2019-07-21

هل فكرنا فيما بعد نهاية أمريكا أو العالم ؟


من سنة الله في الأرض والخلق وفي لعبة البلاد والعباد وفي تصاريف الزمان والأيام نحن أمم الأرض المنتشرة في أصقاع الأرض وفي عامنا الحالي 2019 ... لدينا بل وتحت أيدينا أدلة وبراهين لا تقبل الشك على الإطلاق أن هناك أمما من جنسنا البشري قد سبقتنا وكل من يموت ويدفن ينظم إلى تلك الأمم ... أمما لا أحد يعرف عددها بالتحديد ولم يتوصل كل علماء الأرض إلى يقين أعداد الأمم التي ولدت ووجدت منذ خلق أبونا آدم وحتى سنة 1950 ... وكل الأعداد التي نشرت ما هي سوى توقعات وظنون لكن كعدد مؤكد لا يوجد ولن يوجد بل لا يوجد أحد على وجه الأرض يعرف قبور الأمم التي سبقتنا وكل الأثار التي أكتشفت تعتبر أقل من 1% من العدد الحقيقي ... دولا وإمبراطوريات وكيانات وملوكا وسلاطين وحكاما وشعوبا وحيوانات اختفت من الوجود ونباتات فنيت وظهرت حيوانات ونباتات أخرى وحلت محلها ... تغير في الطبيعة وحتى يابسة الأرض تغير شكلها عبر آلاف السنين ... إذن هناك إقرار أن دوام الحال من المحال أي التغيير هي سنة الله في أرضه وخلقه بخيرهم وشرهم بإيمانهم وعصيانهم لا حاكما يدوم ولا أسرة حكم خالدة ولا شعب يستقر على حال ولا بشرا كتب له الخلود ... الكل مات وسيموت { إنك ميت وإنهم ميتون } الزمر ؟
 
من الفطنة ومن الذكاء بل ومن الدهاء أن تنظر أبعد مما ينظر قومك ولا عيب ولا عار أن تنظر أبعد مما تنظر حكومتك ولا هي الكارثة أن تنظر أبعد مما ينظر العلماء ... نظرة بعيدة وثاقبة وصناعة تصور بخيالك ورؤيتك للمستقبل لكن المستقبل القريب والبعيد والبعيد جدا ... ولو قسمت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أي الوطن العربي بأكمله خيرهم من كانت له نظرة عبر 10 سنوات أو 20 سنة والمؤكد أنها نظرة اقتصادية صرفة لا أكثر ... لكن هذا الوطن العربي هو عبارة عن عدة دول تابعة لا حول لها ولا قوة مكسورة مجبورة وإن صور إعلامهم عكس ذلك دول تتبع إما بريطانيا أو فرنسا أو أمريكا أو روسيا ... لكن ماذا لو انهارت هذه الدول التي يعتمد عليها عالمنا الإسلامي عسكريا واقتصاديا وعلميا وتكنولوجيا ؟ ... وسوف أخص الكويت مبتعدا عن الدول العربية ... هل فكرت الكويت فيما بعد سقوط أو انهيار الولايات المتحدة الأمريكية ؟ هل أعدت خطة تحاكي الواقع الإفتراضي "اقتصادية سياسية عسكرية" لذلك ؟ ما هي خطط العملة الكويتية محليا وخارجيا وما هي بدائلها ؟ ما هي البدائل للطاقة أو لم تجد محطات الكهرباء والماء الوقود لتشغيلها ؟ ما هي الحلول والبدائل لو وقعت حرب نووية ؟ ما هي إجراءات الأمن في حال الإنهيار الكبير للعالم ؟ ما هي البدائل لو استنفذت كل ذخيرتك بمعنى لديك أسلحة جيدة ومتطورة لكن ما فائدتها بدون ذخيرة ؟ الماء والكهرباء والأدوية والعلاجات المختلفة والغذاء والأمن هي أسس الحياة وضمان عدم الفوضى ... بل من هو الصف الثاني والثالث للجيش والشرطة هل الشعب ؟ ومن هم المعنيين والمحددين في هذا الأمر وما هي الشروط ؟ ... أسئلة كثيرة جدا انا على يقين أن حكومتنا وخبرائنا لم يفكروا بما بعد انهيار أمريكا وسقوط العالم ولم يفكروا لأن العقليات غير مهتمة بالإنهيار المؤكد من باب عدم الإدراك ... وكأن كارثة وجنون وعيب أن تفكر وتضح الخطط والتصورات لخطط بعد 50 و 100 عام يتم تحديثها كل 5 أو 10 سنوات ... بل علم السياسة يفرض عليك أن تخطط لموقع دولتك وشكل سياستك وتضع أهدافك لمدد مختلفة "10 - 20 - 30 - 40 - 50 سنة" فكيف بكيان ومستقبل دولة وكيان وشعب لم تفكر بالإنهيار العالمي اقتصاديا كان أو سياسيا أو عسكريا ... العلماء كم نوع وشكل كارثة وضعوا تصوره ؟ وضعوا تصور الحرب النووية وضرب نيزك الأرض وفايروس قاتل يحصد مئات الملايين والحرب العالمية الثالثة والرابعة ... وما مقولة العالم اليهودي الأمريكي "أنيشتاين" القائل : لا أعلم بأي سلاح سيحاربون في الحرب العالمية الثالثة لكن سلاح الرابعة سيكون العصي والحجارة ؟
 
الدول العظمى لديها خططا أمنية لحماية رؤسائها وحكوماتها في أصعب الأزمات والكوارث والحروب بكافة أنواعها وأشكالها وهي خططا سرية للغاية ... فلم نحن لا توجد لدينا مثل هذه الخطط والبدائل بل نطورها لحماية مواطنينا وشعبنا وصناعة أقل حد ممكن من الخسائر ... وأتذكر قبل مدة عندما ارتفع مؤشر بدء الحرب بين أمريكا وإيران خرج عدة مسؤلين من عدة جهات مختصة بالدولة يتحدثون عن ارقام احتياطيات الماء والكهرباء والغذاء ... اطمئن الناس وقتها لكني كنت أقول في نفسي "الله يستر" لأنها كانت أرقام فاشلة كمن يقول لك أن الغذاء يكفي لمدة 6 أشهر والماء يكفي لمدة 30 يوم والوقود يكفي لمدة 40 يوم والدواء شهرين !!! ... هنا أدركت أن لا أحد وصل إليه حقيقة التصور لمعنى وحجم الحرب القادمة والأمم السابقة والدول ما انهارت ولا سقطت بالتهلكة إلا باستخفافها أو بغبائها أو بجهلها أو ببخلها بالعمل بالأسباب ... ونحن في الكويت بكل القدرات الحكومية لم يعمل أحدا بالأسباب ولو عملتم بالأسباب لأصبح الغذاء يكفي لمدة سنتين والوقود لمدة 3 سنوات والماء لمدة سنتين والكهرباء لها 4 بدائل بـ 4 خطط مستقلة والدواء لمدة لا تقل عن سنتين ... أما 30 يوم و 6 أشهر فهذا يعني أننا دولة تعيش كل يوم بيومه وأن الشعب تم تظليله وأن الأمة خدعت وأن المسؤلين فاشلين والأهم أن لا أحد على قدر من المسؤلية ... فإن كان هذا الوضع في الحرب العادية التقليدية شديدة الدمار فكيف ستفكرون لو انهارت وسقطت أمريكا أو وقعت الحرب النووية أو انهار الإقتصاد العالمي كليا ... فلو انهار الإقتصاد العالمي وانهارت العملات الورقية سينهار معها ما لا يقل عن 5 مليار نسمة والأوراق النقدية سوف تكون لا قيمة لها ... والبديل تلقائيا ستعود البشرية إلى عملية المقايضة أو التعامل بالذهب والقضة فهل قيمة وكمية الذهب لدينا تستطيع أن تحفظ دولتنا وتمنعها من السقوط ؟ الإجابة "كلا - لا" ... لأن التفكير الحكومي السطحي معتمد كليا على النفط والإستثمارات والسندات المالية ومن الخطر أنك تعلم يقينا أن لو انهار الإقتصاد العالمي أو انهار الدولار الأمريكي كليا أو سقطت أمريكا فإن كل مليار دولار من استثماراتك الخارجية ستساوي ما بين 100 إلى 200 مليون هذا لو كنت محظوظا ووجدت مجنونا سيشتريها منك ... وهذا مثال بسيط جدا على تصور يوم عظيم قادم على البشرية لا أحد يعلم متى إلا رب العالمين سبحانه لكن هذا لا يعني أن لا تكون مستعدا ومهيأ ولديك الخطط والبدائل ذات المستوى العالمي من الثقة ... ومثل هذه الخطط الخاصة بالأمن القومي للدولة لا ترتبط بحاكم للدولة ولا بمسؤلين ولا بقيادات بل ترتبط بالحدث نفسه بمعنى مات الحاكم مات المسؤل فالخطط قائمة وتلزم من يأتي من بعدهم ... بل وتتم مراجعة هذه الخطط باستمرار ويتم تطويرها باستمرار ولا يطلع عليها كائن من يكون إلا عدة أفراد ذوي ثقة قصوى 
لو كنت مسؤلا لصنعت في كل محافظة 20 ملجأ تحت للأرض بعمق لا يقل عن 50 متر وبمساحة لا تقل عن 20 آلاف متر مربع وكل ملجأ تجهيزاته وتصميماته ومحتوياته كأنها مدينة مصفرة ... يوجد في كل ملجأ مستشفى مصغر وعيادات ومخازن وحمامات ومزودات طاقة وماء ملجأ لا توجد قوة تستطيع أن تصيبه بضرر ولو خرج يأجوج ومأجوج من سدهم لن يستطيعوا كسر أبواب أي ملجأ ولا حتى صاروخ نووي يستطيع استهدافه ... لكن مع الأسف من يتحدث عن مثل هذا المستوى من الأمن والإحتياطات يصبح مجنون وخياله واسع ... لكن اسألوا سويسرا لماذا تجبر شعبها على بناء الملاجئ وحكومتها بني الملاجئ منذ انتهاء الحرب العلمية الثانية وحتى اليوم فرضا وإجبارا وبقوة القانون الملاجئ أمرا واقعيا تحسبا لأي حرب نووية بالمستقبل ... يجب أن تكون لدينا خطط عالية المستوى أكبر وأبعد مما ينظر إليها التافهون وإن كان حديثي هذا ضربا من الخيال والجنون فأنا سعيد بجنوني هذا ... ولو كنت أملك ما يكفي من المال لصنعت ملجأ لي ولأسرتي ولأقربائي وإن ضحك علي الجميع لكن وقت الحاجة سنرى من سيضحك ومن سيبكي من سيصمد ومن سيسقط بلا أي قيمة ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم