2020-01-09

في المال .. حتى الأموات لم يسلموا من الأحياء ؟


في موضوعي هذا ليس الأمر سوى أنه خرافة وجنون تحول إلى واقع وحقيقة وباسم القضاء وباسم القانون تحولت الخزعبلات إلى يقين ... واقع مخجل حقا أن نصل إلى قاع الجهل وصولا إلى حتى تحدي سنن الحياة والفطرة البشرية ليس لشيء فقط لأن الأمر فيه مال فالأمر يستدعي الدخول في المحظورات وهتك الأستار ... والأمر يا سادة فلان مدين لعلان بمبلغ منن المال لأي سبب كان مال حلال مال حرام واقع أم باطل المهم أن فلان مديون لعلان فحضر القدر ومات فلان وانتقل إلى رحمة ربه وصلى عليه صلاة الميت ووضع في قبره ودفن ... ثم يأتي بعد ذلك علان ويطالب ورثة الميت بسداد ما في ذمة فلان الميت ثم يلجأ إلى القضاء ثم يحكم القضاء على الورثة بدفع ما بذمة فلان إلى علان ... ثم يصبح الورثة خصوما في قضية ليس لهم لا ناقة فيها ولا جمل ولا هم أصلا يعرفون علان ولم يستدينوا منه ولا تربطهم به أي علاقة بل لم يعلموا عن الأمر شيئا برمته ... ثم فجأة تعال وادفع وسدد ما يدين به قريبكم المتوفي إلى هذا وذاك وهذه وتلك !!! ... في أي عقل وأي منطق بل وأي دين وشرع ها الذي يفضح ستري ويكشف عيبي ويعلنني أمام الملأ بأني ملزم بدفع مبلغ وقدره لهذا أو ذاك ؟ ... أقول ما أقول والحمدالله رب العالمين أني لم أتعرض لمثل هذا الموقف لكني أسمع وأقرأ قصصا عن حوادث هي صلب ما نتحدث عنه حولت حياة أسر بأكملها إلى مشقة وصعوبة بالغة وقلبت حياتهم من هم إلى هم أكبر ... وإن كان والدك وإن كان أخاك أو أختك أو أو وتفجأت بدين عليهم وأوضاعك وقدراتك المالية لا تستطيع السداد فأنت غير ملزم ولا إكراه ولا غصبا عليك في ذلك ... وكما قال ابن خلدون المتوفي قبل 600 سنة : إن الله لا يمكن أن يعطينا عقولا ويعطينا شرائع مخالفة لها ؟

إن كان المبدأ القانوني والشرعي الذي ابتدعتمــــــوه فقط من أجل المــــال ولا شيء غير المال فلما أيضا تناسيتم ولما لم تفرضوا أن ورثة الميت يجب أن يبحثوا عن كل من ظلمهم المتوفي ويتوسلوا ويستجدوا المغفرة ... بمعنى الميت ظلم فلانه وفلان فيجب على الورثة أن يبحثوا عن فلان وفلانه ويتوسلوا لهم أن يعفوا ويصفحوا ظلم ميتهم ... وإلا الأمر لأنه مرتبط بالمال فابتدعتم بدعة ما أنزل الله بها من سلطان إلا أن يكون الميت قد أوصى كتــــابة بالدين والحقوق { من بعد وصية يوصي بها أو دين } النساء ... أي يوصي كتابة أو بشهود على شكل تقسيم ورثه أو يوصي بسداد دينه لهذا وذاك ويحدد المبالغ وطالما لم يوصي فهذا يعني أن الميت ترك الأمر كله لربه وخالقه يوم القيامة والدين يجب أن يكون عليه شهود ... والوضع ينتهي كليا بالموت فلو قتل رجلا أخر ثم انتحر فأين القصاص وأين حقوق أهل المقتول والقاتل قد انتحر أليس في ذلك تسليم مطلق بالآخرة ... والدين ينتهي تماما بالموت سواء كان دينارا أو مليارا ... فتخيل تعيش على وضع معين ساترا نفسك وتعيش على وضع وميزانية محددة ثم فجأة يأتيك حكم من القضاء ويقول لك إدفع أنت والورثة دين والدك أو والدتك أو عمك أو أخاك أو أو يا سلام سلم !!! وما ذنبي أنا في أمر لست طرفا فيه ولا أصلا أعلم عنه شيئا فهل صنعتم شريعة ودينا جديدا ؟ ... وهنا الأمر كأن القضاء تدخل في صلب صلاحيات واختصاصات رب العالمين بشكل مباشر وتدخل سافر وإن كان الناس لا يعلمون فسأخبركم حتى أبرأ ذمتي ... يا سادة من ينتقل إلى رحمة الله سبحانه تلقائيا يصبح في ذمة الله بمعنى لو شتمته أو لعنته فإن لا تؤخذ من حسناتك وتعطى للميت ولا تأخذ من سيئات المتوفي لأنه تلقائيا أصبح في ذمة الله مليار% ... رجلا مات أغلقت صحائفه ورفعت إلى رب السماء هو وماله حلالا أم حراما وديونه وحسناته وسيئاته وخيره وشره كلها انتهت من الدنيا والحساب كله يوم القيامة تأخذ ما لك وتدفع ما عليك ... وربنا سبحانه وتعالى العادل المطلق يستحيل أن يفرض علينا شريعة فيها من الظلم البين على الآمنين والغافلين وعلى سبيل المثال فلان سارق نصاب لص أكل مال هذا وسرق مال ذاك ... ثم مات فهل تعلم ماذا سيفعل الله به يوم القيامة ؟ كلا ... ولماذا لا تعلم ؟ لأنك أنت أصلا لا تعلم ماذا سيحل بك يوم القيامة وبالتالي أرى أن ملاحقة الورثة وبأحكام قضائية لسداد ديون متوفيهم لهو ظلم عظيم وظلم بيّن وتجاوز على شريعة الخالق عز وجل الذي سبحانه لم يأمر بذلك بل هي قوانينكم الوضعية ... لكن إن كان مال عام أي أموال الرعية والشعب وجبت الملاحقة القانونية والقضائية لأن مال الفرد يا هذا يختلف عن المال العام ... واملكوا البطولة والرجولة ثم الشرف والنزاهة ثم الأمانة والضمير ولاحقوا من سرقوا أراضيكم ووطنكم أو حتى من كانت عليهم شبهة فلم خرستم في حياتهم وخرستم في مماتهم ... ولو الأمر تسلط على البسطاء أخرجتم سيف القانون ونصوص الأحكام القضائية ولاحقتم من ليس لهم حول ولا قوة ضاربين بشريعة الرحمن عرض لحائط لتقلبوا حياة الآمنين إلى جحيم ثم يلعن الميت في قبره من ذويه على ما ارتكبه من إثم عظيم أخذكم بجريرته وأنتم الغافلون ... وإن كانت هناك فتاوي شرعية تستندون عليها فيا سادة ويا كرام الفتوى هي مجرد رأي وليس نصا قرآنيا أي فردا أو مجموعة أفراد اجتهدوا في بحثهم وآرائهم فاتفقوا على رأيا واحدا جاز لك أن تأخذ بفتواهم وجاز لك أن تركنها جانيا ولا تأخذ فيها ؟
 
احترموا ووقروا أمواتكم ولا تجلبوا مصائبكم على أحيائكم فمن مات مات معه كل شيء عمله ودينه وانقضت حسناته وسيئاته والوعد المحتوم يوم القيامة يوم تلتقي الخصوم عند رب لا ينام ولا يغفل سبحانه ... ولا يظلم ربكم سبحانه مثقال ذرة أم تناسيتم عمدا قول ربكم في سورة الحج { الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون } ... فملاحقة الورثة قانونيا بديون ميتهم لهو خروج صارخ على سنن الحياة والعباد وضربا في شريعة ربكم واختلالا في عدلكم فلا أنت ولا أنا ولا أنتي أحد منا يعلم حقيقة سبب الدين ... فكم من دين ودين كان كذبا وافتراء واستغلالا وابتزازا وربا فاحش وكم من دين كان حقا وها هي المحاكم أمامكم ابحثوا عن كم دين كان كذبا وكم دينا كان تزويرا وكم دينا كان حقا .... ولو حللت الأرض ومن عليها فلن تجد أكثر من الإنسان كذبا وطغيانا كما افتروا على رسولكم عليه الصلاة والسلام فقد كان الصادق الأمين ولما جاء قومه برسالته انقلبوا عليه فأصبح الكذاب الساحر والمجنون ... فعودوا إلى ربكم واستغفروه وتوبوا إليه سبحانه واتركوا الأموات في حالهم وكفوا أذاكم عن الأحياء ومن قال أنها حقوق الناس فقد خاب وكذب فما هؤلاء سوى عبيد مال وعبيد دنيا ونفوس مليئة بالخبث ... ومن أراد شيئا من ميتا فلينتظر موعد موته وقبره ثم كليهما سيلتقيان عند خالقهم ملك العدل سبحانه ولعن الله عقلا وقلبا ونفسا لا توقر الموت ولا تحترم الأموات ولا تعرف قدسية ومعنى الموت ... فمن لا يرتدع بالقبور فاعلم أنها نفس خبيثة ومن يتطاول على حرمة ميت ويكشف ستره فثق بأنه ملعون فاستروا على أمواتكم ولا تفضحوهم بين أحيائكم لعلكم تأتون ربكم سبحانه يوم القيامة يوم تأتونه حفاة عراة يكن لديكم ما ينقذكم يوم يقول الإنسان { يا ليتني قدمت لحياتي } الفجر ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم