2022-01-01

المعارضة الكويتية وتفاهـة العقـول ؟

 

لن أعود بكم إلى معارضة الأربعينات والخمسينات حتما سيكون تاريخ قذر قاسي مليئ بالغدر والخيانات بل لا يمكن أن نطلق عليه تاريخ معارضة لأنها كانت خيانة بحقيقتها ... خيانة بإسقاط حكم الصباح وأن تلغى وتشطب الكويت للأبد وأن تكون الكويت إحدى محافظات العراق والشعب الكويتي يتحول إلى شعب عراقي ... نعم ما قرأتموه كان واقعا وحقيقيا وعليه شواهد وشهود وكتب ومراسلات وأدلة وثقته بالإسم والتاريخ وفحش الخطاب ... راجع موضع : تاريخ المعارضة الكويتية وانعكاسها على الجنسية الكويتية" المنشور على المدونة بتاريخ 16-12-2017 والمكون من 4 أجزاء ... أما معارضة 2010 فهي تختلف عن معارضة 2020 من حيث الوجوه فقط لكن كلاهما نفس العقلية لا جديد ثرثرة وشعارات واتهامات دون دليل وفجور فاحش في الخصومة ... كلها معطيات تؤكد أن الكويت لا يوجد فيها معارضة سياسية صرفة بل صراعات شخصية وصلت إلى حد الإنتقام من الأشخاص دون أي اعتبار لمصالح الوطن العليا ... ولا حاجة للتذكير بجرائم المعارضة الكويتية "الصبيانية" التي بدأت بخسائر "صفقة الداو كيميكال" وتهديدات بشأن مشاريع نهضة شديدة الأهمية والتي اليوم شاهدة على من على صواب ومن كان على خطأ ... وعلى سبيل المثال "طريق الجهراء ومشروع طرق جمال عبدالناصر" وغيرها من المشاريع كانت المعارضة رافضة لها بل وهددت رئيس الحكومة السابق سمو الشيخ "ناصر المحمد" بالإستجواب وطرح الثقة فيه ... ومن معارضة 2010 والتي رفضت إلا أن تكون جزء من "الربيع العربي" وللتذكير ففي 2010 تقدم النائب "علي الراشد" مقترحا بمواد لتنقيح وتعديل الدستور فهبت المعارضة ضده في هجمة شرسة ضده شعارها الإعلامي "إلا الدستور" ... لكن في 2011 تقدمت المعارضة مشروعها بتنقيح الدستور !!! وكانت مواد كلها تنزع سلطات سمو أمير البلاد لتحوله من أمير إلى غفير ومن حاكم إلى بروتوكول حاكم أي ممثل شكلي للبلاد بلا سلطات ... وكل الأدلة والشواهد تؤكد أن معارضة 2010 جعلت من المقام السامي لسمو أمير البلاد خصما وندا فتجاسرت على رمز البلاد وتطاولت عليه وحرضوا الغوغاء ففقدت الأخلاق ودفن الأدب لدى الكثيرين فتناولوه سبا وشتما وذما فكان القضاء لهم بالمرصاد لوأد بدعة خسيسة لا يخوض فيها سوى الأوباش عديمي الخلق هاتكين أسس وقيم الدين ... لتعود بنا ذاكرة الأيام وكتب التاريخ عندما سجلوا أن سيد النهضة الأمير الراحل الشيخ "صباح الأحمد" ناله مثلما نال ممن سبقوه حكام الكويت من سادة النهضة الراحلين "أحمد الجبار الصباح وعبدالله السالم الصباح" من طعن وشتم وتطاول رغم إنجازاتهم الخُرافية لوطنهم في زمنهم ووقتهم ؟

أما في معارضة 2020 والتي نجحت باستغفال سذاجة معظم الناخبين والتي كانت بفعل حملات إعلامية 95% منها أكاذيب وافتراءات واستغلال جهل العامة وضرب الروح المعنوية بين أفراد الشعب ... وبالفعل نجحت تلك الحملات بصعود أغلبية برلمانية من المعارضة 90% منهم "لصوص ديمقراطية" أي نواب فرعيات محتقرة شعبيا ومجرمة قانونيا ... ومنذ 2010 وحتى يومنا لا يوجد مشروع معارضة واحد على طاولة البحث ولا توجد أهداف حقيقية للمعارضة ولا يوجد لها برنامج زمني وكل ما هو متوفر مجرد هرطقات شعبية "فساد - مكافحة الفساد - مواجهة المفسدين" ... مع أنهم التزموا صمت الشياطين أمام "جريمة الفرعيات أو التشاوريات" وصفقوا لمن وصل بالكذب والتظليل والفساد إلى كرسي البرلمان ... وفي انتخابات رئيس مجلس الأمة والتي جرت بين العضوين "بدر الحميدي - مرزوق الغانم" تم انتهاك المادة 35 من اللائحة الداخلية التي تفرض سرية الإقتراع فقام الفاسدين الذين جاؤوا من ممارسات فاسدة فانتهكوا سرية التصويت إلى علنيته في 14-12-2020 ... واليوم فتحت أبواب الشرور لعودة الهاربين في الخارج وحتى لو كنت لا أحبذ مثل هذا الأمر بشكله الحالي لكن أدبيات التعامل ما بين الحاكم ورعيته تفرض احترام المقام السامي وتوقير قراراته ... فما بالك بحكام الكويت الذين عرف عنهم بغالبيتهم طيبة القلب وسعة الصدر والعفو والسماح لمن أخطأ بحق نفسه وبحق قيادته وبحق دولته ... فلما عاد رموز المعارضة التي شاخت وكبرت وعلى حساب الإرهابيين في "خلية العبدلي" عادوا للعمل السياسي دون أدنى ذرة من محاسبة النفس أو الإعتراف بأخطاء الماضي ... وعادوا لنفس الأخطاء ونفس التفكير السطحي بلا نهج بلا فكر بلا مشروع وطني بلا أهداف بلا جدول زمني ليس هذا فحسب بل وسط انشقاق كبير جدا في صفوف المعارضة القديمة التي أصلا تعاوني من انشقاق فباتت اليوم تعاني من انشقاق ما بين الوجوه القديمة والجديدة ... بل تخيلوا أنهم ظلوا سنوات هاربين في تركيا وعادوا ولا يوجد لديهم مشروع معارضة إصلاحي رغم وجودهم لأكثر من 1250 يوم هناك في هدوء كان كافيا لمراجعة النفس وصناعة رؤية جديدة ... لكن الأكيد أنهم عندما عادوا شاهدوا كويت جديدة لم تخطر على بالهم أن تكون كما كانت عندما فروا منها ؟

إن الفساد قضية تاريخية سجل التاريخ أول من شرّع قانونا لمحاربته ومكافحته هي الإمبراطورية البابلية على يد سادس حكامها الشهير "حمورابي" في 1754 قبل الميلاد ... أما اليوم فإني أوجه حديثي لكل فرد سواء كان كويتيا أو غير كويتي : هل أنت صالح بنسبة 100% ؟ لم ترتكب مفسدة واحدة ليس طيلة حياتك بل في كل سنة كم مرة تخطئ وتفسد ؟ ... هل أنت صالح أم فاسد أم بين البينين ؟ هل منزلك صالح أم فاسد أم بين البينين ؟ هل أهلك وعائلتك من الصالحين أم من الفاسدين ؟ ... تلك الأسئلة تأخذنا إلى أن أنت وأهلك نواة من المجتمع والذي ينسحب على الأمر إلى الشعب والأمة التي بنسبة مليار% لا يوجد شعب صالح 100% ولا يوجد شعب فاسد 100% إذن المسألة نسبية وطالما المسألة نسبية إذا من سابع المستحيلات أن تتفق الأمة على رأيا واحدا ... ولو أردت دليلا وواقعا ملموسا فانظر إلى دينك وإلى مذاهبه فهل هناك إجماع عليه بنسبة 100% ؟ الإجابة الواقعية : بالتأكيد كلا ... لأن الليبرالي يرى الإسلام من وجهة نظره والشيعي له رأيا والسني له رأيا والصوفي له رأيا والإباضي له رأيا والملحد له رأيا والفلاسفة والمفكرين لهم رأيا ... فإن كان الخلاف والفساد ضرب أديان السماء فهل من الجنون أن نظن ونعتقد أن العدالة ستتحقق بنسبية الفساد في المجتمعات وبين الأمم !!! ... انظروا بأنفسكم من تجار الإقامات ؟ كويتيين ... من عصابات الأسماك والخضروات ؟ كويتيين ... من عصابات المناقصات ؟ كويتيين ... من أفسد العلم والتعليم لدينا ؟ كويتيين ... وزرائك كويتيين وكلائك كويتيين مشرعيك كويتيين موظفيك كويتيين ... فمن أين هبط الفساد هل ببراشوت من السماء أم الكويتي هو الفاسد وكويتي صالح يصرخ من فساد كويتي فاسد !!! ... ونفس الأمر تماما ينطبق في كل دولة عربية وأجنبية لا بل أن الصين في مسائل الفساد تتراوح الأحكام بوحشية وبقسوة ما بين الحكم المؤبد والإعدام فهل هناك من يختلف أن الصين تنين الفساد والغش التجاري ؟ ... ولا أنت ولا أنتي ولا أنا ولا مخلوق على وجه الأرض أعلم بالجنس البشري ممن خلقهم جل جلاله فانظر في كتاب ربك الكم المهول والمخيف ممن سبقوك لتكتشف بسهولة أن مصيبة الأرض كان ولا يزال وسوف يبقى هو الإنسان الذي أفسد وفسد وقتل وسرق ونهب وحتل واستولى وشرد وظلم وصولا إلى اختراعات شيطانية لآلات القتل والحرب والتعذيب بلا شفقة أو رحمة ... ويبقى صراع الإنسان في قضية الفساد تحكمه الأخلاق والأديان لا الحكام والحكومات ولا القوانين ... ولا أقرب مما نقول إلا رسولكم عليه الصلاة والسلام فمن الصادق الأمين إلى الكذاب الساحر المجنون أليسوا من قومه ومن جنسكم البشري فانظر كيف لا تتفق الأمة على رجلا ولا على رأيا فكيف تريدهم أن يتفقوا على فطرتهم وجيناتهم !!! فتخلق الظروف والحياة هذا صالح وذاك فاسد ... وسبحان ربكم الذي يقلب القلوب ويعلم ما تخفيه نفوسكم ويعرف من هو فيكم الكذاب الأشر من المؤمن الصادق فلا تأخذ دور الإله ولا تتمثل بصورة الأنبياء الأتقياء فكل الدول العربية اليوم هي دول فاسدة وشعوب أغلبها فاسدة وفوقهم منظمة دولية "الأمم المتحدة" فاسدة فما هو تعداد الكويت الـ 4 ملايين نسمة مقارنة مع 8 مليار نسمة = 8.000 مليون نسمة ... كمن ينظر لحبة من الأرز في طبق كبير مليئ بملايين حبات الأرز ترك الطبق وصب جُل تركيزه على هذه الحبة !!! حتما إنه الجنون بعينه ... وسبحان الصابر على عباده ؟




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم