2019-08-27

ما لا تعرفونه عن عالم الإنترنت والمواقع الإلكترونية ؟


في أخر مرة قمت بقياس أرشيفي الذي جمعته عبر سنوات فقد وصل إلى ما يلامس 2.3 تيرابايت أي 2.300 جيجا بايت ... ولو أردت قرائة وتفحص هذا الأرشيف بعناية ودقة فإنك ستحتاج إلى 10 سنوات بمعدل 7 ساعات يوميا أو إلى 7 سنوات بمعدل 15 ساعة يوميا ... وهذه المعلومة لا أسوقها إليكم من باب التفاخر والغرور كلا وأبدا بل هي البداية والبوابة لمعلومة أكبر أنا وأرشيفي نقف أمامها كحبة رمل أو كنملة تقف أمام ناطحة سحاب ... فما لو علمتم أن أرشيف موقع Google يحتوي على مواد مخزنة تصل إلى أكثر من 33 تريليون سجل ... ومركز الحاسب الوطني لأبحاث الطاقة في أوكلاند في كاليفورنيا تقدر حجم قواعد بياناتها بـ 2.8 بيتا بايت "بيتابايت = 1.000 تيرابايت" ... والمركز العالي لبيانات المناخ يحتوي على قاعدة بيانات قدرت بأكثر من 220 بيتابايت ... عرضت لحضراتكم 3 مواقع فقط ستحتاج كل البشرية حتى مليون سنة قادمة كأقل تقدير حتى تقرأها وتتفحص محتوياتها والمليون سنة أي أنك ستحتاج إلى أكثر من 30 ألف جيل بشري ... وأيضا هذه المعلومة المرعبة أسوقها إليكم لتكون بوابة لمعلومة أكبر وهي ماذا ستفعلون لو علمتم أن عالم الإنترنت يحتوي على أكثر من 4 مليـــار صفحة ... وفي عام 2014 نشر الباحثون دراسةً في مجلة super computing حول تقدير سعة التخزين للإنترنت حول العالم بحوالي 1 مليون إكسابايت أي مليون بيتابايت ... وهذا رقم كتبسيط للأمر هو رقم 1.000 مليار نسمة لن يستطيعوا أن يحصوه أو لو تعداد سكان البشرية اليوم والمقدر بـ 7.5 مليار نسمة فإنهم حتى قيام الساعة لن يستطيعوا فحصه أو مشاهدته ... ولا أقرب مثال مبسط لكم إلا الموقع العالمي YouTube الذي كل البشرية مجتمعين سيحتاجون إلى 100 سنة قادمة حتى ينتهوا من مشاهدة كل مواده المخزنة والمعروضة ... إذن بعدما سبق وضعت بين أيديكم حقيقة عالم هو أكبر من العالم نفسه وإن كنت أنا في بداية الموضوع أصف حجم أرشيفي بحبة رمل فإن كل الدول العربية مجتمعين يشكلون حجم نملة لا ترى بالعين المجردة أمام ناطحة سحاب ؟ 

لو دخلت على موقع  (https://www.internetlivestats.com ) وهو موقع يعمل بواقع بحث ورصد موثوق سيخبرك بأنه الآن وفي هذه اللحظة بلغ عدد مواقع الإنترنت قد وصلت لأكثر من 1.7 مليار موقع ... واليوم الثلاثاء 27-8-2019 ولم ينتهي اليوم قد تم إرسال أكثر من 11 مليار إيميل وتمت أكثر من 2.9 مليار عملية بحث على جوجل وأكثر من 2.7 مليون موضوع نشر على بلوجر وأكثر من 3 مليار مشاهدة على اليوتيوب لاحظ كل هذه الأرقام في يوم واحد ولم ينتهي بعد اليوم !!! ... إذن أنت في عالم مرعب من سابع المستحيلات بل ضربا من الخيال إن فكرت أنك تستطيع أن تكافحه أو تقاومه ولا حل أمامك إلا أمرين إما أن يكون لديك الإنترنت وتتعامل معه بذكاء واحترافية أو تحجبه بالكامل عن دولتك وشعبك وهذا الجنون بعينه ... وعلم الإنترنت يخبرك بمعلومة وهي "متى ما دخلت وولجت إلى عالم الإنترنت أو الشبكة العنكبوتية فأنت معرض للإختراق مهما بلغت من احتياطات" ... وحكايات عدم القدرة على اختراق ع=هواتف أبل وبلاك بيري لم تكن سوى دعايات وتسويق للشركات ولسان حال خبراء الإختراق يضحكون على جهل الأمم وهذا ما يسعدهم بأن تكون بهذه الثقة وهم يتسللون بأريحية دون أن تشعر ... وعالم الإنترنت هو كشف لحقيقة اختلاف البشرية فكريا ومعتقدا ودينا وخلقا وثقافة وعلما ليؤكدوا الحقيقة الثابتة أننا خلقنا مختلفين ولسنا متشابهين فكريا لكننا جسديا فإننا خلقا واحدا وتصميما واحدا ... وأمام كل هذه الحقائق وكل هذه الأرقام الخرافية نكتشف في النهاية أن دولنا ما هم في هذه المجرة سوى حبيبات رمل لا تكاد ترى وليس لها أي ثقل أو أهمية ... بمعنى لو قررت الكويت أو السعودية أو حتى الهند أن يخرجوا من عالم الإنترنت فإن نسبة التأثير = 0% بمعنى أي دولة وأي شعب ليس له أي تأثير أو أهمية أو قيمة علمية في عالم الإنترنت ... وهذه الحقيقة التي لا أحد يريد أن يستوعب حقيقتها ويفهمها ويستوعب أن عالم الإنترنت أكبر مما يتصوره ؟
الحكومات ومشكلتها مع المواقع الإلكترونية
في علم الإنترنت وفي عالمه أنا أعتذر عن قول التالي لكنها الحقيقة وهي أن "كل حكومات العالم هم جهلة في عالم الإنترنت ولا يعرفون عنه إلا بمقدار 50% وهذه النسبة أضعها مبالغا فيها لأفضل حكومة عبقرية في العالم" ... أما في عالمنا العربي فالكل جهلة في عالم الإنترنت والكل يصور لشعبه إنه يعي ويفهم وهو لا يعي ولا يفهم بدليل أنهم عاجزون بنسبة 100% عن تطويع الأمور كما يريدونها ... ولما عجزوا ويأسوا ذهبوا ليشرعوا قوانين تختص بالمواقع الإلكترونية لم يستطيعوا حجبها أو منها بل فرضوا سلطتهم على المستخدم لا على أصل المشكلة وهو الموقع ... ويظنون أن الحسابات الوهمية أن لهم مكمن سيطرة أو تستطيع أن تقاومها أو تكافحها وهذا ليس صحيحا على الإطلاق ... فعالم الإنترنت مرتبط بالكابلات البحرية وهي سياسة اتفقت عليها الدول بأن يكون الإنترنت عبر الكابلات وليس عبر الفضاء حتى يضمنوا مراقبة من يشاؤون من مستخدمين الإنترنت وهذا حقهم ... فأنا شخصيا أستخدم الإنترنت بأريحية مطلقة ولا أخاف من التجسس أو حتى التصنت على هاتفي لأني ببساطة لست إرهابيا ولست أخاف من شيء ولا أرتبط بأي جهة مخالفة أو إرهابية أو معادية فمرحبا بالمراقبة من الآن وحتى أموت لا مشكلة في ذلك ... وبالرغم من علمي بل واحترافي في علم التخفي عن كائن من يكون فلا أستخدم هذه الخاصية بالمطلق لأني أرى أن الإنسان العادي الطبيعي إن استخدم كل هذه الإحتياطات فهذا رجل مريض وأنا لست كذلك ولله الحمد ... ولا بد من فهم حقيقة أن أي دولة أو أي حكومة تصدر التشريعات والقوانين لمعاقبة المغردين فاعلم أنها دولة متخلفة وأنها فاشلة وعاجزة عن فهم طبيعة مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع العامة ... فتصدر التشريعات المقيدة للحريات حتى لو أضرت بتصنيفها العالمي في مجال الحريات وهذه دولا يحكمها الطفاة والدكتاتوريين الذين يملكون أسوأ سمعة خارجيا وأسوأ التصنيفات العالمية ... أما في الكويت الدولة التي تمتلك سمعة حسنة عالميا فمع الأسف الشديد أن الحكومة هي جاهلة تماما في علم الإنترنت ومن نصحها أو من يشير عليها وإن كان من المتخصصين فهو بالتأكيد أبله لا يفقه ما يقول ... فلو أخذت 10 بطاقات مدنية لـ 10 مبعدين من البلاد وعبر معرفة أي محل هواتف اشتريت 10 هواتف ذكية و 10 خطوط هاتف وفعلت الإنترنت عبر موقع الشركة ... ثم صنعت 10 حسابات وهمية ثم فعلت برامج الـ VPN "التخفي عن المراقبة وفتح المواقع المحجوبة" وانهلت بالتهم والسب والشتم بالحكومة فهل تستطيع معرفتي شخصيا ؟ علم الإنترنت يقول لك كلا ... لكن هناك وسائل تخفي أصعب مما ذكرتها وهناك برامج وأجهزة تتبع ورصد أيضا أقوى هي نفس الحرب بين المهربين في العالم وبين أجهزة الجمارك ... هي نفس الحرب المستعرة منذ سنوات طويلة بين المخترقين الهكر وبين أجهزة المخابرات العالمية حرب ضروس مخفية عن العالم لا أحد يراها لا أحد يسمع عنها لكنها حرب تقع يوميا ؟

الحل مع الحسابات الوهمية
إن كنت دولة ديكتاتورية ودولة سمعتها في أسفل السافلين فأنت لا تحتاج إلى أي حلول لأنك طاغية ومجرم ولا فرق سواء حجبت مواقع أو قطعت الإنترنت أو سجنت المستخدمين أو كما تشاء ... لكن الكارثة أن تكون دولة لها سمعة دولية محترمة وقدر إقليمي رفيع وتنتهج الجهل والحماقة في الفعل والتدبير والتفكير ... ومواقع التواصل الإجتماعي لها إدارات محترمة تراعي جوانب عديدة وفق معايير دولية وهي الحرية المسؤلة ومناهضة ومكافحة العنصرية أو التمييز العرقي بالإضافة إلى التهديد بالقول أو الفعل والإبتزاز ومكافحة جنس الأطفال والإرهاب وغيرها من المعايير الأخلاقية والدولية ... كل شروط ومقومات الكويت تمتلكها وبجدارة تساندها قوانينها التي تجرم كل ذلك وإدارات شركات مواقع التواصل الإجتماعي هي إدارات منفتحة وليست منغلقة والحكومات هي المنغلقة فعليا ... فما هو المانع من أن تفتح حكومة الكويت قنوات اتصال رسمية مع تلك المواقع وتقدم لها دعوات رسمية لإطلاعها على الكويت وقوانينها وتشريعاتها وطبيعة مجتمعها ؟ ... لا شيء يمنع إلا أن العقل الحكومي لا يريد أن يفهم أن عالم الإنترنت أكبر منه ومن حتى مواقع التواصل الإجتماعي ... وعالم الإنترنت لا يحل بالجمع أو بالباقات بل كل مسألة ولها طرق حلها المستقلة والمنفردة لأنه عالم أكبر مما يستوعبه العقل البشري ضخامة وتفرعا وتنوعا وتحايلا ... لكن انتبه إذا رأت مواقع التواصل الإجتماعي أن لديك قوانين تقيد الحريات فإنهم لن يلتفتوا لك ولن يحترموك ولن يوافقوا على أي مطالب لك ونحن في الكويت لدينا قوانين قيدت الحريات وسجنتها بموجب تشريعات وقوانين جائرة ... ولو سألتني هل نغير قوانينا من أجل تويتر ؟ فالإجابة ستكون نعم غيرها وانسفها لأنك غيرت ونسفت قوانين بسبب تقارير مجرد تقارير التي تصدرها وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي ... وهي تقارير غير ملزمة وليست أصلا ذات أهمية لأنها لم تصدر من الأمم المتحدة بل صدرت من دولة فيها كل عيوب الأرض وتعيب في كل دول العالم ... فلا حل أمامك إلا أن تنفتح على العالم الحر أو كن مع الدول القمعية الإستبدادية التي تحارب الرأي والفكر أو كن الإستثناء المتميز في المنطقة ... وثق تماما أن مكافحتك للفساد وإصلاح وتطوير القضاء هما السبيلين الذين سيخرسان كائن من يكون ضدك فاجعل غيرك يدافع عن أمانتك ونزاهتك وليس أنت عبر القمع الجاهل ... وبنا وخالقنا خلقنا مختلفين بدليل ما أرسل الأنبياء والمرسلين إلا ليصححوا مسار الظلام والظلال فإن أغلق باب الأنبياء والمرسلين ليس أمامك سوى هدي المهتدين بالعقل والحكمة والفهم السليم لعالم أكبر منك بمليون مرة ... ومسألة مكافحته بأساليبك المخجلة لهي مثار سخرية واعلموا أني لم أتوسع بالحديث عن كثير من الأمر منعا للتطويل والتعليم ... كفاكم إساءة إلى سمعة الكويت وحرياتها وكفاكم تدميرا لمستقبل جهلة فالجاهل يحتاج إلى التوعية والتعليم وحياة الدول والأمم والشعوب ليس كلها عقاب وغرامة وسجن فتبينوا وتبصروا ... وافهموا أنكم أنتم ودولكم وشعوبكم ذاهبون إلى مستقبل مرعب في عالم الإنترنت فإن لم تفهم مستقبل الإنترنت فقد أخذت أمتك إلى المجهول المظلم ... واعلم أن الأبحاث قد بدأت فعليا على الجيل السادس 6G وأنت للتو دخلت وبدأت في الجيل الخامس 5G فاستوعب ما يحدث واستعد للمستقبل الذي ليس للحماقة فيه أي مكان ؟

الأمر يحتاج إلى الفهم والعقل لا الجهل والشدة والحماقة




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم