق رسميا ... ولذلك هؤلاء المرضى ومن يتبعهم من عبيد الدنيا تجدهم كلما ظلموا وأخطؤا واستبدوا وطغوا في البلاد وعلى العباد فإنهم لا يشعرون بأي إحساس لأن ضمائرهم رميت في سلة القمامة أصلا ... ولذلك السياسي العاقل أصبح يواجه مشكلة في كيفية التعامل مع مثل هذه النوعيات من المرضى والمراهقين والسفهاء عديمي التربية ... والمشكلة الحقيقية أن هؤلاء المجانين أصبح بأيديهم مصير دولهم وشعوبهم بل وأصبحوا خطرا حقيقيا على محيطهم الإقليمي وصولا حتى إلى التهديد العالمي ... ولذلك ندرك كم أن المهمة أصبحت صعبة ومرهقة كثيرا على السياسيين المخضرمين من التعامل والإبتسامة أمام سفهاء السياسة والتعاطي والتعامل معهم بحذر شديد ؟

إنها فعلا مشكلة ومعضلة كبيرة كيف تتعامل مع هؤلاء المجانين هل بالصبر عليهم أم تنتظر سقوطهم أم تتحرك ضدهم لإسقاطهم أم توافقهم فيما يريدون فتجدهم قد ورطوك في مشاكل ؟ ... كلها أسئلة تصيبك بالحيرة فليست المشكلة في هؤلاء المرضى بل في شعوبهم أيضا التي ربما تفهم جنون سياسييهم وربما كانت الشعوب نفسها على وزن جنون سياسييهم ... وفي نفس الوقت السياسي الحكيم لا يريد توريط مواطنيه أو شعبه في صراع شوارعي ولا يريد أن ينزل إلى مثل هذا المستوى السفيه ولا يريد لمواطنيه أي أذى من الجهلة ... ولذلك تجد اليوم زيادة التفرقة وارتفاع الخلاقات الدولية بين سياسيي العالم ليس بسبب اختلاف وجهة النظر ولا لتناقض المصالح بل بسبب أننا أصبحنا أما فريقين من السياسيين ... الأول هادئ وبعيد النظر وحكيم والأخر مجنون ومراهق ومندفع ويظن أن العالم كله يجب أن يكون خادما له وتحت أمره وإلا فسأفجر العالم مشاكل ومصائب وليحترق هذا الشعب وليجوع ذاك الشعب ... كلها مفارقات تبين لكم حقيقة المشهد السياسي الذي فرض علينا ولم يكن باختيارنا على الإطلاق ولذلك أصبحنا نستشعر خطر الحروب ونرى معاناة الشعوب جراء مغامرات شرذمة سفهاء خدمتهم الظروف فتسلطوا على رقاب العباد ... فأصبح كل من هؤلاء المجانين يمشي على الأرض ويقول "أنا ربكم الأعلى أحيي وأميت وأرزق من أشاء وقدرتي نافذة وسلطتي خالدة" ولولا عبيدهم لما عرفوا طريقا للطغيان ولولا نفاق أمتهم لما استطاعوا أن يستبدوا ... وليكن هذا لكن لا يجب أن يخرج هذا الجنون إلى الخارج ويهدد أمن واستقرار الأمن والإقتصاد الإقليمي والدولي فهنا نحن أمام مفترق طرق فإما أن نواجههم حفظا لأمننا وسلامتنا أو سيجرونا ورائهم إلى سفاهتهم ... ولذلك في الجيل الجديد من السياسيين الذين على المشهد السياسي سياسة الضعف لن تجدي مع هؤلاء المجانين نفعا ولغة الدبلوماسية لن يفهموها لأنهم بالأساس هم ليسوا سياسيين أصلا ... شئنا أم أبينا فالمواجهة قادمة لا مفر منها وإلا أن تفعل الأيام أفعالها وتصنع الظروف مكاسب سياسية تؤدي إلى زوال المتسلقين من اللصوص والفاسدين والطغاة الذين أصبحوا بالصدفة سياسيين وفق لغة الإعلام ... الذي يمارس اليوم أشد درجات الدعارة الفكرية لتعزيز مزيدا من الإستبداد والطغيان وكأنه لم يتعلم قط من تجارب الماضي ولم يقرأ تاريخه ولم يتعظ من قصص الأمم التي ساقها لنا ربنا في كتابه الكريم ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم