2020-03-14

بالأدلة والأرقام .. جرائم منظمة أوبك بحق الكويت ؟


هذا الموضوع يعتبر موضوع اقتصادي بحت وله انعكاسات بالغة الخطورة على الاقتصاد المحلي وبالتالي انعكاس مباشر على المواطن ... وهذا ما حدث في 2016 عندما خرجت تصريحات حكومية سببت هلعا اجتماعيا واضطراب شعبي وسياسي بسبب تصريحات بعض المسؤلين كوزير المالية السابق "أنس الصالح" الذي أطلق جملته الشهيرة " موس على كل الروس " ... وتصريح رئيس مجلس الأمة "مرزوق الغانم" عندما قال : تحويل المواطن الشريك إلى أجير ... ونتج عن ذلك قرارات حكومية نحن كمواطنين نعرف مسبقا أنها قرارات صبيانية كاذبة ... وذلك عندما قررت الحكومة بالوقف النهائي للمكافآت السنوية ووضع خطة للتقشف الحكومي وطبعا هذا كله لم يحدث إلا لبعض الوقت ثم عادت أسعار النفط بالصعود وعاد البذخ الحكومي كسابق عهده بالإسفاف والتبذير ... الغريب في الأمر بل والمثير للدهشة أن الكويتيين غير منتبهين وغير مبالين لمنظمة أوبك التي بالأساس هي من تحدد مصير اقتصادهم من خلال أسعار النفط ... بمعنى لو خفضت المنظمة أسعار النفط يصاب الاقتصاد الكويتي بالعجز ومن العجز سينكمش الاقتصاد وسيؤثر على المواطن وأسواقه ولو انتعشت أسواق النفط العالمية ستعوض الدولة خسائرها وينتعش السوق الكويتي ... بل وحتى أعضاء مجلس الأمة الحاليين والسابقين وأؤكد حتى القادمين غير مهتمين بموضوع أسعار النفط على الرغم من أهميته القصوى لأن الكويت تعتمد بنسبة 95% على بيع نفطها ومن ثم الصرف على الدولة ومواطنيها ومؤسساتها ... فعلا أمر غريب ومعيب أن تكون قضية أسعار النفط بهذه السطحية العقلية للكثيرين إن لم يكن لمعظم الشعب الكويتي ؟ 

منظمة أوبك والتي تضم كل من : الكويت والسعودية والإمارات وإيران والعراق وليبيا والجزائر ونيجيريا والإكوادور وفنزويلا والغابون ... أنشأت من أجل صناعة تحالف للطاقة وتنظيم السوق العالمي ومن ثم التحكم به وفق مصالح الأعضاء لكن المنظمة تحولت من منظمة اقتصادية صرفة إلى منظمة ذات صراع سياسي صرف ... والكويت دفعت ثمن هذه الصراعات دون أن تتدخل حتى تحمي مصالحها الاقتصادية وكأنها دولة مسيرة لا حول لها ولا قوة !!! ... ففي 2008 وصل سعر برميل النفط الكويتي 136 دولار أمريكي وصل في 2014 إلى 64 دولار أي أنه فقد 72 دولار ... مع العلم أن ميزانية الكويت السنوية توضع على أساس سعر بيع النفط وأخر ميزانية حكومية أقرت وضعت على أساس أن سعر بيع برميل النفط الكويتي هو 75 دولار ... مما أوجد فوائض مالية كويتية لعام 2012 – 2013 وصلت إلى 14 مليار دينار كويتي = 51 مليار دولار + أن الكويت تمكنت من جني فوائض مالية خلال الـ5 سنوات الأخيرة تجاوزت قيمتها أكثر من 40 مليار دينار كويتي = 137 مليار دولار ... ولأذكركم فإن كسر أسعار النفط في 2014 كان بسبب إضعاف الاقتصاد الروسي الذي كان ولا يزال يقف مع جحش سورية وكانت دول الخليج تعتقد أن بإضعاف الاقتصاد الروسي ستبتعد وستتخلى روسيا عن سورية ... لكن ما حدث هو العكس تماما فقد تراجعت كل اقتصاديات دول الخليج وأصبحت تسجل عجزا واسعا في موازناتها العامة التي أدت إلى فرض المزيد من الضرائب على بعض الشعوب الخليجية ... وأدت انهيار أسعار النفط في 2015 فوصلت إلى أقل من 45 دولار وفي نفس السنة وعلى الرغم من انخفاض أسعار النفط العالمية بشكل حاد بدأ الغزو على اليمن مما ضاعف الخسائر في بعض دول الخليج ... وفي نهاية 2015 واصل هبوط سعر برميل النفط "خام برنت القياسي" إلى 30 دولار وفي بداية 2016 انخفض ليصل إلى مستوى 25 دولار لتسجل الأسواق العالمية فائضا في السوق تجاوز أكثر من 5 ملايين برميل يوميا مما أدى إلى انخفاض حاد ... لقد كانت مغامرة خليجية بامتياز ضحك عليها العالم وتجرعت دول الخليج وشعوبها المرارة إرضاء لماما أمريكا وعنادا في روسيا التي ظنوا أنهم سيدمرون اقتصادها فانطبق القول المأثور على دول الخليج : يفعل الجاهل بنفسه ما يفعل العدو بعدوه !!! ... فلا روسيا انهار اقتصادها ولا جحش سورية سقط بل بالعكس زادت مبيعات الأسلحة الروسية بشكل مضاعف من خلال الصفقات الخليجية والتركية ثم عوضت روسيا خسائرها بعد عودة ارتفاع أسعار النفط بالشكل المقبول في مطلع 2017 والذي وصل إليه سعر برميل النفط إلى 55 دولار ... نحن أمام منظمة اقتصادية تحولت إلى منظمة سياسية صرفة أصبحت تتحكم في مصائر الشعوب وليس تنظيم السوق العالمي بصورة أخلاقية بل بالعكس منظمة أوبك أصبحت وكأنها إحدى المنظمات التابعة لأمريكا ... بدليل أنه في شهر 9 من عام 2018 عندما وصلت أسعار النفط إلى 80 دولار ثار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" واشتاط غضبا على منظمة أوبك وأمرا بتغريدة بأن تخفض أسعار النفط وبصيغة الأمر "الآن" خضعت السعودية وأعلنت رسميا بعد التغريدة بـ 6 ساعات عن زيادة انتاج النفط لخفض الأسعار !!! ... مع العلم أن في هذه الفترة منظمة أوبك لم يكن لها دخلا بوصول سعر البرميل إلى 80 دولار بل كانت ردة فعل عالمية على قرار أمريكا بفرض الحظر على النفط الإيراني ... أي أمريكا هي المتسببة الأولى والمباشرة في وصول سعر برميل النفط إلى 80 دولار وليس السعودية ولا منظمة أوبك ومع ذلك خضع الجميع لماما أمريكا التي هدد رئيسها وابتز دول الخليج من ناحية أمنها الخارجي ؟
 
وفق تقديرات نهاية 2019 فإن دول منظمة أوبك بحاجة ماسة للغاية أن ترتفع أسعار النفط حتى تغطي عجزها وعلى سبيل الواقع فإن إيران تحتاج إلى سعر بيع نفطها 155 دولار حتى تستطيع أن تغطي عجزها ... والسعودية تحتاج إلى سعر 87 دولار حتى تغطي عجزها والإمارات تحتاج إلى سعر 70 دولار حتى تغطي عجزها والكويت تحتاج إلى سعر 54 دولار حتى تغطي عجزها  والجزائر 129 دولار والعراق 63 دولار وليبيا 95 دولار ... إذن السطوة الأمريكية والضغوط الأوروبية على منظمة أوبك قد أضرت أعضاء المنظمة ضررا بالغا وهذا الضرر لحق بالأعضاء لدرجة أن وصل الضرر إلى خسائر مليارية واسعة وانخفاض في صناديقها السيادية ولا أبعد من البحرين التي كادت أن تعلن إفلاسها في 2017 ... وأنا أسأل : ما الفائدة التي جنتها الكويت من وجودها في منظمة أوبك الملعونة التي بين فترة وأخرى تكوينا بنيرانها ؟ ... ولماذا لا تخرج الكويت من أوبك وتمارس البيع الحر وفق مصالحها الاقتصادية ووفق أمنها القومي ؟ ... بل ما فائدة أوبك والتي أصبحت منظمة اقتصادية سياسية تمارس بين فترة وأخرى حرب النفط خصوصا وأن كل حروب النفط التي خاضتها منظمة أوبك كانت حروب خاسرة بل ودفعت ثمنها باهظا للغاية والكارثة أنها كلها كانت حروب خاسرة ؟ ... واليوم في شهر مارس الحالي من سنتكم الحالية 2020 نشهد حرب نفط جديدة بين الحلفاء "السعودية والإمارات" ضد "روسيا" ونحن في الكويت لا ناقة فيها ولا جمل وسندفع نحن ثمن هذه الحرب كالعادة كما حدث من 2014 إلى 2017 ... ومن حق السعودية والإمارات وروسيا وأي دولة في أوبك أن يمارسوا ما يشاؤون وفق ما يرونه مناسبا وفقا لسياساتهم الداخلية أو الخارجية وهذا شأنهم لكن نحن ما دخلنا وما شأننا حتى نربط أنفسنا بمنظمة أصبحت مليئة بالصراعات ؟... صراعات قاسية وباهظة التكاليف ومن ثم يعودون وكأن شيئا لم يكن ونعود نحن في الكويت إلى مرحلة تعويض الخسائر ولما تستقر أوضاعنا الاقتصادية يشعلون حربا أخرى وهكذا وإلى متى ؟؟؟ وإلى متى نحن ندفع ثمن مغامرات الغير وعلى حسابنا ؟ ... اخرجوا من منظمة أوبك الملعونه وليشعلوا النيران في ثيابهم وهذا شأنهم ولا تدخلوننا في صراعات ليس لشيء فقط لأن الكويت وكأن قرارها ليس بيدها ... ولا نريد ثرثرة مسؤلين يعيدون علينا أسطوانة "الموس على الروس - المواطن أجير - لا نستطيع دفع الرواتب" !!! ... أنتم من أشعلتم تلك الحروب ونحن كمواطنين ليس لنا دخلا ولا شأنا فيها فلا ترهقونا ولا تدخلونا فيما ليس لنا فيه شأنا ولا طرفا فيها ... ومن يريد المغامرة عليه أن يغامر بأمواله الشخصية لا بالأموال العامة أي أموال الشعوب فتلك الأموال فيها حرمة وأمانة ليست مدعاة للمغامرات السياسية فاضحة الخطأ وكارثية النتائج ؟


اقرأ أيضا
يا مرزوق المواطن ليس أجير بل هو صاحب الملك واستأجركم أنتم لخدمته ؟


 https://q8-2009.blogspot.com/2016/02/blog-post_14.html




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم