2013-11-10

القبائل العربية من الجاهلية إلى الإسلام ؟


يرجع أصل العرب إلى سام بن نوح عليه السلام ... وكان مسكنهم قبل أن يسكنوا الجزيرة جهات العراق ثم نزح فريق منهم إلى الجزيرة التي يكون موقعها بالنسبة للعراق غرب جنوبي ... فسمى بنو سام النازحين منهم إليها ( عربا ) أي الغربيين لان حرف الغين المعجمة كان مفقودا من اللغة السامية فكانوا ينطقون بالعين المهملة عوضاً عن الغين المعجمة ويضعونها موضعها ... ومن ذلك الحين أطلق على من نزح من بني سام إلى الجزيرة العربية اسم العرب ثم سميت الجزيرة باسمهم ؟

سيدنا نوح أبناءه هم 
1- سام : الذي خرج من نسله العرب .
2- حاد : الذي خرج من نسله الحبش .
3- يام : الذي خرج من نسله الكنعانين وهو الذي طغى وكفر ونزل من السفينة .
4- يافث : الذي خرج من نسله الروم .

بنو عدنان هم سكان مكة وضواحيها ولا يشارك بني عدنان من العرب في أرض نجد من القحطانيين إلا ( طي ) من كهلان فيما بين جبلي ( أجا ) و ( سلمى ) ثم تفرق بنو عدنان في تهامة والحجاز والعراق والجزيرة وسورية وبعد الإسلام تفرقوا في عموم الأقطار .

العدنانيين والقحطانيين كما يشاع يرجعون في النسب إلى أصل واحد وأب واحد ومسكن واحد ولغة واحدة وجد واحد وهو سيدنا هود - عليه السلام - وهود من بني عاد ... أما قول المؤرخين : إن العرب تنقسم إلى ثلاثة أقسام : بائدة وعاربة ومستعربة ...  فهذا اصطلاح جرى عليه المؤرخون ولا يكون حجة يستند عليها في أصل العرب ... والصحيح أن بني عاد لم ينقطع نسلهم وذلك لأنه لما هلك بنو عاد وهم قوم سيدنا هود - عليه السلام - بقى هود ومن آمن معه من بني عاد وذلك بنص القرآن الكريم ثم تناسلوا وتكاثروا إلى يومنا هذا .


هناك خلاف كبير حول أصل عدنان وقحطان فهناك من يقول بأنهم أخوة وهناك من يقول أنهم أبناء عمومة وهناك من يقول أنهم لا يقربون إلى بعض ... ومع الأسف الشديد البحث في هذه المسألة متعب ومرهق جدا خصوصا وأنت تبحث عن تاريخ يمتد لأكثر من 5.000 عام وربما أكثر وبالتالي الحقيقة تائهة ومعقدة ... لكن الأكيد والثابت بأن قحطان هي الأكثر عددا بأنسابها من عدنان ؟


من سابع المستحيلات حصر وتوثيق الأحداث التي حصلت في تاريخ القبائل ولا يمكن أن نذكر الأعداد الحقيقية للقبائل ومن الصعب جدا أن نوثق كل قبيلة وإلى أين مرجعها الحقيقي ... وهذا لا يعني أن القبائل العربية هي ليست أصيلة كلا ... لكني أتحدث عن حقبة تتجاوز الـ10 آلاف عام وأكثر وربما أكثر ... فكل المصادر الحالية والوثائق المتوفرة تتحدث بأحسن أحوالها عن حقبة لا تتجاوز الـ800 عام ... ومع ذلك يوجد شك كبير عن مدى مصداقيتها ... ولربما هناك قبائل عربية عظيمة كانت موجودة وقد تلاشت وانقرضت مع مرور الزمن ؟


فالتاريخ يحدثنا عن أصول الأنساب وبتفاصيلها وصولا إلى ما يعرف بشجرة الأنساب والتي توثق أسماء العائلة التي من المفترض أنها تعود إلى أصلها ... وأصلها من المفترض أيضا أن يعود إلى القبيلة والتي لا بد أن تنتهي شجرة النسب والأصل والتوقف بها عند عدنان وإما أن تتوقف عند قحطان أصل العرب من صلب سيدنا هود – عليه السلام أو أصل سيدنا إسماعيل – عليه السلام ؟  

لكن مع الأسف كل كتب التاريخ لم توثق بأمانة ما حدث من عمليات سلب ونهب وقتل واضطهاد ومعارك صغيرة كثيرة قامت بين قبائل وعشائر العرب في شبه الجزيرة العربية وفي يمنها وشامها وعراقها في حقبة ما بعد الإسلام ... ففي أيام الجاهلية كانت هناك عادات وتقاليد يشيب لها الولدان من هول جهلها ... فالمرأة كانت مجرد سلعة تباع وتشترى وتورث حالها كحال ما يحتويه منزلها من مستلزمات ... وكان إذا مات زوجها فإنها يمكن أن تنتقل إلى أخيه أو إلى أحد من أهله وصولا إلى وأد البنات وذلك عندما اعتبروا أن ولادة البنت هو نذير شؤم على الرجل ؟


في الجاهلية كانوا لا يعرفون الخجل من شدة وكثرة أشكال وأنواع الفواحش وما تفعله الخمور برؤوس بعض الناس الرجال منهم والنساء على حد سواء ... كما أنه يجب أن لا أغفل عن نقطة مهمة جدا وهي أنه في الجاهلية كانت هناك أسواق العبيد ... والعبيد كلمة لا تقتصر وقتها على من يحمل اللون الأسود كلا ومطلقا بل كانت تطلق حتى على من يحمل البشرة البيضاء ... فكانت أسواق العبيد تأتي بالنساء والرجال من كل مكان ويعرضون في الأسواق من الصباح وحتى غروب الشمس ... والبيع كان يتم إما عن طريق المال أو بطريقة المقايضة ... وحتى ما بعد الإسلام كان هناك آلاف العبيد يباعون ويشترون وهذا مخالف للشريعة ومع ذلك كانت يتم وعلنا ووصل الأمر في بعض المناطق العربية أن يتم بيع العبيد في الأسواق بشكل رسمي وقانوني ... ويختلف بيع العبيد في الماضي عن بيع خدم المنازل اليوم هناك فرق كبير ؟

هنا يجب أن نتوقف قليلا ونتفكر وأتوقع وصولا إلى الجزم والتأكيد أن هناك حدث خلطا بالأنساب ... فرجل اشترى جارية من السوق أعجب بها وبجمالها وبحسنها وربما حملت وأنجبت منه ... ورجال الأمس هم رجال اليوم في عاطفتهم وفي شخصياتهم المتعددة منهم القوي ومنهم الضعيف ... فكم حدث من تخالط وعبث الأنساب منذ مئات وآلاف السنين ؟


أكرمنا المولى عز وجل بنعمة الإسلام على يد أشرف وأطهر خلق الله سيد البشرية كلها سيدنا محمد – عليه الصلاة والسلام – فذهب عصر الجاهلية والكفار وجاء عصر الإسلام ؟


أيضا مع الأسف الشديد أغلب إن لم يكن كل كتب التاريخ وشهود عصرها لم يتحدثوا عن ارتكاب الفضائح والمجازر التي وقعت في فترة ما بعد الإسلام ... فهناك عمليات السلب والنهب والقتل وسبي النساء واغتصابهم فتلاشت ناس وضعفت قبائل وظهرت قبائل واندمجت قبائل فيما بينها وظهر من يدعي الأصل والفصل وجاء من أقصى العرب من يلتصق بالعرب أصلا ونسبا ... وقيل أن هناك من هم من أصول الروم والفرس واليهود ثم أسلموا ثم نسبوا أنفسهم إلى إحدى القبائل العربية ... فضاع وتاه التاريخ وعجز عن التوثيق الحقيقي الذي لا يقبل الشك ... وبالرغم من وجود المحرمات الشرعية الإسلامية إلا أن هناك أحداث حدثت كانت خارجة عن كل ما يمت للإسلام بصلة كبيع وشراء العبيد والغزوات من أجل الثراء وقطاع الطرق وخطف وسبي النساء والقتل بجهالة وما إلى ذلك ؟


اليوم في شبه الجزيرة العربية وتحديدا في دول الخليج واليمن والعراق وسوريا والأردن من هم من أصول عربية وقبائل عربية كثيرة ... قطّعها وشتتها الزمان ومزقتها ظروف الحياة من بعد ما كانت قبيلة واحدة كبيرة أصبحت قبيلة كبيرة لكنها متباعدة ومترامية الأطراف مرتبطة بالهوية أي الجنسية الخاصة بالدولة بعد تقسيم منطقة الشرق الأوسط في ظروف تاريخية واضحة وموثقة رسميا ؟


فسبحان من له الدوام وسبحان من خلق وأبعد وقرب وجمع وشتت وعز وذل





صدق سمو الأمير الشيخ / صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت عندما قال :
القبائــل هـم خيمــة الكــــويت


دمتم بود ...



وسعوا صدوركم