2023-11-09

الأدوات السياسية التي تملكها الكويت ؟

 

إن العالم بأسره اليوم واقع تحت أحداث استثنائية لم يسبق لها مثيلا في كل التاريخ البشرية على الإطلاق ... ففي هذا العام والعام الماضي خرجت التهديدات النووية على لسان أكبر قادة العالم هذا يهدد وذاك يتوعد ... وعندما يذهب مسؤلين العالم إلى التهديد باستخدام الأسلحة النووية فهذا يعني أن هناك صراع سياسي دامي قد حدث من خلف الإعلام وخلف الأبواب المغلقة وصل لأقصى درجة من انغلاق الأفق السياسي ... واليوم أصبحنا كشعوب أمام تهديدات بعضها سيطالنا تأثيرها بعيد المدى القاسي في الكويت وبعضها تهديد مباشر قريب المدى منا ... فالأول تهديد نووي في الصراع "الروسي الأوروبي الأمريكي" والثاني تهديد نووي في الصراع "الصين وتايوان وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية واليابان وأمريكا" والثالث واضح بحرب كبرى بين "إيران أمريكا إسرائيل تركيا العراق سوريا ودول الخليج" ... كلها أخطار ومخاطر عظمى ستطال الكويت بشكل أو بأخر وفي كل الأحوال الضرر بالغ علينا بكافة الأشكال وهذا ما لا تعيه الحكومة والبرلمان في حالة صادمة من الإنفصال عن الواقع والإستهتار بأمن الكويت القومي ؟

الكويت في وضع لا تحسد عليه بالمطلق وفق معطيات الدول المحيطة بنا فيُقرأ على النحو التالي ... تحالف "إيران العراق" أقوى بألف مرة من "السعودية" التي هي أصلا محاصرة وواقعة تحت سطوة جيرانها "الحوثيين وإيران العراق" ... ومن المهم جدا أن يستفيق الجميع من غفلته ويغير من قناعاته المتخشبة بأن أمريكا ليست آلهــــة أي أنها لا تعلم الغيب ولن تعلمه ... والأدلة التي لا تعد ولا تحصى تثبت أن السياسة الأمريكية هي أغبى من يمكن أن تعتمد عليها جملة وتفصيلا بل ومن الخطر الداهم أن ترتبط بدولة تتغير سياستها حسب أهواء وزاج من يحكم البيت الأبيض ... تارة رئيس كذاب معتوه أحمق مثل "دونالد ترامب" وتارة الرئيس الصهيوني الإرهابي "جو بايدن" ومن قبلهم قائد الربيع العربي "باراك أوباما" ... إذن نحن أمام مراهقين سياسة فقدوا ثقة العالم بهم سياسيا ولم تعد أمريكا دولة يمكن الوثوق بها بالمطلق ... وحتى أنشط ذاكرتكم عندما جاء "ترامب" للسلطة انسحبت أمريكا من اتفاقيات دولية وقعت عليها وتعهدت بالإلتزام بها لكن وفق مزاج الرئيس لا قيمة للإتفاقيات الدولية أيا ومهما كانت ... وكان الإنسحاب الأمريكي من "منظمة الصحة العالمية - مجلس حقوق لإنسان التابع للأمم المتحدة - الميثاق العالمي للهجرة - منظمة اليونيسكو - الشراكة عبر المحيط الهادي - اتفاقية باريس للمناخ - الاتفاق النووي الإيراني" ... كلها دلالات أن أمريكا لا تحترم اتفاقياتها ولا تلتزم بوعودها ولما جاء "جو بايدن" للحكم تنصل من وعوده التي قطعها في حملته الإنتخابية لا بل وأظهر اعترافا علنيا بأنه شريك فعلي علني رسمي في "جرائم الحرب الإسرائيلية النازية" التي ترتكب في غزة أمام مرأة ومسمع من العالم بأسره من قبل "الكيان الصهيوني اللقيط" وداعمته العلنية وشريكته في الجرائم الولايات المتحدة الأمريكية ... إذن نحن أمام مشهد فيه كل الإنتهاك الصارخ للقانون الدولي وسياسة فرض الأمر الواقع بتحدي عصابات لبست ثوب الدول والحكومات ... الأمر الذي يفرض على الكويت أن تعيد قراءة ذاتها وقراءة محيطها وفق الإعتبارات السياسية الصرفة التي تضع الأمن القومي الكويتي في قمة تلك الأولويات ... وأن الكويت يجب أن تستقل بسياتها الخارجية التي كلفتنا الكثير من الخسائر والأضرار والتي دفعنا ثمنها جهلا وحماقة وضعفا ... وحتى نراعي هذا ونخشى زعل ذاك وما هذا وذاك سوى صِبية سياسة لا يفقهون حتى "أ ب ت ث" سياسة" وما وضعوا يدهم في ملف إلا وكانت الهزائم حليفهم المعهود ؟

أدوات الكويت السياسية 

إننا في وضع خطير للغاية والتي تفرض على الكويت أن تتخذ قرارات مصيرية استثنائية حتى ولو كان ثمنها تعطيل الدستور برمته ... وتلك الخطوة الإستثنائية يجب أن تكون من أجل الحفاظ على الكويت وسمعتها الخارجية التي لا أحد من الدول العربية يملك مثيلا لها قط ... مدفوعة الكويت بقوة مركزها المالي وقوة اقتصادها وصناديقها السيادية الداخلية والخارجية وبتحالفات دولية تحترم جدا سمعة الكويت ... ومهما كان الثمن قاسيا فيما سوف تقرؤونه فإنه لن يكون الثمن باهظا مثلما لو تركنا الكويت تسير في سياستها العمياء الحالية والتي قد تضيعنا بنسب عالية مثلما حدث في 2-8-1990 ... فأدركوا واقعا وليست وعود سياسة من دول هي أصلا تستنجد بمن يدافع عنها ومن يساعدها عسكريا واقتصاديا ... وإن كان القانون الدولي اليوم يقف عاجزا أمام عربدة "الكيان الصهيوني وأمريكا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا" فهنا قُرعت أجراس الخطر لديك منذ وقت طويل بأن عليه أن تنظر للأبعد وأن تحتاط أكثر وعليه فإني أرى وأقترح التالي 

1- انسحاب الكويت من "جامعة الدول العربية" وسحب الدبلوماسيين العاملين فيها ردا على ضعف هذه الجامعة التي لم تنجح قط بحل قضية عربية واحدة طيلة تاريخها .

2- انسحاب الكويت من منظومة "دول مجلس التعاون" التي تفككت بسبب كثرة صراعتها وخلافاتها وبزعم السيادة أصبح غالبية أعضاء المنظومة حلفاء للكيان الصهيوني لأقصى درجة مما أضر بالمصالح السياسية الكويتية والتعامل بعد الإنسحاب مع دول المنظومة وفق الإتفاقيات المنفردة لسيادة الكويت وفق الإتفاقيات الثنائية بين الدول وليست الإتفاقيات الجماعية "الورقية" .

3- انسحاب الكويت من "منظمة أوبك" التي أضرت مصالح الكويت الإقتصادية أكثر مما نفعتها ولتنتهج الكويت سياسة "البيع الحر لـ "منتجاتها النفطية" في الأسواق العالمية .

4- العمل بشكل سريع استثنائي على توقيع اتفاقية دفاع شاملة ما بين "الكويت والصين" وإنشاء قاعدة عسكرية صينية في البلاد .

5- توقيع الكويت اتفاقية دفاع شاملة مع "إيران وتركيا وروسيا" دون وجود قواعد عسكرية وتوقيع اتفاقيات واضحة الشكل والمضمون بطريقة الدفاع عن الكويت عسكريا ضد الأخطار الخارجية التي قد تواجه الدولة .

6- تغيير عاجل للحكومة الكويتية وتغيير رئيسها وحل مجلس الأمة المنفصلين عن الواقع المستهترين بكم وحجم الأخطار الكارثية التي تحيط بنا ... حتى ولو اضطر الأمر لـ "تعطيل الدستور الكويتي" وإعلان الأحكام العرفية فلا بأس في ذلك في وضع استثنائي الكثيرين يستهترون أو يتجاهلون بخُرافية عواقبه الوخيمة علينا جميعا ... وتشكيل حكومة طوارئ تدير البلاد خلال 6 أشهر ويجدد لها 6 أشهر أخرى على أن تنتفض الكويت عن بكرة أبيها استعدادا لكل الإحتمالات "راجع الخطط المسجلة على أرشيف المدونة" .

7- سحب الإستثمارات الكويتية من مصر والأردن ووقف ابتعاث الطلاب بكافة تخصصاتهم لديهم ووقف استيراد العمالة المصرية والأردنية . 

تلك الإجراءات تلقائيا ترسل رسالة لحلفاء الكويت من "أمريكا وأوروبا" أن الكويت قد دخلت في مرحلة تغيير سياستها الخارجية والعذر لها بأنها قد بدأت بالعرب وليس شرط العداء لأمريكا في سياسية الأمن الوطني الكويتي والبعد الإستراتيجي السياسي وصناعة التوازنات السياسية المتغيرة بطبيعة الحال ... وفي البند الأول "جامعة الدول العربية" فإنها لن تضر الكويت ولا حتى 1% وكل ما فعلناه أننا خرجنا من "مستشفى للأمراض العقلية والنفسية السياسية" لا قيمة ولا تأثير لها علينا بالمطلق ... وفي البند الثاني "مجلس التعاون" سيحدث زعل لدى البعض ولا تهتم لهم لأنهم عندما ركعوا وخضعوا لأسيادهم في "تل أبيب" ضربوك بعرض الحائط باسم "سيادة دولهم" بل هم اليوم حلفاء وأقرب لإسرائيل منك أنت في الكويت ... وقد يحاصرون الكويت صحيح لكن حصار الدولة الثرية ليس كحصار الدولة الفقيرة ولكم في "حصار قطر" دليلا ومثالا كيف استنفرت قطر وكيف نهض شعبها ونحن نستطيع في الكويت أن نصنع ما تشيب له الولدان ... وأما في البند الثالث "منظمة أوبك" فيمكنك بأن تصنع تحالف اقتصادي بين "تركيا روسيا قطر" بل وتسلم "حقل الدرة" لقطر وتركيا فهم حلفاء إيران فيأخذون حصتهم وتأخذ أنت حصتك بشراكة مباشرة مع السعودية أو منفردا عنها ... وأما في البند الرابع "الصين" فإن قوة الإتفاقية وإغراءات الصين هي من ستقرر اتفاقية دفاع أو اتفاقية دفاع وإنشاء قاعدة عسكرية برية وبحرية لها في "جزيرة وربة" حصريا وليس في "جزيرة بوبيان" ... في البند الخامس "روسيا إيران تركيا" هو تعزيز للإتفاقيات الدفاعية عن الكويت ويجب أن يتوقف الإحتكار الأمريكي والأوروبي ونعلل ذلك أن تلك الإتفاقيات تصنع "حيـــــاد الكويت" في أي حرب قادمة علينا في منطقتنا أو غيرها ... ويعلم الجميع دون استثناء أن دور الكويت سوف يقتصر على تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب المتضررة وليس لدعم الحكومات على حساب حكومات أخرى ... ومدة الإتفاقيات الموقعة مع "إيران تركيا روسيا" 5 سنوات تحصل بمقابلها كل دولة على 5 مليار دولار تدفع سنويا بمجموع 15 مليار دولار ... وتتحمل الكويت تكاليف النقل والوقود والماء والطعام والعلاج ولا تتحمل تكاليف الأسلحة والذخائر والتدريبات والمناورات ... وفي البند السادس والذي يجب أن يعي الجميع له بغاية الحذر والإنتباه أنك كمواطن يجب أن تعلم منطقيا وواقعيا ويقينا أن الحديث وقت السلم يختلف عن الحديث وقت الحرب أو الطوارئ في البلاد ... بمعنى للحديث المترف له وقته والحديث المسؤل له وقته ونحن أمام حديث المسؤل لكن المواطنين بـ "غالبيتهم" لم يدركوا بعد حجم المخاطر الكارثية القادمة نحونا بشكل مؤكد مليار% ... وعليه تنتقل المسؤلية إلى القيادة السياسية مباشرة والمسؤلية الوطنية للمواطنين بشكل تلقائي بديهي فوقت الأزمات يلتف الجميع حول قيادته ووقت الثرثرة قد انتهى منذ العام الماضي لكن لا أحد يريد أن يسمع وعليه يجب أن تتخذ خطوات استثنائية تضمن الأسباب لبقاء الكويت أمنة بأقل قدر ممكن من الخسائر القادمة ... وفي البند السابع فإن الكويت يجب أن تتوقف عن العطايا السخيفة لدول عالة لم نستفد منها سوى أسوأ مخرجات التعليم وأسوأ عمالة وعلى الجانب لأخر هو ردا على تخاذل تلك الدول وتواطؤها مع الكيان الصهيوني النازي بجرائمه ضد إخواننا في غزة ... ومن اليوم يجب على الكويت أن تتوقف في سياستها بإنقاذ أنظمة حكم وحكومات فهذه السياسة لم تعد ذات نفع وليست ذات مصلحة سياسية للكويت ... وسوف تحدث هجمات إعلامية ممنهجة ضد الكويت وسوف نرد عليها ردودا قاسية لكني أؤكد لكم أنها حملات مؤقتة لأن أصلا ليس أمام تلك الدول التي ستهاجم الكويت وشعوبها الوقت الكافي فالمنطقة تغلي وفي أي لحظة الإنفجار واقع لا محالة ؟

أكتب ما سبق وأنا الخبير في الشأن السياسي وأقرأ وأرصد الأحداث وأرى أحداثا كارثية قادمة نحونا ... وإني قد كتبت ونشرت ناصحا محذرا حكومتي من تلك الأخطار لكنها حكومة لا تسمع إلا نفسها تجهل حقيقة ما يحدث ... وأظن وأعتقد أنها استكانت لتطمينات من دول إقليمية وهنا الكارثة أن تثق بدول هي بذاتها ونفسها غير واثقة بالمطلق لما سيحدث لها في قادم الساعات والأيام والأسابيع ... وعليه فإن استنفار واستفراد الكويت "دبلوماسيا وسياسيا وعسكريا واقتصاديا" هو أمر طبيعي في حدث استثنائي لم يسبق له مثيلا في منطقتنا العربية وفي الملفات الدولية والتي تضعنا بشكل تلقائي تحت واقع مؤكد لـ 3 حروب كبرى قد تهدد ليس الكويت وشعبها فحسب بل وحتى وجودنا ككل ... وبسبب هذه الحكومة المستهترة الجاهلة الحمقاء أضاعت علينا في الكويت وقت ثمين لا يقدر بثمن ... وإني أحذر ثم أحذر أن الجبهة الداخلية الكويتية بحاجة ماسية إلى إعادة ضبطها وأحذر من خطط الطوارئ الورقية التي لا تحاكي الواقع بالمطلق ... وإني أنادي بإجراءات استثنائية لخطط طوارئ ميدانية كبرى تضرب البلاد من شرقها لغربها ... وأطالب بمنحة مالية ما بين 2.000 إلى 3.000 دينار تصرف لكل مواطن كويتي تعلل ويعلن عنها أنها "منحة طوارئ" ينفقها الشعب الكويتي على شراء مستلزماتهم من "مستلزمات الطاقة الذكية - مولدات كهرباء - دواء ومستلزمات طبية - تخزين المواد الغذائية لسنة على الأقل" ... بالإضافة إلى إعلان الحكومة عن إسقاط فواتير الماء والكهرباء عن "السكن الخاص" + إعلان توفير مواد التموين بالمجان حتى إشعار أخر ... كلها إجراءات تضمن للحكومة القادمة أن تعمل بأريحية ترفع عنها أي ضغط شعبي شديد من الشارع الكويتي في الكوارث القادمة + تفكيك "سيكولوجية الهلع الإجتماعي" بمنح وقت كافي للشراء والتخزين ... أضف إلى ذلك إلى أنها سياسة تحميل المواطن مسؤلية نفسه في الأزمات القادمة وليتحمل كل مواطن تلك المسؤلية والدولة لن تلتفت لشراذم توافه المواطنين وقت الأزمات لأن لديها ما هو أهم من هؤلاء شراذم الحمقى ... بمعنى عطيتك وسنّعتك طلعت مو كفو ادفع ثمن استهتارك ... والصحف الورقية ستعود من جديد والراديو سيكون أهم من الهاتف الذكي لأن شبكة الإنترنت قريبا البشرية ستودعها ... يا كرام نحن على أعتاب تغيير شامل في منطقتنا والعالم فإن لم تدركوا ذلك فاستعدوا لضربات من الألم المبكي والندم العظيم والثمن الباهظ لقوم لم يعملوا بالأسباب ... وسيلعنكم أبنائكم وأحفادكم كم كنتم جهلة سفهاء حمقى رفض غالبيتكم أن يشعر بالمسؤلية وغالبيتكم استهتر بنعمة أرض الكويت وكان ديدنكم اليوم هو حالة من ألا مبالاة وكأن لا شيء يحدث بالقرب منكم ... ألا هل بلغت اللهم فاشهد ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم