2018-06-02

تاريخ العرب ... في الإسلام


هذا العهد وتحديدا عهد الرسول محمد ابن عبدالله عليه الصلاة والسلام يعتبر من أروع وأفضل عهود الإسلام على الإطلاق ... وبالرغم من عدم فهم نظرية وفكر الكفار آنذاك وعدم تحليله بالشكل الصحيح إلا أن هذا العهد بلا أدنى شك كان النقلة النوعية في التاريخ العربي ومنطقته برمته ... ومن المهم أن نعرف قبل السرد أن رب العالمين سبحانه وتعالى عندما أنزل أبونا آدم وحواء عليهما السلام إلى الأرض أنه لم يكن هناك وقتها أي شريعة أو دين سماوي ... بل كل ما كان مطلوبا منهم هو الإيمان بالله سبحانه وتعالى فقط وأن نزولهما إلى الأرض كان بمثابة ضوء أخضر أن كل ما في الأرض مباح لهما وأن كل أفعالهما كانت مباحة لا تحريم لا منع لا عيب لا ثقافة لا علم لا تجارب سابقة ولا أخبار أمم سابقة لا شيء على الإطلاق ولا أي استثناءات ... ولذلك يجب الفهم والإدراك أن عملية التزواج بين الجنس البشري كانت تتم بفوضى كبيرة جدا ولذلك كانت أعمارهم تتجاوز أكثر من 700 و 800 و 900 سنة وأكثر هي نفس سنواتنا الحالية تماما بأسابيعها وأشهرها وسنواتها ... وتلك الأسباب تأتي لفهم أن طول عمر البشر كان يحدث حتى يتكاثر الجنس البشري بأي طريقة كانت وقد كانت بالفعل بأن تم نكاح الأخ لأخته والولد لأمه وليس لخالته لأن أمنا حواء لم يكن لها أخت ولا العم لأن أبونا آدم لم يكن له أخ أيضا ... وتلك العملية استمرت بعملية حسابية بسيطة فلو كانت أمنا حواء تلد في كل سنة بطن × 800 سنة = 800 مولود ... و الـ 800 كبروا وبلغوا سن البلوغ بعدد إناث 400 أنثى وتناكحوا مع إخوانهم من بطن أمهم حواء فخلال 800 سنة فسينجبون أكثر من 300 ألف نسمة الذين سينجبون بعد 800 سنة أكثر من 240 مليون نسمة أي خلال 2.400 سنة سيصبح لديك هذا الناتج ... وهكذا بدأت العملية إلى أن نزلت شريعة تنظم التزاوج البشري بعدما وصل العدد إلى الحد المطلوب بل يثبت تاريخ الفراعنة أنهم كانوا يتزوجون من أخواتهم وينجبون منهم كتأكيد وحرص على نقاء دم ولى العهد الجديد وصفاء ألوهيته فانتشر زواج الأخوة بين الملوك الفرعونية ... ولذلك فمن الطبيعي في حياتنا اليوم أن لا نتقبل تلك العملية على الإطلاق لأنها من المحارم التي حرمها رب العالمين في قرآننا الكريم ... لكن السؤال هل كانت تتم هذه العملية في جاهلية العرب التي كان لديهم "تقريبا" كل شيء مباح ؟ ... شخصيا لم يقع بين يدي أي كتاب يروي مثل هذا الفجور والله سبحانه وحده من يعلم إن كانت قد وقعت أم لم تقع ؟
 
{ وإنك لعلى خلق عظيم } القلم ... هذه الشهادة نزلت من سابع سماء من عرش الرحمن جل جلاله سبحانه عندما منح صك ووثيقة تاريخية أزلية لأحد عباده ... شهادة بخلق وعظمة أدب رسولنا عليه الصلاة والسلام والتي على أساسها ووفق ميزانها وثقلها أن يمشي الناس "آنذاك" وراء رسولهم ورسولنا وهم غامضين الأعين ... لأن الله سبحانه عندما يمتدح عبدا يجب الوثوق تلقائيا بهذه الثقة والتي تنتقل من رب العالمين إلى البشر بالثقة برجل شهد له رب العالمين ... ولذلك من المهم جدا أن كل حديث لا يتطابق مع أخلاق هذا الرجل العظيم يجب أن لا نأخذ به ونتركه جانبا حتى تظهر وثيقة مادية تاريخية مؤكدة تصنع اليقين أنها وثيقة كتبت في عهده وفي أيامه عليه الصلاة والسلام ... وأن كل حديث لا يتوافق ولا يتطابق مع أخلاق هذا الرجل العظيم "أظنه" أنه حديث مفترى وتقوّل في غير مكانه وموضعه وخالي من أي دليل تاريخي مادي حقيقي ... ولذلك تنبع عظمة رسولنا وأشرفنا وأطهرنا من أخلاقه والأخلاق تلقائيا تنعكس على التصرف بالفعل والقول لأمته هذا لو وضعنا الإفتراض كمعيار وميزان لأمته ؟ 

لذلك وبعدما سبق فإن ما أحدثه رسولنا عليه الصلاة والسلام من تغيير بل ونقلة نوعية في حياة العرب في زمانه يعتبر أمرا استثنائيا بكل المقاييس ... ففي عهده نسف عادات وتقاليد متخلفة ونقل العرب من جاهليتهم إلى حياة جديدة لم يألفوها قط في ماضيهم وأنزل رب العالمين تشريعاته على رسوله ... والتي تلقائيا يجب العمل فيها فنزلت التحريمات والتشريعات من رب العالمين بصفته رب العالمين وخالق كل شيء الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ... وما من نبي أو رسول ملك صفة التحريم إلا وكانت تلك الصفة مرجعيتها رب العالمين بنص سماوي منزل مكتوب ... والكتابة هنا عندما ينزلها الله على رسله حتى تكون دليلا ماديا لعباده وحتى لا يتم تكذيب الرسل في العقل البشري الذي لا يقتنع إلا وفق ما تراه عينه ... فسطر الله شريعته كتابة في ألواح لسيدنا موسى وأنطق عيسى ابن مريم علنا وهو في مهده وأعجز العرب في بلاغة القرآن الكريم لقوم اشتهر عنهم إبداعهم للشعر ونقله بين الأقاليم والأمصال ... ولذلك في عهد الرسول كان الإسلام في أبهى وأروع صوره إنه عهد من كان على خلق عظيم وترفع كريم ومقام لا يناله إلا كل ذوو حظوة عند رب العالمين ... وأعجب كل العجب أنه بعد وفاة الرسول عليه أفضل الصلوات والسلام كيف لأمة يوحدها رجل ويفرقها رجال كانوا خير الرجال في عهد صديقهم وحبيبهم وكيف لم يأخذوا بكلامه ونصحه وكيف لم يجعلوا القرآن الكريم مرجعا وحكما بينهم ؟ ... هذا ما سنعرفه في الجزء الثالث من الموضوع والصراع الدموي الفظيع الذي حدث ووقع بعد وفاة أعظم وخير من أنجبت أمة العرب والمسلمين محمد ابن عبدالله عليه الصلاة والسلام ؟


يتبع الجزء الثالث : تاريخ العرب في الخلافة



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم