2022-08-03

التنبيه والتحذير الأخير لحكوماتنا .. 3

 

الغزو الروسي لأوكرانيا 

لا تزال روسيا تستعرض قوتها في أوكرانيا وهي أصلا لم ترمي بثقلها كليا هناك إلا ما لا تتجاوز نسبته 30% فقط ... ومن الواضح روسيا تريد تعزيز أمنها القومي بعد استفزازات أمريكا على حدود أوروبا باتجاه روسيا ثمنا لاستفزازات "أوباما وترامب" منذ 2015 ... ولو عدت للأخبار الصحفية القديمة ما قبل 2019 ستجد تحذيرات عديدة وكثيرة لروسيا تحذر الغرب من مثل تلك الخطوات الإستفزازية على حدودها بموافقة وتواطؤ أوكرانيا لكن أوروبا وأمريكا كعادتهم لديهم "سوء تقدير للمواقف" ... ورغم تسونامي العقوبات الأوروبية والأمريكية ووو على روسيا إلا أن روسيا اتضح أنها كانت تدرك كل ما حدث وما سيحدث بل ونجحت بامتصاص الصدمات الأولى والثانية بكل ثقة وأريحية ... واليوم أصبحنا نسمع صيحات أوروبا بسبب ارتفاع أسعار الطاقة العالمية "النفط والغاز" وبدأت دول أوروبية بالخضوع ولو جزئيا لروسيا مثل "التشيك والدنمارك وبلغاريا وكرواتيا وألمانيا" وغيرهم ... لكن وبعيدا عن القمح ونجاح الوساطة التركية الأممية في فتح ممرات أمنة لبيع قمح أوكرانيا والذي من المستحيل أن تسمح به روسيا إلا من خلال صفقة سياسية وثمنا باهضا لم يكشف عنه حتى الأن تفصيليا ... لكن هل بالأمور يمكن أن تتطور ؟ الإجابة : بالتأكيد نعم ... والتطور الذي أتحدث عنه هو تطور في "حرب تقليدية شاملة" والتي أيضا يمكن أن تتطور إلى "حرب نووية عالمية" في أي لحظة في أي يوم ... ولو أردنا أن نعرف كيف فيكفي أن تعتقل روسيا فرقة عسكرية أو جنود من بريطانيا أو من أي دول أوروبا ذات التأثير الكبير أو جنود أمريكان لترتفع وتيرة التوترات لدرجة لا أحد يمكنه توقع ردود أفعالها ... أي أن ما يحدث في أوكرانيا هو باب من الشيطان فتح على مصراعيه والذي بسببه ارتفعت أسعار النفط العالمية والتي أوجعت فعليا وحاليا أكثر من 100 دولة و 100 شعب وأمة من خلال ارتفاع أسعار المحروقات لديهم وتلقائيا ارتفعت أسعار المواد الغذائية وزاد التضخم وارتفعت معدلات الدين الخارجي لتلك الدول بنسب متفاوتة ... فكيف لو دخلت أوروبا وروسيا في حرب عالمية تقليدية ماذا سيكون الشكل العام في العالم ؟ 

كم ستقفز أسعار النفط العالمية ؟ ... سجلتها بتغريدة وتوقعت أن تصل ما بين 180 - 210 دولار في العام القادم 2023 ... وسعر البرميل 180 دولار لوحده سيكون كافيا لضرب ما لا يقل عن 20 دولة بثورات شعبية وسقوط أنظمة حكم وانهيارات اقتصادية في 50 دولة فما بالكم لو وصل سعر برميل النفط إلى 210 دولار !!! وهذا أصلا ما أعلنه البيان المشرك الذي أطلقوه "البنك الدولي  صندوق النقد الدولي - منظمة الغذاء العالمي - الأمم المتحدة" في أبريل 2022 من تحذير للعالم من أزمات اقتصادية ستجتاح العالم وتباطؤ في نمو الإقتصاد العالمي ... إذن في فقرتنا هذه الحرب في أوكرانيا كل الإحتمالات مفتوحة على مصراعيها مع شديد الأهمية أن نسبة عودة الهدوء والسلام ما بين أوروبا وأمريكا وبين روسيا = 0% أي من المستحيل أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه أكرر مستحيل ثم مستحيل ... وطالما أنه المستحيل فلا تتوقع هناك إلا الأسوأ ومن لديه أملاك هناك "روسيا - أوكرانيا - أوروبا" عليه بأن يتخلص منها وفورا فورا حتى لا يتباكى غدا ؟

الصين وتايوان 

هي قضية ليست بالجديدة لكن الجديد في الأمر هي الصين التي كانت ضعيفة في سنة 1995 وأخذت وضعية "الدبلوماسية الصامتة" ثم بعدما تمكنت اقتصاديا وتوفرت لها الموارد انطلقت إلى تطور الصناعات العسكرية بعد سنة 2000 فأصبحت تهدد بشكل علني بعد 2014 ... فأحكمت قبضتها على كل الممرات المائية التي صنفتها من ضمن "الأمن القومي الصيني" ولو كان ممرا مائية بعرض 20 مترا فأرعبت فعليا دول شرق أسيا وحتى الفلبين التي كانت لديها مشكلات على بضعة ممرات مائية صغيرة معها تعاملت الصين معها بشكل سريع وفوري على طريقة التصادم المباشر وقد حدث ... وحتى تعلموا كيف أحكمت الصين قبضتها على كل الممرات المائية هناك فهي قد رمت أمام خصومها بطعم "الصيادين الصينيين" لتمنعهم أنت ثم لتعتدي عليهم ثم تتدخل فيما بعد القوارب والبارجات البحرية العسكرية الصينية فتلقنك درسا وهذا ما قد حدث فعليا مع الفلبين حليفة أمريكا فالتزموا الصمت وانسحبوا وتركوا تلك الممرات للصين ... أما تحالف "تايوان - أمريكا - بريطانيا - فرنسا - اليابان - كوريا الجنوبية - الفلبين" وحليفتهم القريبة "استراليا" فهؤلاء لا يمكنهم أن يدخلوا في حرب تقليدية لأن درجة انتقال الحرب التقليدية إلى حرب نووية جدا جدا مرتفع وأعلى من الوضع بين "روسيا وأوروبا" ... لأن في منطقة شرق أسيا العقيدة مختلفة فهناك "الصين وكوريا الشمالية" اللتان أصلا ليستا في حالة من حساب الخسائر والأضرار وفق عقيدتهم بقدر ما ترتعب الدول المتطورة بل والأكثر تطورا في العالم مثل "اليابان - كوريا الجنوبية - تايوان" من خيال سيناريو الخسائر والدمار ... مع عدم إغفال نقطة شديدة الأهمية بشكل حقيقي وفعلي وهي أن الصين لا تزال تحتفظ بذكريات الذل والمهانة التي فعلتها بريطانيا أو الغرب بشكل عام عندما احتلوا جزء واسع من الصين ودمروا الشعب الصيني بمخدر الأفيون ومزقوا اقتصادهم واستعبدوا شعبهم في 1840 والثأر الصيني من اليابان لا يزال باقيا في العقيدة الصينية ... بل لا تزال الثقافة الصينية تشحن الشعب الصيني وتعزز في النفوس خطر وفساد ورذيلة الغرب وبالتالي الصين نجحت بصناعة العقيــــدة التي تجعل كأقل تقدير 70% من الشعب الصيني يقاتل بلا عقل حتى ... وهذه الحرب إن اندلعت تلقائيا ستقفز أسعار النفط العالمية لأرقام أقلها 200 دولار للبرميل الوحد ... وهذه الحرب رغم أنها بعيدة عنك في الخليج وفي الوطن العربي لكن تلقائيا وخلال أقل من شهر واحد ستلاحظ ارتفاع الأسعار في بلدك وبشكل جنوني والسبب أنك مستورد رئيسي من الصين أو من دول شرق أسيا بشكل أو بأخر ... هذا ناهيك عن انهيارات البنوك العالمية وفقدان الودائع الشخصية قوتها ومكانتها وقيمتها وانهيارات متلاحقة لبورصات العالم هذا إن لم يدخل العالم في أزمة عالمية قاتلة أو إعلان انهيار النظام المالي العالمي بأسره ؟

الصين وهي الحليف الإستراتيجي لروسيا تقف متفرجة على ما تفعله روسيا في أوكرانيا وعينها على أوروبا وأمريكا تراقب وترصد وتسجل كل شيء في كل يوم كل تصريح كل قرار وكل العمليات العسكرية التي تجريها أوكرانيا وأوروبا ... وهذا من الطبيعي حدوثه لأنها تحلل نقاط القوة والضعف لأعدائها في حال انقضت على تايوان وضمتها لها بالقوة ... ولذلك الصين وإيران وكوريا الشمالية المتواجدة أصلا في إيران سرا من خلال الإتفاقيات الصينية الإيرانية الموقعة مؤخرا في 2021 لمدة 25 عاما ... جميعهم باتوا يدركون بيقين مطلق أن لا أوروبا ولا أمريكا يستطيعون فتح جبهات قنال واسعة أو حرب كبرى أمام "إيران وروسيا والصين" بشكل جماعي ... وأوروبا وأمريكا لا يمكنهم فتح جبهة قتال امام إيران أو أمام الصين وجبهة القتال لا تزال تعمل ومشتعلة في أوكرانيا ولا أحد بالمطلق يعلم مداها وبالتالي أوروبا وأمريكا لا يمكنهما المغامرة أمام إيران أو الصين ... والسياسات والخطط العسكرية التي أعدتها واشنطن لصناعة جيش يمكنه القيام بـ 3 حروب في وقت واحد وهي السياسة التي تم تسريبها في نهاية ثمانينات القرن الماضي ... تلك العقيدة أو تلك الخطط لم يعد لها قيمة لأن "الصين - روسيا - إيران" لا يحبذون الحرب السريعة أو الضربة الخاطفة بل يستمتعون بالحرب الطويلة والتي تأخذ سنوات وليس بضعة أشهر ... وهذه الميزة لا تتوفر مطلقا لدى الفكر العسكري الأمريكي والأوروبي بسبب التكلفة الباهظة ومنعا لانهيار معنويات أفراد الجيش وخوفا من مجتمعاتهم وصحافتهم ذات التأثير الشديد ... ومن المهم بمكان أن ألفت عناية قرائي الكرام أن العالم حبس أنفاسه في 24-2-2022 عندما وقع الغزو الروسي لأوكرانيا فسادَ خوفاََ حقيقيا من اندلاع حرب نووية بين أوروبا وروسيا ... ويوم أمس في 2-8-2022 أيضا العالم حبس أنفاسه ولا يزال يترقب بسبب زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي "نانسي بيلوسي" إلى تايوان في زيارة وضعت الصين في أخطر اختبار لعقيدتها ولصورة "الحزب الشيوعي الصيني" الحاكم هناك أي نظرة الشعب للحزب الحاكم هذا الصعيد الداخلي أما على الصعيد الخارجي فالعالم يترقب رد فعل الصين هل سيتماشى مع عقيدتها التاريخية أم هي فقاعة جرى تضخيمها وفضحتها "بيلوسي" ؟

عالم الإنترنت ضربة البشرية 

وفق إحصائيات 2022 هناك أكثر من 5.1 مليار نسمة يستخدمون الإنترنت من أصل 8 مليار نسمة أي هناك 2.9 يستخدمون هواتف عادية بلا انترنت لتكلفتها + أعداد الأطفال والرضع ... وعدد الدول السجلة في هيئة الأمم المتحدة 193 دولة حكوماتهم جميعهم يستخدمون الإنترنت في أعمالهم وبنوكهم وغيرها ... وشبكة الإنترنت بنسبة 95% تتم من خلال "الكابلات البحرية" يتم توزيعها وفق شبكات بحرية سرية "غير مصرح بها للعامة" و 5% انترنت عبر الأقمار الصناعية ... لكن الدول التي هي محور حديثنا جميعهم يعرفون بدقة كل مواقع وإحداثيات تلك الكابلات البحرية الخاصة بالإنترنت ... وبالتالي نسبة استهداف تلك الكابلات من الطبيعي أن يكون 100% لإحداث فوضى وشلل في الدول ومن ثم رعب لدى الحكومات ومن ثم فوضى شعبية وانعدام العمل أو نسبة العمل بطاقة لا تتجاوز 10% ... لأن بصمة العمل والبنوك ومحلات الصرافة والشركات والمؤسسات والمطاعم وكل معاملات الوزارات وللإيميلات ومواقع التواصل الإجتماعية وحتى وزارة الأمن أو وزارات الداخلية كلها وكل شيء مرتبط كليا بالإنترنت ... فلو انقطع عنك الإنترنت فلا شيء بيديك تماما عندما تذهب للمراجعة في أي جهة حكومية فتسمع "النظام معطل" فتعود أدراجك دون تحقيق أي نتيجة ... وبالتالي ضرب شبكات عالم الإنترنت والكابلات البحرية الخاصة بها هو أمر طبيعي أن تكون من ضمن الأهداف العسكرية في أي حرب كبرى ... أي أن هناك دولا وشعوبا وأمما وقارات سيضربها الشلل الكـــــامل وسيشعر الناس أنهم عادوا في الزمن للوراء إلى سنة 1970 وسيعود الجميع إلى التعامل اليدوي والورقي ... وفي حالة الحروب الكبرى من الطبيعي أن تضرب محطات الماء والكهرباء وهذه أكثر مصيبة من مصيبة الإنترنت ... لأن الكهرباء تضمن لك الأمن وتضمن لك ديمومة العمل بالمستشفيات ومعظم العلاجات تعتمد كليا على الكهرباء وخصوصا غرف العمليات وغرف العناية المركز ومبردات أو ثلاجات الأدوية والمختبرات الصحية ... يا سادة في الحروب الكبرى وليس في الحرب العالمية فحسب يعود الإنسان إلى العصور المظلمة إلى البدائية إلى حدوث جرائم قتل بلا أدلة بلا شهود لأن لا كاميرات المراقبة لا تعمل ولا شهود يستطيعون يشاهدوا في الظلام ولا حتى أجهزة مراكز "الأدلة والبحث الجنائي" تعمل بلا كهرباء بلا انترنت ... أضف إلى ذلك ما سوف يوجع قلبك من مشاهد كبار السن والعجائز والأطفال من خلال شح الأطعمة والدواء والماء ... وفي كل هذا السيناريو مهما بلغت من مال وثراء فلن ينفعك مالك ولا ثرائك هذا إن لم يتم سرقتك أو اغتيالك بدافع السرقة تماما كما يحدث في اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أمريكا الجنوبية في وقتنا الحالي ؟

كل ما سبق وأكثر ما هي سوى أجراس إنذار وإشارات تحذير باللون الأحمر لمستقبل متوحش قادم إلينا جميعا ولن يستثني أحدا ... بؤر توتر في أفريقيا ونقاط ساخنة قابلة للإنفجار في "سوريا - العراق - إيران - إسرائيل" ونار تحت الرماد بين "تركيا واليونان" ... ودولا وشعوبا تنتظر المجهول باستسلام مطلق في الخليج العربي بين "إيران وأمريكا" ... وتحذيرات أطلقت من أعلى وأكبر المؤسسات الإقتصادية العالمية مطلقين التحذير العالي شديد الخطورة بسبب تراجع وتباطؤ النمو الإقتصاد العالمي ... ودول أصبحت قاب قوسين أو أدنى من إعلان إفلاسها الرسمي ودول تخنقها الديون وتنذر بثورات شعبية وإسقاط أنظمة حكم بشكل أكثر توحشا حتى من الربيع العربي افي 2010 - 2011 ... أزمة أسواق أزمة غذاء أزمة ديون أزمة فقر أزمة مجاعة أزمة قروض أزمة سيولة أزمة سياحة أزمة أزمة أزمة وأزمات ... ولذلك إن لم تخالفني قراءاتي السياسية التي تخبرني أن هناك دولا نظامها السياسي سيلجأ بشكل مفاجئ لإصدار قرارات شعبية متتالية متسارعة لامتصاص الغضب الشعبي في دولهم ... على سبيل المثال "تخفيض أسعار الوقود - إلغاء أو تخفيض ضريبة القيمة المضافة - زيادة حصص التموين - رفع الرواتب للموظفين وللمتقاعدين - عفو عن المساجين - تخفيف القبضة الأمنية والرقابة على حرية الرأي" إلخ ... وهذا التنوع وأكثر من ذلك لا يعني إلا أن الأوضاع ذاهبة للإنفجار الشعبي والذي من الأساس تسعى إليه دول غربية وقوى دولية ... التي ترى سقوط أنظمة الحكم ومن ثم الفوضى الشعبية العارمة ستؤدي في الأخير إلى عملية إجبار وإخضاع لتقسيم الدول الكبيرة كما هو مخطط له منذ ثمانينات القرن الماضي ... وعلى الجميع أن يعي أن ما هو قادم لن يستطيع فيه أي جيش من ضبط الأمور إلى سابق عهدها لأن المسائل ذهبت إلى مسألة الرغبة الشعبية بالإنتقام سواء من قوات الشرطة أو الجيش كلاهما لن يستطيعوا قيادة أي دولة ولا ضبط الأمور وإعادتها كسابق عهدها في الدول المستبدة التي يحكمها طغاة ومجرمين ... لأن الجوع والفقر والبطالة وانتشار المخدرات والمؤثرات العقلية والفساد والقضاء المجرم أكملوا مهمتهم بنسبة 100% ولم يبقى من الأمر سوى ساعة الصفر أو الإنفجار الشعبي ... ولهذا سترصدون أخبارا تتحدث عن تخفيضات رسوم وضرائب ومساعدات ومنح من الحكومات لشعوبها وووو ليس لسواد عيون تلك الشعوب بل لأن أنظمة الحكم تعرف حجم جنون التوحش الذي ينتظرهم إن وقع الإنفجار الشعبي ؟




يتبع الجزء الرابع والأخير والأسئلة القاتلة والحلول العاجلة




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم