2020-03-03

الفــــراغ الفني الكارثي الذي أوقعوا الكويت فيه ؟


في أي دولة وفي أي شعب إن أردت أن تعرفه بسرعة تلقائيا يجب أن تنظر إلى مستوى الثقافة والفنون فيه كالرياضة والمسرح والغناء وفن الرسم والنحت ومن هم أدباء الدولة ومفكريها ... تلك هي المقاييس الأولى والمهمة التي تحدد هوية ومستوى أي شعب على وجه الأرض من الناحية الاجتماعية بالتأكيد ثم ترمي النظر إلى صناعاتهم وإنجازاتهم ومدى وحجم اكتفائهم الذاتي ... وبعد أن تنتهي من كل ما سبق والذي لن يأخذ منك عملية بحث أكثر من 18 ساعة كأبعد تقدير للتقييم لتصل إلى نتيجة أولية لفهم الفكر السياسي الذي يحكم هذه الدولة وهذا الشعب ... وفي الكويت الرياضة ماتت وكل ما نراه وما نعيشه لا يمت للرياضة بأي صلة فقد تحولت إلى مستوى الشوارع من الوضاعة والجهل والإنحطاط الرياضي ... وكل من يقول أن في الكويت رياضة فهو كذاب ثم كذاب ولو كان القائل وزيرا على رأس عمله الرياضة الكويتية انتهت للأبد ولن تعود ولا حتى بعد 50 سنة قادمة ... أما فنون الرسم والنحت وهي من الفنون ذات الفكر العالي المستوى والمهارة النادرة فهي في الكويت ولدت ميتة أصلا وكل ما رأيناه كانت كلها ودون أي استثناء محاولات شخصية صرفة ... لأن الفكر المجتمعي واقع تحت تأثير السطوة الدينية التي هيمنت على كل مناحي الحياة في الكويت حتى وصلت إلى قوة التأثير على القرار السياسي ... ولأن الرسم ونحت التماثيل والمجسمات في فكر وفهم تجار الدين هي أعمالا شيطانية محرمة فتلقائيا نتفهم شعور من خاضوا صراع الوجود مع فنونهم على أرض خاضعة تحت السطوة الإسلامية وليست المدنية الدستورية ؟
 
أما في المجال الفني والغنائي فأشكر الفنانين "الشيـــّـاب" عبدالله عبدالرحمن الرويشد ونوال ظاهر زيد ونبيل سليمان المطيري ومحمد نوح المسباح الذين احتكروا الساحة الفنية الكويتية لأكثر من 15 سنة ... وشكرا لوزارة الإعلام التي دمرت الفن الكويتي وحولته من سلاح قومي وثقافي إلى بعوضة لا قيمة لها فاختفت الهوية الكويتية تماما وضاعت البصمة الكويتية وسحقوا كل إنجازات عظماء الفن الكويتي ... فأستطيع أن أقول لكم أن الفن الكويتي قد مـــــــات وانتهى للأبد ... وأشكر الأخ طارق العلي والأخ حسن البلام الذين دمروا المسرح الكويتي الذي بدأ عملاقا وانتهى إلى قاع القاع بالرغم من وجود مواهب جديدة جديرة بالإهتمام والإحترام لكنهم ظلموا في مسارح القاع والمهزلة الفكرية ... كما لا يفتني أن أشكر عمالقة الفن الكويتي أمثال الأستاذة القديرة سعاد عبدالله والأستاذة القديرة حياة الفهد اللواتي تحولن إلى تجار فن فلم أعد أشتاق إلى أعمالهن بل منذ عدة سنوات احترمت نفسي ولم أعد أشاهد الأعمال الدرامية الكويتية إلا ما قل وندر ... جميعكم شكرا لكم دمرتم الفن الكويتي عن بكرة أبيه وحرقتموه حرقا مقززا وبسبب صراع المال وعشقكم له صنعتم أمجادكم الشخصية على حساب إسم وسمعة الكويت ... "وإذا كان رب الدار بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت الرقص" ورب الدار هو كل وزير إعلام وكل قيادي في هذه الوزارة الفاسدة التعيسة وأهل البيت هو أنتم ... فيا عيبــــــاه ويا لا الخزي والعار بما فعلتموه من تدمير لإرث عريق إرث كنا نرفع الهامات به عزا وفخرا به واليوم نطأطأ الرؤوس بما صنعتموه من خزعبلات ومهازل أصبحت تحاكي جيوب البسطاء لأنها فشلت أن تقارع العقول ... تركضون خلف الأموال وتفكرون بالأموال والمقاييس أصبحت من الأعلى أجرا ومن الأكثر امتلاء بالصالات لكن نسيتم أنكم صنعتم جيلا لا يفقه شيئا بالفن ... ويظن الكثير من الشباب أنهم يشاهدون فنا ويستمعون إلى فنا وما هو بذلك بل كل فنونكم هي أوتار نشاز وأراكوزات في سيرك يدغدغ الجمهور بالقهقهات لا أكثر ولا أقل ... 30 حلقة من المسلسلات حشو في كلام فاضي وتافه والقصة الحقيقية لا تستغرق أكثر من 60 دقيقة وأغنية ذات مقام موسيقي واحد أو اثنين بلحن يؤذي الأذن وكأنه صنع في حمام عمومي وكلمات سطحية ومسرحا نصه محترما لكن تطبيقه تطبيق ملاهي الرقص الوضيع الذي يفسد العقول ويحلق عاليا في الغرائز من كثرة الإيحاءات الجنسية ... والشباب المسكين يصفق بحرارة وبإعجاب ظنا منهم بأن ما تقدمونه هو الفن الحقيقي !!! ... وكيف لا يحدث كل هذا وأنتم تحت مظلة وزارة إعلام وقائمين الكويت وطنهم هو أخر همهم لأنهم مشغولين في لعبة صراع الكراسي ؟ 

ماتت حياة الفهد وسعاد عبدالله وهدى حسين وعبدالله الرويشد ونبيل شعيل ونوال ومحمد المسباح فمن بديلهم ؟ لا أحد ... لماذا لا يوجد لديهم بديل ؟ ... لأن الساحة الفنية الكويتية محتكرة ومغلقة ... وأنتم أيها المستعين والمشاهدين في يوم ما وقريب ستعرفون عن ماذا كنت أتحدث وعن ماذا كنت أكتب وأعرف مسبقا أن حديثي هذا لن يعجب الكثيرين لأن البصيرة غائية عنهم ولا يستطيعون الرؤية ... شكرا لوزراء الإعلام وشكرا لقياديي الإعلام لقد أديتم مهمتكم على أكمل وجه فانتهت الرياضة وانتهى الفن الكويتي برمته فأصبح الفن الكويتي كتاجر الشنطة الذي يتجول في الشوارع والأزقة ليعرض بضاعته البالية الرخيصة بأسعار زهيدة لكن البائع حلو اللسان منمق الكلام فيبيع بضاعته على كل عقل مسكين ... ورحم الله من سبقونا فقد كانوا نعم الفنانين أوصلوا اسم الكويت واللهجة الكويتية في كل دولة عربية لأنه كانت لدينا في الماضي حكومات محترمة وطنية عالية الإحساس بالمسؤلية بعكس حكومات اليوم التي أصلا لا تعرف معنى الهوية الوطنية وليست كفؤا لأن تعرف أهمية سلاح الإعلام والفن والثقافة ... فاسألهم أين فرقة الإذاعة الموسيقية وأين فرقة التلفزيون وما أخبار عظماء المسرح وأين عباقرة النصوص وأستاذة التلحين ولا تسأل عن الأموات حتى لا تصيبك لعناتهم ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم