2023-11-05

المدني بالمدني والعسكري بالعسكري كما حثت عليه الأديان السماوية ؟

 

الجرائم والمجازر الصهيونية لها تاريخ طويل مع الشعب الفلسطيني حتى أن بعضها ارتكبت بمزاجية بدافع الكراهية الصرفة ... والحديث أن ما يحدث في "غزة الصامدة" هي ردة فعل طبيعية لعملية "طوفان الأقصى" هي حجة المتصهينين العرب الذين يكرهون الحق كعادتهم ... ولن ينظروا أصلا إلى مجزرة الكيان الصهيوني التي ارتكبت في مايو الماضي من هذه السنة 2023 والتي راح ضحيتها أكثر من 300 نفس بريئة  ... ولن ينظروا إلى أن في عام 2014 وحده قتلت "إسرائيل النازية" 500 طفل فلسطيني في غزة بتوثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والقائمة لا تنتهي من جرائم ووحشية "إسرائيل الإرهابية" ... وما يحدث اليوم من "إبادة جماعية" بحق أهل قطاع غزة هي قراءة سياسية كما أسلفت في "الموضوع السابق" هو تأكيد أن القانون الدولي قد انتهى وهناك اليوم "قانون الواقع - قانون القوة - قانون الأمر الواقع" ... وإن كنا نغض الطرف عن أحداث سابقة فاليوم أصبح المشهد علانية أمام مرأى ومسمع من البشرية كافة ... ولأن هناك ثمنا باهظا وقاسيا جدا بزوال القانون الدولي والذي أصبح يقف عاجزا دون أن يتحرك للقصاص من "إسرائيل النازية" ... فهناك واقعا ومستقبلا يخبرك ماذا يعني أن يزول القانون الدولي ويوفر الحماية للقتلة والإرهابيين ومرتكبي جرائم الحرب بازدواجية معايير وضيعة للغاية وفي قاع الخسة الدولية ... وسوف يحل محل القانون الدولي القواعد الدينية "فرضا" والتي ورد ذكرها في "التوراة والإنجيل والقرآن" مجتمعين بنفس اللفظ ونفس المعنى تماما ؟

"العين بالعين والسن بالسن"

في التوراة في سفر الخروج في الإصحاح 21 في "23 - 25" { وإن حصلت أذية تعطي نفسا بنفس وعينا بعين وسنا بسن ويدا بيد ورجلا برجل وكيا بكي وجرحا بجرح ورضا برض } ... وأيضا في اليهودية في سفر اللاويين "20 - 24" { كسر بكسر وعين بعين وسنّ بسن كما أحدث عيبا في الإنسان كذلك يحدث فيه } ... وفي سفر تثنية الذي يتفق عليه "اليهود والمسيحيين" في الآيات "19 - 21" { لا تشفق عينك نفس بنفس عين بعين سن بسن يد بيد رجل برجل } ... وفي إنجيل متى "7 - 12" { فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضا بهم لأن هذا هو الناموس والأنبياء } ... وفي القرآن الكريم في سورة المائدة في الآية 45 { وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص } ... وفي سورة البقرة في الآية 178 { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الْقِصَاصُ في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى } ... إذن إذا ضعف أو تلاشى أو فسد القانون الدولي فيحل مكانه بشكل تلقائي الكتب السماوية باختلافها التي تُجمع وتتفق قطعا على عدالة القصاص في مسائل الظلم والقتل ... وفي الكتب السماوية لا توجد صفقات سياسية ولا "فيتـــو" مجلس الأمن ولا هرطقات مؤيدين ومعارضين بل واقع وأدلة وشهود والقصاص لا جدال فيه بالمطلق ... سرق أرضا تسترد ويعاقب ولو كانوا شعبا من اللصوص مثل بني صهيون في "فلسطين المحتلة" ... قَتل يُقتل ولو كان أثرى الأثرياء ولو كان رئيس دولة ولو كان رئيس حكومة ولو كان من يكون ... لكن الأمم التي تدعي التحضر والتمدن والتطور لا تريد للدين أن يتدخل في حياتهم وسياساتهم بالمطلق ممنوع ومحظور ... والسب اتضح بديهيا أنهم "سياسيا" سيظهرون بأنهم خانوا الله وكتبه "التوراة والإنجيل" وخانوا رسله "موسى وهارون وعيسى ابن مريم" عليهم السلام جميعا ... من خلال الكم المهول من تاريخ سياسات العدوان والغزو والإحتلال والربا والمؤامرات الإقتصادية طيلة مئات وآلاف السنين ... أما "اجتماعيا" فالأديان ستدينهم قطعا بنجاستهم وإثمهم وكفرهم من خلال الأفكار ومعتقدات الشذوذ الجنسي بكافة أنواعها وأشكالها ... وعلى الجانب الأخر المجتمعي فإن الأديان السماوية "التوراة والإنجيل" ستدين شعوبا بأكملها ودون استثناء كيف صمتوا على "ألا دينيين والملاحدة" وغيرهم في بلادهم ... هذا ناهيك أنهم من الأساس كانوا يرتكبون مجازر القتل والغزو والسرقات في سالف الزمان باسم الدين ... إذن نحن أمام برابرة أرسل لهم الله سبحانه رسولين وشريعتين "موسى وهارون وعيسى" كما ورد في سورة آل عمران { ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولا إلى بني إسرائيل } ... وفي سورة الصف { وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } ؟

بعدما سبق من استدلالات موثوقة المصدر يقينة العقيدة واقع الأدلة على الأرض فإن من الواضح استنتاجا وقراءة للمستقبل أن الأديان السماوية ستعود لتحكم البشرية من جديد ... بعدما سحقت "الدول العظمى" بأقدامها القانون الدولي وكل دولة منها توظفته وفقا لمصالحا السياسية ... ليكتشف اليوم من كان يؤمن بالقانون الدولي أنه كان يعيش في مسرحية سخيفة ممثلوها الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التي تمتلك حصريا دون سواهم "حق النقض - الفيتو" ... والذي يجيز لـ "أمريكا - الصين - روسيا - بريطانيا - فرنسا" ما لا يجيز لأكثر من 180 دولة عضوا في الأمم المتحدة ... بمعنى سلّم ووضع مصير البشرية بيد 5 حكومات أوغاد لتتحكم بالقانون الدولي وتستخدمه وقتما شاءت وتستغله كيفما أرادت دون أدنى حياء من الأخرين في تمثيلية "العدالة الدولية" ... وما يحدث اليوم في "غزة الصامدة" ينسف كل القيم والمبادئ التي قامت عليها "هيئة الأم المتحدة" بانتهاك صارخ للقانون الدولي وللإنسانية البشرية يوم ظل العالم متفرجا على غزو هنا واحتلال هناك وانتهاك هنا ومجازر هناك ... وما يحدث اليوم في غزة فإن التاريخ لن يغفر لـ "بعض" حكومات الدول العربية والإسلامية الضالعة في هذه الخيانة ضلوعا مباشرا خسيسا وبتنسيق كامل ومستمر مع الكيان الصهيوني في كفــــــر واضح لا يقبل الشك بالمطلق ... ولو كان للشرع صوتا ولسانا لنطق وصرخ بأعلى الصوت بأن هؤلاء الحكومات وحكامهم كـــــفار خونة عملاء وأعانوا على الإسلام والمسلمين وشاركوا فعليا بذبح وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز وهم يبتسمون ويخرجون باستعراض مسرحي سياسي في غاية الخسة والدناءة دون أدنى حياء حتى من الله سبحانه ... وعليه فإن الحق والعدل مدفوعا مستندا للكتب السماوية "التوراة - الإنجيل - القرآن" كلها تنادي وتؤكد بل وتدفع بعدالة "العين بالعين والسن بالسن" ... وبمعنى أكثر دقة بما أن القانون الدولي انتهى ولم يبقى له أدنى قيمة فإن القتل عدلا وتوازنا  على أرض الواقع يجب أن يكون "المدني بالمدني والعسكري بالعسكري" ... وكما تَقتل مدنيا هناك يجب أن يُقتل مدنيين من عندك وكما تقتل مقاوما يجب أن يُقتل عسكريا لديك ... ولطالما حذر ونبه منذ عشرات السنين آلاف الباحثين والمحللين أن سياسة الدم لا تخلف إلا دما في المقابل لأنها فطرة البشرية منذ قرون ... واليوم الكيان الصهيوني بغبائه التاريخي المعهود لا يعلم أن كل من يقتلهم اليوم من المدنيين فإن ذويهم تلقائيا هم مشاريع مقاومة قادمة ... وأن الشعب الفلسطيني اليوم هو أكثر حدة وأكثر رغبة بالمقاومة والأخذ بالثأر كما هو حال مئات الملايين من الأمة العربية والإسلامية التي اليوم لا تريد أن تتوقف الحرب بل تريد الحرب والأخذ بالثأر من حكومات قتلة وإرهابيين ونازيين ... بل وحتى عصابات المافيا التاريخية والعملاقة لديها أخلاق في صراعاتهم بعكس هؤلاء الدول النازية التي شكلت تحالف مجرم للدفاع عن كيان تاريخه كله قتل وإرهاب ومجازر بحق المدنيين الأبرياء ... ستسود الفطرة البشرية وستطبق شرائع الكتب السماوية حرفيا شاء من شاء وأبى من أبى وليذهب القانون الدولي إلى الجحيم والخونة من الأعراب الأنجاس مع أسيادهم خالدين في جهنم ؟ 





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم