2024-03-18

جنـّـة الخُلــد .. خارج حسابات العقل والمنطق والعلم والزمن والقدر ؟

 

لو جمعت الآيات القرآنية التي ورد فيها توصيف ما في الجنة ونعيمها ومن ثم راجعت أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن الجنة ... تلقائيا سيترسخ في ذهنك "فانتازيا الخيال العلمي" التي صنعها الإنسان من صميم خياله فقدمها للمشاهدين من خلال الكتب والأفلام السينمائية ... وبعض الفنتازيا مصدرها الأبحاث العلمية التي يتم تهيئتها لإطلاقها للإستخدام التجاري في العالم بعد بضع سنين ... وفي "مدونة الكويت ثم الكويت" مواضيع كثيرة لمخلوقات وكائنات "خارقة للعادة" أي لا يوجد لها تفسير منطقي أو فطري أو علمي مطلقا ... وقد أكدت في تلك المواضيع حقائق كثيرة لا حصر لها وأهمها أن الإنسان يظن ويعتقد أنه يعلم كل ما هو على اليابسة ولو كانت حتى دولته والواقع أنه غير صحيح بالمطلق "راجع المدونة" ... وفي موضوع على هذه المدونة نشر في 2-1-2020 بعنوان "كيف يتحدث أهل النار وهم في العذاب الأليم" ... سردنا كل الفرضيات والنظريات ووضعنا العقل والمنطق والمعجزات على طاولة البحث فكان الموضوع سالف الذكر ... وفي موضوعنا هذا سأبحر معكم في الجنة أسأله سبحانه وتعالى أن يتفضل علي وعليكم ونكون من أهلها ... كيف شكلها وما هي قوانينها وطرقها ومواصلاتها وسفرها وكيف سيكون المزاج البشري مع متناقضات العقل والرغبة وحب التملك والتميز إلخ ؟

لا أحد وبالمطلق لا أحد يعلم شيئا عن الميت بعد الموت ولو بثواني ويقف العلم والعقل والمنطق عاجزين عن فهم وشرح الإنسان بعد الموت ... والسبب بديهيا أنها من الغيبيات التي يقف الإنسان أمامها عاجزا عن فهمها وتحليلها ... لكن رب العالمين سبحانه وتعالى أخبرنا عن أحوال الأموات في مواضع كثيرة من القرآن الكريم ... لا بل سطر لنا الخالق عز وجل معجزة في دنياكم وهي أحاديث وحوارات أهل الجنة وأهل النار في حدث لم يحدث بعد لكننا سنشاهد "س سـ س" سنشاهده مستقبلا وتحديدا في يوم القيامة ... وكما أسلفت في موضوع "كيف يتحدث أهل النار وهم في العذاب الأليم" والذي وصلت معكم إلى حقيقة أن جهنم هي حالة من النظام الدقيق في مجتمع ذوو قوانين وتنظيم شديد وعظيم الدقة ... الأمر الذي يأخذنا اليوم إلى جنة الخلد والتي سنطلق لعقولنا العنان في محاولة واجتهاد بتصورها في أقرب تصور ممكن أن نصل إليه ... وأول مسألة تخص الجنة يجب أن نتفق عليها جميعنا وهي "أن الجنة أيضا مجتمع له قوانينه ونظمه وحراس لتطبيق تلك القوانين" ... وأول غيبيات أطلعنا عليها ربنا سبحانه أنه جل جلاله أخبرنا أن يوم القيامة وحتى قبل الحساب والجنة والنار هناك نظام ... نظام سيطبق على كل نفس بشرية لا يوجد تعدي لا توجد فوضى لا توجد واسطات ولا طبقات ... ففي سورة ق { وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد } أي يا أيها الإنسان أنا وأنت وأنتم ونحن وكل نفس بشرية سيرافقك يمينا وشمالا ملائكة يمسكون بيديك ويسوقونك إلى نهايتك "العرض العظيم في القيامة - حساب - جنة - نار" وقوة هؤلاء الملائكة = 100 ضعف قوتك بمعنى ضربا من الخيال أن تفلت أو تتمرد أو تقاوم ... الأمر الذي يؤكد لنا جميعا أن يوم القيامة والجنة والنار لهم قوانينهم التي لا يوجد لها مثيلا على وجه الأرض نهائيا والبشرية ستعيش في حالة الصدمة والإندهاش من هول المشهد والمنظر الخُرافي الأكبر من أي أفق عقل على وجه الأرض ... مشهد يتجلى بمكان غريب وكائنات غريبة وطقس غريب وقدرات خارقة لمخلوقات سمعنا عنها ولأول مرة نشاهدها بأم أعيننا "الملائكة عليهم السلام" ... والصاعقة أننا سنشاهد أعداد بشرية ضربا من الخيال أن تعرفهم بمعنى أنت وأنا ونحن جميعنا سنشاهد البشر قبل ألف سنة و 5.000 سنة و 10 آلاف سنة وسنشاهد كل الأنبياء والرسل والأمم والشعوب وصولا إلى أبونا آدم وأمنا حواء عليهما السلام ... كل هذه المعطيات كافية جدا أن تضرب العقل البشري في أي منا في حالة من الذهول والهذيان وعدم الإستيعاب وغياب الإدراك في حالة من سراب التفسير وصدمات عقلية لا محدودة ... وقتها المؤمن آمن من كل شر وضر بشكل تلقائي عجيب الفهم والتفسير والكافر والمجرمين وجوههم سوداء زرقاء صفراء من شدة الخوف والرعب ؟

الجنـــة وما فيها

جعلني الرحمن الرحيم وإياكم من أهلها ... مساحة الجنة : مساحة الجنة وفق حسابات الأرض والعلم البشري = أكبر من مساحة كوكب الأرض بمليون مرة لا بل وأذهب لأبعد من ذلك أن المساحة ربما = مساحة مجرة كونية كاملة بل وأكبر منها ... ولو بحثنا عن الدليل واليقين فبكل تأكيد لا يمكن أن نلتفت يمينا وشمالا بل نتجه مباشرة إلى سورة آل عمران التي فيها حجم ومساحة جنة الخلد { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضُها السموات والأرض أعدت للمتقين } ... ويكفي أن تلتقط مفردة "عَرضُهـــــا" وليذهب عقلك إلى عنان خُرافية المساحة لا بل وأذهب أبعد من ذلك وأقول ... ربما كان منزل واحدا من أهل الجنة = مساحة دولة الكويت خالصة له وحده ... نظام الجنة : الجنة مجتمع بشري وطالما هناك مجتمع يعني هناك قوانين وهناك حرّاس لتطبيق هذا النظام بطرق وأساليب صاعقة الدقة متناهية الإبداع ... والطبيعي أن هناك منازل وقصور وشوارع وطرق ونظام لكل تلك المسارات والفوضى والخطأ فيها منعدم بنسبة 0% { صُنع الله الذي أتقن كل شيء } النمل ... وملائكة الجنة وظيفتهم تطبيق هذا النظام على الجميع كل حسب مكانته ومنزلته وتطبيقا صارما ... عدد ملائكة الجنة وخدمها : لا يوجد عدد محدد ولا معروف ولا حتى أحد قال تقريبا لكني أظنه لا يقل عن 1 تريليون ملك كريم = 1.000 مليار ملك كريم وأكثر وليس أقل ... { والبيت المعمور } النمل ... قال عليه الصلاة والسلام : البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة ... واضرب 70 ألف في اليوم والشهر ثم بآكثر من 15 و20 و 30 ألف سنة .... طبقات الجنة : الجنة عبارة عن طبقات أو منازل أو درجات يتفضل حبيبنا وخالقنا أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين سبحانه وتعالى على من يشاء من عباده ويضعه بالمنزلة التي يستحقها ... لكن أدنى درجة من الجنة هو ما حدثنا عنه رسولنا عليه الصلاة والسلام فقال : إني لأَعلم آخر أَهل النار خروجا منها وآخِر أهل الجنَّة دخولا الجنَّة رجل يخرج من النار حَبْوا فيقول الله عز وجل له : اذهب فادخل الجنَّة فيَأتِيَها فَيُخَيَّل إليه أَنها مَلْأَى فيرجع فيقول : يا رب وجَدُتها مَلْأَى !!! فيقول الله عز وجل له : اذهب فادخل الجَنَّة فيأتيها فَيُخَيَّل إليه أَنّها مَلْأَى فيرجع فيقول : يا ربِّ وجَدُتها مَلْأَى فيقول الله عز وجل له : اذهب فادخل الجَنَّة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أَمثالها أو إن لك مثل عشرة أَمثال الدنيا ... وفي حديث أخر عن المصطفى عليه الصلاة والسلام : إن أدنى أهل الجنة منزلة من يجتمع له مثل ملك ملوك الدنيا في شرقها وغربها وجبالها وأوديتها وأنهارها وأشجارها ويضاعف ذلك عشرة أضعاف وهذا أخر من يخرج من النار فلا يبقى بعده إلا من يخلد فيها ... طقس الجنة : الطقس في الدنيا بديهيا مرتبط ارتباطا وثيقا بدورة الأرض وفيزياء الجاذبية والطاقة وكيمياء السحب والأمطار والبرد والحر مرتبط بخط الإستواء الأقرب والأبعد بالإضافة إلى وجود الشمس والقمر وحركة الليل والنهار ... وجنة الخلد لا يوجد فيها ليل ولا نوم ولا تعب الجسد وحاجته للراحة ولا انشغال العقل ولا العمل ولا وظائف ولا حساب الأيام والأشهر والسنة أي أن الوقت انتهى منعدم بالمطلق منعدم كليا والطقس سيكون على أجمل ما يحبه الإنسان وهو جو الغيوم والهواء العليل ؟

طعام الجنة : وأما ما جاء في سورة مريم { ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا } ... ففي "بكرة وعشيا" هو نور أهل الجنة من الخالدين فيها فالجنة لا يوجد فيها شمس بل أنوار ومواعيد الطعام ... وطعام أهل الجنة نوعان : الأساسي وما بين الأساسي لأن الناس في الدنيا هكذا تعودت أن يكون لها وجبات رئيسية ووجبات خفيفة ما بين الوجبات الرئيسية ... لكن في الجنة الطعام مطلق وليس مقيدا بوقت كل حسب ما يريد وما يشتهي من لحوم الأسماك والطيور والأغنام والأبقار والنباتات والفواكه لأكثر من 10 آلاف صنف ومليون نكهة كأقل تقدير ... ومن يطبخ طعام أهل الجنة ؟ : كل ما في الجنة خارق للعادة ليس له في دنياكم أي تفسير منطقي أو علمي نهائيا ... باستدلال الآية الكريمة في سورة آل عمران { قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائـــــدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين قال الله إني مُنزّلُهـــــــا عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين } ... وهنا تأكيد واضح لا يقبل الشك أن مطابخ الجنة تعتبر من الغيبيات حتى ونحن في جنة الخلد بمشيئة الله وبفضله وبرحمته ستضل من الغيبيات ... فالإنسان في الجنة يأمر فيُطاع يتمنى فيجده فورا لا يرد له طلبا كحاكم الدنيا وامبراطور الأمم والشعوب في الدنيا ... حديث أهل الجنة : يقول ربنا سبحانه عن أحاديث أهل الجنة في سورة النبأ { لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا } ... وفي سورة الواقعة { لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما } ... وفي سورة مريم { لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما } ... كلها تأكيدات أن أهل الجنة لا يوجد لديهم نميمة ولا خلافات ولا نوايا خبيثة ولا كذبا كحال دنيانا وأهل الجنة دائمين السلام فيما بينهم وما بين ملائكة الجنة وأحاديث جميلة وضحك وقهقهات جميلة في ظل أجواء سعيدة تحت أنغام الطيور التي ستذهلنا بأصواتها العذبة التي لم نسمع لها مثيلا في الدنيا والهدوء هو السائد بعملية فصل الأصوات وتقييدها حتى لا تؤذي من لا يريد بعملية خارقة للعادة بطبيعة الحال ؟

جمال الرجال والسناء في الجنة 

إن أول ما يجب أن تضع عينيك وعقلك عليه هو جمال النساء في الدنيا وتتسائل : لماذا جمال النساء في الدنيا هو أمر لا ينتهي ؟ وكيف لكل امرأة جمالها وقوامها الساحر ؟ وكيف هذا الولد وذاك الطفل وهذا الرجل جميلا ؟ ... إنها دلالة واضحة لا تقبل لشك واليقين على عظمة الخالق سبحانه وتعالى بتنوع لا محدود من جمال الخلق في الدنيا فيفتن هذا بهذه وتلك بهذا فيضع القبول بين هذا وهذه ويربط هذه بهذا ويزوج هذا بهذه ... بل المعجزة في دنياكم أن كيف زوجان يكملان 10 و 20 و 50 سنة بتناقض التربية والشخصيات والميول الفكرية والجنسية والنفسية ويعيشان في بيت واحد دون ملل ... وهنا تتجلى عظمة تفسير الآية الكريمة في سورة الروم { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } ... أضف إلى ذلك التنوع البشري المذهل في ألوان البشر ولغاتهم وكيف هذا يرتبط بهذه وكيف تلك تتقبل هذا { ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين } الروم ... لنعود للأصل في ذلك في سورة آل عمران { هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم } ... وهنا تترسخ لدينا القناعة المؤكدة المطلقة أن إبداع الخالق عز وجل لا ينتهي لأنه ليس له بداية فكيف يكون له نهاية أي أنه مطلق سبحانه وتعالى وجل جلاله ... إذن أهل الجنة على موعد مؤكد في حياة الخلود لمشاهدة واقع الذهول والتمتع بما سيدهش العقول من بديع جمال نساء الجنة ورجال الجنة ... وأن حسن امرأة الدنيا سيتضاعف بـ 100 مرة حسنا وجمالا وقواما في جنة الخلود لدرجة أنها لن تحتاج إلى مساحيق التجميل لإظهار جمالا أكثر وإخفاء عيوبا أكثر ... لأن أهل الجنة ليس فيهم عيوبا سواء خلقية أو جسمانية نهائيا لا يوجد سوى الحسن الباهر والقوام الساحر والنور الساطع وبديع منطوق اللسان ... وهنا التنافر البشري ينتهي في الجنة ميول الإنسان أفكاره تناقضاته خلافات علاقاته كلها تنتهي بشكل تلقائي ... لأنه دخل في مجتمع جديد وخلق الجديد وفهم الجديد وقواعد جديدة وحياة جديدة ... وفي الجنة سيظل الإنسان يسأل ويبحث ويستفسر ليتعلم ويتقن ليطمئن في ذاته وهذه الطبيعة البشرية بطبيعة الحال ؟

السفر في الجنة 

كما أسلفت معكم ففي المساحة الخُرافية "عرضها السموات والأرض" فمن البديهي هناك تزاور بين أهل الجنة بمختلف طبقاتهم ودرجاتهم وشخصياتهم فكيف هي طريقة السفر وإجراءات وآلية السفر ؟ ... ولأن الجنة كل ما فيها ما هو خارق للعادة وانعدام مطلق للوقت إذن المسافة منعدمة في الأمر فيزيائيا ومنطقيا ... وانعدام الوقت يبطل كليا السؤال برمته وما يتفرع منه من أسئلة ثانوية بمعنى أنت لا تسأل متى موعد وصول الضيف والضيف يجلس بجانبك ؟ ولا تسأل عن موعد الزواج وزوجتك بجانبك ؟ ... السؤال هنا يعني الوقت ومتى ما حدث اللقاء أو الموعد انتفى السؤال كأنه لم يكن أي انعدم الوقت ... ولتقريب تلك النظرية أكثر فلو عدت في الزمن لـ 200 عام لا أكثر فإن الوقت المستغرق لوصول الحجاج من أصقاع الأرض إلى مكة المكرمة في موسم الحج كان يأخذ من شهر إلى 3 أشهر في حالة من مشقة السفر المرهقة فعلا ... أما اليوم فخلال ساعات ستجد نفسك في مكة المكرمة بكل أريحية مع تناول وجبة فاخرة على متن الدرجة الأولى في أي طيران ... إذن المسالة في الدنيا مرتبطة بالمسافة والوقت أما في الجنة فإن أن الوقت والزمن لا وجود لهما مطلقا لأنها مواقيت صنعت للبشر للكائنات الحية ... وطالما لا وجود للوقت والزمن في الجنة إذن مصطلح السفر لا وجود له في الجنة نهائيا بل هناك موعدا ولقاء بالقرب منك دون النظر للمسافات في إعجاز لم نشاهده يقينا ... ونستدل عليه في سورة المؤمنين { قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم } ... وهنا التأكيد واليقين أن "الوقت والزمن والمسافة" لا وجود لهم أبدا في جنة الخلود والأخرة ويوم القيامة يوم العرض العظيم ... ويستبدل بدلا منها مصطلح "اللحظة - اللحظات" أي بضعة ثواني والثواني = رمش العين ... ولنأتي بهذه الآية التي تثبت وتؤكد خُرافية الواقع في الجنة الخارج عن المألوف والذي ليس له تفسيرا علميا أو منطقيا في سورة النمل { أنا آتيك به قبل أن يرتـّــــد إليك طرفُك } ؟

ما هي طرق ركوب أهل الجنة ؟

هل "السيارات - الدراجات - الطائرات" !!! ... بكل تأكيد ويقين كلا وبالمطلق كلا لأنها من صنع الإنسان والجنة لا يوجد فيها أي شيئ نهائيا من صنع الإنسان ... بل فيها كل ما خلق الله جل جلاله وعظيم سلطانه وبديع ما صنع وأول ما يرتبط به الإنسان هو الحيوان ... فالعلاقة الأزلية ما بين الإنسان والحيوان هي علاقة أبدية مرتبطة ارتباطا وثيقا جدا مع حياة الإنسان ... والحيوانات في الجنة كلها ودودة أليفة خاضعة مسخرة بالكامل لخدمة أهل الجنة بأقصى درجات السلامة والمودة والمحبة حتى يظن أهل الجنة أن تلك الحيوانات هم عبيد لهم يأمرون الحيوانات فيطيعونهم من فورهم ولا توجد وحوش ولا ضواري ولا مفترسات ولا جراثيم ولا بكتيريا ولا حشرات ضارة لا شيء بالمطلق ... أضف فوق هذا أنه وجب التذكير إن كان ملكك في الجنة = مُلك مَلك ملوك الأرض في زمانه فهذا يعني أن لديك خدما في خدمتك يواكبونك ويتبعونك أينما ذهبت ... تمشي على قدميك تبعوك تركب خيول الجنة تبعوك تركب سفن الجنة تبعوك تسبح تعوم تذهب إلى أبونا أدم إلى الرسول هذا أو ذاك إلى أصدقائك تتعارف مع أهل الجنة في كل الأحوال الجميع يتبعك كأنك إمبراطور الدنيا في زمانك في الدنيا ... لا يوجد خطأ بل غير مسموح بالخطأ لا تقع ولا تسقط ولا تضعف ولا تُجرح ولا يُكسر بك عضو لا تمرض بل حتى عثرات قدميك لا وجود لها أنت آمن في جنة الخلود مليار% ؟

المشاعر والجنس في الجنة 

اجمع كل مشاعر الحب في حياتك ثم اضرب العدد بـ 1.000 ضعف = شعور الحب والمودة في الجنة ... أي أنه شوق لا ينتهي وحب لا ينتهي ومتعة لا تنتهي ووفاء وإخلاص لا ينتهي وفرح وسرور لا ينتهي وليالي من المتعة لا تنتهي ... وخلقت الجنة لأهلها من أجل فرح وسرور ومتعة لا تنتهي ولا تعرف أصلا نهاية لها أبد الآبدين ... وأما الجنس فالتكوين البشري لمؤخرة "الذكر والأنثى" خلق للحفاظ أولا على "حوض العامود الفقري" ولو كان الإنسان بلا مؤخرة متفاوتة الوزن الأحجام لما استمر إنسان واحد مستقيما ماشيا على قدميه أكثر من 10 سنوات كأفضل تقدير ... فكيف ستجلس وعلى ماذا ستجلس هل العظام مقاومة لهذه الدرجة أم العظام تحميها عضلات الجسد والحوض تحميه المؤخرة التي تحوي أيضا عضلات وتمسى "العضلات الكمثرية" ... أما على جانب الجمال فقوام وتشكيل المؤخرة يدفع بالحسن إلى الأمام كما ألفته البشرية منذ آلاف السنين وحتى قيام الساعة وفي الجنة ينتظر أهلها جمال لم يألفوه في دنياهم قط ... وفي القدرات البشرية فهي فطرة أهل الدنيا ومتعة أهل الجنة "نساء ورجالا" ... وسيكتمل مثلث المتعة الحقيقة "القبول - الحب - الجنس" أي "الرغبة الشديدة والمشاعر المندفعة قوة الجنس من الطرفين" ... وغير صحيح بالمطلق أن الجنس مباح حصريا للرجال في جنة الخلود بل أيضا لنساء الجنة تختار من تشاء ليستنكها بعذريتها بجمالها وحسن قوامها ولها من الجواري والغلمان تأمر فتطاع تطلب فيأتي من فوره لا سلطان عليها ولا ولي فوقها لا أخ ولا أب ولا أحد يأمرها ولا أحدا يُخضعها لرغباته وأوامره بالمطلق إلا الخالق عز وجل فقط ... وقواعد الزواج والطلاق في الجنة تختلف اختلاف كلي عن شريعة الزواج والطلاق في الدنيا ... مع انعدام مطلق للشذوذ الجنسي "المازوخية والسادية" وغيره من شذوذ "أغلب" أهل الدنيا ؟

هل سنرى الله سبحانه وتعالى ؟

لا أحد سيشاهد الله سبحانه إلا أهل الجنة فقط وحصريا ... ويقينا وبكل تأكيد سيتفضل علينا الخالق عز وجل برؤيته الحقيقية بمشهد مهيب من العظمة التي لا يساويها شيئا في الدنيا والأخرة على الإطلاق ... سيتحدث معنا وسنتحدث معه بكل أدب يليق بعظمته جل جلاله ... سيتفضل سبحانه على أهل الجنة بأرقى درجات اللطف وسنحدثه بأرقى درجات الود وعظيمة المحبة له سبحانه وتعالى ... ويوم تشاهد الخالق عز وجل اسأله كل ما كان يدور في خلدك وسيجيبك المتفضل عليك سبحانه بالحق ويسرده إن شاء أمام عينيك ؟

المتعة في الجنة لن ثم لن ثم لن يعرف أهل الجنة لها نهاية فهم في مفاجآت سارة دائمة لا حدود لها ومناظر ساحرة تخطف العقول من بديع ما خلق ربكم جل جلاله وأعده لعباده المؤمنين المتقين ... أهل الجنة في فرح وسرور لن ثم لن يعرفوا له حدا أو نهاية لا حزن ولا هم بالمطلق ... لا تفكير في غدا لأنه أصلا لا يوجد غدا ولا يوجد مستقبل لأن حياة الخلود لا وجود للمستقبل فيها ... لا شرطة يراقبونك ولا مجتمع ينتقدك ولا حاكم فوقك أنت الأمير وأنت الإمبراطور وأنت السلطان في مساحتك في منزلتك من جنة الخلود ... لا ظلم بين البشر ولا عداوات ولا ضغائن بين أهل الجنة لأنه لا وجود للشيطان في الجنة ولا وجود للشك والوسواس أيضا ... إنه خلود الآمنين المطمئنين أبد الآبدين في نعيم لا يوصف وفرح لا ينتهي وضمانة من رب العالمين سبحانه بأن لا يغضب على أهل الجنة ولا يطردهم من جنة الخلود ... فاللهم تفضل علي برحمتك وعظيم كرمك وفضلك بجنة الخلود ... واللهم اكتبني من الحامدين الشاكرين المسبحين لك وحدك لا شريك لك ... واللهم يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين اكتبنا من الآمنين من الفزع الأكبر يوم القيامة ولا ترينا جهنم ولا تقربنا منها في الأخرة وأصرف عنا في الدنيا كل ما يبعدنا عن جنة الخلد ويقربنا إليك وإليها ... اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفوا عنا ... ربي حبيبي وحدك لا شريك لك لا تردني خائبا أنا من قرأ أحرفي هذه فإنا عبادك وأنت سبحانك ربنا وخالقنا وحدك لا شريك لك أمنا بك وتوكلنا عليك وإليك أنبنا وإليك رجعنا وتبنا يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين يا رب العالمين ... اللهم آمين ؟ 




دمتم بود ...