2022-06-24

تحليل : نظام الحكم يطلق التحذير الأخير فما هو القادم .. 1

 

في هذا التحليل والذي مضطرا برفع سقف الصراحة والمكاشفة فيه ليس للإستعراض الشخصي لكنه امتدادا ودعما للنظام السياسي ... والذي أظن وأعتقد أن الكثيرين لم يفهموا حقيقة ومعنى الخطاب الأخير لفقر الثقافة العامة وسطحية الفهم السياسي لديهم ... وفي نفس الوقت هذا التحليل هو بمثابة كشف الحقائق لما هو قادم حتى لا يأتي أحد مستقبلا ويرمي فساده وفشله وجهله وحماقته على نظام الحكم بذاته وبصفته ... لذا فعلى الجميع أن يقرأ بعناية واهتمام بالغين ليعي الجميع حقيقة ما حدث وما سوف يحدث وأن الكويت أمام منعطف خطير للغاية ... ومن بعد الخطاب السياسي لنظام الحكم أردد من ورائهم أن الشعب الكويتي فعلا عليه أن يتحمل مسؤلياته في المرحلة المقبلة فإن لم يتحمل تلك المسؤليات التي سأتحدث عنها فلا يلومن أحدا إلا نفسه عما سيحدث خلال الأشهر القادمة ... لذا اقتضى التنويه .

الموضــــــــوع 

في 22-6-2022 ولأول مرة في التاريخ السياسي الكويتي يخرج سمو أمير البلاد وسمو ولي عهده في يوم واحد وفي وقت واحد وفي خطابين متتاليين موجهين للشعب الكويتي بكل أطيافه ... تلك الحالة لم يتوقف عندها الغالبية توقف الحكيم المتبصر لأنك لو كنت كذلك لأيقنت أن هذا الخطاب وهذا الحدث ليس عاديا بل هو حدث سياسي استثنائي بكل المقاييس ... يُعبر بكل وضوح وجدية عن حالة من الغضب والإستياء التي يعيشها نظام الحكم بسبب الممارسات الشخصانية والصبيانية لبعض أعضاء مجلس الأمة ... والتي في حقيقتها وواقعها هو أساسا تعطيل للدستور الكويتي من خلال تعطيل أحد أركان السلطات الدستورية الرئيسية وهي السلطة التشريعية ... الذي ينسحب عليه تلقائيا تعطيل الجلسات العامة لمجلس الأمة في حال استقالة الحكومة والذي صورته المعارضة "الغير سوية" بأن مجلس الأمة ليس "دكانا" تغله متى ما أردت وتفتحه متى ما رأيت ... الأمر الذي غاب عنهم كعادتهم بأن البرلمان هو أساسا سلطة تابعة لأمير البلاد ويحكمها ويرأسها وفق المادة 51 من الدستور الكويتي ... وليس البرلمان أو مجلس الأمة سلطة مستقلة وليست سلطة تمارس أعمالها بلا ضوابط ومتى ما حدث أي انفلات فإن سمو أمير البلاد يتدخل لفك التشابك وإنهاء أي نزاع من خلال سلطاته الدستورية ... أو قبلها يحق لأعضاء البرلمان منفردين أو مجتمعين أن يلجؤوا إلى المحكمة الدستورية العليا لفصل أي خلاف أو نزاع يحدث فيما بين الأعضاء أو المجلس والحكومة أو حتى بين الأعضاء ورئيسهم الذي هو بطبيعة الحال "رئيس مجلس الأمة" ... ومن أضرار حدوث أي خلاف ما بين الأعضاء أنفسهم أو ما بين مجلس الأمة وما بين الحكومة تلقائيا يتم تعطيل السلطة التشريعية التي ينسحب عليها تعطيل التشريعات والقوانين وبالتالي الإضرار المباشر بمصالح الدولة والمواطنين ؟

قد آلمني سمو أمير البلاد الشيخ / نواف الأحمد وأنا أشاهده وهو يكابد في مرضه ليخرج على شعبه ويدلي بكلمة مقتضبة وأسأله سبحانه أن يبارك في عمره ويمده بالصحة والعافية ... وسمو ولي عهده العضيد الشيخ / مشعل الأحمد والذي للتو استرد عافيته بعد العارض الصحي شافاه الله وعافاه ... كلاهما شاهدين بيانا عيانا على حقبة وعهد أمير الكويت الراحل / صباح الأحمد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ... بمعنى أكثر دقة أن الأمير الحالي وولي عهده يعرفون كل ما حدث وما جرى في عهد الأمير الراحل "صباح الأحمد" والذي أطلق في عهده أكثر من 171 خطابا منها أكثر من 60 خطابا محليا موجها للداخل الكويتي ... ذلك العهد الذي تعرض للظلم وللكذب والتدليس والإفتراء والطعن والتطاول الخسيس من قبل شراذم ساقطة لا تعرف أدنى حدود الأخلاق ولا أبسط مبادئ الأدب ... مما يأخذنا الأمر برمته أن القيادة السياسية الحالية ليست مغيبة عن حقيقة الأوضاع ولا دقة الأمور ولا حقيقة مع ما جرى في الماضي القريب ولا في وقتهم وعهدهم الحديث ... لكن حماقة العقول وعمى البصيرة صورت للكثيرين أن نواف الأحمد مثل صباح الأحمد ومشعل الأحمد مثل نواف الأحمد "مع حفظ الألقاب" ... وهذا الأمر غير صحيح بالمطلق لأن كل نظام سياسي وله فكره وشخصيته وأسلوبه ونظرته وأهدافه ... وهذا ما غاب عن الجميع وسنكشف في تحليلنا هذا الكثير من الصدمات السياسية التي غابت عنكم وبسط وعرض كل الإحتمالات السياسية التي ستكون على وزن الزلزال السياسي القادم ... في الوقت الذي فرح وصفق الحمقى متصورين أنهم حققوا انتصارا سياسيا وفي الحقيقة أنهم وضعوا أنفسهم والدستور في مأزق قادم لا مثيل له في التاريخ السياسي الكويتي ؟

انتبهوا جيدا ولاحظوا معي ودققوا في بعض كلمات أمير الكويت الراحل / صباح الأحمد عندما كان يصارع الجبهات ويوئد الفتن وهذا التذكير لتنشيط ذاكرة القراء الكرام وفي نفس الوقت لمقارنة الماضي القريب باليوم : لقد أكدت بأنني من يحمي الدستور ولن أسمح بالمساس به - لن نقبل باختطاف إرادة الأمة بالأصوات الجوفاء والبطولات الزائفة - لن نقبل بفوضى الشارع وشغب الغوغاء أن تشل حركة الحياة والعمل في البلاد - الألم لما أراه من إسفاف مقيت في لغة الخطاب وانحدار مشين في أخلاقيات التعامل والعمل العام وخروج صارخ على القيم الموروثة والدأب المعهودة وفجور في الخصومة ورفض لحق الإختلاف وعدم احترام الرأي الأخر وتشنج في المواقف وغلو في التطرف واستمراء لنهج الفوضى والشغب وتجاوز لكل الحدود المألوفة وتماد في التطاول - هذه حالنا اليوم نمسي على أزمة ونصبح على أزمة أخرى نخرج من مشكلة لندخل في مشكلة أخرى الشعوب تتحرك والدول تتقدم ونحن جامدون نراوح في مكاننا - هناك من يتعمد وضع العصي في الدواليب وعرقلة المسيرة مصرا على فرض إرادته ورأيه على الجميع محاولا تكريس قيم ومفاهيم غريبة على مجتمعنا ممعنا في التطرف والتهور يرفض الحوار ويلغي الأخرين ويوزع صكوك الوطنية ويطلق وصايته المطلقة على الدستور منتهكا جميع الثوابت والأعراف الوطنية الراسخة لا يريد التفاهم ولا يقبل التوافق يتخذ من الشوارع والساحات منبرا للإثارة والشحن والتحريض ويحاول دفع الشباب نحو منزلقات الضياع والضلال غير عابئ بأمن البالد وسلامة أهلها - الكويت لنا جميعا إن راحت رحنا معها - إنني أكرر دعوتي لوسائل إعلامنا المسموع والمقروء والمرئي أن تحفظ للحرية مساحتها المقبولة وأن تلتزم في ممارسة دورها حدود المسؤولية الملقاة عليها وأن لا تكون أدوات ووسائل لبث الفتنة والفوضى والشقاق والصراع بين فئات المجتمع وأن تبرز ما تريد إبرازه بمصداقية دون تهويل وأن تنتقد ما تريده دون تضليل ... والأن نأتي للمهم وهو أن كل تلك التصريحات الإستثنائية كانت في عهد الأمير الراحل وكان سمو الأمير الحالي وسمو ولي العهد حاضرين شاهدين على أدق تفاصيل ما حدث من أقوال وأفعال "معارضة الغوغاء" بدليل هذه المقارنة وهذا التشابه ... ففي تاريخ 23-10-2012 قال سمو الأمير الراحل "صباح الأحمد" : كان هناك حفنة من الناس عبثت فصبرنا ثلاث سنوات واحنا نصبر ... وفي خطاب سمو أمير البلاد وسمو ولي عهده بتاريخ 22-6-2022 : آلينا على أنفسنا عدم التدخل المباشر في إدارة الدولة تاركين هذه الإدارة إلى السلطتين التشريعية والتنفيذية إلا أننا لم نلمس أي نتائج تحقق الطموح والآمال الشعبية - المشهد السياسي تمزقه الإختلافات وتدمره الصراعات وتسيره المصالح والأهواء الشخصية على حساب استقرار الوطن وتقدمه ورفاهية شعبه ... كلا الخطابين متشابهين ما بين العهد الماضي والعهد الحالي لكن الإختلاف هو أن العهد الماضي "صباح الأحمد" كان صبورا جدا متحملا كثيرا ... أما العهد الحالي لنظام الحكم فهو غير صبور لأنه تأكيدا لتحليلنا بأنه كان شاهدا على ما جرى وما حدث وبالتالي استخلص العبر من تلقاء نفسه ... ويعرف أكثر من جيد أن الصبر يحمل في طياته تكلفة سياسية عالية تتصادم بشكل سريع ومباشر مع الظروف العالمية الحالية "الإستثنائية" وأخطار المنطقة الإقليمية التي لا تسمح بأي خلل أو ضعف في الجبهة الداخلية الكويتية على الإطلاق ... وبالتالي فنظام الحكم لا يملك الوقت الكافي للمهادنة والمداهنة مع شخصيات هي أصلا مكشوفة أمامه منذ سنوات ؟

في الجزء الثاني : المعنى الحقيقي لخطابات القيادة السياسية والوجه الحقيقي للمعارضة وشخصية مرزوق الغانم المثيرة ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم