2017-05-03

فئــة ترفض واقـــــــعكم المقزز ؟

هناك فئة في كل مجتمع ترفض واقعها رفض الواقع ليس المعنى أن ترفض التقدم والتكنولوجيا وتواكب أو تعلم ما يستجد وما يستحدث من أخبار ومعلومات وابتكارات واختراعات وصناعات وووو وغيرها ... كلا وأبدا بل هم فئة ترفض الواقع وتحديدا واقع مجتمعها أو بيئتها ... وهذه الفئة لم تصل إلى هذه المرحلة من الخسارة المجتمعية صدفة ولم تأتي من فراغ كلا وأبدا ... بل جاءت بعد فترة وسلسلة من التناقضات التي ضربت كل المجتمعات العربية قاطبة فأصبح هناك الفساد والواسطة في الدولة المبني والمؤسس على النفاق الإجتماعي لدرجة أن الغالبية أصبحوا يكذبون دون أن يشعروا وربما أصبح الكذب يسري في شرايينهم مجرى الدم ؟
الفئة التي ترفض الواقع من الطبيعي أن تكوّن العداء من طرف واحد أي الطرف الآخر وليس من طرفها لأنه من المفترض أن تلك الفئة ابتعدت أصلا عن 90% من مجتمعها وقلصت أعداد معارفها ومسحت عشرات الأرقام من هواتفها ... ليس لشيء إلا أنها أدركت أن العالم والحياة ليست بحاجة إلى هذا الكم من الأشخاص في وقت بهاتف واحد وأنت جالس في مكانك تستطيع أن تفعل ما تشاء من فرط الخدمات العامة والشخصية عبر الهاتف ... هذا بالإضافة إلى تلك الفئة هم صادقين مع أنفسهم بنسبة من المفترض أن لا تقل عن 90% وليس 100% لأنهم بالأساس بشرا يصيبون ويخطؤون ... لكن بشكل عام هم واضحون جدا وصادقون جدا ولا يهابون شيئا لأنهم واضحون لكن ابتعدوا عن من حولهم وأخذوا ركنا بعيدا أو صنعوا لأنفسهم عالما جديدا خاصا بهم كمثل الدعاء القائل : اللهم اكفني شر عبادك اللهم اكفينهم بما شئت ؟ 

غرق المجتمع بالنفاق والكذب والمجاملات الوقحة التي عادة ما تكون على حساب الإنسان نفسه مستهلكة جزأ كبيرا من طاقته وخلاياه وعقله وصحته ونفسيته وصولا إلى جيبه وماله ... فعبثوا بالمسميات وأوجدوا البدائل للأعذار والحجج فغيروا النفاق إلى الواجبات الإجتماعية والكذب إلى ضرورة النجاح والغدر بالصديق والزميل إلى البقاء للأقوى أو للأفضل ... فصنعوا من حولهم شباك معقدة الخيوط ظنوا أنها القدرة والذكاء ولم يعلموا أن هم وبيوتهم أوهن من بيت العنكبوت فلم يكن هناك إنسانا مخلدا ولم يدم حال إنسان على حاله ودوام الحال من المحال ... وبسبب واقعكم المقزز انظروا من يغدر بوطنكم ويسرق أموالكم ويستولي على أراضيكم ويعين عليكم دول خارجية ويتجسس عليكم ويهتك عرض وطنكم حتى أصبح الباطل فضيلة والقبح جمال والحق عيبا فأوصلتم إلى مجلسكم أسوأ كائنات عرفها وطنكم فأخرجوا أضعف وأسوأ التشريعات بذمة مالية لا أحد يعلم عنها شيئا فمن يدخل فقيرا يخرج غنيا وكأن الأمر أصبح جدا طبيعي في مجتمع أللا طبيعي ... فوصلتم إلى مرحلة أخذ الحقوق بالتذلل والإمتنان وكأن الحق أصبح جميلا ومعروفا معلقا في رقابكم إلى يوم الدين ... وكل فاسد تعرفونه تستقبلونه وكأنه من أشراف الخلق وتفتحون له أبوابكم وكأنه ذوو شأن عظيم وتفرشون له الموائد وكأنه أنقذ شرفكم ... ولذلك مجتمعكم المنافق الوقح الكذاب لا نتشرف فيه ولا نرحب به ولا نعترف به لأن ضمائركم ماتت وأماناتكم ضاعت ودخلتم في خانة المنافقين منذ وقت طويل ... إنها صنائعكم فهنيئا لكم ما صنعتم ويسعدنا أن نقف متفرجين على خيبات آمالكم التي لا تنتهي ؟
الفئة التي ترفض الواقع وأنــــا منهم لم نتخذ القرارات الصعبة إلا بعد أن فهمنا حقيقة الواقع الصادم وهشاشة العلاقات وتفاهة أغلب الناس ولذلك عالمنا عالم الشذوذ الفكري لمن يصعب عليه الوصول إلى مدركاتنا ... والغرور لمن يعجز عن فهمنا والطعن بالظهر عبر نسج الإفتراءات والأقاويل لمن لا يجرؤ عن مواجهتنا وجها لوجه ... كلها أمور طبيعية جدا عندما أدركنا أننا نعيش في مجتمعات العاجزين والمنافقين والأفاقين الذين يوهمون أنفسهم بأنهم يعرفون كل شيء عنا وفي حقيقة الأمور وبدقة الصورة هم لا يعرفون أي شيء بل خيّل غبائهم إليهم أنهم عباقرة زمانهم ... ولو جلسوا وعرفوا الحقيقة بدقتها لاكتشفوا أنهم مجموعة بهائم ظلمت من سجنوا في حدائق الحيوانات وتركتهم أحرارا ... ولذلك نحن نعرف متى نطلق لجرأتنا العنان لتضع كل في حجمه الطبيعي ونعرف متى نصمت ونكرم أنفسنا بالترفع عن السفهاء أيا كانت أسماؤهم ومكانتهم ومراكزهم وشخوصهم وبعدهم وقربهم منا سواء من الأهل أو الأصدقاء والأقرباء أو من العامة ؟

من اختار أن يكون في صف المنافقين والدجالين والجبناء لا يحق له أن يشتكي من ظلم وجور وغدر الناس ولعبة الزمان



دمتم بود ...



وسعوا صدوركم