2019-07-18

لماذا لا تستطيعون هزيمة إيران ؟


في هذا التحليل أستعرض مع حضراتكم أسباب شبه استحالة هزيمة إيران بتصور هو الأقرب إلى الحقيقة بإثبات الأدلة قاطعة الحسم ... ففي تاريخ 9-12-2015 كتبت ونشرت موضوع بعنوان : إسرائيل تسألكم .. من يجرؤ على الإجابة ؟ وكان الموضوع ماذا لو عرض الكيان الصهيوني على دول الخليج أن يزيل ويطيح بالنظام الإيران بمقابل التطبيع الخليجي الكامل مع إسرائيل ؟ ... وفي تاريخ 13-12-2018 كتبت ونشرت موضوع بعنوان : أيها الكويتيين أبعدوا أنفسكم عن الحرب ضد إيران ؟ وكان عبارة عن شرح لخطر أي تدخل كويتي في هذه الحرب ... وبكل أسف هناك من بين دول الخليج من لا يزال لا يريد أن يفهم ولا يعي إلى أي تهلكة هو سائر إليها وهناك من يدفع إلى الحرب المجنونة ويظن أنها مجرد ضربة خاطفة أو حرب سريعة !!!

دعكم من الإعلام الكذاب ومحللين النفاق وتسويق البربغندا والقاذورات الإلكترونية التي ملأت مواقع التواصل الإجتماعي فهؤلاء أبواق مأجورة على قدر ما يقبضون على قدر ما يكذبون ويقلبون الحقائق ... ودعكم من تطبيل السفهاء لدولهم وتصويرها على أنها ذات قوة وفعالية وعظمة فهؤلاء جميعهم يذكروني بالنرجسية العراقية التي أدى إعلام البعث الكاذب إلى غسل عقول ثلثي الشعب العراقي ... وقد نجح الإعلام الحكومي العراقي آنذاك ليس لعبقريته كلا وأبدا بل ليقينه أن الجهل هو الطاغي على الشعب بالإضافة إلى وقتها لم يكن هناك مواقع تواصل إجتماعي ولا جنون التكنولوجيا كما الحال في أيامنا هذه ... وبما أن الظروف قد تغيرت بشكل خرافي صادم فإن لعبة الحروب أيضا تغيرت معها وإيران في 1988 ليست إيران في 2014 وليست إيران في 2019 ... لكن كل دول الخليج كما هي نفس السياسة ونفس الإستراتيجيات لا شيء يستحق الذكر باستثناء نهضة قطر والإمارات والكويت ... أما كصناعات كتطور تكنولوجي وعسكري وثقافي يقارع العالمية كاكتفاء ذاتي كامل لا يوجد و ( تيتي تيتي ) بدليل اعتماد كل دول الخليج على الحماية الداع الخارجي بنسبة 100% واعتماد يصل إلى 90% من الغذاء ومكملاته بكافة أصنافه وأنواعه ... وكل الجيوش الخليجية مجتمعين يعتمدون على استراتيجية واحدة ولا شيء سواها وهي : الدفاع المؤقت عن البلاد إلى حين وصول المساعدة العسكرية الخارجية بكافة أشكالها وأنواعه ... ولذلك يجب الفهم لماذا المحللين الخليجيين في القنوات الفضائية هم دائما يتحدثون عن أمريكا وقوتها وفعالية الإتحاد الأوروبي والدهاء السياسي البريطاني ... لكن لا أحد منهم يتحدث عن قوة دولته العسكرية ولا يملك أدنى درجة من التفاخر لأنه على يقين أن قواته العسكرية ضعيفة وهشة وغير موثوق فيها فيتجه التطبيل للقوة الخارجية التي يتفاخر بها دون أدنى حياء ... ولو سألت كائن من يكون ماذا لديكم أيها الخليجيين لو ضربت كل محطات الكهرباء ومحطات تحلية المياه ؟ لا شيء ... وماذا ستفعلون لو أمطرت إيران عواصمكم على مدار أسبوع واحد بأكثر من 100 صاروخ باليستي شديد الإنفجار ؟ لا شيء ... حسنا وبما أنكم لا تملكون حدود بحرية مع إيران كيف ستلقونها درسا عن طريق قوتكم العسكرية البحرية ؟ لا شيء ... الكل يعتمد بنسبة مليون% على أمريكا وبريطانيا وأوروبا ولذلك تجد الغالبية يكسبون الوقت وموعد الحرب مؤكد وكل ما يحدث هو تأخير الموعد وليس إبطال مفعولها ... وبالمناسبة إيران ليس لديها أي مشكلة تدمير عاصمتها ومدنها لأنها أصلا هي مهدت لشعبها بل أي دمار وأي عمل عسكري ستوظفه لكسب المزيد من شعبيتها داخليا وخارجيا ؟

لماذا لا تستطيعون هزيمة إيران ؟
سؤال في غاية الأهمية والإجابة عليه ليس بالصعوبة حتى نحتار فيه ... فيكفي أن تنظر لعلاقات دول الخليج وستعرف تلقائيا أن هزيمة إيران ستكون وكأنها نكتة سخيفة أطلقها مريض نفسي ... فكيف تريدون محاربة وهزيمة إيران وأنتم كدول خليجية مختلفون ومتفرقون والعداء بين بعضكم وصل إلى درجة لم تصلوها مع الكيان الصهيوني من شدة الكره والبغضاء لبعضكم بعضا !!! ... بل أخذتم أنجاس الأرض الصهاينة بالأحضان وكرهتم إخوانكم فأي غباء وأي هاوية وأي إنهيار وسقوط أكثر من ذلك !!! ... إن محاربة وهزيمة إيران تتطلب منكم عمل وجهد ونوايا مخلصة أكبر بكثير جدا مما أنتم فيه بل أنتم بخلافاتكم وصراعاتكم قدمتم خدمات عظيمة وبالمجان للنظام الإيراني ... فأي حرب ستحدث لن تجدوا من يقف معكم بل أستطيع أن أسميها حرب الخيانات وانهيار مشايخ الخليج والإنهيار المقصود ربما بسقوط أنظمة حكم أو بإفلاس خزائنكم أو بدمار عواصمكم أو بانهيار اقتصادكم كلها احتماليات قائمة ولا يمكن استبعاد أيا منها ... ومن المفارقات العجيبة والتناقضات الكارثية أنكم تفهمون لغة المصالح والسياسة مع الغرب حتى وإن تلقيتم منهم الصفعة تلو الأخرى والإهانات والتوبيخ العلني لا مشكلة لديكم في ذلك ... لكن الكارثة لو جاءت من دولة عربية أو إسلامية فإن كراماتكم تستنفر وتحل جاهلية العرب في رؤوسكم ويكون الثأر هو سيد الموقف ... فالخليجيين يتعاملون مع الغرب وأمريكا وروسيا كما يقول الإنجيل لوقا إصحاح 6 : 29 { من ضربك على خدك فاعرض له الأخر أيضا ومن أخذ ردائك فلا تمنعه ثوبك أيضا } ... ونفس الخليجيين مع إخوانهم العرب والمسلمين يتعاملون وفق الآية الكريمة في سورة محمد { فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها } !!! ... يا سادة لا تحلمون بأي حرب أو انتصار ضد إيران وأفيقوا من أوهامكم وعالجوا أمراضكم فدول الخليج من الناحية العسكرية مجرد فقعات هواء ... تلك شعوب مترفة وناعمة اليد فلم تزرع ولم تصنع وإيران زرعت وصنعت ونحن في سياحة ولهو ولعب وتوافه الأمور وإيران تواصل الليل بالنهار حتى تتوسع وتكسب حلفاء ... ولم نكتفي بذلك فحسب بل هناك دولا خليجية دمرت شعبيتها عن بكرة أبيها داخليا وخارجيا فضيعت منها أهم سلاح في حالة أي حرب وهو سلاح الرأي العام الشعبي المحلي والإقليمي والدولي ... ومخطئ بل وجاهل من يظن أن بامتلاكه شرذمة من الذباب الإلكتروني الساقط أخلاقيا وببضع قنوات إخبارية من أقذر الضمائر يمكنه صناعة رأي عام يقف معه أو يستطيع تغيير الرأي العام أو حتى يستطيع أن يلعب على الرأي العام خصوصا في زمن المعلومة والحقيقة وجنون التكنولوجيا ... فخسارة الرأي العام هي أول هزيمة تحققت واكتملت كل أركانها بنسبة 100% فإن بدأت بالخسارة قبل أن تبدأ الحرب فعلى ماذا تعول على شرذمة من الكذابين والأفاقين والمنافقين إلا لو كنت مراهقا سفيها لا تعي ولا تعقل فبالتأكيد قد أصابك جنون العظمة !!! أي أنك خسرت أهم عوامل انتصارك وأخطرها حتى قبل أن تبدأ في حربك سلاح التحالف الخليجي وسلاح الإعلام وسلاح سمعتك وثقة الآخرين بك ؟  
 
هزيمة إيران ليست مهمة مستحيلة بل أنتم من صنعتم هذا المستحيل بالحسابات السياسية الخاطئة التي وقعتم فيها عبر حصار قطر وغزو اليمن واستفزاز عمان والكويت ومحاولة جرهم إلى ما لا يريدون ولا يحبون ولم تحسبوا حساب إيران ولا حساب المستقبل ... وبأزماتكم الخارجية مع ألمانيا والمغرب وتونس والعراق ولبنان وليبيا والسودان وتركيا وإيران وسورية دمرتم الثقة فأي تحالف مجنون يمكن الوثوق فيه !!! ... وقد سائني كثيرا وأنا والملايين الذين شاهدوا المظاهرات في عواصم أوروبية عديدة وهي تحمل صورا ومجسمات فيها من الإساءة الشي الكثير لبعض رموز لبعض دول الخليج ... فعندما كنا نقول ما يسيئكم يسيئنا ظنوا أنها هذه كذبة وسخرية ولم ولن يفهم الكثرين من المغيبين والمنفصلين عن الواقع أننا نتحدث بصدق ولا نجامل وننصح بضمير ولا نعادي ... ولو وقعت الحرب فلا نفرح لدمار عواصمكم ولا نسعد بقتل أبناء وطنكم سواء في السعودية أو إيران أو أي دولة لأن كل قطرة دم ستتساقط وكل روح ستزهق هي نصرا للكيان الصهيوني اللقيط وليست في مصلحة إسلامنا ... وأبواب السلام لا تزال مفتوحة ولا حل أمامكم مع إيران إلا بتصحيح أخطاء السياسة الخارجية الكارثية لبعض دول الخليج وانهاء غزو اليمن فورا وانهاء الأزمة الخليجية فورا ... والجلوس على طاولة المفاوضات السياسية مباشرة مع اليمنيين والقطريين والإيرانيين لمنع حربا مجنونة إن وقعت وقتها لن ينفع ندمكم شيئا ولن تنفع توسلاتكم أحدا وكل ملياراتكم لن تعيد نفسا زهقت بسببكم ولن تغفر لكم عند ربكم ... فاذكروا قبورا ترونها بأم عينكم لم يستطيع لا ملكا ولا حاكما ولا وزيرا ولا تاجرا ولا فقيرا ولا غفيرا من الفرار من القدر المحتوم وعند الله تجتمع الخصوم ... وقتها ستلعنون بطانتكم وثروتكم وإعلامكم ودنياكم يوم يقف كل منكم وحيدا حافيا عاريا كما ولدته أمه خاضعا ذليلا ترتعد فرائصه فلا يجد مفرا ولا سبيلا من عذاب الجحيم ... أولم يخبركم ربكم بإحدى معجزاته عندما أخبرنا ربنا بأحاديث أهل النار والقيامة والحساب لم يحن بعده بقوله سبحانه في سورة الأحزاب { وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كثيرا } ... وأظن أن هذا هو قولكم يوم نراكم في جهنم فلا نصح ينفع معكم ولا رأيا تميزونه ولا ربا تخافونه وتوقرونه وتستغفرونه { وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين } الزخرف ... هزيمة إيران تحتاج توحد الجبهة الخليجية الداخلية والخارجية وتغيير النهج السياسي داخليا وخارجيا وهذا ما لا تملكونه جميعكم وطالما لا تملكون تصحيح المسار ولا الوحدة فأبشروا بالهزيمة ولنرى وقتها كذابيكم ومنافقيكم وحشراتكم البشرية التي حولتموها إلى ذباب الكتروني إلى أين سيهربون ومحلليكم الطراطير أين سيختبؤون ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم