2019-04-12

هل المرأة ناقصة أم كاملة ؟


منذ ما يناهز 150 إلى 200 سنة لم تكن المرأة تعرف على الإطلاق شيئا عن الحقوق وزعم الحريات والكثير من هرطات زماننا هذا ... والمرأة قديما تتطابق المرأة الغربية مع الصينية مع العربية من ناحية أهمية الزوج والأب والأخ والأسرة وصولا حتى إلى تقديسهم وتوقيرهم بشكل صادم بالإضافة إلى اللبس المحتشم والمشي الوقور خارج المنزل ... كلها بالتأكيد لا وجود لها اليوم إلا ما ندر فأصبحت المرأة المحتشمة المحترمة الوقورة متخلفة جاهلة وفق منظور الكثيرين في أيامنا الغابرة هذه ... ولا عجب أن تحارب المرأة الوقورة ولا نستغرب أن تحارب المرأة المتحجبة أو المنقبة فهذا الأمر جدا مفهوم ونحن واقعين في حرب الإسلام برمته وليس اللبس والإحتشام فحسب ... وقد خرجت مئات وعشرات الآلاف من المقالات والمحاضرات والدراسات التي احترفت وصالت وجالت في حقوق المرأة وأنها متساوية مع الرجل في كل شيء ولا فرق بينهما ... بل ذهبت بعض الحكومات إلى الجنون بعينيه فرفضت حتى القسمة الشرعية في الميراث فجعلت نصيب المرأة كنصيب الرجل تماما وهذا ما حدث في تونس مؤخرا ... وفي موضوعي هذا أنا لست هنا للجدال ولا للإقناع لكن سأثبت بالأدلة القاطعة الحاسمة أن المرأة ليست كالرجل أبدا ولن تكون مثله حتى قيام الساعة ... فلو جئتكم بأدلة وبراهين قاطعة فلا رأيا بعدها إلا بأدلة قاطعة حاسمة تدحض وتناقض أدلتي وإلا اعتبر الأمر جهل وحماقة من الطرف الأخر ؟ 

بادئ ذي بدء يجب العودة إلى أصل الموضوع وأصل الجدال حتى يكون الفهم واضحا وليس القفز والهروب من الحقيقة باستدلال التوافه وتقديمها على الأسس ... والأساس هنا يبدأ من رب العالمين سبحانه فنحن لم نخلق الله سبحانه ولم نخلق الملائكة والجن والشياطين على الإطلاق لكن رب العالمين سبحانه هو من خلقنا وخلق كل هؤلاء وخلق ما لا نعلم الكثير ... وبالتالي من خلق هو الأعلم والأدرى مني ومنكم جميعا بخلقه ونوعيته وشكله وكل شيء فيه ولذلك عندما خلق رب العالمين أبونا آدم وأمنا حواء جعل كل شيء في الحياة حلالا لا حرام ولا اجتناب ولا حتى مكروه ... وكل ما كان مطلوبا من الجنس البشري "الأول القديم" هو أن يؤمن بالله سبحانه فقط لا غير ولما تكاثرت البشرية رأى رب العالمين جل علاه أن ينظم أمور عباده بعدما تمادوا في جهلهم ... فجاءت رسالات رب العالمين فأرسل رسله ليوصلوا الرسائل السماوية من رب الخلق إلى الخلق أنفسهم فأنزل تشريعاته السماوية لتنظم الفوضى التي خلقها الإنسان فنزلت التحريمات التي تدل على تلك الفوضى البشرية ... مثل تحريم قتل النفس والغش في الميزان والسرقة وأكل مال اليتيم وزنى المتزوجة وبر الوالدين وتعظيم شأنهم يسبق كل هذا الإيمان بالله وحده سبحانه وتصديق وأخذ ما نزل على المرسلين ... كلها تحريمات متطابقة تماما في التوراة والإنجيل والقرآن تعزز من تنظيم المجتمع والأمم التي المرأة هي جزء رئيسي وأساسي إن فقدت فقد كل شيء ... نعم وحقيقة المرأة هي أساس الأمم لكنها ليست كل الأمم لأن الرجل هو الأساس الأول والمرأة الأساس الثاني فيستحيل أن تستمر الحياة بإقصاء أحد منها وهذا يعتبر اختلال في ميزان فطرة رب العالمين وتعدي ورفض لفطرة وموازين الخالق عز وجل في دنياه التي أسسها للجنس البشري ... ولذلك الإستدلال بالله سبحانه هي الحجة المطلقة والحاسمة لأي جدال مهما تنوع واختلف التفسير في آيات الله التي هي حق للجميع أي التفسير بشرط صدق النوايا وأن تكون خالصة لله سبحانه وليس لعباده أو لنواياهم الخبيثة ... وبالتالي نعود إلى الأصل والأصل هو من خلق أي الله سبحانه وكيف شرّع ونظّم حياة عباده ومن خلال هذا التحليل والفهم سنصل إلى يقين الحقيقة التي لا تقبل الشك أو اللبس ولا حتى الجدال ؟ 

المرأة علميا
السؤال الأول والمهم : هل المرأة ناقصة أم كاملة ؟ الإجابة : المرأة ناقصة وليست كاملة ... لماذا ؟ النقصان هنا نقص في الخلق وحتى لا يفهم حديثي أو لا يحدث لبس لديكم ... المرأة ليست تافهة وليست كائن لا قيمة له إنما القصد نستدل منه من خلال العلم وشرع الله وعندما نضعهما في المقارنة القادمة سيتطابقان تماما ... فالمرأة علميا تلد والرجل لا يلد والمرأة تُنكح والرجل لا يُنكح والمرأة تحلب صغيرها من صدرها والرجل لا يحلب والمرأة لا يوجد لديها "بروستاتا" والرجل لديه والجهاز التناسلي يختلف تماما بين المرأة والرجل وخصوبة الرجل أكبر وأقوى من خصوبة المرأة ... فالرجل يرمي ملايين الحيوانات المنوية والمرأة لا تقبل "طبيعيا" إلا واحدا ضف على ذلك أن أعضاء الرجل أكبر حجما من أعضاء المرأة كالقلب والرئة والكبد ... إذن العلم يخبرنا بأدلته أن المرأة مختلفة جسديا وعضويا عن الرجل وليست كالرجل على الإطلاق وهذه النقطة حاسمة مرجعيتها رب العالمين رب الخلق الذي خلق فدبر فأحسن ربي ما خلق ؟

المرأة شرعا
نأتي على المرأة شرعا وهنا أنا لا أستند إلى رأي أي رجل دين مهما وأيا كان بل أستند إلى آيات من خلق وهو الأعلم والأعرف مني ومنكم جميعا ... فالمرأة في أمر وشرع الله تابعة للرجل وليست ندا له فأحدث رب العالمين ذكرا عظيما في كتابه الكريم يموج بنا ما بين تابعية المرأة وخضوعها للرجل وما بين عظمتها وأهميتها وهنا يكمن العقل الحكيم بالتفريق والتحليل ومعرفة حدود التبعية وبين أهمية وعظمة وجودها في حياة الرجل ... مع الإنتباه والتشديد أن نفرق بين أصل ومعنى الآيات وبين من تنطبق ومن لا تنطبق عليه هذه الشروط بمعنى عندما يذكر رب العالمين كلمة "رجل - رجال" فالقصد هنا أي الرجل ذوو الرجولة المكتملة عقليا وجسديا وليس ذكوريا أو من يعاني من اضطراب نفسي أو الشاذ جنسيا فانتبهوا ... يقول الحق سبحانه { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم } النساء ... وهنا القوامة لا تأتي من سفيه ولا معتوه بل من رجل مكتمل الشروط والقوامة أي القيام على الشيء رعاية وحماية وإصلاحا وليس طمعا ولا استغلالا وليس ابتزازا وليس بغيا وظلما وقهرا وهنا أعطى الخالق سبحانه الرجل قيادة المرأة أو تولي شؤونها أو بعض منها ... والأمر الآخر أن أعطى رب العالمين قرار الطلاق بيد الرجل وليس المرأة وعدد الطلاق بـ 3 طلقات لعل الرجل يكون قد أخطأ ولعل المرأة تكون قد أخطأت وقد أسهب رب العالمين جل علاه في تشريع الطلاق الكثير من التنبيه والتحذير والتعظيم والتعليم لما للمرأة من أهمية عظيمة وما للأسرة من أهمية كبيرة في المجتمع ... بعكس الزواج في أيامنا هذه الذي أصبح مصلحة ومنفعة وصراع جهلة أكثر مما هو حياة واستقرار ومودة ورحمة وعشرة وأمانة ورسالة والآيات كثيرة في ذلك سأتجاوزها منعا للتطويل ... يقول الحق سبحانه في سورة البقرة في مسالة الشهادة { واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء فإن إحداهما إن ضلت ذكرتها الأخرى } ... وهنا إن ظلت أي إن نسيت أو ربما كادت في نفسها أمرا خافيا تستشهد عليها الأخرى وتكون عليها حجة أو تذكرها فجعل سبحانه ميزان الرجل بإمرأتين في الشهادة ... متقارب المثل والآية مع مسألة المواريث { يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين } النساء ... والأمر الآخر أن شرّع رب العالمين للرجل أن يتزوج بـ 4 نساء وحق له أن يجمعهم على ذمته في وقت واحد أو اثنتين أو ثلاث أو واحدة ويكتفي ولم يحل الله للمرأة أن تتزوج إلا برجل واحد فقط ... وبعدما سبق فإن العلم وشرع الخالق سبحانه يؤكدان أن المرأة والرجل ليسا متساويان على الإطلاق لا في الخلق ولا في الأديان السماوية التي نظمت العلاقة بين الطرفين ؟ 

المرأة في واقع الحياة
المرأة في واقع الحياة وبفعل تشريعات القوانين "الوضعية" أي التي صنعها الإنسان واستأنس بها ضربت العلم والشرع معا في عرض الحائط بل وأبعدت وحيدت شرع الله من أن يكمل مسيرة التنظيم ... وعلى سبيل المثال يشترط الناس أن يكون عقد الزواج عند رجل دين لكنهم لا يقبلون أن يكون فصل الطلاق وسرد الحقوق بيد رجل الدين بل بيد القضاء الذي يحكم بعيدا تماما عن شرع الله ... وهذه من إحدى المفارقات العجيبة والغريبة في حياتنا الحاضرة وفي زماننا أن عقد الزواج عند جهة وعقد الطلاق لدى جهة أخرة مختلفة كليا والناس متقبلة ذلك بل وخاضعة له بالرغم أنه ليس شرعيا ... بمعنى المحكمة تطلق رجلا من إمرأة فيعتبر هذا الطلاق باطلا لأن الزوج لم يطلق ولم ينطق بكلمة الطلاق على الإطلاق ... يمتد هذا الأمر أن المحكمة طلقت المرأة والمرأة تزوجت برجل أخر وفي الحقيقة الشرعية هي جمعت بين زوجين وأعرف مسبقا أن مثل هذا الرأي سيكون مزعجا للكثيرين لكن الحقيقة لها وجه واحد وليس عدة أوجه ... فالأفضل من الطلاق هو الخلع أي تتنازل المرأة عن كافة حقوقها وتشمل الأبناء أي أن المرأة تطلب حريتها وهذا حقها المطلق بعكس الطلاق الذي يترتب عليه حقوق وواجبات على الرجل أن يؤديها بحق أبنائه ... تناقضات غريبة عجيبة أخرجتها القوانين الوضعية التي قلد فيها المسلمين الغرب من باب التطور والإنفتاح والحريات أما شرع ودين ربهم فلا يأخذون منه سوى قشوره أو ما يناسب أهوائهم وكل طرف يستخدم الدين حسب ظرفه ... وقد كشفت الحرب الأهلية في سوريا والعراق واليمن وليبيا حقيقة المرأة التي عندما زلزلت الحروب الأرض من تحت أقدامهم لم تجد المرأة مفرا إلا أن تلجأ لرجل وتحتمي به بنسبة 100% فتجلت الفطرة البشرية بصورتها الحقيقية ... بعكس المترفين منكم في حياتهم وأوطانهم لأنهم مترفين منعمين فتشطح العقول وتهذي بما لا تعرف ولا تعي دون أن تتبصر وتبحث وترى آلاف الأدلة القطعية الحاسمة التي تنطق بأن الناس مهما بلغوا من نعم وترف تبقى الفطرة البشرية وسنة الله في خلقه هي الأساس والمرجع وليس بما صنع الإنسان وبما استأنسه من خروج وتمرد وشذوذ على قانون الحياة ... ولو كان برأس الكثيرين عقلا وإدراكا لاكتشفوا بسهولة مطلقة أن الغرب الذي يحرض على حقوق المرأة أن المرأة هي أرخص كائن لديهم وما بيوت الدعارة المنظمة قانونيا ولا بعاهرات الشوارع ولا بجنس مواقع التواصل الإجتماعي سوى أدلة واقعية حقيقية على كذب ادعاء الغرب وأكاذيبهم ... فصدق بعض العرب الأكاذيب فمارسوها وحاربوا من أجلها فخضعت الحكومات لشرذمة باغية مفسدة فشرّعت قوانين تضرب بدين وشرع الله عرض الحائط من أجل إرضاء المنظمات الدولية ... وحتى يكون سجلها الدولي ناصع البياض متناسين تلك الحكومات الحمقاء أنه لا توجد دولة ملائكية ولا توجد دولة وردية ولا يوجد شعب طاهر ... فكانت كذبة حقوق المرأة هي البوابة التي دخلوا منها إلينا ومنها إلى المناهج التعليمية إلى الحريات إلى حقوق الإنسان وكأن العالم يهتم لأمرنا أو يبكي على حالنا ... وفي حقيقة الأمر الأن الغرب يستهدف ديننا وإسلامنا ثم نفطنا ومواردنا وغير ذلك ما هي سوى ترهات فلو كان المرأة لديهم لها قيمة لما وقفوا عاجزين عن حل مشاكلها ومعاناتها التي أوصلتها إلى أن تنكح مقابل وجبة عشاء ... فأدركوا معنى الفطرة البشرية ولا تصدقوا كذبة أن المرأة متساوية مع الرجل فإن كانت متساوية فلم شرّع الغرب شذوذ المثليين أم الأمر من فرط للترف زاد التمرد على فطرة رب العالمين ... المرأة في الإسلام مصونة ومكرمة لولا شطح بعض رجال الدين الذين استعبدوها وصوروا لنا وللخارج أنها مجرد سلعة جنسية أو عبدة تباع وتشترى وما هي كذلك ولن تكون كذلك إلا في من بعقله وقلبه مرض ... ولو كانت المرأة متساوية مع الرجل لسمح لها خالقها سبحانه أن تجمع بين زوجين وأكثر ولأعطاها نفس نصيب الذكر في الميراث ولجعل شهادتها على وزن شهادة الرجل ولجعل بيدها حق الطلاق والأهم لأعطاها الحق بأن تتولى حكم البلاد فهل سمعتم عن خليفة للمسلمين أو حاكم للبلاد المسلمة إمرأة في كل تاريخكم ؟ ... والمصيبة أن الكثيرين لا يعرفون ما هي حقوق المرأة في الماضي وتطور حقوقها في الحاضر ولذلك الجهل قد استبد في عقول الكثيرين دون أن يشعروا بفعل العادات والتقاليد المتخلفة ؟


إقرأ : كذبوا عليكم فقالوا : حريــة المـــرأة ؟





دمتم بود ...


  
وسعوا صدوركم