في هذا الموضوع أريد إثبات بالدليل واليقين أن البشر منذ خليقتهم وإلى
يومنا هذا وإلى قيام الساعة لم يجتمعوا قط على رأي واحد ولا أمرا واحدا ولا حتى
ربا واحدا ... بما فيهم أصحاب المبادئ والقيم والإنسانية والتسامح فإن مقاييسهم
مختلفة ومبادئهم متضاربة ... فما علمناه وما وقعت أعيننا عليه من قصص وتاريخ ترمي
بنا إلى حقيقة كارثية مزلزلة وهي : الإنسان منذ خليقته لا يؤمن بالله ولا يعترف
بخلقه وأن الله يجب أن يكون معلوم وليس مجهول ... وقد مورست ما لا يخطر في بالكم
كل أنواع الدجل والجهل والظن والمعتقد وصولا إلى التضحية بالأرواح والأطفال وما هو
منبوذ وما هو محرم ... هي الممارسات والمعتقدات التي مارستها أمم قبلنا منذ مئات
وآلاف السنين ... لا يقتنعون إلا بما يريدون ولا يتبعون إلا ما اتّبعه آباؤهم
الأولين ... فأمة تصنع لها ربا وأمة تصنع لها إله وأمة تصنع لها دينا وأمة تصنع
لها معتقدا وأمة تصنع لها مذهبا ... فعُذر فيهم رب العالمين بعدما أرسل الأنبياء
والمرسلين وأرسل لهم الرسالات والتشريعات والتحذيرات فأغلقت أبواب النصح للعالمين
بعد محمد ابن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام ... كل فرقة
وأمة وحزبا وشيعة يرون الله وفق ما يعتقدون ووفق ما يؤمنون ووفق ما تعود عليه
آباؤهم وأجدادهم ... صح أم خطأ حقا أم باطلا المهم هو أن تتبع ما يتبعه أهلك
وأجدادك وإلا أنت من الهالكين ... حتى وصلت الأمور أن البشرية كافة في كل تاريخها
وحتى يومنا هذا وإلى قيام الساعة كل أمة تعبد ما تؤمن به وترى كل من يخالفها بأنهم
كفار وجهلة وجهنم مصيرهم ؟
إن كانت الأمم مختلفة دينيا وعقائديا ومذهبيا فلم كل هذه العلاقات
السلمية بينهما ؟
المصالح المشتركة طبعا وبالدرجة الأولى هي السبب ... ولا أحد يريد الحرب
والقتال وإزهاق الأرواح وثانيا يجمعهم المال ولعبة مصالحه ... ففي المال ازدهار
ودفعا بالعلم لمزيد من الصناعة والإبتكارات وبالتالي قوة السيطرة الإقتصادية على
المحيط ... هي مثل سياسة القرون الوسطى بل وما قبل التاريخ أمم الهمج وإزهاق
الأرواح لأتفه سبب لأن المبدأ كان : الصراع من أجل البقاء والبقاء للأقوى ... فقوة
المال تعني السيطرة وفرض شروط مقايضة القوى على الضعيف وبالمال يتم شراء القوة
البشرية والتسليح ... هي نفس الإستراتيجية في أيامنا هذه لكنها مطورة بفن السياسة
الخبيثة المغلفة بالسلام الأعور والإنسانية العرجاء ... وعودة للإنسان الأرعن
بالفطرة والخبيث بالفطرة والضعيف في الخلق ... وقبل البدء بقائمة الآلهة التي
عبدتها أمم قبلكم يجب أولا تعريف معنى الإله : هو في الأديان والمعتقدات أنه ذو طبيعة فوق طبيعة البشر وذو قدرات خارقة
يقدسه ويعبده الإنسان ... مما يؤكد أن الإنسان بالفطرة الخلقية والبشرية
والتاريخية لا يرضخ إلا للأقوى سواء كان أمرا معنويا أو ماديا ملموسا ... ولذلك
عبد الإنسان منذ القدم الماء والسماء والرياح والشمس والنار والنجوم والكواكب
وقدّس العرافين والمنجمين والسحرة لعشقه بمعرفة المستقبل حتى يأخذ حذره وعليها
يتخذ أهم قراراته ... وهذه بعض أسماء الآلهة التي ابتدعها الإنسان لنفسه حتى يرضي ويشبع
غروره المقزز ليمارس شعائر الجهل والتخلف وإنحطاط القيمة الإنسانية لأقصى درجة
1- الإله لوكي .. الأصل الدول الاسكندنافية
2- الآلهة شيناماستا .. الأصل نيبال شمال الهند
3- الإله بان .. الأصل يوناني قديم وهو
إله الرعاة
4- الآلهة إنانا ”عشتار“ .. الأصل العراق
5- الإله كرونوس .. الأصل يوناني قديم
6- الآلهة شيلانا غيغز .. الأصل ايرلندا وبريطانيا
7- الآلهة إيزيس .. الأصل فرعوني وهو إله
الخصب
8- الإله البارون ساميدي .. الأصل هايتي
9- الإله ديونيسوس .. الأصل يوناني قديم
10- الإله أبولو .. إله الشعر والموسيقى والجمال
الرجولي عند الإغريق
11- أبولو: إله الشعر، والموسيقى والجمال الرجولي
عند الإغريق
12- الآلهة بيكاسوس .. فرس مجنح عرف عند العرب
في جاهليتهم باسم البراق
13- الآلهة أبيس .. العجل المقدس لدى الفراعنة
14- الآلهة أنوبيس .. دليل أرواح الموتى عند قدماء المصريين
15- الآلهة باخوس .. إله الخمر
16- الآلهة براهما الأقنوم الأول .. الأصل الثالوث الهندوسي
17- آلهة التنين .. الأصل أمة الصين
القديمة حية الأساطير الهائلة
18- آلهة التوت .. الأصل إله الكتابة والفلسفة
عند قدماء المصريين
19- الآلهة جوبيتير ... كبير آلهة الرومان أو النجم المشتري
20- الآلهة فورتونا .. آلهة البخت أو آلهة حسن الحظ
21- الآلهة فون .. إله الحقول عند الرومان
22- الآلهة ديانا .. إله الصيد والعفة والزواج
23- الآلهة زيوس .. رب الأرباب عند الإغريق
القدماء
24- الآلهة فينوس .. آلهة الحسن والحب
25- الآلهة ثيميس .. ربة العدل عند الإغريق
26- الآلهة أطلس .. إله الإغريق والرومان
هذا ناهيك عن آلهة العرب الكثيرة في
جاهليتهم : اللات والعزة ومناة وهبل وود وسواع ويغوث ويعوق ونسر ... والديانات
البوذية الهنودسية والمسيحية واليهودية والإسلامية ... وآلهة كأس الدم والكأس
المقدس عند اليهودية والمسيحية جمعاء ... وعدد لا حصر له بالمئات وربما بالآلاف من
الآلهة مما عبدته البشرية وقدسته تقديسا عظيما منذ عشرات آلاف السنين ... فما أحقر
الإنسان وكم رب العالمين عُذر فيهم وحق عليهم العذاب والذل والهوان ... { فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون } المعارج
لقد أعطى رب العالمين الإنسان قدرا
ومكانة لا يستحقانها فما كان جزاء رب العالمين الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد
ولم يكن له كفؤا أحد ... إلا جحود الإنسان والنكران وعشقه للغدر والجهل وحماقته في
العناد والمكابرة ... وفي النهاية يعود جيفة في الأرض مهما كان أسمه ومهما سطع
نجمه ومهما علا شأنه .
دمتم بود ...