2020-01-21

بنـوك الكــويت ... المتخلفــة ؟


في عام 1942 افتتح أول بنك في الكويت وهو "بنك الشاي البريطاني" الذي تأسس في سنة 1882 في بريطانيا ... وكان موقعه في السوق الداخلي مقابل بناية "عبدالله السالم" ثم انتقل من مكانه إلى "ساحة الصفاة" وكان أول مدير له المستر "مثيسان MATHESAN" الذي نقل إلى الكويت قادما من فرع البنك في العراق - البصرة "المصدر : موقع تاريخ الكويت" ... ثم في سنة 1952 افتتح أول بنك بملكية كويتية 100% وهو "بنك الكويت الوطني" ثم توالت البنوك المحلية ثم دخلت بنوك عربية وأجنبية لتفتح لها أفرع في الكويت ... مثل بنك الراجحي وبنك أبوظبي وبنك قطر الدولي وبنك Citi Bank وبنك HSBC وبنك BNP Paribas وغيرها ... وبنوك الكويت كلها مرتبطة بشكل رئيسي مع بنك الكويت المركزي ولا أحد يستطيع أن يخرج من مظلته لأنه الجهة الرئيسية لإصدار أي تراخيص مزاولة الأعمال المالية والمصرفية في البلاد ... والبنك المركزي لا شك أن لديه سلطة مطلقة على أعمال البنوك بكافة أشكالها وأنواعها وهو الذي يراقب ويرصد وهو من يحدد أسعار الفائدة وهو بالنهاية من يحافظ على قوة ومتانة الدينار الكويتي ... وهو من يحرص على تعزيز مكانة الكويت المالية والمصرفية في العالم وهو من يسعى دائما بالحفاظ على ضمان أعلى تصنيف ائتماني دولي لمصلحة الكويت من خلال حسن السمعة والعمل وفق منظومة مالية على أعلى المقاييس الدولية ... إذن البنوك في الكويت مقيدة بضوابط ومسار خطوط مالية ومصرفية واقتصادية لا أحد بالمطلق من أي بنك في الكويت يستطيع أن يخرج حتى لو بالخطأ عن هذا المسار ... بل في شهر 12 من العام الماضي 2019 ذهب البنك المركزي بالتشدد أكثر عندما طلب وأمر كافة البنوك الكويتية دون أي استثناء بأن تزوده تلك البنوك بكشوفات دوية دائمة ... عن ملاك البنوك بشخوصهم وبصفاتهم ومن يملك 1% إلى 5% ومن يملك 5% وأكثر على أن يتم إعداد تلك التقارير في قوائم منفصلة دائمة ترسل بشكل سري إلى بنك الكويت المركزي ... ولا يملك أي بنك في الكويت أن يرفض أو يعترض أو حتى يتباطآ أو يهمل في أي أمر يخص بنك الكويت المركزي لأنه يملك لوائح عقوبات تبدأ من الغرامات إلى لفت النظر إلى الإنذار وصولا إلى سحب الرخصة وإغلاق البنك وكافة فروعه ؟
 
وفق ثورة المعلومات والتطور التكنولوجي المرعب حول العالم ووفق النمو السكاني لو أردنا أن نضع تقييم للبنوك الكويتية فإن النتيجة لن تتجاوز 50% ... وذلك نتيجة عدم فهم البنوك الكويتية لمتطلبات السوق والمجتمع الكويتي ودون أدنى شك أن ملاك البنوك الكويتية هم تجار بالتأكيد ... والعامل الأكثر تأثيرا أن البنوك الكويتية وملاكها يعتبرون محظوظين بشكل خرافي مهول فقط لأنهم يعملون في دولة صغيرة وثرية جدا وبالتالي الإتكالية لا شك ولا ريب فيها ... ولذلك البنوك المحلية في واقع الأمر في محل سخرية في الخارج بسبب تفاهة أرباحهم السنوية التي تجملها الصحف التي هم يملكونها أو لهم تأثير واسع عليها ... فيكفي أن نعرف أن قيمة الودائع الحكومية أي الأموال العامة في البنوك المحلية تجاوزت أكثر من 7 مليار دينار = 23 مليار دولار ... وتبلغ قيمة الودائع القطاع الخاص في البنوك المحلية للشركات والأفراد بأكثر من 34 مليار دينار = 112 مليار دولار لعام 2019 ... أي أن البنوك المحلية والتي لا تتجاوز 11 بنك هبطت عليهم ودائع نقدية بقيمة إجمالية = 41 مليار دينار = 135 مليار دولار ... وهذا مبلغ = حجم الودائع في مصر وتونس والمغرب والجزائر مجتمعين "إن لم تخني الحسابات" وبالتالي بنوك الكويت هي بنوك مترفين يظنون أنهم عباقرة وأنهم دهاة في العمل المالي والمصرفي وفي حقيقة الأمر ما هم بذلك على الإطلاق ... بل أستطيع أن أصفهم بأنهم الطفل المدلل انكبت عليه مليارات في دولة صغيرة وشعب قليل فأغلقت العقول عن الإبداع الاقتصادي والإحتراف المصرفي فعاش الجميع في وهــــم العمالقة وما هم إلا أقزام يتحركون أبطأ من السلحفاة ... ولو انتبه عباقرة البنوك لعرفوا أن هناك أكثر من 5 مليار دينار = 16.4 مليار دولار تمر من فوقهم ومن تحت سنويا دون أن يشعروا فيها وتمر عليهم مرور الكرام بصافي ربح لا يقل عن 1.5 مليار دينار = 4.9 مليار دولار ... لكن إياك ثم إياك أن تتحدث عن العباقرة فإن الكويت لم تنجب أحدا مثلهم من قبل قط ... ومن أنت وما هو تخصصك حتى تتحدث في أمور لا تفقه فيها فأوقعتك بحماقتك !!! ... هذا الحديث معروف مسبقا وتلك أقوال من لا يفقهون شيئا بل والمنفصلين عن الواقع بسبب نرجسيتهم بهدف إضفاء صورة وردية عن من يديرون المصارف وملاكها وما هي بذلك على الإطلاق ... فليخبرنا أحد الجهابذة ماذا كانت شهادة الخوارزمي ؟ وأي شهادة كان يحملها عمر الخيام ؟ ومن هذا البيروني ومن ذاك ابن سينا حتى يقارعكم وأنتم أهل الشهادات ؟ ... ومن الأحمق الذي يقول أن ابن خلدون مؤسس علم الاقتصاد أفضل منكم ؟ ... أعتذر يا سادة فلا أراكم إلا كما أسلفت مترفين ولدوا فوجدوا الملايين ثم صنعوا شراكة ثم هبطت عليهم المليارات فأين الإعجاز ؟ وأين عبقريتكم في أزمة سوق المناخ ألم يضربكم الشلل التام وظلت أعناقكم تلهج بالدعاء لعنان السماء بأن تتدخل الحكومة وتنقذكم من ورطتكم أو من مغامرتكم وقد فعلت ماما الحكومة وما خفي كان أعظم ... وفي النهاية ديدنكم الطمع والجشع ولستم محترفين ومن العيب أن نطلق مثل هذا الوصف على المدللين ... وسبحان الله من أعماكم عن فرص لا تقدر بثمن وأرباح بالمليارات فأصبحتم تتفاخرون ببضع ملايين مضحكة تجار الخضروات والفاكهة أرباحهم أعلى منها يا عيبــــــــاه ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم