2019-06-19

كيف سنتعامل مع الجيل الجديد من السياسيين التافهين ؟


معظم ما يحدث على المسرح والمشهد السياسي يبعث على الأسى والحيرة في نفس الوقت ... بروز شخصيات جديدة ومسؤلين جدد وفي اعمار متفاوتة وفجوة زمنية ما بين الجد والإبن والجد والحفيد من الناحية العمرية ... كلها عوامل وأسباب أدت إلى ظهور سياسيات جديدة لم يكن علم وخبراء والمدارس السياسية أن يصدقوا أنها ستكون بمثل هذا الشكل الهزلي الوضيع ... فأصبحنا نشاهد ونلمس ونستشعر دولا كانت تمتلك الكثير من الإحترام العالمي والشعبي فنسفت شعبيتها وحرقتها ولم يكتفي مسؤليها بذلك بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك بالإنحطاط الأخلاقي لتشويه سمعة أوطانهم ... اتفاقيات تكتب ويوقع عليها وتوثق دوليا فنجدها تنسف وتنقض فتصبح لا قيمة لها وخروج صارخ على المنظمة الدولية والقرارات الدولية ... وعقوبات أحادية الجانب تفرض من قبل دولة على دولة أخرى دون أي سند أممي رسمي وقانوني بممارسة تهدف إلى تحقير الأمم المتحدة ... وتدخلات في شؤون الدول الأخرى بشكل سافر وصولا إلى الغزو العسكري والإحتلال المجرم خارج قرارات الأمم المتحدة التي وقفت عاجزة متفرجة فضرب العالم الفوضى العارمة ... فأصبح مصير البشرية بيد شرذمة مراهقين ومرضى نفسيين معقدين لا يأبهون للأمن والسلم العالميين ولا يدركون أي قيمة وأي معنى للإنسانية ... فأصبحنا نراهم يقفزون من جريمة إلى جريمة وافتعال المشكلة تلو الأخرى وكأنهم حفنة عصابات فتحولت الدول المحترمة إلى دولا مارقة تعمل خارج نطاق القانون الدولي ؟

من المؤسف حقا أن نرى القانون الدولي يقف عاجزا متفرجا على ضرب صميمه وإهانته علنا أمام أمم الأرض في مشهد يعيد إلى أذهاننا تصور وخيال القرون الوسطى من فوضى القيم ... ولذلك نحن نتعامل مع أتفه سياسيين عرفهم التاريخ السياسي بسبب كم مغامراتهم ومراهقاتهم التي لا تعرف أي قيمة للمسؤلية ولا ترى سوى "شيفونية" نفسها وتعاني من جنون العظمة "البارانويا" ... وما زاد الطين بلة ومن الأمر سوء أن هؤلاء المرضى أصبحوا قيادات سياسية ووجدوا كما عارما من المؤيدين من أتفه نوعيات البشر ممن يحملون كما مرعبا من الجعل وفقدان البصيرة ... ولو أنك منحت لأجل أي تافه من هؤلاء الجهلة وطرحت عليه 3 أسئلة عامة فإنك لن تجد أي جواب ولا تحلم حتى أنك ستجد أي إجابة ... بمثل هؤلاء الجهلة والعبيـــــد تتم صناعة الطغـــاة ويتم تعزيز الظلم وكل ما يفعله المستبد يعتبر هو الحق ومن يعارضه فهو الخائن العميل ... أدى كل ذلك أن السياسيين الطغاة أصبحوا يكذبون ولا يشعرون أنهم يتحدثون نقيض ما قالوه بالأمس بمعنى يخرج معتوه من السياسيين ويقول أنا لم أقل هذا الأمر فتبحث من خلفه فتجده هو قد تحدث عن ذلك في مشهد إعلامي مسجل وموثق رسميا ... ولذلك هؤلاء المرضى ومن يتبعهم من عبيد الدنيا تجدهم كلما ظلموا وأخطؤا واستبدوا وطغوا في البلاد وعلى العباد فإنهم لا يشعرون بأي إحساس لأن ضمائرهم رميت في سلة القمامة أصلا ... ولذلك السياسي العاقل أصبح يواجه مشكلة في كيفية التعامل مع مثل هذه النوعيات من المرضى والمراهقين والسفهاء عديمي التربية ... والمشكلة الحقيقية أن هؤلاء المجانين أصبح بأيديهم مصير دولهم وشعوبهم بل وأصبحوا خطرا حقيقيا على محيطهم الإقليمي وصولا حتى إلى التهديد العالمي ... ولذلك ندرك كم أن المهمة أصبحت صعبة ومرهقة كثيرا على السياسيين المخضرمين من التعامل والإبتسامة أمام سفهاء السياسة والتعاطي والتعامل معهم بحذر شديد ؟

إنها فعلا مشكلة ومعضلة كبيرة كيف تتعامل مع هؤلاء المجانين هل بالصبر عليهم أم تنتظر سقوطهم أم تتحرك ضدهم لإسقاطهم أم توافقهم فيما يريدون فتجدهم قد ورطوك في مشاكل ؟ ... كلها أسئلة تصيبك بالحيرة فليست المشكلة في هؤلاء المرضى بل في شعوبهم أيضا التي ربما تفهم جنون سياسييهم وربما كانت الشعوب نفسها على وزن جنون سياسييهم ... وفي نفس الوقت السياسي الحكيم لا يريد توريط مواطنيه أو شعبه في صراع شوارعي ولا يريد أن ينزل إلى مثل هذا المستوى السفيه ولا يريد لمواطنيه أي أذى من الجهلة ... ولذلك تجد اليوم زيادة التفرقة وارتفاع الخلاقات الدولية بين سياسيي العالم ليس بسبب اختلاف وجهة النظر ولا لتناقض المصالح بل بسبب أننا أصبحنا أما فريقين من السياسيين ... الأول هادئ وبعيد النظر وحكيم والأخر مجنون ومراهق ومندفع ويظن أن العالم كله يجب أن يكون خادما له وتحت أمره وإلا فسأفجر العالم مشاكل ومصائب وليحترق هذا الشعب وليجوع ذاك الشعب ... كلها مفارقات تبين لكم حقيقة المشهد السياسي الذي فرض علينا ولم يكن باختيارنا على الإطلاق ولذلك أصبحنا نستشعر خطر الحروب ونرى معاناة الشعوب جراء مغامرات شرذمة سفهاء خدمتهم الظروف فتسلطوا على رقاب العباد ... فأصبح كل من هؤلاء المجانين يمشي على الأرض ويقول "أنا ربكم الأعلى أحيي وأميت وأرزق من أشاء وقدرتي نافذة وسلطتي خالدة" ولولا عبيدهم لما عرفوا طريقا للطغيان ولولا نفاق أمتهم لما استطاعوا أن يستبدوا ... وليكن هذا لكن لا يجب أن يخرج هذا الجنون إلى الخارج ويهدد أمن واستقرار الأمن والإقتصاد الإقليمي والدولي فهنا نحن أمام مفترق طرق فإما أن نواجههم حفظا لأمننا وسلامتنا أو سيجرونا ورائهم إلى سفاهتهم ... ولذلك في الجيل الجديد من السياسيين الذين على المشهد السياسي سياسة الضعف لن تجدي مع هؤلاء المجانين نفعا ولغة الدبلوماسية لن يفهموها لأنهم بالأساس هم ليسوا سياسيين أصلا ... شئنا أم أبينا فالمواجهة قادمة لا مفر منها وإلا أن تفعل الأيام أفعالها وتصنع الظروف مكاسب سياسية تؤدي إلى زوال المتسلقين من اللصوص والفاسدين والطغاة الذين أصبحوا بالصدفة سياسيين وفق لغة الإعلام ... الذي يمارس اليوم أشد درجات الدعارة الفكرية لتعزيز مزيدا من الإستبداد والطغيان وكأنه لم يتعلم قط من تجارب الماضي ولم يقرأ تاريخه ولم يتعظ من قصص الأمم التي ساقها لنا ربنا في كتابه الكريم ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم