2019-06-25

عقارب الساعة تحرق ترامب وحلفائه ؟


في التحليل السياسي ورصد كل التصريحات الدبلوماسية التي خرجت من كل مكان ورغم كل محاولات العقلاء والحكماء من تعطيل قرار الحرب الأمريكية على إيران ... كلها معطيات ترسل إشارات التأكيد أن الضربة الأمريكية احتمالاتها لا تزال قائمة بل وتتعزز بصورة كبيرة ... وهذه الصورة أو الإحتمالية تتشكل في مشهد أن أمريكا ستنزل بشكل مفاجأ ومباغت لإيران بضربة عسكرية جوية موجعة ... على أثرها ستنفذ طهران وعودها وستضرب السفن والبوارج الأمريكية في البحر مع عدم استبعاد تدمير وإغراق حاملة طائرات أمريكية لكسر الشوكة الأمريكية ورفع روح معنويات الجيش الإيراني ثم ضرب القواعد العسكرية الأمريكية في دول الخليج ... وفي الجهة الأخرى ودون سابق أي إنذار ربما وأعتقد وأظن أن حزب الله وحماس سيشكلون لأول مرة تحالفا مرعبا وسيشنون في وقت واحد حربا على جبهتين ضد الكيان الصهيوني المحتل ... وهذا الأمر سيصيب الكيان الصهيوني بشلل قاطع ورعبا مزلزلا في عموم الكيان الصهيوني بل مثل هذا التحالف هو أكبر من قدرات إسرائيل التي لطالما سوقت لنفسها دعاية أنها القوة التي لا تقهر ... وسيتم اعتقال وأسر العديد من جنود الكيان الصهيوني وقتل العديد في المقابل سيكون هناك تدميرا كبيرا في غزة والجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية لحزب الله في بيروت ... على ضوء تلك التطورات ستبدأ أمريكا بحشد جيشها في السعودية والإمارات حصريا لرد اعتبار كرامة أمريكا التي أهينت عبر تدمير أسطولها البحري وإغراق حاملة طائرات في حدث هو الأول من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية ... في تلك الأثناء إيران لن تتوقف بل هي أصلا مستعدة لحشد 3 ملايين مقاتل وستعطي الضوء الأخضر لكل أنصارها في العالم بأن يتحركوا لنصرتها وستشتعل المنطقة ... فهي تمتلك قرار 400 ألف مقاتل في العراق وتملك قرار أكثر من 300 ألف مقاتل في أفريقيا ناهيك عن الحوثيين الذين سيكثفون ضرباتهم بشكل صادم ولأول مرة سنشاهده ... والدمار أمرا مؤكدا على القوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة وعلى إيران وعلى السعودية والإمارات والبحرين وحتى الجيش المصري الذي سيتم شحنه إلى السعودية سيكون مجرد تحصيل حاصل ... وعلى الجانب الأخر فإن استراتيجية إيران باتت أمرا واضحا وهي "حرب النفس الطويل" وهي نفس استراتيجية أعوانها في اليمن من الحوثيين ولبنان من حزب الله والذين اتخذوا النفس الطويل لإنهاك الخصم سياسيا وعسكريا واقتصاديا وقد نجحت هذه الإستراتيجية وأتت أكلها ... وصدق الإيرانيين عندما وجهوا حديثهم لأمريكا عندما قالوا "أمريكا قد تبدأ الحرب لكن إيران هي من ستنهيها" وستستمتع روسيا والصين بغرق أمريكا في المستنقع الإيراني وخسائرها الإقتصادية ... وهذا السيناريو سيكون قائم سواء ترامب هو الرئيس أو غيره هو الرئيس ؟
 
ما سبق هو مشهد بسيط لسيناريو هو الأقرب إلى الحقيقة ولا نلوم من سيطرت عظمة أمريكا على عقولهم وظنوا أنها أكبر من أقدار ربهم وأن أمريكا لا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع أن تواجهها ... كلا وأبد هذا الأمر ليس صحيحا وليس منطقيا أن تسيطر قوة واحدة على وجه الأرض هذا لم يحدث ولن يحدث منذ بدء الخليقة حتى قيام الساعة ... لكن في حقيقة الأمر هناك عقلاء وهناك مجانين ومتهورين وسياسة العقلاء هي من لا تريد أن تريكم شرورها كروسيا والصين ... وعلى الجانب الأخر هناك أوروبا التي تواطئت مع أمريكا وحاولت كسب أكبر قدر من الوقت في قضية انسحاب أمريكا من الإتفاق النووي الإيراني ... فأوروبا حاولت أن تلعب على الطرفين الأمريكي والإيراني لكن الأمريكان كانوا أكثر حسما وتشددا تجاه الجميع وأوروبا وجدت نفسها أنها ملزمة بأن تتبع أمريكا كأبناء البطة الكبيرة وإلا ستفقد أوروبا أكبر حليف عسكري واقتصادي لديها ... مما جعل إيران تدرك تلك الألاعيب الأوروبية ومنحتهم مهلة 60 يوم أي شهرين للإختيار بين لغة القانون والإلتزام بالتعهدات والإتفاقيات الدولية وبين أن تكون دولا مارقة متحالفة مع أمريكا التي لم تعد أهلا للثقة في أي اتفاقيات دبلوماسية وسياسية رسمية وقد انتهت هذه المهلة ... إذن نحن أمام مشهد مؤسف أمام صارع سياسي وحشد عسكري وحرب إعلامية ودفع شديد لحرب الكل يعرف أنها ستكون كارثية بكل المقاييس بل أعظم بـ 100 مرة من غزو العراق ... على الجانب الأخر هناك دول لا تريد تلك الحرب على الإطلاق وتعمل على إفشالها بكل ما أتوا من قوة مثل "الكويت وقطر وعمان والعراق" وهي دول محورية في المنطقة وتشكل ثقل سياسي واقتصادي كبير جدا بل بإمكانهم تغيير موازين المعارك في أي حرب ... والعراق هو الأقرب والأسرع أن يستغني عن أمريكا بل ويعاديها في لحظة وخسارة أمريكا للعراق ستكون ضربة موجعة للغاية لأمريكا ... وأتذكر أني كتبت منذ سنوات أن خسارة أمريكا للعراق هو أمر حتمي وطرد القوات الأمريكية وكل دبلوماسيين السفارة الأمريكية في بغداد هو أمر مؤكد ... وسترد أمريكا على العراق وقتها بكرت استقلال أكراد العراق والإعتراف باستفتاء الإنفصال الذي جرى في 2017 ... والأهم أن الإنتقام الإيراني على تدمير مواقعها العسكرية وقصف العاصمة طهران سيرتد على قصف إيراني للعواصم الخليجية "الرياض - دبي - أبوظبي - المنامة" ... ناهيك أن القاعدة الأمريكية في قطر هي هدف مؤكد لا يقبل الشك به على الإطلاق لأن القاعدة الأمريكية في قطر تعتبر هي المخزون الإستراتيجي الأمريكي لأكبر مخزن ذخائر وأسلحة لأمريكا خارج الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي تدمير هذا المخزن سيعتبر ضربة قاصمة لأمريكا ... وتدمير الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين هو هدف استراتيجي أخر ويعتبر ذوو أهمية عالية كأهمية قاعدة العديد في قطر ... مع عدم استبعاد القاعدة الأمريكية في الكويت من تعرضها لقصف إيراني ... أما في الشأن الإيراني فإن ضرب المواقع الإستراتيجية والحساسة فيها لا تشكل أهمية كبيرة لإيران لأنها سوف تتعامل مع استراتيجية النفس الطويل ... وبالتالي هذه الحرب خسائر أمريكا وحلفائها أكبر بكثير من خسائر إيران التي لا ينفع معها أي حرب مهما بلغت التقنيات والإستعدادات لأنها دولة وكيان يستحيل أن يسقط إلا من خلال غزو مباشر لأراضيها ... ومثل هذا الغزو سيحتاج لأكثر من 1.000 طائرة وأكثر من 500 الف جندي وحشد وتحالف دولي واسع النطاق وأمريكا وحلفائها لا يملكون هذه الخطة ومستبعدة لضخامتها ولعدم وجود من يتحمل نفقاتها التي ستتجاوز أكثر من 500 مليار دولار كأقل تقدير ... أما وفق السيناريو أعلاه والإعتماد على حرب الصواريخ والضربات الجوية والأعمال الإرهابية فإن فاتورة هذه الحرب ستتجاوز أكثر من 1 تريليون دولار كأقل تقدير وكلما طالت أشهر الحرب كلما ارتفعت الخسائر الإقتصادية على الجميع ... إذن المشهد كله من أوله إلى أخره لا يبعث على الإرتياح على الإطلاق والكل سيكون خاسرا ومتضررا لا أحد سيكون بمنأى عن الضرر فإن لم يكن ضررا عسكريا فإن الضرر بالتأكيد سيكون إقتصاديا ... وأسعار النفط الحالية إن كانت ما بين 63 دولار فإن وقت الحرب ستتراوح ما بين 150 إلى 220 دولار ؟

متى سيكون موعد هذه الحرب ؟
كل المعطيات على الأرض تتحدث أنها بعيدة الآن لأن الحشد البحري والعسكري لا يتناسب مع المستوى الإيراني وإلا أعتبر أي ضربة عسكرية لإيران هي بمثابة انتحار عسكري مؤكد 100% ... لكن لم لا نفكر أبعد من ذلك ونضع سيناريو توريط أمريكا بأن تشن الطائرات الصهيونية ضربة عسكرية ضد إيران ومن ثم تقصف تل أبيب ومن ثم تدخل أمريكا على خط المواجهة وتشتعل الحرب ... هذا احتمال قائم وبالأساس هي خطة إسرائيلية حاولت إسرائيل 3 مرات أن تنفذها لكن الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما" رفضها بشدة ومنع الكيان الصهيوني من القيام بها ... أما في سيناريو أن تشتبك السعودية مع إيران في مواجهة مباشرة فهذا الإحتمال لا يرقى إلى التفسير والتحليل لأن القوة السعودية أضعف بكثير جدا من أن تواجه القوة العسكرية الإيرانية ... والسعودية في حرب تحرير الكويت استنجدت بقوات عديدة أولا لحماية نفسها وفق تأكيد وتوثيق سمو الأمير الملكي الفريق / خالد بن سلطان آل سعود في كتابه "مقاتل من الصحراء" وفي غزوها لليمن أيضا اعتمدت على الخارج عبر مرتزقة السودان والصومال والقوات البحرية المصرية ... إذن السعودية لا تعرف أن تخوض حربا بنفسها ومنفردة كما أن التقارير العسكرية الفرنسية والأمريكية التي نشرت عبر الصحف الخارجية أكدت ضعف القوة العسكرية السعودية واستحالة انتصارها في أي معارك تخوضها ... وعلى صعيد أخر فإن القوة البحرية العسكرية في مياه الخليج العربي هي مضمونة لإيران بنسبة 90% وكل دول الخليج مجتمعين لا يشكلون بأفضل أحوالهم 10% ... إذن نحن على موعد مع أمريكا أو الكيان الصهيوني أن يفتعلوا حماقة وهذه الحماقة قادمة ربما بعد أسابيع ربما بعد أشهر لكن من المؤكد واليقين أن هذه الحرب ستحدث إن لم يكن في 2019 فموعدها في 2020 ... وكل المحاولات الحثيثة من حكماء وعقلاء منطقتنا والعالم فهم بسعيهم المشكور لا ينزعون فتيل هذه الحرب إنما يؤخرون موعدها فقط ... أما نزع فتيلها وإيقافها كليا فهذا الأمر لن يحدث إلا بجلوس السعودية وإيران على طاولة المباحثات السياسية عميقة في الدهاء السياسي وهذه أظن أخر فرصة للسعودية في كل تاريخها الحديث يجب أن تستغلها قبل أن تستغلها أمريكا ... فإن استغلتها السعودية ستجني مكاسب عظيمة شرط وجود القن السياسي وليس وفق التهور السياسي أما لو أمريكا استغلت هذه الفرصة فإن السياسة السعودية ستمنى بخسائر أكبر وأشد من خسائرها التي تعيش فيها أصلا ... قلتها وأكررها لا توقظوا المارد الإيراني فإن أبواب الشرور إن فتحتموها لن تعرفوا إغلاقها إلا بذل الهزائم وبدمار عواصمكم وهذا ثمن استهزائكم بها طيلة سنوات وهي من كانت تصنع وتبني وأنتم بين سياحة وسفر ولهو ولعب وتصريحات مراهقين سياسة ... احذروا وانتبهوا فمن يريد خوض الحرب ضد إيران يجب أن يفهم أنه سيخوض حربا ضد إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن مجتمعين وفي وقت واحد في جبهة واحدة فلا تتورطوا في أمر أكبر منكم جميعا ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم