2019-08-24

بحث : خريطة سياسة أمريكا الخارجية .. المهم منها ؟


بلا أدنى شك أن سياسة أمريكا قد تغيرت بل وانقلبت رأسا على عقب منذ أن تولى المعتوه رئيسها الحالي "دونالد ترامب" قيادة البيت الأبض الأمريكي ... والتي أثبتت تحقيقات "روبرت مولر" أن الرئيس لم يفز بشكل شريف وفي سؤاله في لجنة تحقيق الكونجرس تم سؤال "روبرت مولر" سؤال خطير للغاية عندما قيل له : هل الرئيس بعد انتهاء ولايته الرئاسية سيخضع للتحقيق ؟ ... فأجاب : نعم ... ثم سأل : هل الرئيس مدان : ... فأجاب : نعم لكنه محصن بصلاحيات الرئاسة حاليا ... إذن نحن أمام رئيس حالي ومتهم مستقبلا ضف على ذلك أنه تم إنتاج فيلم وثائقي نزل مؤخرا يثبت بالأدلة القطعية وبشهادة الشهود أن "ترامب" فاز بطريقة مخادعة غير نزيهة بعكس منافسته "هيلاري كلينتون" وأن الناخبين الأمريكيين قد تم خداعهم في الفلم الوثائقي الخطير "The Great Hack" ... وفي الواقع على الأرض ضربت مصداقية أمريكا في صميمها وفي عمقها حيث أثبت الرئيس الأمريكي الحالي "دونالد ترامب" أن أمريكا دولة ليست محل ثقة في عهودها ومواثيقها ... وأنها يمكنها الإنسحاب من أي اتفاقية وأي معاهدة متى ما شاءت دون أي مشكلة وإن كان الأخرين سيتضررون لا مشكلة في ذلك وليس مهم ... ففي عهد ترامب ضربت أمريكا بالعالم كله عرض الحائط وانسحبت من الإتفاقيات التي أضرت بـ 80% من دول العالم وهي الإتفاقيات والمعاهدات التالية
1- اتفاقية باريس للمناخ .
2- الإتفاق النووي الإيراني الدولي .
3- معاهدة الصواريخ النووية مع روسيا .
4- المعاهدة الدولية لتجارة الأسلحة التقليدية .
5- اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ .
6- منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" .

أمريكا وأوروبا
ضربت أمريكا حليفتها في الإتحاد الأوروبي على جبهتين الأولى بانسحابها من الإتفاق النووي الإيراني الذي أضر بمصالح وعلاقات كل من "بريطانيا وألمانيا وروسيا والصين" ... ثم فرض عقوبات جمركية على مصانع "ألمانيا وفرنسا وبريطانيا" واليوم يهددهم بمعتقلي داعش الذين يحملون جنيات أوروبية ... ثم فرض ترامب عقوبات أمريكية على أوروبا تتم خارج إطار القانون الدولي وخارج قوانين الأمم المتحدة بتفرد واستهتار حتى باتت دول الإتحاد الأوروبي لا تثق بأمريكا كحليف ... وأظن أن الدول الأوروبية حاليا تجاري أمريكا وتتحايل عليها من أجل كسب أكبر قدر ممكن من الوقت حتى موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية في العام المقبل بتاريخ 3-11-2020 ... التي بالتأكيد سيسقط ترامب ولن يفوز للكم المهول من الحاقدين والناقمين عليه داخل الولايات المتحدة الأمريكية والتي من الطبيعي ستأتي برئيس جديد لأمريكا والذي يعول عليه أن يصلح ما أفسده سلفه الأحمق ؟

أمريكا والصين وكوريا الشمالية
كوريا الشمالية هو المجنون الذي مربوط بسلسلة تمسكها الصين التي تعتبر المنفذ الوحيد لكوريا الشمالية في كل شيء وهي أي الصين شريان الحياة الوحيد لكوريا الشمالية الدولة التي تعتبر الخارجة عن القانون الدولي ... ويسجل للرئيس الأمريكي أنه أول رئيس أمريكي في تاريخ العلاقات بين أمريكا وكوريا الشمالية يعقد لقاء مباشر مع الدولة الخارجة منذ 60 عام ... لكن ترامب كان يهدف إلى كسب الدعاية الإعلامية يضيفها إلى سجله في الإنتخابات القادمة لا إلى الحل ولا لحسم الخلافات من جذورها ... وهي الإستراتيجية الأمريكية القديمة التي تعمد على العيش والإستفادة من الخلافات والصراعات الدولية لا حلها وحسمها ولذلك في المنظور السياسي أمريكا فشلن أمام كوريا الشمالية ولم تستطع إخضاعها ... وعلى الجهة الأخرى أمريكا في عهد الرئيس "رونالد ريغان" منذ ثمانينات القرن الماضي كانت تفكر باستهداف الصين بضربات نووية خاطفة في الوقت الذي كانت الصين تنهض إقتصاديا أمام العالم بأسره لتصبح عملاق صيني اليوم ... لكن خرجت أراء في الإدارة الأمريكية تقدر عدد الصينيين المقيمين في أمريكا آنذاك بأكثر من 6 ملايين نسمة فلو كل صيني مسك بمسدس وقتل أمريكي واحد فهذا يعني أن هناك 6 ملايين أمريكي سيموت ردا على الخيار العسكري النووي الأمريكي فصرف النظر عن الموضوع برمته ... ناهيك أن أمريكا اليوم مدينة للصين بأكثر من 1.2 تريليون دولار أي 1.200 مليار دولار = 364 مليار دينار كويتي أي ميزانية الكويت لمدة 15 سنة ... وما تمارسه أمريكا اليوم من فرض ضرائب على واردات الصين وضربها لشركة "هواوي للهواتف" الصينية قد أضر فعليا بالمصالح الصينية وأوجع اقتصادها لكن يفهم من عقلانية الصين أمام حماقة أمريكا أن الأمر ليس ضعفا لكن أيضا الصين تلعب على عامل الوقت حتى موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية في العام المقبل بتاريخ 3-11-2020 ؟ 
أمريكا وروسيا

بفضل سياسة ترامب العرجاء الحمقاء التي تعتمد على نظرة تاجر وليست نظرة سياسي ونظرة المكاسب السريعة وليست المكاسب على منظرو البعيد المدى ... فقد خسرت أمريكا ثقة العالم وكسبتها روسيا ونتيجة ذلك حققت روسيا مكاسب اقتصادية مرعبة وتمدد واسع حتى تحول العراق من حليف الإتحاد السوفيتي إلى أمريكا حديثا إلى في أي وقت تشاء روسيا أن تعيده خلال ساعات بفضل قوة سيطرتها على إيران التي تسيطر على العراق ... ضف على ذلك التحول الخليجي بالعقود والإستثمارات الضخمة في روسيا فمن الضعف الروسي منذ 1991 إلى القوة المنافسة الند بالند مع أمريكا في 2019 ... إلى فشل أمريكا في سوريا وتكرار نفس السيناريو في ليبيا ... وبالتالي أمريكا فشلت اقتصاديا وعسكريا أمام روسيا فوضعت روسيا أرجلها على مناطق ما كانت لتحلم فيها لولا الحماقة التهور الأمريكي فأصبحت روسيا اليوم مرجعا أساسيا رئيسا في صراعات العالم ... بل تعتبر اليوم مرجعيتها هي أقوى من مرجعية الإتحاد الأوروبي برمته لتعود مخاوف الحرب النووية العالمية من جديد وتطفو على سطح المشهد الإعلامي ؟


أمريكا ودول الخليج
خسائر كل من "السعودية وقطر والإمارات" من تدخلاتها ومجازرهم الكارثية في "سوريا وليبيا والعراق واليمن" منذ 2011 إلى 2019 أي خلال 8 سنوات فقط تجاوزت "تقديريا" بأكثر من 1.8 تريليون دولار = 1.800 مليار دولار = 547 مليار دينار أي ميزانية الكويت خلال 21 سنة ... مبلغ كان كافيا أن يحول وجهة الإقتصاد العالمي برمته باتجاه دول الخليج ويجعلها الرقم 1 عالميا في الصناعات والعلوم والثقافة والسياحة لكنها وبكل ألم وأسف اختارت تلك الدول المغامرات الفاشلة فحرقت أموال شعوبها ... وما كان هذا ليكون لولا الدعم الأمريكي الذي مثــّـل السيد دور الخادم المطيع فظن الخادم أنه السيد الآمر الناهي فحرق الخادم ما لا يقل عن 30% من أصوله ومدخراته ... ليكتشف فيما بعد أنه قد فشل في كل مغامراته ولم ينجح في حتى واحدة وعاد السيد ليقهقه أمام خادمه ويلقنه درسا قاسيا ولسان حال السيد يقول كما قال الشاعر المتنبي "لا تشتر العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد" ... ماذا تريدون تدخلا في ليبيا هيا امضوا ونحن نمدكم فيما تشاؤون من ذخائر وأسلحة وأينما تريدون نحن معكم لا تأبهون بالقانون الدولي فنحن القانون ولا مشكلة فيما ترتكبونه بجرائمكم فنحن غطائكم ... فلم يحسب أحدا قط حساب إيران فظنوا واهمين أنهم يحاربون إيران في مواضع ودولا عدة وإذ بالمخطط ينفضح أمره فيجدوا أنفسهم متورطين أمام إيران وهزائم لا تعد ولا تحصى وحرق مدخرات وأموال شعوبهم والأهم حرق سمعتهم الإقليمية بأقصى حد ... ولم يكتفوا بذلك بل تآمروا على بعضهم البعض فغدروا بقطر وفجروا معها في الخصومة فجورا لم تجرؤ العرب في جاهليته على أن تصل إليه ... ولم يكتفوا بذلك بل استحقروا واستهزؤوا بالناصحين والمحذرين وسخروا من حكمة الكبار المحنكين في علم السياسة ... والكارثة أنهم وثقوا بالطرطور الصعلوك الساقط المتسلق " جاريد كوشنر" زوج ابنة ترامب فظنوا أنه مخلصهم من العذاب ومنجيهم من أقدار الأيام ومبدع الأفكار ومنفذ المخارج ... 8 سنوات كانت كافية لأن تكشف ضحالة الفكر السياسي الخليجي وكيف أمريكا صنعت قوة إيران وكيف ضعضعت وشتت دول الخليج وحرقت أموالها حرق الجاهلين والنتيجة الطبيعية هي الندم بالتأكيد ... لكن ما نفع الندم يوم صممت أذانك عن نصح الناصحين وقدمت سفهاء المستشارين على الوطنيين وصدقت عظمة لا وجود لها ولا أساس لها من الصحة ... فما كان الأمر إلا تدبير الأمريكان صفقوا لهذا وباركوا لذلك وأيدوا هذا ونافقوا ذاك فوقع الجميع في أفخاخ لا مخرج منها إلا إما بالحرب المستقلة أو الخضوع الكامل دون أي شروط مسبقة وهذا ثمن من يعادي شعبه ويصطف مع الغرب ... وما حل الكيان الصهيوني النجس في دار إلا وتباشير الغربان تسبق النذر بالويل والثبور وعظائم الأمور ولله در من نصح وحذر بصوت الأمين والويل لمن خان وطعن لمن كان يجلس ويأكل معهم وقادم أيامكم لا تبشر بخير أبدا وأمريكا ستبيعكم فردا فردا ؟

أمريكا وإيران
من المؤسف أن تصبح إيران هي الأكثر احترافها سياسيا عن خصومها فعلا أمرا مؤسفا فهي تنتهج نفس سياسات الدول العظمى تختلف مع أمريكا في ملفات وتتفق معها في ملفات أخرى وهذا التشابه كأنه واقع وإن رأينا ما صنع الحداد بين إيران وأمريكا ... وقد استطاعت إيران باحتراف سياسي بأن تغير وجهة نظر الإعلام الأوروبي عبر جلسات إعلامية كثيرة ومتعددة قادها وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" أدى كل هذا الجهد بتحويل الإعلام الأوروبي إلى عامل وسلاح ضغط على حكومة بريطانيا وفرنسا ... وقد نجحت إيران أن تفلت من عقوبات الأمم المتحدة لتي فرضت عليها طيلة 20 عاما فهل من الإعجاز أنها تلتف وتتحايل على العقوبات الأمريكية المنفردة والخارجة عن مظلة الأمم المتحدة ؟ بالتأكيد كلا ... وباستعراض سريع على الخريطة سنكتشف أن "العراق ولبنان والصين وروسيا وألمانيا وفرنسا واليونان وقبرص وتركيا والهند واليابان" كلها أسواق استراتيجية لإيران ... إذن العقوبات الأمريكية على إيران لا قيمة لها فعليا وأن ما يروجه الإعلام هي مجرد حرب إعلامية لا أكثر ولا أقل وعليك عزيزي القارئ أن ترى الصورة الحقيقية وليس ما يريدك الإعلام المزيف أن تراه ... فأمريكا بشكل أو أخر هي من صنعت القوة والهيمنة الإيرانية وهذه الصناعة بدأت فعليا في 2003 بعد سقوط النظام العراقي البائد المجرم ... فمنعت بشدة أي تدخل سياسي خليجي في العراق وسمحت خلال أقل من 4 سنوات أن يتدفق على العراق أكثر من 5 ملايين إيراني وتم تجنيسهم بالجنسية العراقية ... وبعد بوش جاء أوباما الذي يعتبر العصر الذهبي لإيران الذي مكن لإيران ما لم تكن تحلم به ففي عهد أوباما الذي استمر 8 سنوات أعاد لها 100 مليار دولار من أصولها المجمدة في أمريكا ... وعقد معها الإتفاق النووي في 2015 الذي أتاح لها مبيعات نفطية لـ 2.6 مليون برميل ووصلت العام الماضي 2018 إلى 3.7 برميل يوميا وهيأ لها ملف استثمارات مستقبلية بقيمة 250 مليار دولار لأكثر من 800 مشروع لمدة 20 سنة قادمة ... وفي عهد أبواما أيضا وتحديدا بتاريخ 11-12-2016 وقعت شركة الطائرات العملاقة "بوينغ" صفقة مع إيران لبيعها 80 طائرة تشمل شراء 50 طائرة من طراز 737 و 30 من طراز 777 العملاقة على ان يتم تسلمها لإيران خلال فترة 10 سنوات القادمة بقيمة 25 مليار دولار ... ثم انتهى عهد أوباما وجاء ترامب ليلغي كل ما سبق ويفعل النقيض تماما ضاربا بمصداقية أمريكا وعهودها واتفاقياتها القانونية والدولية بعرض الحائط ... ليعود العداء بين أمريكا وإيران من جديد فيحاصرها ترامب وتتحداه إيران علنا وتسقط له طائرة "درون" وتتحداه أيضا علنا من أن يرد عليها ... فكشفت أمريكا حقيقة رعب أمريكا من إيران ممن أصاب حلفاء أمريكا في الخليج بصدمة أدت إلى أن تعود الإمارات حليفا من جديد لإيران وحتى لو أدى ذلك بالغدر في السعودية حليفتها ... لتتضح الصورة اليوم بأن القوة العسكرية المطلقة في الخليج العربي هي لإيران ولم نصدقها في الماضي فيما كانت تهذي به لنكتشف فعليا اليوم أنها هي القوة المتفردة والحرب ضدها يعني حرب كبرى كارثية لا أحد يستطيع تحمل أو دفع ثمنها على الإطلاق ؟ 

بعدما سبق استعرضت معكم خريطة السياسة الأمريكية في العالم المهم منها وأن لعبة السياسة اليوم تثبت أن السياسة الأمريكية اليوم أصبحت ليست أهلا للثقة ولا قيمة لأي اتفاقية توقعها ... عزز ذلك صمت وضعف وخذلان المنظمة الدولية العليا وهي الأمم المتحدة التي وقفت موقف الهش الضعيف أمام كل الفوضى الدولية التي تسببت بها أمريكا دون أي رادع ... فأمريكا التي صنعت قوة وتمدد إيران هي أيضا من صنعت تنظيم القاعدة وتنظيم داعش بأموال الشعوب الخليجية وهي من صنعت حرب النفط ... فوجد الخليجيين أنفسهم في خطر وورطة بين الهيمنة الروسية والنفط الصخري الأمريكي فخفسوا بأسعار النفط إلى الأرض ليصل سعر البرميل في 2016 إلى 26 دولار ... فعاد الضرر عليهم من خلال حرق صناديقهم السيادية فاضطروا للعودة لشعوبهم وفرض ضرائب جديدة بل وابتكار ضريبة جديدة أطلق عليها "ضريبة القيمة المضافة" وهي بدعة ومهزلة في علم الرياضيات ... كل ما سبق يوحي إلى حقيقة واحد وهي إلى أن كل المخططات الأمريكية تهدف للتالي
1- حرق الصناديق السيادية للدول الخليجية الثرية .
2- تهميش وإضعاف وتفكيك منظمة أوبك المصدرة للنفط .
3- استنزاف الموارد المالية الخليجية وتحويلها لصالح الغرب .
4- صناعة الرعب الخليجي من إيران للإعتمد على الغرب كليا .
5- تعزيز صراع الدين السياسي من خلال تأجيج نزاعات المذاهب .
6- تهديد أنظمة الحكم بمصير مبارك والقذافي وصالح وبن علي .
7- تحويل النعمة الشعبية إلى قمع أمني وإضعاف الحريات وتهميش الإنسان .
8- منع أي استقلالية اقتصادية لدول الخليج وتشتيتها في أكثر من اتجاه .
9- التهيئة والإستعداد لإعادة رسم وتقسيم خريطة دول الخليج العربي .
10- تمكين الكيان الصهيوني من العودة إلى الخليج العربي والمدينة المنورة .
11- تغريب المجتمعات الخليجية وتحويلها إلى مجتمعات غربية متفسخة القيم .
12- تغيير المناهج التعليمية والدينية بما تتناسب مع التوجه الجديد للإسلام السياسي .
13- تشجيع الإلحاد والمثلية الجنسية في المجتمعات الخليجية المحافظة واستهداف المرأة .
14- زراعة أكبر قدر ممكن من الكراهية لأنظمة الحكم مما يساعد خطة إعادة تقسيم دولهم .
15- تعزيز الكراهية الشديدة والعداء المفرط بين الشعوب العربية والخليجية كل على حدة .
16- منع أي اتفاق وأي وحدة وأي حل للخلافات الفلسطينية الفلسطينية لأن في وحدتهم خطرا .
 
وهذه هي أمريكا التي توفر أكبر خدمات عظيمة للكيان الصهيوني اللقيط في منطقة الشرق الأوسط عموما وفي الخليج خصوصا ... لتتضح الصورة أن الحكومات الخليج بمعظمها قد أخطأت في حساباتها السياسية ومغامراتها الكارثية فوقعت في المحظور والأيام والأشهر القادمة لن تكون خيرا على العديد من الدول الخليجية على الإطلاق ... وكل ما سيحدث في دول الخليج هو بمباركة أمريكا لأن مصالحها تعتمد كليا على وجود الأزمات لا إنهائها والإستفادة بأكبر قدر ممكن من كل أزمة على حدة تمهيدا لإعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج ... ومسألة نصح الناحين والخيرين لم يعد لها مكانا ولا أذنا صاغية في عقول المفسدين ولا نملك إلا أن ندعوا المولى عز وجل أن يحفظنا من الشرور القادمة ومن ضرر وشرور أمريكا ومخططاتها التي تسير بأريحية دون أن يجرؤ أحدا على إيقافها أو قلب الطاولة فوقها ... فلله الأمر من قبل ومن بعد ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم