2022-10-24

الأدلة تتحدث ... الفرق بين العهد السابق والعهد الحالي ؟

 

لقد أخطأت مراكز البحوث الإستراتيجية في الكويت وأخطأ كل الكتاب والمثقفين في بلادنا بعدم تحليل حقبة كل حاكم للكويت "بعد وفاته" ... والأمانة والنزاهة والحياد تفرض فرضا أن لا يجوز الحكم على حقبة أي حاكم للبلاد إلا بعد وفاته تحديدا ... وسبب ذلك مصدره أنه ربما يفتح الله على الحاكم بين ليلة وضحاها فيصلح ما أفسد ويقوّم ما أعوّج وتلك المسألة غيبية لا أحد يستطيع تفسيرها أو تحليلها لأنها مسألة مرتبطة بين العبد وخالقه ... وفي تاريخ 16-2-2013 كتبت ونشرت موضوع بعنوان "أعظم من حكم دولة الكويت على الإطلاق" وكان الموضوع تحليل لفترة حكم أمير الكويت الشيخ "عبدالله السالم الصباح" طيب الله ثراه ... وفي تاريخ 30-9-2016 كتبت ونشرت موضوع بعنوان "مختصر : تحليل لسياسة وحكم صباح الأحمد" سأترك روابط الموضوعين أسفل الخاتمة ... لكن الحاكم أثناء توليه للحكم والذي أعتبره ابتلاء عظيم ومسؤلية جسيمة نظرا لحسابها الدقيق والعسير عند رب العالمين جل جلالة يوم القيامة ... الذي لا يمكنك أن تحكم على الحاكم وتقطع فيه اليقين وهو حي يرزق إلا لو كان طاغيا ظالما فاسدا مجرما قاتلا جاهلا أو سفيها وهذا ما يتوفر في الكثير والعديد من أنظمة الحكم في الدول العربية سواء في الماضي أو الحاضر "إلا من رحم ربي منهم" ... وبالتالي هناك مسألة في غاية الأهمية والحساسية كثيرون لم ينتبهوا لها بشكل واضح وهي أن اختلاف أنظمة الحكم تلقائيا يفرض اختلاف التحليل ... بمعنى أن نظام الحكم السلطاني يختلف كليا عن نظام الحكم الملكي يختلف كليا عن نظام الحكم الجمهوري يختلف كليا عن نظام حكم المشيخة والمشيخة تختلف عن المشيخة الدستورية ... فبالتالي تحليل كل نظام يختلف كثيرا عن تحليل النظام الأخر لكن في حكم المشيخة تحديدا وهو موضوعنا لا يمكنك أن تتجاوز الحاكم بالنقد ليس لأنه مقدسا معاذ الله بل لأن طبيعة المجتمع نفسه منذ مئات وآلاف السنين لا بل وحتى من قبل الإسلام هي من فرضت نفسها فعليا وواقعيا ... أي لا يمكن أن تتجاوز بالقول أو الفعل على كبير القبيلة أو كبير القبائل أو حاكم بلاد المشيخة من باب الأخلاق والعرف والعادات والتقاليد وقانونيا ودستوريا ؟

في نظام حكم المشيخة الطبيعي والبديهي أن كل حاكم يتوفى إلى رحمة الله يأتي من بعد الذي تلقائيا يستبدل بـ 90% من رجال العهد القديم ... وهذه الحقيقة ثابتة وموثقة لأنها من بديهيات حكم نظام المشيخة ولذلك يطلق على هذه العملية "عهد جديد" أي زمن حديث وقت جديد وحاكم وإدارة جديدة" ... وهذا المصطلح إن خرج صراحة إلى العلن فهذا يعني أن نظام الحكم الجديد "يرسل رسالة للشعب" بأن لديه تصور وبرنامج إدارة لحكم البلاد بتغييرات جذرية واسعة النطاق ... وكرأي شخصي أرى ذلك من الأمور المحمودة وليس أمرا مستغربا ولا منكرا لأنه الطبيعي في قلب وفكر نظام حكم المشيخة ... وفي عهد أي حاكم للبلاد جاز لك السعي لفهم نظام الحكم الجديد والإجتهاد لفهم رؤيته وأبعادها وإلى أين هو ذاهب بنا وماذا يريد وكيف سينفذ برنامجه ومدى تقبل الشارع والمجتمع لرؤيته وتطلعاته فالشارع يختلف كليا عن المجتمع ولا تحسب أن كلاهما واحد فهذا خطأ احذر أن تقع فيه ... وبرنامج أو رؤية نظام الحكم تختلف عن برنامج الحكومة تختلف عن خط وتوجه البرلمان جميعهم يختلفون كثيرا مع آراء الشارع وتناقضاته ... هذا الإختلاف هو أمر صحي وكثرة الأراء أمر مطلوب لكن الخطأ يكمن عندما شكلت لجنة في وزارة الإعلام حديثا تحت مسمى "توحيد الخطاب الإعلامي" !!! ... يا سادة يا كرام توحيد الخطاب الإعلامي لا يحدث هذا إلا في دول الدكتاتوريات والإستبداد أما في الكويت فلا حكامنا دكتاتوريين ولا الكويت دولة استبداد لكن إن كان يقصد بهذا الأمر توحيد الخطاب الإعلامي لبرامج وخطط الحكومة فبالتأكيد نوافق عليه بل وندعمه بكل رحابة صدر ؟

عهد صباح الأحمد

لا أحد يختلف أننا في الكويت يوجد من بيننا شراذم من الغوغاء والمرتزقة وأفراد لا تملك أخلاق الإسلام ولا حتى كفؤا لمروءة الجاهلية ... تلك الحفنة الضالة تتعمد اليوم تشويه حقبة العهد الماضي بعبارات لا تخرج حتى من مجانين ولذلك السفاهة والحماقة مسلكهم منذ سنوات ... والحقيقة التي شاء من شاء وأبى من أبى لا يستطيع بالمطلق أن ينكرها لأن أدلتها شاهدة جهارا نهارا سجلها ووثقها التاريخ الإقتصادي والسياسي والإجتماعي الكويتي ... فقد سجل عهد أمير الكويت الراحل الشيخ "صباح الأحمد الجابر الصباح" طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته نهضة لم يسبق لها مثيلا في تاريخ الكويت منذ سنة 1965 أي منذ 55 سنة مثل 

1- منح المرأة حقوقها السياسية .

2- المرأة عسكرية في وزارة الداخلية .

3- المرأة وكيلة نيابة وقاضية ومستشارة .

4- منح راتب شهري لكل ربة منزل لا تعمل بقيمة 560 دينار = 1.790 دولار . .

5- إنشاء 3 مطارات "الشيخ سعد" "الخطوط الجوية الكويتية " "مطار الكويت الدولي العملاق الجديد" + انتقال اسطول طارات الخطوط الجوية الكويتية من 9 طائرات إلى شراء 41 طائرة من شركتي "بوينغ - إيرباص" .

6- إنشاء مستشفيات الضمان الصحي للمقيمين بعدد 4 مستشفيات عملاقة .

7- إنشاء 11 مستشفى جديد عملاق وفق أحدث المواصفات العالمية منها "مستشفى جابر" الأضخم في منطقة الشرق الأوسط .

8- إنشاء أكبر مخططات شبكات الطرق والجسور في تاريخ الكويت .

9- إنشاء مركز جابر الثقافي ودار الأوبرا ومسرح عبدالحسين عبدالرضا .

10- إنشاء وافتتاح مباني عملاقة جديدة لهيئات ووزارات الدولة بأكثر من 90 مبنى عملاق ومتوسط وصغير .

11- تحديث كامل لمحطات الماء والكهرباء لتتحول الكويت إلى دولة مصدر للطاقة الكهربائية .

12- أكبر تحديث في تاريخ وزارة النفط الكويتية لإنشاء مشاريع نفطية وبتروكيماوية وغاز وغيرها بقيمة تجاوزت أكثر من 93 مليار دولار = 28.9 مليار دينار .

13- إنشاء وافتتاح خامس أطول جسر بحري في العالم "جسر جابر" .

14- إنشاء وافتتاح أكبر وأضخم جامعة في تاريخ الكويت "مدينة صباح السالم الجامعية" بعدد يتجاوز 20 مبنى عملاق + 12 ملجأ عام مجهز محصن ضد الحروب الكيماوية والنووية تم تسليمهم رسميا .

15- إنشاء وافتتاح مركز عبدالله السالم الثقافي العملاق ونادي الكويت للسيارات وأضخم مبنى للبولينغ وأكبر مجمع ملاعب للتنس وافتتاح استاد جابر الرياضي ورفع الإيقاف عن الرياضة الكويتية وغيرها .

16- منحة أميرية 200 دينار لكل مواطن في 2006 - منحة أميرية 1.000 دينار لكل مواطن + تموين مجاني لمدة سنة ونصف لكل أسرة كويتية في 2011 - منحة بقيمة 2.000 دينار لفواتير الماء والكهرباء للكويتيين في 2007 - منحة 700 سهم لكل مواطن في بنك وربة في 2009 - إنشاء صندوق المعسرين بقيمة 500 مليون دينار في 2010 .

17- إنشاء ميناء مبارك وحديقة الشهيد وخصخصة بورصة الكويت والمنطقة الحرة في نويصيب والعبدلي ومشروع الشقايا للطاقة المتجددة 

18- إطلاق أكبر وأضخم عملية إسكانية في تاريخ المؤسسة العامة للرعاية الإسكانية في مناطق "مدينة المطلاع - مدينة صباح الأحمد - المنازل الميسرة - شرق تيماء - مدينة جابر الأحمد - جنوب عبدالله المبارك" وغيرها .

19- عودة الكويت لتكون الوجهة السياسية كلاعب رئيسي في منطقة الشرق الأوسط كلاعب سياسي من خلال تقديم المساعدات والقروض والمنح وإغاثة الصومال وسوريا والعراق وفلسطين ومصر والمغرب ولبنان والأردن وتونس والبحرين وعُمان والسودان وغيرها .

20- السماح للأفراد بحق اللجوء للمحكمة الدستورية العليا بقانون أقر في 2013 وكان هذا هو الحدث الإستثنائي الذي لا تملكه إلا 3 أو 4 دول من أصل 193 دولة في العالم .

 لقد كان أمير الكويت الراحل "صباح الأحمد" رجلا استثنائيا بكل المقاييس وكان طاقة جبارة بالعمل والصبر وسياسيا محنكا ودبلوماسيا عريقا ... ولا يوجد رجلا يستطيع أن يتحمل كل هذه الأعباء مثل "صباح الأحمد" الذي تصدى لشراذم تافهة ساقطة وضيعة قاتلت قتال الشياطين والملاعين من أجل الإستخفاف بإنجازات خُرافية لا ينكرها إلا كل مجرم الضمير وحاقد وكاره ومريض ومختل عقليا ومضطرب نفسيا ومن يعانون متلازمة النقص وعقدة الدونية ... أضف فوق ما سبق حكمة وحصافة ودبلوماسية أمير الكويت الراحل "صباح الأحمد" عندما عبر ببلاده وشعبه منعطفات تاريخية في غاية الخطورة كادت أن تغرق الكويت في الظلام ... بل مستحيل أن تستمر دولة وتتماسك وهي تمر بكل سلام في كوارث مثل :

1- الأزمة الخليجية ومدى تأثيرها علينا .

2- مظاهرات المعارضة الخسيسة في 2012 .

3- مخططات الربيع العربي واستهداف قطر للكويت .

4- التفجير الإرهابي في مسجد الصادق في منطقة الصوابر .

5- مؤامرة "قروب الفنطاس" التي تطاولت على نظام الحكم .

6- مؤامرة وفتنة شريط الفتنة التي قادها الشيخ "أحمد الفهد" .

عهد نواف الأحمد 

عهد سمو أمير البلاد الشيخ "نواف الأحمد الجابر الصباح" بارك الله في عمر سموه وألبسه ثوب الصحة والعافية ... كما أسلفت لا يمكنك أن تحكم على حقبة حاكم إلا بعد وفاته ... لكن ملامح حكم سموه بدأت تتشكل وتظهر جليا لنا كمتابعين وراصدين والتي أستطيع توصيفها سياسيا بأنها حقبة عهد يستهدف إصلاح النظام الهيكلي في الدولة ... والتي تتنوع ما بين التطوير والتعديل القوانين والتشريعات ومكافحة الفساد وتفكيك القواعد الإجتماعية التي نقلت "الديوانية للدوام" وتفعيل "القوانين النائمة" ... واحتضان المعارضة في محاولة لكسبها لتهدئة "شارعها الخاص بها" ... ودون شك لا أنا ولا غيري نستطيع أن نؤيد أو نرفض أو حتى نُعقّب على السلوك السياسي لنظام الحكم وعلى رأسها سمو أمير البلاد ... لأنه وبكل بساطة القيادة السياسية بطبيعتها تملك ما لا نملكه جميعا من تقارير أمنية واستخبارية وسياسية واقتصادية وبالتالي قرارات سمو أمير البلاد لا يمكن أن تعقب عليها وإلا أصبحت من الحمقى ومن جهلة السياسة ... لكن بالتأكيد نظام الحكم في الكويت كـ "حكام" هو محل حب وتقدير ومساحة مقدرة من الثقة والإطمئنان ... وكـ "رأي شخصي" أنا لا أتفق مع المعارضة لأن مشروعها هو مشروع مراهقة سياسية تستهدف الإقصاء ولن ننسى اقتراحاتهم بتعديل الدستور في 2012 والذي كان يستهدف تحجيم سلطات مسند الإمارة وإضعاف سلطة الحاكم والذهاب بمشروعهم الساقط لرئيس حكومة شعبي ... والأكيد أن سمو أمير البلاد يرى ما لا نراه جميعنا ولا نملك إلا السمع والطاعة لنظام حكم حكيما عاقلا متبصرا محبا لوطنه ولشعبه إن توجع توجعنا وإن بكى بكينا وإن ضحك ضحنا ... تلك عاطفة وسجية تحكمها فطرتنا البشرية عندما يكون هناك تبادلا للحب والمودة بين الحاكم والمحكوم دون خوفا من سلطات ودون ترهيبا من ممارسات ؟



أقــــرأ أيضا 

أعظم من حكم دولة الكويت على الإطلاق 

https://q8-2009.blogspot.com/2013/02/blog-post_16.html


مختصر : تحليل لسياسة وحكم صباح الأحمد 

https://q8-2009.blogspot.com/2016/09/blog-post_30.html





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم