2024-07-02

الرجل السادي والمرأة المازوخية وعلم النفس الأسود ؟

 

السادي : هو الذي يستمتع بتعذيب الضحية وإذلالها ... والمازوخية : هي التي تتلذذ بالتعذيب الجسدي والنفسي ... وكلاهما عمليتين تتمان أثناء الممارسة الجنسية التي يخبرنا علم النفس وتخبرنا التجارب على أرض الواقع أن السيكولوجية البشرية قابلة للتطويع ... والتطويع هنا أي يمكنك أن تكسر إرادة الإنسان إذا ما توفرت لك المقومات الأساسية لذلك مصل "السلطة أو المال أو النفوذ" ... وكثير جدا مما نعيشه في أيامنا هذه يرفض تصديق حقائق ووقائع صنعها التاريخ وصنعتها الظروف القاهرة للإنسان ... بمعنى مسألة العبيـــد هي مسألة تاريخية حقيقية لا يوجد فيها شك مطلق وفي زمانكم هذا أيضا هناك ظروف الفقر بالدرجة الأولى التي تفرز ملايين من البشر الخاضعين لأي أمر تطلبه ... وعندما أقول تطلبه فأنا أعني ما أقول ليس في متطلبات الجنس فحسب بل وحتى في القتل والخطف والنصب والإحتيال والتهريب إلخ ... سهل جدا أن تجد كل أصناف البشر في الدول الفقيرة يفعلوا لك ما تريد وما يخطر على بالك بمقابل المال ؟

إن السادية والمازوخية في وقتنا الحاضر لا ترتبط بمسألة الرجل والمرأة بل يمكن أن تجد امرأة سادية ورجل مازوخي ... و "السيكوباتية" لا شأن لها مطلقا مع السادية والمازوخية لأنهما بنسبة 80% هي مسألة مرتبطة بالترف واللهو أثناء الممارسة الجنسية و 20% منها مرتبط تماما مع الحالة النفسية والعقلية التي ترسخت في وجدان الكثير ومن ثم تحولت إلى قناعات ذات تأثير يشكل خطرا على الطرف الأخر  ... أما "السيكوباتية" فقد تصل إلى القتل باستمتاع "السايكو" وقد تصل إلى إعاقة أحد أطراف الجسد وقد تصل إلى استمتاع بالفضيحة المجتمعية ... يروي لي أحد الثقاة منذ سنوات حكاية بسببها جعلتني أتعمق في علم النفس ... فيقول : عزمني أحد أبناء ....... على سهرة في فندق في دولته وعندما ذهبت بعد الساعة العاشرة مساء دخلت إلى صالة كبيرة فوجدت 6 رجال وأكثر من 30 فتاة عاريات تماما لا يلبسن أي شيئ مطلقا سوى أحذيتهم ذات الكعب الطويل فانتابني الضيق مما رأيت وبعد ساعة افتعلت حجة أن جائتني مكالمة ويجب أن أخرج مضطرا فشكرته على دعوته وغادرت ... ثم يكمل فيقول : جلست حتى الصباح وأنا جالس أمام النافذة في الطوابق العلوية من غرفتي أتأمل وأفكر بما رأيت وأتسائل أين المتعة ؟ "انتهى" ... لكن الراوي غاب عنه أن ما شاهده هو أمر عادي جدا حدث ولا يزال يحدث في سهرات وحفلات الأثرياء وتجار المخدرات في أمريكا وكولومبيا والبرازيل وتايلاند وفيتنام وفي الدول الأوروبية في أشهر قارة للدعارة والجنس بالإضافة إلى بعض الدول العربية والخليجية ... تلك المسألة يفسرها علم النفس على أنها استغلال لحاجات الإنسان في أكثر نقاط ضعفه وهو المــــال ... وفي مزاد الأسعار إن رأيت من ترفض الوضع بقيمة ألف دولار فإنها ستوافق على مبلغ 10 آلاف دولار ... والدعارة بطبيعة الحال هي تجارة بل وتجارة رائجة تدر أكثر من 50 مليار دولار سنويا في كل دول العالم بلا استثناء ... بالتالي يخبركم علم النفس أن طبيعة الإنسان قابلة للتطويع وإعادة تشكيلها وفق ما تريد أنت في حالة من إعادة صقل ونحت العبودية وفق المواصفات المطلوبة ؟

الأمر الأخر والأخطر هو وجود "علم النفس الأسود أو المظلم" ... وهي صناعة العبث والتلاعب في عقل الضحية لتغيير مفاهيمها أو كسر إرادتها ونسف قيمها ومبادئها وتطويعها لتفعل ما تريده أنت ... وكمثال انظر لمدمني قراءة الطالع والكف وقراءة الفنجان والمهوسين بالسحر ... وعلى هذه المدونة وعلى حسابي في منصى إكس كثيرا ما كنت أقول ناصحا الجميع دون أي استثناء : إياك ثم إياك أن تسلم عقلك لكائنا من يكون فالعقل هو أعظم كنز وأكبر نعمة منحها لك رب العالمين سبحانه لك وحدك حصريا وجعلك سيدا على عقلك فلا تجعل من السيد عبدا ... لا بل وحتى لو أعجبت بفكر فلان وعلان ولو كنت أنا فهذا لا يعني أن تسلمني عقلك وتغيبه فقط لأنك مقتنع فيما أكتب وما تشاهده من فلان وما تسمعه من علان ... وصدق القائل "أنا مسؤل عما أكتب ولست مسؤلا عما تفهم أنت" ... الأمر الذي يجب أن ينتبه له الجميع أن أساليب علم النفس هي بحر من نقاط القوة وأنهارا من نقاط الضعف في صراع أبدي مستمر منذ قرون بل وحتى قيام الساعة ... وانظر على سبيل المثال في كوريا الشمالية يحكمهم طاغية مستبد فكيف حكم شخص واحد من خلال نظامه وقواته أكثر من 25 مليون نسمة ؟ باستخدام ألية علم النفس حصريا وتحديدا من خلال استغلال أغلى ما يملكه الإنسان وهي النفس حياته ... وكيف يستمتع صاحب المال بملذاته ويجلس بجانبه أجمل فتيات العالم ولو كان في عمر الـ 70 عاما ؟ طبعا بقوة المال وإغراءه ... وكيف الدولة ترفع أسعارها وضرائبها وترفع أسعار الكهرباء والماء وتسحق الملايين وتضعهم عند أعتاب خط الفقر ضد شعب بأكمله ؟ بالتأكيد بالقهوة الجبرية القاهرة ... وكيف يجد السادي ملذاته بكل أريحية بمغريات المال طبعا الذي يمكن للضحية أن تشتري بعد العملية أحدث موبايل والعطور والملابس لتتفاخر أمام صديقاتها ... وكيف المازوخية تتلذذ بالإذلال والضرب والتعذيب إما لأسباب طفولتها المأساوية أو لأنها تم اغتصابها منذ الصغر أو رغبة بالمال مهما كان الثمن هربا من الفقر ... نحلق بعيدا ونعود لنفس النقطة وهي علم النفس الذي حلل كل فرد فيكم يخرج بقاعدة حقيقية ثابتة وهي : الإنسان قابل للتغيير قابل للتطويع قابل للخضوع قابل للإستسلام ... ولو كان اليوم هناك أكثر من 8 مليار إنسان على وجه الأرض فاعلم يقينا أن هناك 7 مليار خاضعين لتلك القاعدة بالخضوع والعبودية ... وسبحان الله هذا هو الإنسان فسرته النظريات والتحليلات وكتب علم النفس لأكتشف شخصيا حقيقة مرعبة أن الإنسان له وجهان لا وجه واحد ومن يقول عكس ذلك فهو سنة أولى في مدرسة هذه الدنيا الزائلة ... فوجدت في عزلة الناس نجاة وراحة من تناقضاتهم وأكاذيبهم وجنون أقنعتهم ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم