2013-11-24

تفاصيل جلسة محاكمة حرامي ؟




فتح المحضر بتاريخ اليوم ........ الموافق ....... في تمام الساعة ........ بمعرفتنا نحن ....... وكيل نيابة ....... بالتحقيق بالجناية رقم .../2014م وبحضور المتهم فيها ........ الجنسية ...... ويحمل بطاقة شخصية رقم ............. وسألناه ما يلي :

س : اسمك ؟
ج : مسئول
س : الوظيفة ؟
ج : خريج جامعة أم الدنيا محترف بالنصب والإحتيال .
س : عنوان السكن ؟
ج : بلد البقرة الحلوب التي نحلبها صباح كل يوم أمام أعين المغفلين .
س : متزوج ؟ لديك أبناء ؟
ج : نعم متزوج البقرة وأبنائي هم أموالي .
س : ماذا تقول فيما هو منسوب إليك من أنك تحايلت متعمدا وسهلت لسرقة مبلغ 300 مليون لصالح الشركة الأمريكية في مقابل عمولة ؟
ج : غير صحيح على الإطلاق
س : واجهناه بكشف الحساب الذي يوضح مصدر العمولة وسألناه : وماذا تقول في هذه الورقة البنكية التي تثبت تورطك ؟
ج : لا لا هذه سرقة قديمة لا دخل لها بالسرقة الجديدة التي تحققون فيها !
س : وكيف رصيدك تضخم ووصل اليوم إلى 50 مليون وأنت مجرد موظف عمومي ؟
ج : اسأل من هم أكبر مني كيف هم موظفين عموميين مثلي تماما وأرصدتهم فاقت مئات الملايين أم أن عدالتكم تعودت على القصاص من الفقراء ويرتعب ميزان عدلكم أمام الأغنياء الأقوياء ؟
س : نحن من نسأل ولست أنت وأجب بالتحديد ولا تخرج عن صلب الموضوع .
ج : أرفض تكملة التحقيق معك وأحيلوني إلى المحاكمة !


رفض المتهم مرارا وتكرارا التحقيق وأقفل المحضر بساعته وتاريخه وتحال الأوراق إلى المحكمة ؟



القاضي : هل سرقت ؟
المتهم : يا حضرة القاضي يا سيف الحق والعدل ... أيكون العدل في هذا الزمان وفق الأهواء ونختار من يعجبنا ونترك من لا يعجبنا ؟
القاضي : أوضح وأفصح وأوجز ؟
المتهم : أيعقل يا حضرة القاضي أن أعمل في مكان كبير جدا مليء بالقياديين والرؤساء والمرؤوسين وجيش من المراقبين والمحاسبين ... أيعقل أن تتم سرقة هكذا ودون أن يعلم بها أحد وهي مسجلة وموثقة ووفق الأوراق الرسمية ؟
القاضي : طبعا لا يعقل لكن ماذا تريد أن تقول ؟
المتهم : أريد أن أقول أن من هم أعلى مني قد رموني بين يدي عدالتكم لأني اختلفت معهم في مبالغ السرقة ... أيعقل وأنا الاسم الطنان الرنان أن أوضع في مثل هذا الموقف لولا غضب الحيتان الفاسدة مني ؟
القاضي : أتريد أن تقول بأنك بريء من التهمة المنسوبة إليك ؟
المتهم : يا سيدي القاضي أشعر بأنك تريد أن تثبت علي التهمة وتتجاهل بقية سراق المال العام والذي هو مال الشعب ؟
القاضي : تأدب وأنت تحدثنا وانتبه لسوء عباراتك وإلا زادت التهم عليك .
المتهم : إذن فاسمع مني أخر كلامي والله يحكم بيننا يوم تأتيه أنا وأنت فرادا يوم يقول الإنسان يا ليتني كنت ترابا ... إن العدل يحتم عليك بأن تنظر للأمر بشكله الحقيقي وليس وفق أوراق بالية تعسف فيها المحقق أثناء التحقيق ... والحقيقة هي أننا سرقنا وليست الحقيقة أني سرقت أي أننا مجموعة ولست فردا ... وكي أجعل الأمر أكثر واقعية وحقيقة وفي نفس الوقت كي أسجن وأنا مرتاح الضمير فإني أتهم أمام عدالتكم كل من فلان وفلان وفلانة بسرقة المال العام بما لا يقل عن 21 عملية سرقة ونصب ومن ضمنهم قضيتي هذه ... وهذا يعني أن قضيتي يجب وقف النظر فيها وإعادة التحقيق فيها وتشكيل لجنة قضائية كاملة للنظر والتحقيق في اتهامي سالف الذكر .
القاضي : أنا لدي ما تحت يدي وإذا أردت الاتهام فعليك تقديم شكوى جديدة منفصلة بذلك حتى يتم النظر فيها ؟
المتهم : أما قلت لك يا حضرة القاضي أنك تريد تثبيت التهمة علي ؟ أليست هناك مئات وآلاف القضايا التي كانت متشابهة وتم ضم جميع القضايا مع بعضها البعض ؟ إنك يا سيدي القاضي تتهاون بالحق وركزت بالأمور الإدارية التنظيمية فتزيد من وقت سجني وتمهل المجرمين حتى يفرون إلى الخارج وبذلك يكون وقعت حقيقة ما قيل : تأخير العدل هو الظلم ؟
القاضي : حكمت المحكمة حضوريا على المتهم ........ بالحبس 10 سنوات مع الشغل والنفاذ كما حكمنا عليه باسترداد مبلغ الشكوى .
المتهم : لحظة قبل أن تنهض من مكانك يا سيدي القاضي هل لي بكلمة أخيرة موجزة ؟
القاضي : إن كانت في دائرة القضية نعم تفضل .
المتهم : يا قاضي الدنيا ويا ذليل الآخرة إني قد سرقت ونهبت من خير هذه الأرض ومن قوت الشعب وأجياله القادمة إلى الآن ما يتجاوز أكثر من 70 مليون ... وقد أنبني ضميري كثيرا حتى حانت ساعة القصاص مني وما كنت أتخيل أن الأمور ستكون بهذه السهولة ... وأنت حكمت علي بالحبس لمدة 10 سنوات في قضية عمولة لا تتجاوز قيمتها الحقيقية الـ5 ملايين ... فشكرا لك أنك حللت الـ70 مليون وسجني لن يطول في أحسن الأحوال عن 3 سنوات وفق قوانين ولوائح السجون فأخرج فأتمتع بالأموال ما بقي من عمري أنا وأولادي وأحفادي ... واعلم بأنك علمت أن هناك شركاء معي وتغاضيت عنهم بحجة الأمور القانونية التنظيمية ... لذلك أعلم بأن هناك من سيأتي من بعدي ويسرق ثم يأتي من بعده ويسرق ... لأنكم تتغاضون عن السارق الكبير وتحكمون على السارق الصغير وشكرا لك سيدي القاضي .
القاضي : يحال المتهم إلى النيابة العامة بتهمة تحقير وازدراء هيبة القضاء ... رفعت الجلسة ؟    
المتهم يصرخ : يحيا العدل يحيا العدل يحيا العدل !!!



وذهبت الأموال العامة في مهب الريح بذكاء الـ........... !!! 


ملاحظة : هذه قصة من خيال المدونة !!!


دمتم بود ....



وسعوا صدوركم