2022-10-01

الموت السريري للدراما العربية المتخلفة ؟

 

الدراما العربية الرئيسية "المصرية - السورية - الكويتية" أضف إليهم دراما الصف الثاني "الأردنية - اللبنانية - المغربية" ... وبغض النظر عن تاريخ بدايتهم إلا أنهم جميعا وبدون أي استثناء اليوم يدورون في فلك التكرار والتقليد والسطحية وهزالة وسطحية الإقناع ... واليوم هناك رأي ساحق يتحدث بأن لا يهتم بمشاهدة تلك الأعمال إلا أصحاب العقول المتواضعة ولذلك هجر الملايين من العرب المسلسلات العربية واتجهوا للمسلسلات الأجنبية ... ولا تحتاج إلى عبقرية إلى أن تكتشف حجم "الشيفونية" المفرطة في عشاق الأعمال "المصرية - السورية - الكويتية" والتي بالتأكيد مصدرها الدافع الوطني وإن كان خاليا من الفن والإبداع والتطور الحقيقي وهذه جهالة بالتأكيد أن تناصر وتدافع عن أعمال سخيفة ليس لسبب إلا كونها مسلسلات سجلت باسم وطنك مع أن وطنك هو أصلا مصاب بالغثيان بسببهم ... فلا قصة ولا حوار ولا إخراج ولا إبداع تكرار في تكرار ملابس ممثلين وكأنهم في استعراض أزياء مكياج صارخ تجسيد لشخصيات دون إتقان وحالة من التأثر الكوميدي الذي لو أدخلتهم إلى لجنة محترمة متخصصة لرسب وسقط الجميع ... ممثلين متصنعين مقلدين غير مقتنعين أصلا بالعمل إنما دافعهم هو المال والشهرة ومنذ عقود ولا يزال الجميع يدور في نفس الدائرة المغلقة في نفس التخلف في نفس الأخطاء والجهل لا جديد لا تطوير لا إبداع لا شيء يستحق الذكر سوى الصراع المتوحش في وسط مليئ بالفضائح ؟

لو رصدت بشكل دقيق ما يحدث في صناعة الدراما والسينما في مصر سوف تكتشف بكل أريحية أن الأعمال المصرية ضعفت بنسبة 90% ... وأن أكثر من 80% من ممثلين مصر جالسون في بيوتهم بلا عمل وهذا بسبب اختراق السعودية وهيمنها على الصناعة هناك واحتكار "MBC" بالإضافة إلى التدخل الفج والسافر لـ "جهاز المخابرات المصري" في شأن صناعة الدراما والسينما وكلا العاملين دمروا ما تبقى من الفن المصري بالرغم من وجود مبدعين فعلا لكن الصناعة المصرية لا تزال متخلفة فزادت عليها سطوة الخارج وتخلف المخابرات المصرية فانتهت الصناعة هناك ... أما في الكويت فبلا شك كل الأعمال هي "لصق لزق" أعمال تجارية سخيفة وجدت من يشتريها في دول الخليج الثرية ولو كانت دون المستوى لكن المسؤلين وصناع الدراما في الخليج يقنعون الناس بأنها أعمال ذات قيمة وهي أصلا بلا قيمة ... وفي الأعمال السورية فنجد لها العذر بأن الحرب الأهلية كانت سببا كافيا لتراجعها وتخلفها ... فانتقلوا إلى إحياء تلك الصناعة في لبنان بأعمال مشتركة ما بين ممثلين لبنانيين وسوريين ... والمفارقة أن كل تلك الأعمال يقودها النجوم والكبار في السن وسط حالة من قمع ظهور أي صف أخر ومركزية الأدوار واضحة لنا جميعا ... وأما الإخراج في كل الأعمال العربية فكلها تحت قيادة أغلب الفاشلين ممن ملؤهم نفخا بعظمة لا وجود لها سوى في جماجم أهل الرياء والنفاق من أجل ضمان العمل التالي والتالي ... تماما مثل مدير قنوات "MBC" المدعو "علي جابر" عندما شطح عقله ورمى تصريحا كان تعبيرا عن جنون العظمة الوهمي الذي يعيشه أو عيّش "معازيبه" عندما قال نصا "MBC تحتل مساحة لا تقدر نتفليكس على احتلالها والطريقة الوحيدة لتتفوق نتفليكس على MBC هي أن تشتري MBC" !!! ... والمنفصل عن الواقع ربما لا يعلم لحظة هرطقته أن القيمة السوقية لـ "نتفليكس" وفق سعر اليوم أكثر من 104 مليار دولار ووفق سهم تداول اليوم أكثر من 235 دولار بينما سهم شركة "MBC" قد بلغ وفق سعر اليوم 8 دولار ... ولذلك العقليات السطحية لا تخاطب إلا العقليات السطحية التي تناسبها حصرا لأن العقول ثاقبة المدى والشركات العالمية في صناعة السينما والدراما العالمية لا تقيم وزنا لا لـ "MBC" ولا لكل القنوات الخاصة ولا لكل تلفزيونات دول الخليج ولا لكل شركات الإنتاج العربية ؟

لو حولت الترجمة إلى الصحف الكورية وقرأت لمدة 3 أيام عما يكتب وينشر من المقالات والتقارير التي تناولت الدراما الكورية وتطورها المذهل لاندهشت فعلا ... ولو قرأت ما يكتب وينشر عن الأعمال الدرامية التركية لتحسرت على الدراما العربية التافهة ... ولا تذهب للدراما في أوروبا التي بدأت تتفاعل ولا تذهب لهوليوود لأنه من المعيب حقا أن تقارن ما بينهم وما بين "سيرك الدراما العربية" ... ولذلك الأتراك قفزوا مباشرة إلى العالمية بفضل الأعمال الناجحة ووضع الترجمة بكل اللغات فاقتحموا القارات الدولية ... أما الكوريين فبعد أن كانت الدراما الصينية واليابانية هما المتحكمتان فبدأت الدراما الكورية الجنوبية بالإنطلاق والتحدي الإقليمي في 1994 لكنهم لم يتخيلوا في 2004 أن يكتسحوا ويلاقوا إعجابا وشهرة والتي وصلت اليوم في 2022 إلى درجة الإقناع والإتقان وإيجاد موضع قدم بين كبار الصناع العالميين ... ودار سجال كبير في كوريا الجنوبية مفاده أن تلك الدراما تنقل صورة سيئة عن واقع كوريا الحقيقي فكان الرأي الأخر أن هذا بالعكس فهو تشجيع على الإبداع وتشجيع على أن الفقراء والضعفاء عليهم أن لا يستسلموا لأي قوة من قوى الفساد وأن الدولة وقوانينها تحميهم مهما كانت مناصب المسؤلين ... أضف إلى ذلك أني وجدت فرحة في كوريا الجنوبية من أن طعامهم أصبح ثقافة وأن هناك زوارا يأتون لزيارة كوريا لتذوق طعامهم مما يعني نجاح تلك الأعمال لنشر ثقافة الطعام واللغة الكورية ... وبالتأكيد بفضل الترجمة التي كتبت عنها في موضوع "الترجمــة التي يجهلهــا العــرب" المنشور بتاريخ 10-10-2020 ... ومعلومة لمن لا يعرف ففي أثناء عرض المسلسل التركي الشهير "السلطان عبدالحميد" فقد كان المسلسل أثناء بث حلقاته تعرض في نفس الوقت واليوم في أكثر من 27 دولة حول العالم بفضل الترجمة ... ولذلك لا تجد الأعمال العربية لديها وجود في منصات تقييم الأعمال الدرامية والسينمائية العالمية ؟




أقــــــرأ

الترجمــة التي يجهلهــا العــرب ؟

https://q8-2009.blogspot.com/2020/10/blog-post_10.html




دمتم بود ...