2021-12-20

البشرية فعلا بحاجة عقاب السماء ؟

تدمير البيئة - انحسار الغابات وقطع الأشجار - تدمير الفضاء بمخلفات الأقمار الصناعية - الإتجار بالبشر - تجارة الأعضاء البشرية - تجارة الأثار - الغش التجاري - عمليات غسيل الأموال - القضاء الفاسد - الحكومات الفاسدة - طغاة الحكام والفاسدين - الجهل المجتمعي - تجارة الأديان - تجارة الدواء - الإعلام الفاسد - الصحف المأجورة - ملايين من حسابات مواقع التواصل الإجتماعي الكاذبة - جرائم القتل - السرقات - الفقر - الإستغلال والإبتزاز - صناعة الأزمات وحرق اقتصاديات الشعوب - صناعة الحروب وازدهار تجارة السلاح - تدني مستوى التعليم وتفشي الفشل - وصول قيادات مسؤلة إلى مناصب قيادية في الدولة من أفسد وأفشل أنواع البشر من الكذابين والمنافقين ... جنون الذكاء الصناعي ... إلخ ... كل هذه العناوين هي بالفعل موجودة بيننا والكل يعرفها جيدا والكل "يعيــــش ويتعايـــش" معها مكرها أو محبا راضيا أو رافضا لها ... كلها كافية بأن تعيد للإنسان صوابه ويعيد حساباته لكن السواد الأعظم مستمتع بهذه الفوضى وباسم "التعايــــش" يضع له المبررات الكاذبة حتى يقنع نفسه فيضع حالته في دائرة "المضطــــر" ... ثم جاءت جائحة كورونا التي لم يسبق لها مثيلا في التاريخ البشري لعل وعسى أن تعيد البشرية التفكير في سلوكها الماضي وتاريخها السابق لكن ما حدث هو العكس تماما ... فعاد اللص إلى السرقة وعاد الفاسد إلى جهد مضاعف حتى يعوض فترة الإنقطاع ونشطت تجارة المخدرات والدعارة والمؤثرات العقلية وعمليات غسيل الأموال ... وكل شيء فاسد عاد ليعوض ما فاته دون أدنى شعور أو إحساس بالحدث العظيم الذي ضرب الكرة الأرضية بأسرها ؟ 
إن جنون البشرية قد وصل إلى درجة لم يسبق لها مثيلا في كل تاريخ الإنسان لا القديم ولا الحديث ... جنون وصل إلى درجة إثبات تحدي الله سبحانه بأقداره بأرزاقه بخلقه في كل شيء ذهب الإنسان وبشتى الوسائل المتاحة فقط ليثبت أن لا وجود لله جل جلاله إلا في عقول الجهلة والمختلين عقليا ... فتمردت البشرية بأكثر من ثلثها وبنسبة 45% منها وهذه نسبة لا شك بأنها كارثية خطيرة عظيمة لا مثيل لها في التاريخ ... وهذه النسبة تؤمن بأن من حريتي أن يتزوج أو يرافق أو يصاحب الرجل مع الرجل والمرأة مع المرأة أي "المثليين" ... ومنذ 1990 إلى 2021 قفزت أعداد المثليين حول العالم من 5 ملايين نسمة إلى أكثر من 300 مليون نسمة وهؤلاء بالتأكيد لا يؤمنون بالله سبحانه ولا بكتبه السماوية ولا بالفطرة البشرية التي انفطرت عليها البشرية منذ بداية أبونا آدم عليه السلام ... وفي الصين لو حذفنا أعداد المسلمين فإنه يصبح تعداد الصين من غير المسلمين أكثر من 1.2 مليار نسمة ... ونحذف أعداد المسلمين من تعداد الهند من غير المسلمين فيصبح عددهم أكثر من 1.2 مليار نسمة ... فيكون لدينا ما في الصين والهند + المثليين = 2.7 مليار نسمة ... ثم نضيف عليهم "ألا دينيين" هي نوعية من معتقدات البشر الذي لا يؤمنون بأي دين ويرفضون أي شريعة سماوية تفرض عليهم حياتهم ومستقبلهم وهؤلاء متواجدون في أكثر من 50 دولة حول العالم وتصل أعدادهم بأكثر من 900 مليون نسمة ... فنجمع هذا بذاك ليخرج لنا الناتج بأن هناك أكثر من 3.6 مليار نسمة لا يؤمنون بالله ولا برسله ولا بالأديان من أصل أكثر من 7.9 مليار نسمة فيصبح لدينا 4.3 مليار نسمة فقط ممن يؤمنون بالأديان السماوية الثلاثة ... ومن الـ 4.3 مليار نسمة هناك الوثنيين أي عباد الأصنام ومعتقدات وديانات أخرى منتشرة حول العالم وتحديدا في دول شرق أسيا وأفريقيا وجنوب وشمل روسيا والصين وإيران وكردستان العراق ... فنضع نسبة متوقعة من باب الإفتراضيات فنقول أنهم بعدد 300 مليون نسمة فيصبح لدينا المتبقي 4 مليار نسمة هم أتباع الديانات الثلاثة الرئيسية "اليهودية والمسيحية والمسلمة" من أصل 7.9 مليار نسمة ... وبغض النظر عن أيضا الصراعات الشرسة والبشعة في كل طائفة من طوائف وتقسيمات التي في الأديان الثلاثة السابقة لكن يبقى أنهم في النهاية يؤمنون بالله وبرسله ... لكن لم يسبق للبشرية قط أن وصلت إلى نسبة أكثر من 45% من تعدادها كافرة هل هنا وانتهى الأمر ؟ كلا بالتأكيد ... من "المثليين - ألا دينيين - الوثنيين" نضيف عليهم "الملحدين" وهؤلاء فئة لا تؤمن أساسا بوجود الله سبحانه ولا تعترف بأي دين ولا أي رسول ولا تؤمن بأي عقيدة ولا تقدس الأوثان وهؤلاء يختلفون عن آلا دينيين ... ففئة ألا ديني يعرف بوجود الأديان لكنه لا يؤمن بها وربما يؤمن بوجود الله لكنه في شك منه لكن الملحد فهو أصلا يرفض فكرة وجود الله وبالتالي عقله لا يسمح لك بأن تناقشه في مسألة وجود الله والأديان والرسل مثل العالم الفيزيائي "ستيفن هوكينج" الذي يرفض وجود الله والجنة والنار والبعث وأن الكون هو عبارة عن انفجار فضائي نتج عنه كوكب الأرض ... وبالملحدين تنقلب حساباتنا في موضوعنا هذا فتتأرجح كفة "المثليين - ألا دينيين - الوثنيين - الملحدين" فتكون لدينا النتيجة النهائية التالية وهي 3 مليار "يهودي ومسيحي ومسلم" من أصل تعداد البشرية كافة 7.9 مليار نسمة أي 37.9% أتباع الديانات السماوية الثلاثة و 63.1% هم خارج إطار الأديان السماوية الثلاثة ... أما القول بأن أتباع الديانة المسيحية 2.5 مليار نسمة وأتباع الديانة المسلمة 1.5 مسلم فكله هراء ولا أساس له من الصحة في ظل نمو سكاني مرعب وفي ظل بشرية جن جنونها وفقدت عقلها بانحرافات عقائدية لم يسبق لها مثيلا بتعدديتها وبخزعبلاتها ؟
كل ما سبق من اجهاد من فرضيات وحقائق وحسابات الكثير منها منشور على صفحات الإنترنت والدراسات لتؤكد بالأدلة والبراهين واليقين بأن البشرية أصبحت فعليا لتدَخُل السماء ... وبشكل أكثر صراحة أمم الأرض ليست بحاجة إلى نبي أو رسول بل إلى عقاب من رب السموات والأرض بعدما وصلت جرأة ووقاحة الإنسان إلى مدى وواقع فاق ما كان يفعله قوم "نوح وعاد وثمود وفرعون ولوط" وغيرهم بآلاف المرات ... ليثبت الإنسان حقيقته التاريخية المرعبة التي لطالما كان يهرب منها ويرفض مواجهتها بأن الإنسان لا يستقيم ولا يعتدل إلا بالعصا والعقاب وليس بالعبرة لأن الإنسان مر على آلاف العبر في حياته ويرفض أن يتعظ سواء من حياته أو من مشاهداته أو من تاريخ ممن سبقوه ... بدليل أنه يوم نال الإنسان حريته الفكرية ورعته وحمته القوانين والتشريعات بحقه في الفكر والفعل والممارسة تمرد واستمرأ الباطل وخرج عن كل حدود اللياقة واللباقة والفطرة ... ولم يكتفي بأن يصبح فاسدا في المجتمع بل ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير جدا فذهب لتحدي الله جل جلاله وتحدي فطرته وتحدي خلقه وتحدي الطبيعة فضرب بالأديان بعرض الحائط فسخر من الأديان ومعتقديها وما هي سوى "ميثولوجيا - أساطير" ... فجن جنون الحكومات فأصبحت الراعي الرسمي للشذوذ الجنسي والإنحراف الفكري وباسم الأمم المتحدة المنظمة الدولية الداعرة العاهرة تم إخضاع الجميع فأصبح المسلمين كعادتهم مطية كالحمير يركبهم من يركبهم ويمتطيهم من يمتطيهم ... ومتى ما ذهب الإنسان في الفكر إلى إفساد العقول وإفساد المجتمع فإنه يجب الفهم بأن هذا الإنسان لا يملك ضمير إنساني لكنه يمتلك فكر شيطاني يحمل في حناياه شخصية شاذة منحرفة ... فهيا نطعن بالله وبأديانه ونحن من حقنا أن نفكر بصوت مرتفع فمن هذا الله الذي يستعبدنا وما هذه الأديان التي يجب أن نقدس شرائعها فهل ننتهي من استعباد البشر حتى يأتينا استعباد السماء !!! ... فنسي الإنسان أنه لم يكن شيئا وأنه بفضل الله سبحانه أصبح شيئا ثم نكر فضل الله عليه ثم جحد نعمه التي لا تعد ولا تحصى ثم تحول إلى بوق من أبواق شياطين الأرض ليجمع من حوله كل تافه ووضيع وكل ساقطة وعاهرة وكل جاهل وسفيه ليؤسسوا بجهلهم ما أهلك الأمم والأقوام من قبلهم دون أدنى بحث وتدقيق فيما هلكت الأمم السابقة وأدلة هلاكهم المادية ولم يتعظوا من أوجاع المرضى في المستشفيات ولا النائمين الأموات في قبورهم لكنهم متفقون أنهم طالما أحياء فالتمرد على الله رسالة يجب أن يؤديها شياطين الأرض ... ولذلك البشرية فعلا وحقيقة اليوم حق عليهم دعاء سيدنا نوح عليه السلام عندما دعى على قومه من الكافرين والفاجرين فقال فيهم { وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهُم يُضَلوا عِبادك ولا يَلدوا إلا فاجرا كفارا } ... وأنا أردد من ورائه "اللهم آمين إي وربي آمين نعم وربي آمين" وسبحان الصابر على عباده من الكافرين والفاجرين والفاسدين والمنافقين ؟





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم