2019-04-30

الأكاذيب التي نسجت حول السلطان عبدالحميد الثاني 2


السلطان العثماني عبدالحميد الثاني ولد سنة 1842 وتوفي سنة 1918 ويعتبر أخر خليفة للمسلمين وقد تولى من بعده 3 أمراء عثمانيين لكنهم كانوا مجرد ألعاب بيد الصهيونية وبريطانيا بلا هوية بلا شخصية بلا إرادة بلا أي قيمة تذكر ... ولأن موضوعنا هو عبدالحميد الثاني الذي هو مركز الأكاذيب والإفتراءات عليه فسنجعل التاريخ والعقل والمنطق هم من سيتحدثون ... فيقول البعض فيما زعموا أن "لم يحج إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة ولا سلطان عثماني واحد" ... أكثر من 620 سنة من الخلافة الإسلامية أي أكثر من 7.440 شهرا أي 226.300 ألف يوم وأكثر من 37 سلطان وخليفة للمسلمين ولم يذهب أحد منهم إلى الحج أو إلى العمرة حتى !!! ... إذن من فرش ومهد ووسع وأنار الحرم وطرقاته ومن أين كانت تخرج كسوة الكعبة المشرفة ومن أسس وزارة الحرمين الشريفين في سنة 955م ونصب عليها الأغا "دار السعادة" ومن وسع وكبر الحرمين الشريفين ... هل كان يتم كل ذلك عن طريق السمع والنقل فقط أم ذهب الخليفة بنفسه وشاهد بأم عينيه شرف عمله بخدمة الحرمين !!! ... بل لم تأتي خلافة على الإسلام مثلما فعلت النساء العثمانيات على التسابق لأفعال الخير والوقف في الحرمين الشريفين بأوقاف ضخمة وخدمات عظيمة في تلك الحقبة الزمنية ... ولا يمكن إغفال مدينة القدس في عهد العثمانيين الذين وسعوا الطرقات ومهدوا الأزقة وجعلوها مدينة آمنة للحجاج اليهود والمسيحيين على حد سواء ... والجميل في الأمر أن الخلافة العثمانية فقط هي من لديها سجل كتب بخط اليد بشكل منظم دون فيه كل أيام الخلافة وأحداثها وتواريخها ... وهنا يكمن كنز هذه الخلافة التي لم يخرج باحث عربي ولا حتى واحد يغوص في أعماق هذا التاريخ ويستخرج ما يشيب له الولدان الذي بالتأكيد يحتوي على معلومات لا تقدر بثمن ... أما مسألة أن ولا سلطان عثماني واحد لم يحج إلى بيت الله فهذا إفك عظيم وحجة لا منطقية لأنها أصلا هي من عادات خلفاء المسلمين فضل كونها أصلا فريضة أساسية لا تقبل النقاش ... أما بادعاء أن كلمة "عرب" أنها كلمة مسيئة في اللغة أو المصطلح العثماني فهذا كذب وافتراء لأن كلمة "عرب العرب" غير قابلة للتأويل أو التحريف لأنها كلمة متأصلة في مفردات القرآن الكريم ... وإن أردت أن تسيء لكلمة أو مفردة "عرب أو العرب" فيجب ولزاما أن تتبع أو تسبق كلمة العرب كلمة أخرى كما كان يفعل كسرى الفرس عندما كان ينعت العرب بـ "جرذان العرب" ... مع الإنتباه أن يجب التفريق بين أصل الكلمة وبين تطورها الرسمي كما هناك كلمات تنتشر في المجتمعات وتكون كالموجة لكنها لا تتأصل في لغة مجتمعاتهم ... والأمر بسيط جدا يكفي أن تبحثوا في قاموس المفردات التركية لتكتشفوا كم معنى موجود لكمة "عرب" وبالتالي كلمة عرب ليست كلمة متأصلة بالإسائة على الإطلاق مع عدم إغفال عنصرية الخليجيين التي أصلا تتربع في نفوس غالبيتهم ... وفي الفهم السياسي والإجتماعي فإنه تفهم أسباب كره بعض الأتراك للعرب وهذا الكره نتاج حوادث سياسية تاريخية قديمة تعود عندما تحالف الشيخ مبارك الصباح وعبدالعزيز آل سعود والشريف حسين مع بريطانيا ضد الخلافة العثمانية ؟
أسباب سقوط الخلافة العثمانية
بالرغم من قوة شخصية السلطان عبدالحميد وذكائه العالي لكن كان المتسبب الأول بسقوطه وإنهاء الخلافة العثمانية هم "بريطانيا ثم روسيا ثم فرنسا ثم أمريكا" ... لكن كان هناك الأهم منهم جميعا وهي الماسونية العالمية التي أدركت قرب انتهاء عصر الحطب والفحم كأداة للطاقة وأن عصر الغاز والنفط هو العصر القادم وعليه يجب إعادة تشكيل العالم الجديد ... ناهيك أن اليهود فعلوا ما تشيب له الولدان من حيل ومؤامرات شديدة الخبث باستغلال ضعفهم بالرغم من هروبهم من طغيان واستبداد الإمبراطورية الألمانية والروسية التي كانت تستعبدهم وتستحقرهم أشد الإستحقار ... ولم تكن سفارات الدول المذكورة أعلاه سوى أنها كانت أقرب إلى مقرات عصابات ومافيا أكثر من كونها مقر بعثة دبلوماسية رفيعة فكانت تلك السفارات وكأنها أوكار الشياطين ... خبث لن تستوعب حجمه وكم أحقاد وعداء للإسلام بشكل خرافي صادم ووجوه بألف قناع لا مذهب ولا دين يعترفون فيه سوى مصلحتهم فقط ... ضف فوقهم الفاتيكان الذي كان أحد رؤوس الشياطين والذي كان يظم ممثلين عن الملكيات في بريطانيا وألمانيا وفرنسا وهولندا والبرتغال وبلجيكا وإيطاليا ... والغريب أنها كانت ترتبط بنسل واحد أو بصلة قرابة من بيت واحد هو بيت “ساكس كوبرغ غوتا” الأسرة الألمانية القديمة التي تحكم أوروبا منذ عدة قرون ... إذن نحن أمام مشهد تتجسد فيه المسيحية بصورتها الحقيقية بتوحدها المعتاد أمام أمة الإسلام وخليفة المسلمين العثماني "عبدالحميد الثاني" الذي كان يحارب ويصارع على العديد من الجبهات ومنها ... أطماع الإمبراطورية الروسية ومؤامرات وجواسيس بريطانيا العظمى ومؤامرات مؤسس الصهيونية العالمية "تيودور هرتزل" الذي كان يدير مؤامراته من خارج وحتى من داخل اسطنبول ... ومؤامرات باشوات الخليفة وخياناتهم وعمالة بعضهم لبريطانيا حتى وصل الأمر بخيانة زوج شقيقة الخليفة لبريطانيا ففر هاربا مع ولديه إلى لندن وكانت والدتهم "السلطانة سنيحه" التي طردت من بيتها وموطنها إلى الخارج في 1924 ... وقد بعثت "السلطانة سنيحه" من "مصطفى كمال أتاتورك" برسالة رسمية بتاريخ 4-3-1924 أن تبقى في تركيا لأنها بلغت من العمر 74 عاما ولا تقوى على الرحيل والسفر فرفض طلبها وأجبرت على الرحيل ... ناهيك عن كم المؤامرات والتحريض التي كانت تتم بين أعراق دولة الخلافة والتي كانت تضم "أتراك أكراد قوقاز عرب فرس أرمن أزربيجانيين" وغيرهم وديانات ومعتقدات "مسلمين سنة وشيعة ومسيحيين كاثوليك وأرثودوكس ويهود إصلاحيين ومحافظين" وأكثر من 4 ملايين أوروبي مقيم في الدولة العثمانية ... ضف على كل ما سبق حملات إعلامية شديدة القوة والتركيز على تشويه سمعة الخليفة العثماني "عبدالحميد الثاني" ودولته ... ضف على ما سبق الديون التي أضعفت حكم "عبدالحميد الثاني" والتي روجت الأكاذيب من أنه هو من أفلس الدولة العثمانية بينما الحقيقة أن من تسبب بهذا الوضع كان عمه "عبدالعزيز" 1861-1876 والذي استمر حكمه لمدة سنة واحدة تم إسقاطه من العرش بمؤامرة فرنسية بريطانية بعدما ورطوه بقرض "بريطاني فرنسي" صرفت أمواله على رشوة كل من قام بالإنقلاب عليه وقتله ... كل تلك العوامل السابقة كانت لا بد أن تؤدي إلى إضعاف وسقوط الخلافة العثمانية لأن كم وعدد الخيانات من الداخل والمؤامرات من الخارج كانت أكبر من أن تقاوم ... فالتحالف المسيحي من الخارج واليهود من الداخل أسقطت عبدالحميد بزعم التطور والحرية الغربية بينما كانت المؤامرة أكبر من أن يستوعبها الكثيرون في أيامنا هذه ... القوى التي تكالبت على "عبدالحميد الثاني" وظروف تلك الحقبة كانت أكبر من أن تقاومها أي قوة ناهيك عن إنقلاب الشريف حسين في الحجاز على العثمانيين وهزيمة "الرشيد" في نجد وإصرار الشيخ مبارك في الكويت على الخروج من عباءة العثمانيين وأكبر حالات الضعف في الإمبراطورية العمانية التي كشفت ظهر الخلافة العثمانية بعد صراعات طويلة ... كلها عوامل قادتها بريطانيا بمخطط واسع النطاق بداتها من إيران بإسقاط "القاجارية" في 1925م وتنصيب والد شاه إيران "رضا بهلوي" ... والنتيجة أن نفط إيران في سنة 1901 أصبح بيد بريطانيا ونفط العراق في كركوك أصبح بيد بريطانيا في سنة 1912 الذي كان بيد العثمانيين ثم سلبته بريطانيا بالكامل ونفط السعودية والكويت بيد بريطانيا ومواقع التنقيب عن الذهب في أفريقيا من سنة 1850 إلى 1920 كانت بيد بريطانيا ... لقد كان تحالف أكبر من أمة الإسلام برمتها تحالف شيطاني يتكون من السياسة والدين والمال اجتمعت العناصر الثلاثة وكونت تحالف شيطاني سميه "تحالف المصالح "ولا شيء سوى المصالح التي بسهولة تستطيع أن تفرق أو تجمع الأصدقاء عبيد المصلحة ... واسألوا أين شياطين الأمس من اليوم هل هم باقون أو مخلدون أم تحت التراب ينتظرون قيامتهم ومصيرهم المحتوم ؟


ما أشبه البارحة باليوم !!!
لو قارنت سقوط بلاد الأندلس وسقوط الخلافة العثمانية وطابقتها بما يجري في 2019 سوف تكتشف تشابه مخيف وتطابق صادم ومدهش ... نفس التدخلات في شؤون الدول العربية نفس الإستغلال نفس الحجج "حرية عدالة مساواة مكافحة فساد" نفس صراع المذاهب والأديان نفس الإدعاءات نفس الإستغلال والإبتزاز نفس طريقة وآلية الهزائم والسقوط والأهم من كل هذا أنهم نفس الأعداء ونفس تلك الدول ... الدول والكيانات التي أسقطت السلطان "عبدالحميد الثاني" هم "الماسونية والصهيونية وبريطانيا وفرنسا وروسيا وأمريكا" ... أليس هؤلاء هم اليوم وفي زمانكم وبأم أعينكم هم من يقودون الدول العربية ويتحكمون بها بنسبة 100% ؟ ... فهل فهمتم اللعبة أم لا تزالون تريدون القيامة تقوم حتى ترون جهنم والجنة بأم أعينكم أم لديكم عقول لا تعقل ولا تدرك !!! ... إياكم ثم إياكم والحذر ثم الحذر أن تصدقوا أن "بريطانيا وفرنسا وأمريكا وروسيا" بل وكل أوروبا أن تلك الدول وتلك الأمم يملكون قيم ومبادئ ... هؤلاء يا سادة لا يعرفون إلا لغة الإستعباد وحب السيطرة وسرقة الثروات ويملكون إرثا وورثا مليء بالخزي والعار من كم الجرائم التي تهتز لها كل كتب التاريخ وكل البشرية كافة بكل أطيافها ... وإن كنت أنت وأنتي لا تعلمون ماذا كانوا يطلقون على عملائهم من خونة العرب فخذوها مني فقد كانوا يطلقون على خونة العرب بـ "كلاب الصيد" أي من يخون قومه يعتبر لديهم ككلب الصيد وهم أسياده ... فمن تقرّب أو خضع وأصبح كلبا للصهاينة يجب عليه أن يقرأ التاريخ ليتعلم من أسلافه الخونة كيف كانت نهايتهم وكيف كانوا أكثر منه قوة وثراء وكيف كانت نهايتهم المخزية ولحساب وعذاب الآخرة أشد وأقسى ... وأن تمدد اليهود لم يبدأ إلا بادعاء الإنسانية والرحمة والتذلل والخضوع ولما اشتد ساعدهم خانوا وغدروا وارتكبوا الجرائم والفظائع فكان الروس والألمان والنازية "قديما" على حق بأن اليهود والصهيونية أمة لا عهد ولا أمان لها فرموهم بالعرب ... ولما رموهم بالعرب لم يدرك العرب بكل أسف تلك الحقيقة ولن يتعلموا أن اليهود أمة لا أمان لهم وأن أمة المسيحية لن ترضى عنك لأنك بنظرهم مجرد نكره مهما ملكت من العلم والمال فستبقى بنظرهم نكرة لا شيء ... لأن التجسد القيم بالعداء كان ولا يزال وسوف يبقى موجودا لست أنت بشخصك الهدف بل أنت وأمتك ودينك برمته الهدف القديم الذي لا يعرف النهاية منذ أكثر من 1400 سنة ... وقد نجح اليهود والنصارى نجاحا باهرا عظيما اليوم باختراق كل الدول العربية ووصلوا إلى حتى "أغلب" أنظمة الحكم إما عبر بوابة البطانة المجرمة أو من باب التجارة وإغراء المال ... والمسيحيين واليهود يعرفون جيدا بل وأكثر من جيد إلى ماذا يخضع العرب "بمجملهم" إنهم عبيد "المال والنساء" ؟
 
أستطيع أن أتفنن وأسرد الإفتراءات والأكاذيب وأستطيع أن أصنع تاريخ كامل منحط من السفالة لأي دولة كانت لكني أخاف يوم ألقى ربي فأكذب أمامه فتشهد علي يدي بما كتبت ولساني بما نطقت وعقلي بما تشيطكن ... دينكم الإسلامي كان ولا يزال هو الهدف الأول لهدمه فوق رؤوسكم فالعداء والمؤامرات أبواب الشياطين التي فتحها الفرس قديما ثم استلم رايتها الروم ثم اليهود ثم من قلب أمتكم من العرب من بني جلدتكم ونسلكم ثم بريطانيا ثم فرنسا ثم أوروبا بأكملها ثم أمريكا وروسيا ... فيظن العرب أنهم دهاة سياسة ما هم بذلك ويظن العقل السياسي العربي أنه ثعلب السياسة وفي الحقيقة أنه أرنب السياسة صيده أسهل مما يظن المعتوه بحماقاته ... فمن اسقطوا دولة الخلافة العثمانية هم من أسسوا رغما عن أنوفنا دولة الصهاينة في كيانهم المسخ وهم من مزقوا العراق تمزيقا فسلموه جاهزا لإيران وهم من مزقوا سورية إربا إربا فأصبحت سورية عار في تاريخها عندما شاركت طائرات حربية بحرينية في 2017 بعمليات قصف جوية على الأراضي السورية ... هم من أسقطوا مصر وحولوها من بلد العلم والثقافة والفن الرفيع الأديب  إلى بلد النصب والإحتيال وعاصمة الراقصات في العالم العربي ... هم من أجلسوا وزيرة صهيونية في الإمارات فجلس بجانبها وزير إماراتي متفاخرا وهم من وصلوا إلى البلاط السلطاني العماني وإستقبلوا بحفاوة بالغة وكأنهم دولة حقيقية ... وهم من حولوا السعودية من دولة إسلامية محافظة إلى دولة "هشك بشك" وهم من تربعوا فوق رأس الشعب القطري بعلاقات مخزية وهم من أصبحوا آمنين لأن مصر وسورية والأردن هم من يوفرون الأمن والأمان للكيان الصهيوني المحتل بنسبة 100% ... هم الأسياد يا سادة الذين أسقطوا الخلافة العثمانية هم أنفسهم من غيروا مناهجكم ودخلوا على نساء بيوتكم من بزعم الحرية والعدالة ... هم أسياد الأمم المتحدة هذا الكيان المسخ الذي أسسه تحالف الصليب المتشدد وليس له شأنا ولا حتى أساس بالإعتدال فالغرب لا يعطي شيئا دون ثمن ودون مقابل أبدا بل ومستحيل ... فإن أعطاك الحرية أخذ منك نسائك وإن منحك الإنسانية سرق ثروات أرضك وإن منحك التكنولوجيا تلصص وتجسس عليك حتى يمزق مجتمعك مستقبلا ... تلك أمما يا سادة لا يعرفون سوى المصلحة فانظروا كيف كانت قارة أفريقيا وكيف أصبحت وانظروا ماذا فعلوا في فنزويلا وإن كان العرب أسياد لعب المفردات فإن الغرب أسياد المصلحة ... متى ما انتهت المصلحة أداروا لك ظهورهم وتذكروا جيدا كيف كان الغرب "بريطانيا فرنسا أمريكا" يجلسون بمشاعر واهتمام بالغ مع المعارضة السورية ولما تغيرت قواعد الإشتباك على الأرض أغلقت كل الأبواب في وجه المعارضة السورية وأغلقت كل الهواتف في وجوههم ... والحق حق لا تقوم الساعة إلا وستحدث حربا كبرى بين المسلمين والمسيحيين ولن تقوم الساعة حتى يطرد العرب والمسلمين من قارة أوروبا بأكملها طردا مهينا مذلا ولن يخلوا من القتل الأعمى شاء من شاء وأبى من أبى وهذا قول رسولكم وليس قولي ... ولا تقولوا العثمانيين مجرمين بل كل تاريخكم الماضي والحاضر وحتى المستقبل مليء بالمجرمين وأعرف وتعرفون أن سفارة في دولة ما قتلت رجلا بداخلها وفصلت رأسه عن جسده ثم قطعت جثته إلى قطع أشلاء ولا أحد يعرف أين بقايا جثته المقطعة إلى يومكم هذا ... قول الحقيقة ينجيك من حساب عسير وعذاب مهين وإن لم تشهد الحقيقة فاروي حقيقة ما قرأت بعد أن تبحث وتتيقن جيدا لعل الله يكتب لك فيه أجرا خيرا من الإفتراء والتدليس فتكون جارا ملاصقا في جهنم مع قوم موسى وقتلى عيسى وكفار محمد ... { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم } البقرة ... والله وما أعبد لو منحتهم كل نفطك ومنحتهم كل أموالك واستثماراتك لن يتركوكم حتى يسقطوا دينكم ويوقفوا أذانكم وليرتقب خونة الإسلام والمسلمين باسم السياسة والدين يوم نقف على أرجلنا على أبواب جهنم ويرينا الله بأم أعيننا وهم في العذاب المهين فربي أقم الساعة ؟




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم




2019-04-29

الأكاذيب التي نسجت حول السلطان عبدالحميد الثاني 1


من عيوب العقل العربي أنه لا يقرأ جيدا وإن قرأ لا يتعمق ولا يحلل ولا يتبصر لأنه في الغالب يسلم عاطفته لما يقرأ ولا يعرف كيف يفصل العقل عن القلب خصوصا في قرائة التاريخ ... ناهيك أن التاريخ لا يقرأ بعاطفة لأنه ماضي والماضي يستوجب تمعن العقل فيه بنسبة لا تقل عن 90% ولأنه ماضي فهو بالتأكيد امتداد للحاضر وترقب وحذر من المستقبل ... والأهم أن الشخصية العربية لطالما كانت شخصانية جدا وبشكل مثير للغاية وأي شخصية تحمل أو تتعمد الشخصانية في كتاباتها تلقائيا فإن كل ما يكتب يوضع تحت الشك والريبة وصولا حتى إلى عدم المصداقية ... وهذا ما حدث بكل أسف عندما اكتشفت أن التاريخ الإسلامي تم تزويره بشكل مرعب تزوير لا يقل عن 60% والتاريخ السياسي العربي كتب بالرشاوي والفساد فضربه تزوير مهول ... لذلك ربما لا يعلم الكثير منكم أن ما حدث من تزوير للتاريخ السياسي والإسلامي قد صعّب الأمر على القارئ وخصوصا من ذوي العهد الحديث في البحث والقرائة الذين لا يجدون أمامهم سوى كتب فيأخذونها فيصدقونها ... وهنا الخطر الحقيقي أن تخرج عليك أجيال حالية وقادمة تستنبط قراءاتها من التزوير ولا تكلف نفسها عناء البحث للوصول إلى الحقائق وليس سوى الحقائق التي إن وصلتها ستفهم حقيقة الماضي وما حدث فيه ومدى تشابهه وانعكاسه عليك اليوم ... ومن المهم جدا في بحثك أو قرائتك "إن كنت حقا تريد أن تفهم" أن تنزع ثوب الشخصانية حتى تكون أمينا في فهم الحقيقة لأن الحقائق غالبا ما تكون مؤلمة وقاسية بل وصادمة لشدة تأثيرها على تغيير ربما مفاهيمك وقناعاتك ... لكن إن كنت شخصانيا وتتعمد أن تبحث عن كل ما هو مسيء وضارب للشخص هذا أو للدولة تلك أو للحكومة هذه فإنك ربما تنجح في وقت ما ... لكن ثق تماما أن هناك من سيخرج عليك ويضرب مصداقيتك الهشة في صميمها وشتان بين من يسرد الإفتراءات والأكاذيب وبين من يأتيك باليقين والحقيقة المدعومة بالأدلة والقرائن ... واللعب في المفردات في الكتب التاريخية القديمة والحديثة هي لعبة العرب منذ القدم فهم أي بني العرب لا يقارعهم أحدا بمدى قوة احترافهم بلعب المفردات واستغلال الكلمات وتعمد تغيير المعاني ... بدليل أن جعلوا رسولنا عليه الصلاة والسلام رجل غازي أي محتل وكلنا نعرف معنى غازي أو غزاة بدليل ما هو مكتوب في كتبنا "غزوة بدر - غزوة أحد - غزة خيبر" وغيرها لكن عندما كتبوا التاريخ الإسلامي بعد وفاة أشرفنا قالوا "الفتوحات الإسلامية" !!! ... لذلك يجب الإنتباه الشديد لمثل هذه الألاعيب التي لا تخرج كون أسبابها للكتّاب إما الجهل أو فرط الحب أو شدة الكره أو ما يفعله المال بالكتاب من شراء ذممهم بثمن بخس كقيمتهم تماما ؟ 

قبل أن أبدأ بصدمات الحقائق في موضوعي هذا يجب الفهم لحقيقة ثابتة لا تقبل الشك أو اللبس وهي أن الخلافة الإسلامية "الأموية والعباسية والعثمانية" تجمع بين الخير والشر فيها إنجازات وفيها إحباطات فيها جرائم مزلزلة وفيها تباشير خير ... كل خلافة إسلامية وتحمل وزر جرائمها الفظيعة ولا توجد خلافة إسلامية واحدة كانت خيرا أو نقية 100% ولا حتى 70% بل حياتنا ومعتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا اليوم تختلف بنسبة تتجاوز أكثر من 90% عنهم ... لكن هناك تشابه يجعلك ترجع إلى الوراء خطوتين من هول الصدمة والدهشة والرعب أيضا من قوة وشدة إشارة التنبيه والحذر ... لأن العداء للإسلام لم يكن وليد أيامكم هذه بل من أيام رسولكم الكريم وحتى تفهموا معنى قولي جيدا يجب الفهم أن رايات العداء تنتقل من أمة إلى أمة ومن دولة إلى دولة لا هدف لها سواكم ... فقد بدأت المؤامرات على أمة الإسلام والمسلمين ورفع تلك الراية الفرس والروم قبل أكثر من 1400 سنة فمزقوا الحلفاء الراشدين ... فعمر ابن الخطاب قتل وعثمان ابن عفان قتل وعلي ابن أبي طالب قتل - رضي الله عنهم جميعا ... فهل صدفة 3 خلفاء يقتلون وواحد منهم قطع رأسه وفصل عن جسده ؟ وهل صدفة وصلت الخلافة إلى بني أمية ؟ وما حدث من توسع الدولة الأموية ثم توسع الدولة العباسية ثم توسع الدولة العثمانية له من الإعجاب الكثير بلا شك ... لكن أيضا كانت هناك أخطاء وصلت إلى حد الكوارث والمجازر الإنسانية المرعبة ولذلك عندما يطعن الجهلة بالعثمانيين فهم لا يعلمون أنهم يطعنون بتاريخهم الإسلامي كمن يصفع وجهه بيده ... فإن طعنت بالعثمانيين فهل كان العباسيين شرفاء تاريخهم وزمانهم أم هل كانوا أكثر إنسانية ورحمة من الأمويين !!! بالتأكيد كلا وأبدا بل لا أحد تجرأ على كعبتكم إلا الأمويين عندما ضربوا مكة المكرمة أطهر بقاع الأرض بالمنجنيق وهدموا جزأ من الكعبة المشرفة ... ولا أقذر من جريمة الأمويين عندما قتلوا قتلا أحفاد الرسول عليه الصلاة والسلام وسَبَوا نساء آل البيت عليهم السلام ولا باستبداد وطغيان الحجاج ابن يوسف الثقفي الذي كان سند بني أمية ... ولا العهد العباسي الذي غرق الخلفاء وأبنائهم في بحور النساء والجواري وقارعوا الخمر وتفاخروا بمن يملك أكثر عدد جواري حتى اختلطت الأنساب فوصل إلى الخلافة وأقرباء الخلافة من الدرجة الأولى أبناء الجاريات ولا أفظع ممن كان يريد أن يترك الخلافة الإسلامية من أجل هوى وعشق جارية ... فلا تجعلوا العثمانيين شياطين وكأن من سبقهم كانوا ملائكة الله في أرضه أجنحتهم تظلل فقراء المسلمين كلا وأبد الحقيقة ليست كذلك ... ففي كل عهد اكتوى المسلمين في زمانهم بجور وظلم خلفائهم باستثناء عهد الخليفة الأموي الزاهد "عمر ابن عبدالعزيز" والذي عن نفسي لم أقرأ ما يسيئ عهده ... وبالتالي لا يوجد عهد ملائكي مر على المسلمين وكذب ثم كذب من يقول عكس ما أقول والبينة على من ادعى ؟

ما سبب الهجمة على العثمانيين ؟
أعزائي القراء الكرام لا تتفاجؤون إذا رأيتم الصفحات الأولى في عالم الإنترنت تشوه سمعة العثمانيين الذين هم حكام وخلفاء أمة الإسلام والمسلمين لأكثر من 620 سنة ... وأنا قد كتبت في الماضي القريب موضوع عن تاريخهم الحديث ومدى سوء سياسة تركيا وتوحشها وتسببها بكارثة سوريا لكن عندما يتحدث التاريخ يكون الوضع مختلف ... فالصراع بين تركيا وقطر من جهة والسعودية ومصر من جهة أخرى أدت إلى كتابة آلاف المقالات والمواضيع تهدف إلى تشويه صورة الحكم العثماني بنسبة 100% وكأن من أمرهم قال لهم "لا تظهروا ولا حسنة واحدة للعثمانيين" !!! ... وبالمناسبة هي تماما مثلما حدث بعد إسقاط الملكية في مصر سنة 1953 فقد بدأ بعد سقوط الملك فاروق مباشرة أكبر حملة إعلامية في تاريخ الإعلام والصحافة في مصر ... فنشرت آلاف المقالات وآلاف الكتب التي تشوه صورة الملكية في مصر فطعنت بأعراض نساء القصر وشوهت صورتهم ونسجوا حولهم الأكاذيب والإفتراءات ... وكان ظلما عظيما وبهتانا كبيرا وكأن الأيام تنتقهم لهؤلاء فجعلت مصر من القمة إلى أسفل السافلين ولا يعلم الأغبياء أن بفعلتهم قد ألصقوا كل عار بتاريخ مصر ... هي تماما مثل الحملة التي أمر بها "مصطفى أتاتورك" مؤسس الدولة التركية الحديثة عميل بريطانيا وخادم الصهاينة عندما سقط حكم الخلافة العثمانية في 1923 شن حربا إعلامية متوحشة على نساء القصور الملكية وشوه صورتهم ونشر صورهم ... إذن نحن أمام مشهد متكرر يرمينا إلى الشك والريبة إلى أن فعل الإنتقام الأسود كان أكبر من كشف الحقيقة الأمينة لأن كل ما كتب يخفي من ورائه كما من الكره والأحقاد والترسبات التي تفضحها الأفعال بعد السقوط ... والأهم أن في كل التاريخ السياسي والإسلامي هناك حقيقة واحدة وثابتة والعجيب والغريب في الأمر أنها تتكرر في كل مرة وهي : لا وجود لفروسية الرجال في العداء لا وجود لفروسية الرجال في العداء وأكررها ثالثا لا وجود لفروسية الرجال في العداء ... فبعد كل سقوط نظام حكم تُنهش أعراض النساء وينكل بهن تنكيلا عظيما وابحثوا أو حتى اسألوا من نبش قبور الأمويين الأمــــــوات انتقاما منهم ... ولو سألت أحد ما هل قرأت كتاب "تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار" مؤلف الكتاب البروفيسور الراحل "خليل إينالجيك" ؟ هل قرأت كتاب "تاريخ الدولة العثمانية" للمؤرخ والسياسي والكاتب "يلماز أوزتونا" وهو من أهم مؤرخي التاريخ العثماني ؟ ... الغالبية لا تقرأ وتفضل أن تسمع فقط فتصدق ما تسمعه حقيقة أم كذبا المهم أنها سمعت ولم تقرأ ولم تبحث ولم تتفحص ... السعودية لا تحب تركيا فهيا كلنا لا نحب تركيا !! مصر لديها مشاكل سياسية مع تركيا فهيا كلنا يجب أن نقف ضد تركيا !! قطر حليفة لتركيا هيا كلنا نعشق تركيا !! ... مجانين يساقون سوق النعاج بلا عقل ولا تفكير ولا حتى تدبر في الأمر ... ليس مطلوب منك أن تحب السعودية أو تركيا أو مصر أو غيرهم لكن لا تشوه صورتهم وتزور تاريخهم وتفتري عليهم فمسألة حبك أو كرهك مرجعها شخصيتك وتربيتك أما التاريخ فلا يعرفك ولا يعرف شخصيتك ولا تربيتك إنما يعرف قول الحقيقة ومع الأسف حتى كتب التاريخ زوروها وملؤها ترهات بأموال الفاسدين ... فنسجوا كما مرعبا من الأكاذيب على السلطان العثماني "عبدالحميد الثاني" وقالوا عنه أحمق وغبي وتسبب بإفلاس الدولة العثمانية وإضعافها ... حتى أني أتذكر كتبت مقالا عنه وقد التبس علي الأمر في فهم حقيقة ظروف فترة حكمه وها أنا هنا أصحح خطأ فهمي في هذا الموضوع المكون من جزئين ؟



يتبع الجزء الثاني ... السلطان العثماني عبدالحميد الثاني وحقيقة ما جرى




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم



2019-04-27

انصروا الطرائق وابشروا بالعقائق وامشوا على النمارق ؟



تأليف : مدونة الكويت ثم الكويت

هُزت سبع طرائق من طغيان هاتك ستر الرقائق
واتّبعوا ابن الزنــــا سافل الخطى عفن السلائق

خان إسلامنا وبات عبدا لبني صهيون وتوسد النمارق
والتّف من حوله كلاب الدين فاستعبدوا الخلائق

كيف لان الرجال وعشقوا دنياهم وهم أسياد طارق
وماذا سيجيبون ربهم يوما إذا الموت مزّق المخانق

كيف لانت الدنيا لعبيد صهيون إلا بخضوعكم للضوائق
استعبد الأمة طغاة باسم الدين كل وله معازف وحدائق

ويل لزمان أصبح ساقط القوم وأرذلهم يستعبد الشقائق
مال لأمتنا ارتضت الذل والهوان على فرسان البواشق

مالكم عشقتم الباطل وتنكرونه في صدوركم كالمضايق
استعبدكم الأمريكي وجلدكم الروسي وأشعلوا بكم الحرائق

ووكلوا أمرنا لبني جلدتنا بسياطهم يجلدوننا في كل الدقائق
ويكأنكم نسيتم الصافنات الجياد وصهيلها الطارق !!

أم تناسيتم يوم جهاد رسولكم وهو يطرق الطرائق !!
أم اكتفيتم بدعاء الضعفاء والسماء تتزلزل بالحقائق

ويل لكم من بؤس ثم لتساقون سوق النعاج بالوثائق
يوم يجرونكم جرّ اللئيم للكريم تحت صوت الزنادق

 ألا من صرخة غضب تنتصر أم أرعبتكم الخوازق
يا لا عاركم أرهبكم سفلة قومكم خونة وجبناء اللقالق

خذلتمونا وخذلتم زمانكم فارتقبوا زلزلة الصفائق
خاننا قومنا وخانوا ربهم ودينه فاحمري يا ودائق

عزة في نفس ولا خضوع لعبد ولا تأس على المُفارق
انصروا الطرائق وابشروا بالعقائق وامشوا على النمارق






دمتم بود ...


وسعوا صدوركم




2019-04-21

كوكب المجرمين وقليل من الصالحين ؟


العالم كان يسيره الإنسان بالدفع الذاتي أي بجهوده المفردة ثم ظهر تطابق الأفكار والرؤيا ثم حدث التعاون ثم المشاركة بدأت من الفرد ثم إلى الجماعة ثم إلى الأمة ... ولما توحدت الأمة قديما أدركت حجم قوتها بالرغم من عدم اكتشاف أي تطور للأسلحة ولا حتى للمنظومات والعقيدة القتالية ... ثم وجد الحاكم أن يستعين بحاكم وشعب أخر للقيام بما يصعب عليه فابتكرت التحالفات الإقليمية والتي يرجح التاريخ أنها قبل أكثر من 5.000 سنة اكتشفت في الإمبراطورية الصينية أثناء صراعاتها وأيضا في الإمبراطورية اليابانية أثناء تمددها ... وفي نفس تلك الحقبة وحتى في أوائل السنة الميلادية أي من 1 إلى 100 ميلادية كان هناك مبدأ الوحشية وعندما نقول "الوحشية" أي كل ما هو خارج عن المنطق والإنسانية والأديان البشرية والسماوية ... الوحشية تمثلت بأبشع صورها ويظن الكثيرون أن النازية والفاشية والشيوعية وصراع الخلافة الإسلامية وحقبة مجازر العهد الأموي والعباسي والعثماني أن كل تلك الحقب كانت مأساوية ووحشية ... لكن الحقيقة التي أظهرها التاريخ بأدلة عديدة أن ما كان يحدث قديما كانت هي الوحشية بعينيها وبذاتها فقد أبيدت قرى كاملة ومسحت من الذاكرة والتاريخ نسل كامل وجيل كامل ... لا شيء كان يوقف تلك الوحشية لا إمرأة حامل يغرس السيف أو السكين في بطنها ويصل إلى قلب جنينها ولا شيخا عاجزا ينتظر الموت بكرامة ولا عرضا ولا شرفا ... مجازر هزت السماء من هولها فضت بكارة ملايين البنات وبيع منهن آلاف الآلاف وفرق الأخ عن أخته والبنت عن أمها فهذا أصبح في الشرق وذاك بات في الغرب مسيرة أسابيع وأشهر ... تجلت الوحشية في الإمبراطورية الرومانية والفارسية والصينية واليابانية واليونانية جرائم تطلق لعقلك العنان أن حتى خيالك يمكن أن يكون واقعا وقد حدث بالفعل من هول ما ارتكب من فظائع وجرائم ... لا أحد يحاسب ولا أحد يراقب وينقل الأخبار ولا أحد يضع الطغاة على منصات المحاكم الدولية لأنه أصلا لم يكن هناك ولم يعرف بعد مصطلح "المجتمع الدولي" ولا "المنظمات الدولية" ولا كل وأي مصطلح مما أصبح هو دارج في زماننا هذا ؟
 
بادت وسقطت تلك الأمم وتلك الإمبراطوريات فانتقل نهج الإجرام إلى وسط قارة أوروبا في حقبة ما يطلق عليها "العصور الوسطى" بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية في 395 ميلادية ... في سنة 1.000 ميلادية "تقريبا" ظهرت صراعات ومجازر ووحشية العصور الوسطى التي مزقت العقل البشري من هول فظاعاتها وكم جرائمها ... ولو أجرت مسحا على خريطة العالم أو كوكب الأرض وطابقت التاريخ معها فستكتشف بسهولة متناهية أن أكثر من 90% من حروب الجنس البشري وقعت في أفريقيا وأوروبا والصين وفي شبه الجزيرة الصينية و 10% فقط ستتمركز الحروب والصراعات في منطقة الشرق الأوسط ... مما يؤكد أن منطقة الشرق الأوسط رغم كل تاريخها تبقى هي الأرض الأكثر استقرارا وأرجح هذا الإستقرار بسبب ظهور الأنباء والمرسلين والكتب السماوية والتي تتمركز تلك الحقبة ما بين العراق وفلسطين ومكة المكرمة في مثلث جغرافي غريب فعلا ... ولما استبد الطغيان وعادة مرة أخرة بدأت أول حرب عالمية في التاريخ البشري بين أكثر نمن 25 دولة وشعب وأمة في 1914 استمرت لمدة 4 سنوات وانتهت في 1918 ... نتج عنها سقوط أخر خلافة إسلامية في التاريخ الإسلامي وهي الخلافة العثمانية وسقوط الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية الروسية ... ثم ما لبثت أن عادت واشتعلت الحرب العالمية مرة أخرى بعد هدوء استمر 21 سنة فسميت الحرب العالمية الثانية التي بدأت في 1939 وانتهت في 1945 ودارت رحاها بين 25 دولة رئيسية و17 دولة مساندة في الشرق الأوسط ... واستمرت الحرب العالمية الثانية 6 سنوات خلفت أكثر من 50 مليون قتيل وأكثر من 70 مليون جريح و أكثر من 5 ملايين مفقود وعلى أثر ذلك أدركت الدولة إلى حاجتها لمنظمة دولية تحمي الجنس البشري وتقيه من القتل وسفك الدماء وتنظم العلاقات بين الدول وتختص بفض وحل النزاعات بين الدول فأنشأت في أواخر 1945 أي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أول منظمة عالمية وهي هيئة الأمم المتحدة ... كل التاريخ السابق يؤكد حجم جرائم الإنسان بأخيه الإنسان وأن التاريخ والعلم والباحثين والخبراء لا أحد يستطيع بدقة أن يحدد العدد الحقيقي لضحايا حروب الإنسان في تاريخ الجنس البشري إلا الله وحده سبحانه العالم المطلق الذي لا يخفيه شيء سبحانه ... لكن شخصيا أنا لا أستبعد أن يصل عدد قتلى الحروب بين الأمم السابقة لأكثر من 2 مليار نسمة ويكفي أن تعرفوا أن الأمريكان قد أبادوا أكثر من 112 مليون نسمة في أخر إحصاء جرى في سنة 1900م في حرب الهنود الحمر والتي سميت "إبادة الشعب الأحمر" ؟

يعكس كل ما سبق من الفكر الشيطاني إلى أن ما يحدث في أيامنا هذه وسنواتنا القليلة الماضية لهو امتداد للفكر الشيطاني الذي يستحقر الأديان السماوية ولا يعترف بالإنسانية ويستنكف من القيم والمبادئ الرفيعة ... تتجلى تلك الصورة الشيطانية بما نشاهده من خلال سياسات إجرامية عديمة الخلق فاقدة لأي مبادئ مهينة بقسوة للشرائع السماوية المقدسة العظيمة ... جرائم ترتكب خلف الإعلام وأفراد يختفون قسريا ومراكز تعذيب وحشي واغتصاب نساء وقتل ودفن أبرياء اختفوا تماما ولا يعرف حتى مكان قبورهم وهياكل عظمية بشرية لا يعرف أصحابها ... حرب نفطية وحرب اقتصاديات واستغلال وابتزاز ونظرة استحقار فأصبحت الدول تقاس وفق مساحتها لا تاريخها وفق عدد شعبها لا وفق عظمتهم ... وقول الحق أصبح جريمة وكشف الحقيقة أصبح تهمة وقلب الحق إلى باطل أصبح نزاهة وظهور الشريف العفيف في عمله أصبح أمرا شاذا ... والكثير من الحكام يكذبون وسياسيين دجالين ورجال دين منافقين وأبرياء يزجون في غياهب السجون وقضاء ظالم وفاسد ومرتشي ... والشريفة عاهرة والعاهرة عفيفة وقلب لكل قيم ومبادئ الإنسان وتدليس على الشرائع السماوية فأصبحنا نعيش في زمن أغلب ما فيه مقلوب ومختلف ... ونقاوم ونحاول أن نصحح تلك القيم الإنسانية لعل الله يكتب لنا فيها أجرا أو لعل الله سبحانه يحدث أمرا ويرفع البلاء عن عباده الصالحين بعدما استبد المفسدين في الأرض وجاروا وصالوا ظلما وعدوانا وبغيا ... كل شيء في التاريخ وكل الحقائق والأدلة لا تخبرنا إلا بحقيقة واحدة وهي : الإنسان عدو الإنسان والإنسان كان جريمة الإنسانية قتله طمعه وجشعه وجهله وغروره وتكبره فظن أن الله لا وجود له وظن أنه مخلدا في الأرض ... فالحمد لله رب العالمين سبحانه أن جعل الإنسان له فناء وموتا في دنياه رحمة به وانتقاما له فارتقب أيها التافه موعدا لن يخلفه الله لك عندما ترى العذاب بأم عينيك وتذوق الهلاك بقين الواقع ؟



دمتم بود ...



وسعوا صدوركم





2019-04-20

ماذا قدم تجار وأثرياء الكويت للكويت وشعبها ؟


سؤال أصبح منطقيا لما استجدت من أحوال الشعب الكويتي من أمور وكأنها مياه البحر ما بين وجزر تعصف بهم من قروض وديون وأحكام قضائية وتهديد بالحبس ... ومن باب الإنصاف والعدل ما يمر به الشعب الكويتي هو أمر طبيعي حالهم كحال باقي شعوب الأرض لكن الفرق أننا الكويت الدولة الصغيرة والشعب القليل ... وبالتالي مهما ضخم البعض وعظم من شأن مشاكلنا تبقى الحقيقة أن مشاكلنا تافهة مقارنة مع دول الجوار ومعاناتهم ودول الشرق الأوسط ومأساتهم ... مما يعني أن من يملك الكثير يستطيع أن يساعد أو ينقذ القليل وأنا هنا أحب أن أشدد أني لا أدفع جبرا ولا حتى ضغطا على كائن من يكون من خلال هذا الموضوع أن يرغم أو يكره على مساعدة الكويتيين ... لأنهم بالأساس أهل كرامة وعزة نفس ولا يتصور أحد منكم أن من يقفون في ساحة الإرادة أنهم يمثلون أهل الكويت كلا وأبدا بل والمستحيل بعينه ... بل هذه فئة مكرة خرج بعض منهم إلى ساحة الإرادة للتعبير عن معاناتهم لكن أهل الكويت لا أحد منهم منحهم حق الحديث بإسمهم ولا أحد وكلهم وبالتالي هؤلاء يعبرون عن أنفسهم لمشكلة أكبر هم أصلا لم يفهموها ثم "سيسوها" ... والقضايا الإجتماعية إن أردت أن تعالجها يجب أن تبتعد عن "التسييس" للنأي بها من أي شكوك أو تجريح لأن من المفترض أن يكون هدفك الحل وليس التصعيد الذي يهدف إلى التكسب من ورائه ... وفي موضوعي هذا أنا أتطرق تحديدا إلى فئة أثرياء وتجار الكويت فقط وحصريا حتى أكون من الناصحين وفي نفس لوقت للفت البعض عن حقيقة ربما هم غافلون عنها أو صدقوا كذبة فوصلت إلى أبنائهم فظنوا أنها الحقيقة ؟
 
كل أثرياء وتجار الكويت وعندما أقول ( كل ) أي أنا هنا أجمع ولا أخص أعمم ولا أستثني أحدا منهم كائن من يكون وأيا كان إسمه ومنصبه ومكانته فأقول : أيها السادة الأفاضل الكرام من "الناحية المادية" ليستقر في يقين كل فرد منكم أن لا أحد منكم ولا لآبائكم ولا أجدادكم أي فضل على الكويت فإن كان قبل 100 عام كان أجداد بعضكم ينفقون على الكويت ويساعدون الشيخ "مبارك الصباح" فهو كان واجب وحق عليهم تجاه وطنهم ومنذ ظهور النفط إلى يومنا هذا أي أكثر من 80 سنة دانت لكم خزائن الكويت ومالها العام فكانت لكم الأفضلية والأسبقية بنيل مناقصات الدولة العملاقة منذ 60 عام بمعنى لو أجدادكم منحوا الكويت ألف روبية هندية فالكويت منحتهم مئات الملايين وبالتالي لا أحد يصدق أن له فضلا على هذه الأرض ولا حتى شعبها من صغيرهم إلى كبيرهم { قضي الأمر الذي فيه تستفتيان } ؟

كلنا يعلم علم اليقين أن هناك مسؤلية مجتمعية تجاه تجار وأثرياء الكويت مسؤلية من قبلكم تجاه المجتمع الكويتي بأفراده وأسره وهذه المسؤلية بالمناسبة عرفا ومبدأ أنتم جميعكم تعرفونها عز المعرفة ... هو نفس مبدأ أثرياء وكبار تجار العالم الذي 5 منهم فقط وهم "مارك زوكربيرغ" مالك موقع فيسبوك و "وارين بافيت" صاحب شركة الإستثمار "Berkshire Hathaway" و "كارلوس سليم" صاحب شركة المقاولات العالمية و "بيل غيتس" عملاق البرمجيات و "جورج سوروس" عملاق صناديق الإستثمار ... 5 فقط تبرعوا بأكثر من 130 مليار دولار = 39.5 مليار دينار كويتي ... وتفننوا بسخاء في تبرعاتهم لبرامج الأغذية الأممية ومنظماتها ودعم الفقراء حول العالم والمنظمات الخيرية الأهلية وغيرها ... 5 فقط من أصل 200 ثري غير مسلم طافت تبرعاتهم قيمة جميع أثرياء وتجار مسلمين الأرض 5 فقط هل تعون ماذا يعني 5 فقط !!! ... واتركوا الفلم الهندي القديم والأسطوانة المشروخة التي تعودنا على سماعها منذ سنوات طويلة "مو شرط نعلمكم – إحنا نعطي بس محد يدري – إحنا تجارتنا سرية مع رب العالمين" !!! ... يا سادة هناك مسؤلية مجتمعية ولا أشك أن لا أحد منكم غبي ولا يعلم ما هي المسؤلية المجتمعية التي تخضع تحت مبدأ الوطنية وتكاتف المجتمع وتكافله ... وأنا معلوماتي تؤكد مليار % أنكم لو أردتم مساعدة الكويتيين والقضاء عن همهم وغمهم لأنهيتم معاناتهم خلال 5 أيام عمل فقط لا غير ... فهل يا عزيزي فعلت ؟ وهل عرف أحد منكم ماذا يوجد في التنفيذ المدني ؟ أو حتى سأل عن فقراء ومحتاجين كويتيين ؟ ... أم لا تزال سياستكم ألف دينار وزعها أو قسمها على 3 محتاجين وليس حل مشكلة الـ 3 محتاجين من جذوها حلا نهائيا ؟

هل أنشئتم محطة انتظار باص المواصلات وفق الطرق الحديثة ؟ هل تبرع أحد منكم لحل مشكلة المتعثرين بالسداد ؟ هل جهزتم مستوصف حكومي ؟ هل ساهمتم ببناء مستشفى حكومي أو بتجهيزاته حتى ؟ هل تدخلتم في حل مشكلة ارتفاع أسعار المواد الغذائية ؟ هل ساعدتم الشباب الكويتي على الزواج ؟ هل خفضتم من أسعار عقاراتكم وشققكم السكنية التي حولتموها إلى قبور صغيرة ؟ هل حفظتم كرامة المرأة الكويتية ؟ هل ساعدتم معاق أو أسرة معاق ؟ هل ساعدتم طالب على إكمال دراسته ؟ هل عالجتم مدمن مخدرات ؟ هل أصلحتم سارقا أو فاسدا ؟ هل تكفلتم بحج الفقراء وعمرتهم ؟ هل خرج أحد منكم وقال للحكومة "يا حكومة مشروعكم الكبير هذا سيكون تبرعا منا لأهل الكويت من الألف إلى الياء" ؟ وقصيدة هل وهل لو أردت سردها لن أنتهي منها ... يا سادة يا كرام أنتم قوم "الظاهر" تعود أو الحكومة المتواطئة معكم عودتكم أن تأخذوا ولا تعطوا شيئا ليس لإخوانكم وأخواتكم المواطنين بل حتى وطنكم قست قلوبكم عليه وبخلتم عليه ... تخيل أنت وأنت حتى الكويت بخلتم عليها فإن قست قلوبكم على وطنكم فهل تستحقون أن تسألون عن سبب خذلانكم لمجتمعكم ؟!!!؟ ... عيشوا ما شئتم وافعلوا ما شئتم فإن "مقبرة صليبخات" بانتظاركم قريبا وليس ببعيد فقد سبقكم من هم أكثر منكم عزا ومالا وجاها طوتهم الأيام وحتى ذويهم نسوهم ... فارتقبوا موعدا مع الله ليحكم في أعمالكم واحذروا ثم احذروا أن تكون أموالكم وثرواتكم خصما لكم وشاهدا عليكم يوم القيامة فإنها مهلكة العبد فاستمتعوا بعنادكم إنما هي شياطينكم التي نفخت بكم لا أكثر ولا أقل ... لكن للتاريخ وأقولها علنا وأكررها : كذب ثم كذب هو من خرج من صلبه من يدعي أن له فضلا على الكويت بل الكويت هي من لها فضلا عليكم ولولا رب العالمين سبحانه ثم هذه الأرض لما كانت لكم قيمة أصلا ... { وتأكلون التراث أكلا لمّــــا وتحبون المال حبا جمّــــا } الفجر ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم





2019-04-18

بترول اللعنة وسجن النفط ؟


أول اكتشاف للنفط كان في كركوك العراق سنة 1927 ثم في البحرين سنة 1932 ثم السعودية والكويت سنة 1938 ثم قطر ثم الإمارات  ... وأول مصفاة في العالم أنشأت في سنة 1856 بفضل اختراع البولندي "جان جوزيف إغناسي لوكاسيفيتش" ... وعندما ظهر النفط وتم اكتشافه فرح الغرب فرحا عظيما بهذا الإكتشاف الثوري الطبيعي ومن ضمن أسباب فرحتهم أن النفط ظهر في أرض العرب أرض الجهل ... فكانوا يشترونه بأبخس الأثمان في المقابل كانت فرحة العرب بهذا الثمن البخص لا توصف من شدتها من باب أنهم باعوا على الغرب الهواء أي لم يخسروا شيئا ... ثم بعد سنوات تناقلت الإشاعات والأخبار والحقائق إلى العرب بعظمة وأهمية النفط الذي تحت أرضهم وعلموا بثمنه الحقيقي وعلموا كم تم استغفالهم واستغلالهم ... فرفعوا أسعار البيع كل بما يريد وبما يراه مناسبا ففطن الغرب إلى حيلة تنم عن ذكاء ودهاء مقارنة مع سكان البر والصحراء والمدن الصغيرة الضعيفة ... وهي صناعة دورة المال أي يأخذون النفط من العرب ثم يستردون الأموال منهم مرة أخرى فيكونون بذلك حصلوا على نفط العرب ونسبة لا تقل عن 50% وأكثر من الأموال التي دفعت إلى العرب ... وبما أن الغرب في الفترة ما بين 1930 إلى 1945 تعتبر أمة متطورة متقدمة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي يكفي أن تعرف أن أول ناطحة سحاب فيها كان "مبنى ولوورث" الذي شيد في سنة 1913 بطول 729م بالإضافة إلى برج إيفل في فرنسا والذي افتتح في سنة 1889 بارتفاع يزيد عن 300م ... مقارنة مع شبه الجزيرة العربية وعربها فإنك كمن تتحدث وتقارن بين الثرى والثريا فأين نحن منهم ؟ لا حضارة ولا نهضة ولا علم ولا تقدم ... تلك المقارنة كانت هي لب دهاء الغرب الذي من خلاله بدأت رحلة تحويل الفقير إلى ليس غني فحسب بل ثري لدرجة الجنون ومن ثم إشباعه حتى التخمة ثم استغلاله ثم ابتزازه ثم التحكم به ؟

الذكاء الغربي فتح شهية العرب الفقراء حكاما ومحكومين "آنذاك" فأغراهم بصناعاتهم وتقدم بريطانيا وفرنسا وأمريكا وغيرها ... وبما أن العرب أهل لبترول أصبح لديهم المال فأول استخدام تم للمال كان "المال السياسي" لضرب أعدائهم في دولهم ومناطقهم والإقليم ... ثم بدأت رحلة الترف فدخل الراديو ثم السيارة ثم المكيف ثم الأطعمة المعلبة ثم الأثاث الإنجليزي الفاخر ثم الألبسة ثم الطائرات حتى وصل عرب الخليج إلى ترف الموضة ... فدارت لعبة "دورة المال" بشكل خرافي فترك الخباز صنعته والحداد واللحام والحمال وناقل الماء ومنظف فضلات الناس وغيرهم الكثيرين حتى سقطت هيبة "النوخذه" الذي كانت مهابته متقاربة مع مهابة الحاكم ... فانتفخت الكروش فضرب الترف العقول وظهر المباهاة والمغالاة ثم زاد التفاخر ثم ظهر التناحر ونسي الجميع صنعتهم وحرفهم ومالوا ميلا عظيما إلى الركون والجلوس والحديث بغير أفعال ... فأسعد ذلك الغرب وأمريكا وأفرحهم فرحا عظيما فأصبح النفط تحت سيطرتهم ونسبة كبيرة من المال عاد إلى أوطانهم وأنعشوا أسواقهم واقتصادياتهم ... لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد لأن الغرب رأى أن ما يجنونه ليس بكافي هذا أولا ثم هم لا يريدون أن يصبح العرب أثرياء حتى لا ينقلبوا عليهم ... فأغروهم بالسلاح وما أدراك ما هي ألاعيب السلاح فتارة ينفخون برأس هذا فيتم شحنه فيشتري صفقة سلاح ثم يوسوسون في إذن ذلك فيتم شحنه فيشتري صفقة سلاح ... وصفقة تلي صفقة تلي صفقة حتى أصبحت دول الخليج أكبر مخزن للأسلحة في العالم بأسره وفق إحصائيات 2019 وأكبر مشتري السلاح من كل دول العالم ... سبق ذلك وتحديدا في الفترة ما بين 1950 إلى 1970 هي فترة في غاية الأهمية حيث أفرط الغرب بإغراء العرب "أثرياء النفط" بالمحرمات فكانت البداية بالخمور والنساء من الخارج ... ولما شاع خبر هذا الإنفلات الأخلاقي بين العامة همس أحد أعوان إبليس في أذن أحد الأثرياء فقال له : يا سيدي إنك لم ترى الدنيا بعد تعال إلى بريطانيا وتنعم بنعيم لم تراه ولم تسمع عنه في حياتك قط ونضمن لك كامل السرية والخصوصية ... فذهب إلى بريطانيا فدارت جلسات الخمر والطبل والرقص مع أبهر النساء جمالا آنذاك ومورست كل أنواع الشذوذ الجنسي وفق ما كان سائدا آنذاك ... ففتحت طرق الدعارة وجلسات العراة على مصراعيها فذهب الأول ثم عشرات الملايين حتى يومنا هذا ... لكن السياسيين والأثرياء قديما لا يعلمون أن كل جلساتهم تم تصويرهم صوت وصورة فالسياسي له طريق الإبتزاز والتاجر له طريقة الضغط عليه وجميعهم سقطوا في شباك الغرب لضمان أكبر قدر ممكن من السيطرة على النفط الذي هو بيد فقراء الأمس أثرياء اليوم ؟
 
لو نظرتم بعين ثاقبة وبتحليل عميق للغاية وبمراجعة تاريخية موسعة لن تكتشفوا سوى أن ما حدث في الماضي يحدث اليوم من استغلال وابتزاز وشلل كامل في الإعتماد على النفس ... وليس الأمر صدفة على الإطلاق أن أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا يتحكمون في دول وحكومات الشرق الأوسط برمته ... بل هي سياسة ونهج قديم ولديهم مستمسكات سياسية واقتصادية وأخلاقية على السياسي ووالده والتاجر وابنه ويمتد الأمر إلى الكتاب والمثقفين أو بالأحرى "المستثقفين" والرياضيين لا أحد ينجو من مصيدتهم ... ولذلك بنفطك وببترولك سجنوك وقيدوك وسلبوا إرادتك وصنعوا من الأخ عدوا ونصبوا لك الألغام هنا وهناك فأطلقوا مسميات ما أنزل الله بها من سلطان ... فأطلقوا سيادة الدولة وهذا كذبا ثم قالوا سياسة وهي دعارة ثم شيطنوا الإسلام وديننا بريء منهم ومن الجهلة من بني جلدتنا ... ثم صنعوا شياطين من داخلنا باسم الجهاد المقدس فذهب زهرة شباب العرب إلى "أفغانستان والعراق والشيشان وسوريا وليبيا والفلبين والسودان والبوسنة والهرسك" وغيرها الكثير والقدس تنظر للجميع بنظرة استحقار ... هل رجولتكم ظهرت هناك وأنا المحتل أمامكم والقريب منكم نكرتموني جهارا نهارا !!! ... ولم يكتفي الغرب بدهاء السيطرة بل أكمل مشواره مع تفجر التكنولوجيا الرقمية بجنونها المتنوع والمختلف فزودوا رجال الأمن في الدول العربية بأحدث التكنولوجيا فاقمعوا واقتلوا شعوبكم وسيطروا عليهم ... طالما أن لديكم النفط وطالما أرصدتكم تتحول إلى دولنا فاصنعوا ما شئتم في شعوبكم وكلما ارتفعت الأصوات العالمية المنددة في سياساتكم وطغيانكم كلما وجب ارتفاع قيمة التحويلات المالية والإستثمارات في بلداننا ... لتتكشف الحقيقة أن نفطنا صنع ترفنا وبترولنا صنع ذلنا وخضوعنا فأصبحنا أسرى ونظن أننا أحرار أبطال ونحن جبناء فوصلنا إلى مرحلة أن الغرب وأمريكا وروسيا يبصقون في وجوهنا ولا نستطيع فعل أي شيء ... قتلنا الترف وضيعنا النفط وسلب إرادتنا فلم نصنع ولم نزرع ولم نتطور كل شيء نستورده حتى ثيابنا من خيبتنا لا نصنعها فاستحقرنا الغرب لأننا لم نعد نهتم لكراماتنا ... يتحكم بنا الغرب لأنه لا يوجد لدينا أي بديل فأصبحنا جميعنا ضحايا جهلنا وضحايا نرجسيتنا المريضة فنصبح في لحظة أهل كرامات على أهلنا وإخواننا القريبين والبعيدين منا وفي لحظة تتبخر كراماتنا أمام أمريكا وفرنسا وروسيا وبريطانيا ... ضيعنا نفطنا وضيعنا كراماتنا فهل يخرج جيل من صلبنا من يعيد كرامة أجدادهم التي سحقت تحت أحذية المستعمر الصديق !!!




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم