2019-04-09

الرجل الخروف ... ضحية ظروف مريرة ؟


الرجل الخروف وفق العُرف أو ما هو متعارف عليه أنه الرجل الذي يسهل استغلاله من قبل النساء من خلال الإنقضاض على أمواله أو ممتلكاته ... لكن الحقيقة وكعادتها لها وجه أخر لا يراه الكثيرون إلا من خلال فقط المشاهدة أو السمع فتصدر الأحكام مسبقا بشكل جنوني ينم عن جهل فاضح ... وجميعنا قد سمعنا أو قرأنا أو رأينا حالات كثيرة ومتنوعة من حالات الرجال الذين خضعوا للنساء فاستبد الأمر فوصلت الأمور إلى حد السذاجة أو الإستغلال المفرط ... حالة غريبة فعلا ظللت أراقبها وأتابعها منذ وقت طويل لفهم هذه الحالة وطبيعتها وأسبابها فلم أجد لها تفسيرا في علم النفس ... لأن الحالة كثيرة التغيرات وكثيرة الإضطرابات ومتعددة الأشكال في شكل واحد فتذهب بالتحليل إلى أن الحالة يعاني من اعتلال السيكوباثي أو حالة من انفصام في الشخصية ... لن تجد الإجابة لأن الحالة واعية بنسبة 100% وعاقلة وليست مجنونة بنسبة 100% بدليل أن أصحابها يمتلكون مراكز مرموقة في الدولة والمجتمع أو لهم مكانة ومهابة بين أسرهم وعوائلهم ... إذن نحن في موضوعنا هذا نقف أمام حالة غريبة شديدة التناقضات من الخطأ بل والخطر أن تنتقد تناقضاتها لأن المعني بالأمر مقتنع تماما بما يقوم به لأنه صاحب المشكلة أو المعاناة وبالتالي لن تفهم أسباب حججه ومنطقيته لأنها تخالفك وتخالف واقعك ؟ 

الجنس والمال
رجل كويتي ارتبط مع فلبينية أو كويتي ارتبط مع تونسية تصغره بـ 30 عاما أو كويتية ارتبطت مع مصري وخذ ونوَع من الجنسيات التي بالتأكيد نكن لها كل احترام وتقدير لدولها وشعوبها ... لكن كلمة السر أو اللغز في الموضوع هو الكويتي أو الكويتية "مع عدم التعميم بالتأكيد" الذي ينظر إليه عموم الشعوب على أن الكويتي أو الكويتية هم أثرياء ومهما كانت ظروفهم فبالنهاية يبقون كويتيين في دولة صغيرة وشعب قليل وثراء فاحش ... وبالتالي مهما كان الكويتي فقيرا فهو يعادل أفضل من فوق المتوسط في الدول الأخرى التي مزقها الفقر تمزيقا ولنضع المشاعر والإنسانية جانبا لأن الأمر لا دخل له بهذه القيم النبيلة ... بل الأمر مرتبط بالمال ولا شيء غير المال فإن لم يكن لديك المال فلن تصبح ضحية على الإطلاق وإن وجد فأنت في مرمى كافة أنواع وأشكال الأهداف علاقة غير مشروعة أو مشروعة أو زواج وصولا حتى إلى الشذوذ الجنسي ... وحتى نفهم أو نحاول فهم هذه الحالة فسنكتشف أن الضحية أي الكويتي أو الكويتية يعانون من نقص عاطفي حاد بالدرجة الأولى ثم يأتي السبب الثاني وهو حالة من الشذوذ الجنسي الذي يفتقدها الطرف المعني بالأمر ثم السبب الثالث هو الترف المالي والذي يفرط المعني بالأمر في الملذات دون الشعور بأي إحساس بأي قيم أو مبادئ ... كلها حالات غير ظاهرة في المجتمع لكنها مليئة في المجتمع وتمارس تلك العلاقات بسرية مطلقة حفاظا على الخصوصية والشكل الأسري والإجتماعي ... ولا نستغرب إذا ما علمنا أن دكتور جامعة قد يكون لديه مكانه الخاص لممارسة حياته الخاصة أو وكيل وزارة أو حتى عضو مجلس أمة والمنطقية تقول أن حياة الإنسان الخاصة ليس لك الحق بالتدخل فيها أو الحكم عليها ... بمعنى وعلى سبيل المثال وزير أو قيادي في الجيش أو الشرطة لديه مكانه الخاص فهذه حياته الخاصة ليس لك الحق حتى أن تنتقده لكن يحق لك أن تنتقد عمله وسلوكه في عمله وإنتاجية وإبداع عمله ... ولذلك تجد الإنحراف في الشخصية يكون سببه أن الحالة النفسية إما بحاجة المال أو الجنس أو العاطفة أو الشذوذ أو فرط الترف ... نتيجة لذلك هناك فص في المخ يفرز بإفراط الحاجة المتعطشة دائما إلى القناعة النفسية التي تشكلت وتكونت في العقل وسيطرت على القلب ... ومتى ما انتهت الحاجة عاد كل شيء إلى طبيعته بمعنى متى ما قبض المال هدئت نفسه ومتى متى انتهى من الجنس خارت قواه الجسدية واحتاج إلى الهدوء والراحة ومتى ما تسبع من الحديث العاطفي الذي يشبعه نام براحة لم يألفها من قبل ... إذن الموضوع ليس بخروف أو بقرة ولا بغبي أو غبية إنما هو نقص لدى الإنسان يبحث عنه بطريقته وبأسلوبه وحسب خبرته وعلى قدر مستوى ثقافته والأمر قد تجاوز فعليا الغريزة البشرية الجنسية التي خلقها ووضعها رب العالمين سبحانه ... وقدرة رب العالمي جل علاه من السهل أن ينام كل البشرية في لحظة ويصحو في لحظة أخرى وقد انتزعت منهم تلك الغريزة فيصبح الإنسان بلا شهوة أو رغبة جنسية تماما ... لكن انتبه وقتها ميزان البشرية والأرض سيختل وستدب الفوضى في الأرض برمتها فإن لم توجد فطرة لجنس يعني أن لا نكاح ولا حمل ولا ولادة وبالتالي سيتوقف نمو البشرية ... لا توجد فطرة الجنس يعني لا توجد عاطفة ولا حب ولا أمومة سوى علاقات جوفاء ومجتمعات متحجرة ستنتج قسوة القلوب بشكل مفرط ... ولذلك من الخطأ الفاضح أن ننتقد فطرة رب العالمين التي إما أن تستخدمها بطريقة إنسانية عالية القيمة أو أن تحولها إلى ممارسة حيوانية سادية بشعة ؟

بعدما سبق لا يوجد خروف كما يظن الجميع بل توجد حالة مرضية صاحبها يعاني من شح العاطفة أو الإهتمام والرعاية وإشعار الحالة بأهميته وقيمته في هذه الحياة ... ولا توجد بقرة أو غبية بل توجد حالة نفسية تعاني من آلام شديدة دون أن يشعر أحد بها ودون أن يفهمها أحد من بيئتها أو محيطها فبحثت عن حاجتها بطريقتها ... وفي كل الأحوال وعلى جميع لحالات تلعب الأقدار وتفعل أفعالها الغريبة والعجيبة فربما تسوقك إلى أطيب القلوب وأنقاها وربما ترميك في فك وأنياب الوحوش البشرية التي تمتلك قسوة قلوب عنيفة بفعل تجارب حولتها من إنسان إلى حيوان مفترس ... وما بين هذا وهذه وذاك وتلك تستمر القصة والمسرحية والتمثيلية والتي تعتبر أطول دراما في التاريخ البشري ممتدة منذ آلاف السنين وفي كل لأمم وفي كل الدول وعلى جميع الشعوب وليست الكويت والكويتيين حصرا ولا استثناء على الإطلاق ... ولو رأيتم أو سمعتم أو قرأتم عن مثل هذه الحالات فلا تسخروا منهم لأنهم أفراد يبحثون عن أمورا لا تشعرون بها ولا بقيمتها ... وعن نفسي وشخصيا قد أجد العذر لفاقد العاطفة وقد أعذر فاقد الجنس وأتفهم جيدا الحالة النفسية والإجتماعية لكن المترف والشاذ فلا أجد لهم عذرا سوى الجنس الثالث والذي هو فعليا يعتبر حالة مرضية طبية صرفة وليست مجرد ترف أسري أو ترف مالي ... وأسأله سبحانه أن يستر على عباده ولا يفضحهم وأن يهديهم إلى ما يحبه ويرضى سبحانه فهو البصير بعباده وهو المدبر لأمورهم وشؤونهم وفي النهاية سيعودون إلى من خلقهم وتجزى كل نفس بما رهنت وكسبت عند خالق لا يظلم أحدا سبحانه ؟





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم