2018-06-04

تاريخ العرب ... في العصر الحديث


في موضوع وسرد تاريخي سطرته عبر 4 أجزاء باسم "كيف غيروا خريطة الشرق الأوسط قبل 100 عام وكيف سيغيرونها قريبا" لو دخلتم عبر "لابتوب - أي باد" ستجدونه في المدونة في قسم "التوثيقات التاريخية" ... سطرت تاريخ العرب في تلك الحقبة أي بعد انهيار الحكم العثماني وكيف عاثت بريطانيا في منطقتنا فسادا ومؤامرات وكم الخيانات حتى قسمتها بالشكل الذي نعيشه في أيامنا هذه ... ومن المؤسف حقا والمؤلم فعلا أن جاهلية العرب لا تزال حاضرة في عقول الكثيرين بيننا وإلى يومنا هذا بالرغم من فظاعة التطور والحداثة وجنون التكنولوجيا ... ولذلك من المهم بمكان أن نحلل ونفكر ونتدبر الأسرار الغريبة العجيبة التي كانت ولا تزال تجعل العرب أمة مطية للغرب نعم مطية تتبع الغرب ولا تعصي له أمرا فيا ترى ما هي أسباب ذلك ؟
 
في الجزء الأول استعرضت لكم في جاهلية العرب كيف كان الروم والفرس والتبّع اليماني يسيطرون على منطقة الشرق الأوسط بمسماه اليوم بشكل مفرط ... وكيف كانوا يتحكمون بحياة العرب عبر صناعاتهم وتجارتهم فإن عصيتنا منعنا عنك الحياة ولا تجرؤ أن تدخل معنا في حرب لا قبل لك عليها ... هي نفس الإستراتيجية قبل أكثر من 1.450 ميلادية أعادتها بريطانيا قبل 120 سنة "تقريبا" فانظم الغرب إلى بريطانيا إلى صناعة العبيد الجدد ثم تهلهلت بريطانيا فارتفع بيرق أمريكا التي دخلت بديلا عن بريطانيا في السلطة والنفوذ وتهلهل الإتحاد السوفييتي فولدت روسيا في 1991م ... فأصبح الأمر إما خلافة إسلامية تستعبد الناس وتظلمهم وتجبرهم إجبارا وإكراها على القتال وإلا صودرت أموالهم مثلما كان يفعل الحجاج الثقفي في أهل العراق أو أن تكون مطية خاضعا للغرب يفعلوا بك ما يشاؤون !!! ... ومن عجائب الأيام أن رب العالمين منح أهل الجزيرة العربية النفط والغاز التي أصبحت أعنف وأغلى وأهم سلعة عرفتها البشرية في كل تاريخهم ... و "بحسبة بسيطة" أصبحت هذه النعمة تدر على العرب الفقراء ثروات تقدر قيمتها مجتمعة منذ اكتشافها في سنة 1935م إلى 2018م = 83 سنة بأكثر من 504 مليار دولار سنويا × 83 سنة = 41.8 تريليون دولار = أكثر من 1.2 تريليون دينار كويتي = 1.200 مليار دينار كويتي ... هذا "متوسط" الناتج الحقيقي لجميع الدول العربية والإسلامية المنتجة للنفط والغاز تمت حسبتها بمتوسط سعر البرميل 50 دولار فكانت النتيجة خرافية ... ولتكون النتيجة الصادمة ونحن في 2018 أننا لا زلنا نعيش في تخلف وجهل ونسبة فقر وبطالة عالية وبنية تحتية متهالكة !!! ... رقم خرافي كان يمكن أن يجعلك الرقم 1 على مستوى البشرية في كل شيء زراعة صناعة ثقافة علم تطور اكتفاء ذاتي وكان يمكن أن يكون قرار العالم بيدك أنت ... لكن ماذا وجدنا خلال 83 سنة سوى الحروب السفيهة التي ذهب ضحيتها الملايين من ربما الأبرياء وربما من المغفلين والمغامرات الصبيانية ومؤامرات لا تعرف عدد شياطينها ... وسجون تكاد تنفجر من كم من فيها ومستشفيات متخلفة والبعض بدائية وتعليم في غاية التخلف وثقافة في أسفل السافلين وفكر شبه منعدم ... لكننا نجحنا بأن ثلثين هذا المبلغ ذهب في جيوب طغاة الحكام العرب والمسلمين منذ 83 سنة وأسرهم بسرقات علنية وعلى التسليح الذي تشتريه الحكومات العبرية أسف العربية منذ أخر حرب مع الكيان الصهيوني في 1973 أي قبل 45 سنة وجمع ثروات !!! ... مئات المليارات يشترون فيها أسلحة منذ 45 سنة ويحدثونها على ماذا ولماذا وإلى متى ؟ ... لا تعرف أي إجابة ولن تعرف سوى أن السراق يسرقون ويخزنون ما يسرقونه في بنوك علي بابا الـ 40 حرامي في بنوك أوروبا والجيوش أصبحت للإستعراض في المناسبات الوطنية !!! ... والتاريخ يقول أن كل حروب العرب ضد الكيان الصهيوني هزموا فيها هزائم مهينة مذلة وحرب تحرير الكويت كانت بالنسبة للعرب مجرد نزهة لم يحاربوا ولم يشتبكوا على الإطلاق مع الغزاة العراقيين بشهادة قادتهم آنذاك وحرب التحالف في غزو اليمن الآن هزموا أيضا هزيمة مهينة مذلة والحرب العراقية الإيرانية طحن الجيشان طحن الجاهلين ... والمؤامرات لا تزال ماكينتها تعمل بجد دون كلل حكومة تكره حكومة فتدخل شعبها في هذا الكره فيكره شعب مسلم لشعب مسلم لآخر كما حدث بين سوريا والعراق وخذ وقس بعدد كبير جدا كان ولا يزال وسوف يبقى هذا المسلسل المكسيكي مستمرا ... يفتعلون أتفه الأزمات ويصنعون من أتفه العقول والتنظيمات والشخصيات شأنا عظيما حتى يدخلون شعوبهم فيما لا ناقة لهم فيه ولا جمل والويل كل الويل لمن لا يصدق أكاذيبنا فإنه خائن للوطن ... هكذا ببساطة التهم جاهزة والتلفيقات والظلم والإستبداد جاهز وكل أجهزة الدولة مسخرة للظلم والقهر والإضطهاد وصناعة الباطل اليوم أصبحت أسهل من رد السلام بين أثنين ... تلك أقوام عادوا رب العالمين جهارا نهارا وضد الإسلام والمسلمين لمن برأسه القليل من العقل حكامهم أهم من رب العالمين ودينه وقد رأينا في مصر وسوريا من سجدوا سجودا خاضعا على صور حكامهم فلا تأسف ولا تحزن عليهم فإن لهم موعدا مع ملك الملوك وجبار الجبابرة سبحانه وتعالى وربنا لن ولا يخلف ميعاده ... ولا يتذكر السفهاء أن أول من فر فرار النساء هم زبانية صدام حسين عفن اللحود وهربوا كالجرذان وأصبح بعضهم لاجئا في الخارج وأكثريتهم قتلوا ولم يعرف حتى أهاليهم أي جثثهم العفنة أو أين قبورهم النجسة ؟
 
الثقة بين العرب
الثقة بين الحكومات العربية منعدمة بنسبة 100% وكل ما نراه هي مجرد تحالفات مؤقتة جمعتها مصالح مؤتة فهذا تابع للأوامر الأمريكية والبريطانية وهذا تابع للأوامر الروسية وهذا تابع للأوامر الفرنسية ... مثل جاهلية العرب في ماضيهم تماما عندما كانوا تابعين للتبّع اليماني والفرس والروم لكن بشكل متطور "Modern" ... ولماذا انعدمت تلك الثقة ؟ لأن السيد الأعلى له رأيا يخالف نده وخصمه السيد الأعلى الآخر فيتضارب من هم تحت سلطتهم وأوامرهم ... يرتكبون حماقات يقيمون حروبا يخسرون كل شيء وكل ما يفعلونه يجب أن يصب في مصلحة الأسياد الكبار بنسبة 100% ... فإن تقاتلتم أيها العرب والمسلمين فيما بينكم فمن صناعة أسلحتنا التي نصدرها لكم وبأموالكم تتقاتلون وإن جرحتم فتتعالجون من أدويتنا وأجهزتنا وإن تصالحتم فبأوامرنا وإعادة إعمار ما دمرتموه في حروبكم من آلياتنا وموادنا والتحويلات المالية في كل الأحوال تنهمر على خزائن السادة الكبار ... وكلما ارتفعت أسعار النفط كلما أدخلناهم في عمليات الشراء رغما عن أنوفهم سوف يشترون وفوائض أموالهم نحن الأحق فيها فليوجهوها إلى الإستثمار في أوطاننا ... ودليلا على ما أقول هو ما تفوه به الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أثناء حملته الإنتخابية وحتى بعد رئاسته بعدة تصريحات شديدة الإهانة للسعودية ولدول الخليج فأصبح الحديث خلف الأبواب المغلقة لا يستدعي مراعاة شعور شعوبكم وسنقوله أمامهم لتعرفوا من أنتم وما هو حجمكم الحقيقي ... إنها وربي سبة في جبين العرب لم يسبقها أحدا من قبل !!!
 
رسائل إمبراطور الروم "نقفور الأول" والخليفة هارون الرشيد
في سنة 186هـ = 802 م بعث "نقفور الأول" إمبراطور الدولة البيزنطية رسالة إلى أمير المؤمنين وخليفة المسلمين هارون الرشيد يقول فيها
من نقفور ملك الروم الى هارون ملك العرب
أما بعد ,,,
فان الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ "الطائر كبير" وأقامت نفسها مقام البيدق "طائر صغير لا يطير يمشي على قدميه" فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقا بحمل أمثاله إليها وذلك من ضعف النساء وحمقهن فإذا قرأت كتابي هذا فأردد إلي ما حملته إليك من الأموال وافتد نفسك به وإلا فالسيف بيني وبينك .
 
ولما قرأ هارون الرشيد كتابه أخذه الغضب الشديد حتى لم يتمكن أحد أن ينظر اليه ولا يستطيع مخاطبته خوفا منه ثم أمر بحبر وقلم وكتب على ظهر الكتاب المرسل وليس بكتاب جديد
بسم الله الرحمن الرحيم
من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلــــب الروم قد قرأت كتابك يا ابن الكافــــرة والجواب ما تـــراه دون ما تسمعــــه والسلام .
حزم الخليفة هارون الرشيد أمره وقرر وضع حد نهائي لهجمات "كلب الروم" فقام على رأس جيش ضخم قوامه 135 ألف جندي بشن هجوم مباشر على الأراضي البيزنطية فاحتل حصن هرقلة الشهير وغيرها الكثير من التحصينات والقلاع عندها رأى الإمبراطور نقفور أن ميزان القوى لم يعد لصالحه وأنه من شبه المستحيل أن يتمكن من الوقوف في وجه الرشيد فطلب الصلح ؟

التاريخ السياسي العربي القديم والحديث يخبرونا بل ويحذرونا من أن أمة العرب قدرها ما كان وما يكون وما سيكون من ضعف وتسلط داخلي على الرعية وهيمنة خارجية من الدول عظيمة الشأن إلا بسببها ومن أيديها وأيدينا منذ القدم ... فإن تحدث من في الداخل نالته سياط السلاطين وإن اعترض على هيمنة الخارج تكالبت فوق رأسه الشياطين ... لا أمل في الحاضر ولن يكون هناك أمل في المستقبل حتى تندلع الحروب قريبـــــا فتحصد الملايين قتلا وفقرا وتشريدا وبعدها سننظر ما بعد الحروب إلى أي تهلكة نحن سائرون إليها أو ربما فرجا عل وعسى تستفيق هذه الأمة من جهلها ... وأما اليوم فاستمتعوا بسفهاء مشاهير السوشال ميديا واستمتعوا بأحدث الأجهزة "هواتف سيارات سياحة طائرات" واشتموا بعضكم بعضا واصنعوا أشد العداء بين بعضكم بعضا ... لكن غدا سيكون الوضع جدا مختلف وسيعرف السفهاء في أي طريق كانوا يسيرون وإلى أي تهلكة رموا أنفسهم فيها ... فهذه الأمة عبيدها أكثر من أحرارها وذكورها أكثر من رجالها فاحذروا أيها الرجال أن يدنس أثوابكم مطايا الذكور ولئام الصدور كلاب اليهود المخلصين فاركنوا جانيا فإن لكم يوما حتما سيكون لكم فيه شأنا عظيما ... ولا تأسفوا على ما هو قادم فمن أعد الطعام حقا عليه أن يذوقه ومن صنع حقا عليه أن يركب ما صنعه ومن تبع إبليس حقا عليه أن يكون مصيره جهنم وبئس الهلاك ؟




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم