إلى رئيس الحكومة سمو الشيخ / جابر المبارك
الحمد الصباح
لكم منا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الرجل الكبير في العمر والمقام قد بلغت
من العمر 76 سنة وهي المرحلة العمرية الأخيرة من حياة الإنسان الكويتي بمتوسط
أعمار وفيات مواطنين دولة الكويت وفق التصنيفات العالمية ... أي أنك علميا وواقعيا
ووفق الإحصائيات والمعدلات العالمية أنت تقارع القبر والموت بنسبة 100% ولا يرتعب
سموك أو يمتعض جنابكم الرفيع من حديثي هذا أو التالي لربما ألفت عناية سموكم لأمر
قد يذكرك بأمر حسن قد تكون غافلا عنه ... التاريخ يا سمو الرئيس لا يذكر ولم يذكر
نجاح أو فشل وخير أو شر الوزراء أو المستشارين بل عندما يتحدث التاريخ عن حقبة
زمنية معينة في دولة ما أو مكان ما أو عن شعب ما فإنه دائما يتحدث عن الحاكم أو
الرئيس أو الزعيم ... وهذا أمر طبيعي في التاريخ المختصر الذي يسرد سيرة الدول في
حقبة زمنية محددة ويربطها بقائدها بكل ما فيه من إنجازات أو إخفاقات ... لكن الذين
يبحثون عن أدق التفاصيل سيعرفون تلقائيا من هو الحاكم ومن هم مستشاريه ووزرائه
وقادته إن توفرت المصادر التاريخية الموثوق فيها ... ولذلك يجب الربط بين عمر سموك
"المتبقي" وبين بصمتك في التاريخ "السياسي" الكويتي الذي هو
جزء من التاريخ العالمي للدول والشعوب فتكون النتيجة أن محصلتك ستكون بكل تأكيد
"0 صفر" ... لأنك لم تصنع الكويت ولم تصنع إقتصادها ولم تؤسس شعبها ولم
تبتكر هيكلها التنظيمي ووزاراتها وهيئاتها بل جئت وكل شيء يركع تحت قدميك جاهز
وموجود ... وهذا الأمر خارج عن إرادتك وقدراك مهما بلغت من منزلة رفيعة ومهما ملكت
من أموال لأن العمر ليس بيدك لا إرداة لك في ذلك على الإطلاق والتاريخ أيضا لا
سلطة لك عليه نهائيا ... وما أنت فيه سموك من سلطة وقوة ونفوذ ومال لست أنت
الإستثناء في ذلك أبدا فقد سبقك الآلاف ممن كانوا أكثر منك قوة وسلطة ومالا ونفوذا
بدرجات من الخيال أن تصل إلى مستوى ما كانوا فيه وهذا الأمر أيضا ليس لك يد فيه
لأنها قدرة وحكمة الأيام والزمان بين الأمم ... وقد يتسائل سموك : إذن أين بصمتي
في الدنيا وأين موقعي من التاريخ ؟ ... سؤال طبيعي ومستحق والجواب هو : لا وجود لك
على الإطلاق مثلك مثلي مثل غيري من البسطاء من الأثرياء من التجار ستطوينا الأيام
وسيستنكف التاريخ عن ذكرنا ... لكني أبشر سموك وأبشر نفسي وأبشر قرائي الكرام أن
ستكون لنا قبورا معروفة المكان لـ 100 عام قادم على الأقل بعكس أمم من سبقونا التي
لا أحد يعلم أين قبور أشرفهم وأرذلهم الحاكم والرعية أمير المؤمنين وتاجر سوق
النخاسة لا أحد يعلم مكان قبر أحد منهم على الإطلاق ؟
سمو الرئيس هل عليك قرض بنكي أو أحد من
أبنائك عليه قرض والتزامات مالية ؟ هل أحد منكم مهدد بالسجن بسبب الديون أو عليه
ضبط وإحضار ؟ ... هل أحد منكم يذهب إلى الأسواق والجمعيات لقضاء حوائجه ؟ هل تعرض
أحد أبنائك إلى مرض أو لوعكة صحية اضطرته لدخول أحد المستشفيات الحكومية فظل أكثر
من 18 ساعة بالإنتظار لعدم وجود سرير فارغ ؟ هل أردت أن تشتري احتياجات أسرتك
فضربتك الحسرة والألم لأن جيبك فارغ من كثرة افتراس الإلتزامات المالية ...
بالتأكيد كل ما سبق الإجابة ستكون ( كلا وأبدا ) لأنك من الأثرياء وحتى وأنت تصنف
من أثرياء الكويت تعمل بمقابل أجر يصل أكثر من نصف مليون دينار سنويا كراتب
ومخصصات ومكافئات وغيره وهذا حقك بالمناسبة ... لكن سموك هنا قد اختلف الوضع لأنك
رغم ثرائك الفاحش فإنك أيضا تعمل بمقابل الأجر وبالتالي فاتت عليك فرصة صناعة
استثناء كان سيسجل إسمك بميزة لم يسبقك أحدا في الكويت ولن يجرؤ أحدا عليها ...
لكن أين حقنا نحن كمواطنين وأين العدالة نحن كأبناء وطن واحد عندما يتقاضى شخص
واحد راتب يعادل رواتب أكثر من 500 كويتي وكويتية !!! ... راتب يتجاوز راتب ومخصصات الرئيس
الأمريكي ورواد الفضاء ... ناهيك عن تراجع الكويت في مؤشر مدركات الفساد وتراجع
تصنيف الكويت في مجال الحريات العامة وإنحطاط التعليم في الكويت حتى وصل تصنيف
جامعة الكويت إلى المرتبة الألف وفق تصنيف 2018 وعلامات الإستفهام العديدة حول
القضاء الكويتي ... وفي عهدك سجلت الكويت أول حالة معارضة سياسية في الخارج وطلب اللجوء
سياسي ويسجل للمعارضة الكويتية "الهاربة" إلى الآن وطنيتها بأنها لم تقم
بإنشاء كتلة معارضة إعلامية ضد الكويت ... ولذلك تستحق بجدارة "حتى
الآن" أن يتم تصنيفها معارضة وطنية لأنها لم تضرب وطنها بالرغم من أنها في
الخارج ولديها أدوات كثيرة قادرة بأن توجعنا جميعا ... ونفس عهدك الذي انطلقت فيه
المشاريع التي تعمل بواقع 5 ساعات يوميا بعملية اقتصادية توفير لكنها أضرت بنا
كواطنين "تشلخت سياراتنا" من كثرة اللفات والمطبات فجاءت أزمة الأمطار
لتكشف لكم وليس لنا فساد شركات من تتعاملون معها ومن وثقتم بهم ... وهيئة مكافحة
الفساد التي أصبحت عالة على المجتمع بعدما كانت بصيص أمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ...
سمو الرئيس لماذا لا تتجول في أسواقنا ومجمعاتنا في مستشفياتنا في وزاراتنا
وهيئاتنا وتمشي بين العامة دون حرس ولا بهرجة إعلامية لماذا تتوجس أو تتردد أنت
ووزرائك ؟ ألست رئيس حكومتنا والمسؤل المباشر عنا ؟ هل تخاف أن يسألك كويتي حاجته
أو كويتية تسألك معاملة ؟ ما الذي يمنعكم هل هو الإقرار بالفشل أم الخوف من
الإنتقاد أم العجز من الإصلاح ؟ ... مسألة عدم وجود أنت ووزرائك بين العامة في
حياتهم اليومية يضع عليكم ألف علامة استفهام ؟ فما السبب يا ترى !!! هل أنت شكيرا
أم ميسي أم تامر حسني أي أحد مشاهير العالم العربي والعالمي حتى ينفجر المكان
بالمعجبين !!! رجل مسؤل تعوّد أن ينزل بين الناس كل أسبوع مرتين ومن عادته أن يدخل
على وزارات وهيئات الدولة ويطلع بنفسه على سير العمل ويسمع الناس ويحتك معهم ويطور
أداء وزاراته وهيئاته فأين المشكلة إذن ؟ ... يا ربــــاه لو كنت كما نحلم لملكت
شعبية خرافية كافية أن تخرس لسان من ينتقدك ؟
سمو الرئيس أقولها لك وأنا أحد المواطنين أرى
وأسمع وأرصد وأحلل "لا تصدق التقارير التي توضع على مكتبك فهذه كلها تقارير
كاذبة لا أساس لها من الصحة" ... وخذها مني وعلنا : الكويتيين غاضبون من
سياساتكم من تردي أعمالكم من سوء إدارتكم من فساد بعض المتنفذين من تحويل القانون
{ رحمن رحيم } على البعض و { شديد العقاب } على البعض الأخر المواطنين مزقتهم
الديون إربا إربا والقضايا حولت الكويت إلى سجن كبير ... يا سمو الرئيس الطب أصبح
فاسد بدليل كم القضايا المرفوعة على وزارة الصحة المنظورة أمام القضاء وعدد
الإدانات بأحكام نهائية وكم عدد العلاج بالخارج والتعليم مهزلة ما بعدها مهزلة من
تدمير عقول الأجيال بمناهج تجاوزت حد الوقاحة والجهل والغباء والكذب ... والسفارات
الكويتية في الخارج أصبحت إسم على غير مسمى لا تعلم ماذا يكتب وينشر عن الكويت
ورموزها وشعبها بدليل اعتمادها على مواقع التواصل الإجتماعي برصد الإساءات
والأخبار من المستخدمين العاديين ... وتبرعات وقروض ولجان خيرية وأموال هنا وهناك
بمجموع عشرات المليارات تبعثر في الخارج أمام حسرة الكويتيين المحتاجين ...
وارتفاع نسب معدلات الطلاق وصناعة قوانين شجعت المرأة على التمرد وجبروت القوانين
التي أصبحت تضطهد الرجل ... وهيئة الشباب التي أصبحت كالمدينة الترفيهية الخاصة لا
أحد يعلم عنها شيئا واختراق أمننا القومي بوصول الوافدين إلى الأماكن الحساسة في
الدولة واطلاعهم على الأسرار القومية ذات الأهمية القصوى ... وتحويل وزارة الأشغال
من المنفذ المباشر إلى مجرد الإشراف والمتابعة والمحاسبة ووزراء أبوابهم مغلقة
ليذهب المواطن يتسول حقه عند العضو فأصبح "أغلب" قياديي الدولة ولاؤهم
النائب وليس للوزارة والحكومة ... ومشاكل حدودية مع السعودية ومع إيران وتخبط
سياسي خارجي فاضح وعدم الالتفات الجدي لاقتصاد الكويت والذي أصلا لا نحتاج إلى دخل
النفط وتكدس وظيفي مرعب وتحطيم الكويتيين في القطاع الخاص الذي أصبح طاردا
للكويتيين واختلال التركيبة السكانية وفساد إقامات المناقصات الحكومية وما حفي كان
أعظم ... فهل تعلم كل هذا أم أن التقارير التي توضع أمامك تقول عكس ذلك ؟ ... لا
تصدقني وهذا حقك بالمناسبة لكن تفضل اجري استفتاءات شعبية وعشوائية لترى الرأي
العام ماذا سيقول لك ؟ ... وكل ما سبق في هذه الفقرة لك يدا فيه 100% ومسؤل عنه
كليا ومحاسب عليه أمام الله سبحانه قبل المسائلة السياسية ... وتلك هي الحياة لا
تترك لنا شيئا وتترك لنا شيئا تضعنا أقدارنا في مواقع وظروف لا إرادة لنا فيها
وتخرجنا منها بطريقة غريبة لكن الحقيقة الثابتة من بين هذا كله أن لا أحدا مخلدا
ولا أحدا باقيا لا في منصب ولا في الدنيا ؟
سمو الرئيس قد نقلت لك "بعض"
الحقيقة وليست كلها وأعلم أن "معظم" الشعب الكويتي غير راض عنك أنت
شخصيا ليس لخلاف أو عداء شخصي بل بسبب سوء إدارتك وعبث وتخبط وزرائك ... وقد قيل
وأنا ممن قالوا وأشادوا بمشاريع النهضة الضخمة والعملاقة لكن لينتبه سموك أنه هذا
الوضع هو الأقل من الطبيعي وليس إنجاز غير مسبوق وغريب على البشرية ... فالكويت
دولة صغيرة بمساحة صغيرة بشعب صغير وثروة اقتصادية ومالية ضخمة ووفيرة وبالتالي
فشل الإدارة وفسادها وتخبطاتها هي المسؤل الأول والأخير بتخلفنا عن الركب العالمي ...
وقلبي يحدثني أن العام القادم 2019 ونحن نطرق أبوابه بأنك وقتك السياسي شارف على
النهاية ففاعل أمرا يكون استثناء بكل المقاييس فلا الأيام ولا الأعذار ستغفر لك خطاياك
كإنسان وسوء إدارتك كمسؤل ... وتلك كانت سطور مواطن كويتي لا يريد منك مقابلة ولا
يتسول على أبواب المسؤلين وليست له حاجة حتى تقضيها له ... فقط لفت عناية سموكم عن
حقيقة هي أقل بألف مرة من الواقع وإن كنا أفضل من غيرنا في أمور كثيرة فالعيب لا
يزال فينا بأننا نملك مقدرات ومقومات خطيرة كثيرا ما تستهزؤون بها ... ويكفي أن
يعلم مقامكم الرفيع أنك تملك جيشا من الموظفين وقياديين الدولة قوامه أكثر من 300
الف نسمة أي أنك تقود قوة جبارة فماذا فعلت بهم ؟ وإلى أين قدتهم وتقودهم ؟ وماذا
فعلتم للكويت وشعبها ؟ ... هذا سؤال كافي بأن يكون دليل إدانة لضميرك ؟
انتبه لصحتك وراجع حساباتك وغفر الله لك يا
ميت الغـد
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم