2014-05-06

أنت أصيل .. أنت مو أصيل ؟


حقيقة لا أعرف ما الهدف من صياغة وتعمد سرد الأصل والفصل والتفاخر الجاهلي بين بعض الناس العامة ... أعرف أن من هوايات العرب وحبهم بتفاخر الأنساب منذ أيام الجاهلية إلى أيامنا هذه ولو أن في أيامنا هذه ضعفت الأنساب بشكل كبير جدا ... لكن هناك أمرا غير مفهوم ومحير ؟

هناك من يحاول إثبات بأنه مرجعا وتاريخا ونابغة في أنساب العرب ... والحقيقة أن هناك عبث في الأنساب بفعل السنين وكثرة المؤرخين وكثرة من اشتروا الأنساب بالمال ... وأيضا هناك أسر قد تلاشت وضعفت وقل عددها لأسباب لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ؟

الغريب في الأمر أن هناك من هم جاهلون في التاريخ والأنساب والأصول وحقيقة معرفتها فينسبون أهل الحسب والنسب إلى غير موضعهم وفي غير محلهم ... والأكثر حكمة من ذلك أن أهل الأصل والفصل يلتزمون الصمت بعدم الرد على جهالة وسفاهة مثل هؤلاء عن قناعة بأن هؤلاء لا يفقهون شيئا ... ومن الأمثلة أن هناك من يعيب على أسرة معينة أو على قبيلة معينة وهو جاهل بتاريخها العريق وبأنسابها ومصاهرتها الكريمة ... وهذا يحدث ليس لشيء إنما يحصل بسبب أن له موقف معين بشكل سيء مع أحد هذه العائلة أو هذه القبيلة وهذه هي الجهالة بعينها ؟

في الكويت أكثر العوائل تلقائيا ترجع إلى القبائل باختلاف أسمائها مع كل احترامي وتقديري لجميع العوائل ... ومع ذلك هناك من الأغبياء من يصور لمن حولهم من السذج بأن العوائل الكويتية مشكوك في أصولها ... بينما لو بحثنا في أصل وفصل هذا الكائن المشين لوجدنا الخزي والعار والتزوير في تاريخه ؟

إن معرفة أصول الأنساب والتفاخر الجاهلي فيها مسألة نهى عنها أشرفنا وأطهرنا – عليه الصلاة والسلام – عندما قال : أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة .

قد يقول قائل منكم في نفسه أني سردت هذا الموضوع لضعف في نسبي ؟
معاذ الله رب العالمين ولله الحمد والمنة والفضل بأن أصولي مثبتة وموثقة ومسجلة ومعروفة تماما وقادرة على إحراج كائن من يكون ... لكن لا يريد أحد أن يعترف ويقر بأن الوقت قد تغير وأن الظروف أجبرت كبار القوم على المصاهرة مع من لا شأن ولا وزن لهم وصولا حتى لمن ليس لهم أصل وفصل ... وكم أعرف من أسر عريقة وقبائل كبيرة تصاهرت مع أسر الطيب فيهم يعرف 4 أسماء من أجداده بالكثير ؟


في الجهة الأخرى هناك وضاعة وعقول غبية بأن يعاب الرجل أو المرأة بأمه أو بأمها ... كمثل الذي يقول : هذا أمه عراقية وهذه أمها مصرية وهذا أمه عبده ( أي سوداء البشرة ) وهذه أمها إيرانية !!! يا أخي لو أمه إسرائيلية يهودية كافرة ( والعياذ بالله ) لحق له بأن يفاخر بها فما لكم أنتم ومال الأمهات ؟ أليست تلك الأمهات الكريمات أنجبنكم وسهرن عليكم أم وصلت بكم الأمور إلى العقوق والنكران والجحود ؟ أم أن أمك أنت أو والدتك أنت هي فقط البطن الطاهر وهي فقط من تملك الحسب والنسب في التاريخ أم والدتك من المبشرين بالجنة ؟ أليست تلك الأمهات من أنجبن رجالا ونساء تولوا أعلى وأكبر مناصب الدولة ؟ أليس من هؤلاء الأمهات التي تعيبون بأصولهن من أنجبت الشهيد والشهيدة تاج رؤوسكم شهدائنا الأبرار شرف الكويت والتاج التاريخي للوطن ؟ 


هل من عاقل يرشدني عما حل بأسرة فاروق مصر وكيف كانت حياتهم وتفاخرهم بالأنساب ؟ هل من عبقري يخبرني أين هم آل البيت – عليهم السلام – وكيف وصل بهم الحال بأن تقطع أوصالهم فأصبح هذا يعيش في الكويت وهذا يعيش في السعودية وهذا يعيش في العراق وهذا يعيش في أمريكا وهذا يعيش في كندا ومن سابع المستحيلات أن يتم جمع شملهم ؟ هل من خبير يخبرني كيف أعرق الأنساب تزاوجت وتصاهرت من من لا حسب ولا نسب لهم ؟

من منكم يجرؤ على سرد سلسلة زواج بعض أبناء الأسر الحاكمة في الخليج من أجنبيات وعربيات ولا يزالون ؟ لا تجرؤون على ذلك فلو تصاهروا مع الجن الأزرق فلا أحد منكم يستطيع بأن يتفوه بحرف واحد ... فما لكم تستعرضون مهاراتكم هنا وتجبنون هناك ؟ أليس هناك أمراء وشيوخ أمهاتهم لبنانيات وسوريات وعراقيات وحتى أجنبيات ؟ فلماذا عندهم تطأطؤون الرؤوس وعلى الغير ترفعونها ؟ وأليسوا بشرا يحق لهم أن يختاروا ويتزاوجوا أم أن المسألة لديكم مبنية على فرض الأمر الواقع والإجبار مثلما هو حاصل في الكثير من الزيجات وكانت النتيجة الخيانة والغدر وسوء التدبير والطلاق وما إلى ذلك ؟

لا يتفاخر بالأنساب إلا المعتوه أو المشكوك في أصله ونسبه ولا يعيب على الناس في أصولهم وأنسابهم إلا كل رويبضة وجاهل ؟

عن أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر .
منسأة تعني العصى الغليظة

قبل لا تتفلسف على أصل وفصل هذي أو هذا شوف أصلك بين أهلك ولو بحثنا فيه وفيكم لضربتك الجلطة ... فأقنعة النفاق والغرور تسقط أمام سلطة الواقع الذي لا يقبل الشك والتاريخ الذي لا يقبل التحريف ؟


كفوا أذاكم وطعنكم وتشكيكم في الأنساب والأعراض يرحمكم الله في الدنيا والآخرة


دمتم بود ...

وسعوا صدوركم