هناك لبس وتداخل في المفاهيم عن بر
الوالدين وهذا اللبس أو الخطأ في الفهم ناتج عن التظليل الديني الذي أوصل العامة
لاعتقاد أن الوالدين حقوقهم على الأبناء هي حقوق مطلقة ... بينما الحق والعدل هو
أن الوالدين حقوقهما وبرهما ليس بالمطلق ... ولا مطلق إلا لرب العالمين سبحانه جل
علاه ... ومن سوء الفهم يعتقد الكثيرين أن الوالدين هما أصحاب فضل على أبنائهم
بينما في حقيقة الأمر أن ما فعله الوالدين هي أمور من الفطرة الإنسانية والبشرية
منذ الخليقة ... وتتحمل الأم نسبة لا تقل عن 80% من تربية أبنائها ؟
هل ما تقوله يعني أن لا نبر بوالدينا
؟
كلا وأبدا ولم ولن أقول ذلك ... بل
ما أود قوله إن في أيامنا هذه اختلف الآباء والأمهات بشكل كبير جدا وخطير جدا
البعض منهم وليس الكل ... فمن الطبيعة البشرية أن كبير السن من عمر 60 وما فوق
يعرف جيدا أنه قد بلغ من العمر عتيا ... وقد داهمته الأمراض المختلفة وأوجاعها
وتلقائيا تتغير شخصيته ويخضع لمن حوله ويتودد لهم ويشكر ويثني على من يقوم على
خدمته أو رعايته ... وهي من الواجبات التي لا جدال ولا نقاش حولها بأن تحترم كبير
السن وترعاه وتعطف عليه وتحسن أدبك معه ابتغاء مرضاة الله سبحانه ثم عملا
بأخلاقياتك ونوعية تربيتك سواء كان والدك أو والدتك ؟
حديثي عن مثل هذه النوعيات من الآباء والأمهات كالتالي
1- أب يكفر بالله والعياذ
بالله ويشتمه علنا أمام أبنائه .
2- أم تعمل ليل نهار على
خراب بيت ولدها كرها بزوجته .
3- أب يشتم كبار ملائكة
الرحمن جهارا نهارا ودون حياء .
4- أم لا شغل لها إلا الطعن
بالأعراض وهتك الأستار للأقرباء .
5- أب لا يصلي ولا يصوم
ويشرب الخمر حتى في شهر رمضان .
6- أم من شر لسانها أوصلت
ولدها إلى جلطات القلب والمخ .
7- أب بذيء اللسان حتى
الأموات في ذمة الله لم يسلمون من الطعن بأعراضهم .
8- أم تصول وتجول بين السحرة
في الكويت وخارجها ضرا بالأقرباء والناس .
9- أب فاسد كبير في السن
متيما في الخادمات وكثير التحرش بهم .
10- أم تتحرش بزوج ابنتها وتتزين له بلباس فاضح بحجة أنه مثل
ولدها .
11- أب أمضى أكثر من 50 سنة من
حياته في الزنا والخمر والقمار ظلم أهل بيته .
وحتى في الزواج استعبد بعض الآباء والأمهات أبنائهم بالزواج وبالفرض والإكراه والإجبار وهذا ما لا يجوز شرعا ... بل كثير من الزيجات وقعت وحدثت وهي مخالفة لشرع رب العالمين مخالفة صارخة لا لبس فيها أبدا ؟
هذه حالات حقيقية وليست من نسج
الخيال فهل مثل هؤلاء يستحقون البر أو الإهتمام بهم ... بالتأكيد كلا لا يستحقون
... فمن رزقه رب العالمين بر الأبناء وهو كافر جاحد بهذه النعمة لا يستحق هذا البر
... وما ذنب الأبناء أن يسمعوا ويشاهدوا والدهم وهو يتطاول على الذات الإلهية
والأنبياء والرسل والإسلام والصالحين منه المسلمين ... وما هو ذنب الأبناء والبنات
وهم يرون والدتهم تعمل ليل نهار في السحر والعمل على ضر الناس والأبرياء ... ليس
لهم أي ذنب سوى أن والديهم أو أحدهما كفر برب العالمين وجحد نعمه التي لا تعد ولا
تحصى ... فهل مثل هؤلاء يستحقون البر والتقوى والإحسان ؟
إن الوالدين هم العينين في رأس كل
عاقل وإنسان صالح بشرط أن يكونا الوالدين أهل تواضع ومعروف وأهل ذمة وضمير حامدين
شاكرين ... وما تفعله الأم في صغر أبنائها هو أمر فطري نابع من عاطفتها التلقائية
وما يفعله الأب تجاه أبنائه أمر طبيعي ... وامتدادا لذلك يتحول الإحسان في الصغر
إلى البر في الكبر فيرد الأبناء جزاء الإحسان بالإحسان لوالديهم ... أما أن يكون
الأب عاصي والأم فاجرة متجرئين على رب العالمين وعلى شرعه سبحانه فهنا يجب أو
يوضعا في حجمهما الطبيعي ... والأولى أن تخشون الله رب العالمين وتتقوا الله في
أنفسكم لا رياء ونفاق لمن لا يحمده ولا يشكره سبحانه ؟
عملية غسل الأدمغة التي تسلطت على
عقولنا منذ أكثر من 70 عاما هي من جعلت هذا التمادي والتمرد والتجرؤ يحدث ويستمر ...
فجعلوا من طاعة الوالدين أمرا مقدسا مطلقا وهو ليس بالمطلق وبرهما فرض ورب العالمين شرّع
الفرض بشروط منها : عدم الشرك به سبحانه والشكر والحمد والرفق واللين والرحمة
والمودة ... ما قالك رب العالمين سب خلق الله واطعن بالأموات واشتم الصالحين وتمرد
بالتطاول على الذات الإلهية وملائكته واطرد هذا وعاند ذاك واصرخ على هذا واضرب ذاك
وكأن الناس من حولك ما هم إلا حفنة خدم وعبيد وأنت خالقهم ... فلا بر لعاصي ولا
إحسان لساحرة ولا طاعة ولا احترام إلا من خضع لله رب العالمين أولا ثم استسلم لقهر
الزمان والأمراض ... فهل جزاء الإحسان إلا بالإحسان ؟ وما جزاء الإحسان إن كان
الثمن هو الغدر والشتم والظلم والجور والبهتان ... لا تعينوا الظالم على ظلمه وإلا
هلكتم معه وإن كان أحد والديكما ؟
اللهم ارحم والدينا واغفر لهما
واهدهم لما تحب وترضى
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم