2017-11-07

حقيقة الإنتقال من زمن إلى زمن آخر ؟

منذ سنوات طويلة تتجاوز مئات السنين وإلى يومنا هذا وعلماء الفيزياء يحاولون فهم وحل انتقال الإنسان من زمن "الحالي" إلى زمن ماضي أو مستقبل ... مستندين على القرآن الكريم في سورة النمل في قصة سيدنا سليمان عليه السلام وجلسة النقاش التي دارت بين سليمان وبين خدمه من الجن فيما يخص الملكة بلقيس ملكة سبأ في اليمن ... { قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ... قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين ... قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم } ... ورويت تلك القصة في التوراة والإنجيل أيضا ... لكن العلماء ذهلوا وصعقوا كيف ينتقل عرش ومبنى وأثاث وغير ذلك بلمح البصر ... مما فتح أبواب التفكير "العلمي" ليتطابق مع الواقع ويصدقه العقل والمنطق لأن العلم بشكل عام لا يؤمن بالمعجزات بل بالواقع الذي يستند إلى ما يمكن تسفيره وإدراكه ؟
فجرت رواية آلة الزمن "Machine Time The" التي ألفھا "ھیربرت ویلز" عام 1895 حول مخترع غریب التصرفات توفيت حبیبته في حادث فصنع من أجلھا آلة عجیبة يستطيع من خلالها السفر إلى الماضي على أمل أن یعیدها إلى الحیاة عن طریق تغییر الأحداث التي أدت إلى موتھا لكنه یكتشف بأن تغییر القضاء والقدر مھمة مستحیلة فیقرر عوضا عن ذلك الانطلاق في رحلة إلى المستقبل ... والخيال بشكل عام هو حق لكل إنسان إلى أن جاء القرن التاسع عشر عندما نشر العالم اليهودي الألماني "ألبرت اینشتاین" نظریته النسبیة الخاصة وألحقھا بالنسبیة العامة ...  وقد قلبت ھذه النظریة الكثیر من مفاھیم ومبادئ علم الفیزیاء والفلك رأسا على عقب فمنذ آلاف السنین تعامل الإنسان مع ثلاثة أبعاد مكانیة ملموسة لتحدید مواقع الأشیاء وحساب المسافات التي تفصل بینھا وھذه الأبعاد ھي "الطول والعرض والارتفاع" ... لكن اینشتاین أضاف بعدا رابعا ھو "الزمن" وھو حسب نظریته لیس شیئا ثابتا كما تعودنا علیه دائما بل ھو نسبي قابل للتغیر فكلما اقتربت سرعة جسم ما من سرعة الضوء تباطأ الزمن بالنسبة إلیه أي أن الشخص الذي یسافر في مركبة فضائیة متطورة بسرعة تقارب سرعة الضوء "186.000 میل في الثانیة = 300 ألف كيلومتر في الثانية" سیمر علیها الزمن بصورة أبطأ من الشخص الذي یعیش على الأرض  ... وعلى ھذا الأساس فالسفر عبر الزمن ممكن "نظریا" فحتى یسافر شخص ما إلى المستقبل ما علیه إلا أن يذھب برحلة فضائیة بسرعة الضوء ثم یعود بعد عدة سنوات لیرى الأرض وقد شاخت وهرمت عشرات السنین بینما لم یزداد عمره ھو إلا سنوات قلیلة ... لكن ماذا لو وجد الأرض بعد مئة سنة وقد تضاعف عدد سكانھا وشحت وقلت مواردھا وازدادت الحروب والمجاعات فيها وعلیھا ؟ ... بالتأكيد سیندم على سفره وسیتمنى لو یستطیع العودة إلى الماضي وھو أمر ممكن أیضا من الناحیة "النظریة" ؟
إذن الأمر محصور بين النظريات التي تقبلتها عقول علماء الفيزياء لكن كحقيقة ملموسة وواقع فالأمر مستحيل ... والأكيد وأنا أقولها بكل ثقة "ستعجز البشرية وكل علماء الأرض أيا كانوا ومهما كانوا ومهما وصلوا إليه من علم أن ينتقلوا إلى الماضي ولا حتى لساعة واحدة" ... فتلك معجزات وقدرات تفوق قدرات الأرض والإنسان إلى قيام الساعة وما حدث مع سيدنا سليمان هي من معجزات رب العالمين "الحصرية" لخاصته في الأرض وتحديدا من الأنبياء والرسل ... فدعا سليمان ربه وقال { قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب } ... ويتضح جليا من الآية لكريمة أن سيدنا سليمان كان المخلوق الإنسان الوحيد على وجه الأرض الذي "كــــــان" يملك قوة لم ولن يحصل عليها كائن من يكون ولا أي دولة على وجه الأرض وفي كل التاريخ البشري وإلى قيام الساعة ... فمن المجنون هذا الذي يقاتل جيشا لا تراه العين البشرية المجردة الذي كان يملكه سيدنا سليمان وقدرات فارقة لا تصدقها ولا تدركها العقول ولا حتى تستوعبها ... فلولا أن تلك القدرات ذكرها رب العالمين جل علاه في كتابه الكريم لما صدقناها جملة وتفصيلا ... إذن مسألة العودة بالزمن إلى الوراء هو المستحيل بعينه لكن الذهاب بالمستقبل إلى الأمام ممكن "نظريا" ... وقد اكتشف العلماء أن هناك إشارات وذبذبات تحدث قبل وقوع الأمر أو الشيء بفترة زمنية لا تتجاوز الساعات كما حدث في أحداث 11 سبتمبر في نيويورك وقبل ارتطام الطائرتين في البرجين ظهرت ذبذبات وإشارات في تمام الساعة الخامسة صباحا تنذر بوقوع الهجوم والعمل الإرهابي وقع في الساعة 8.30 صباحا ... ويعكف العلماء حاليا على الكشف عن حقيقة تلك الذبذبات وجعلها حقيقة مرئية من باب الإنسانية وحماية العالم من وقوع الجرائم والكوارث ... كمن يقول لك : لا تخرج اليوم لأنك ستقتل أو ستتعرض لحادث دهس ... إذن الأمر ولب الموضوع هل يمكن أن نعود بالزمن إلى الوراء ؟ كلا بل مستحيل ... هل يمكن أن نسبق الزمن ولو لساعات ؟ نعم ممكن والعلماء أثبتوا ذلك بشكل عملي وعلمي ؟  

العلم بحد ذاته معجزة أن يكتشف الإنسان ملكوت وخلق وقدرات رب العالمين سبحانه الذي ليس كمثله شيء في الأرض ولا في السماء 



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم