منذ ما
يلامس الثلاث سنوات بدأت علامات الإستفهام تلمع في عقلي وأنا أقرأ التقارير
الدولية وإحصائياتها بالإضافة إلى الإحصائيات التي تصدرها المواقع الإلكترونية
والصحف الإخبارية ... ومصدر علامات الإستفهام تلك هي أني رجل مطلع بشكل أكثر من
اللازم فوجدت تضارب كبير جدا بين التقارير والواقع وبين الأرقام التي تدرج في
الإحصائيات ... فتوصلت إلى أن هناك مال فاسد داخل في معظم تلك التقارير الصحفية
ولا أستبعد مطلقا حتى التقارير الدولية ولذلك قررت أن أكتب هذا الموضوع لتوعية
القراء لحقيقة هم في الغالب مخدوعين فيها ... ولأبدأ أولا بأكثر وأقوى جهة دولية
وعالمية يعتقد أنها موثوق فيها ألا وهي المنظمة الدولية والتي تسمى "هيئة
الأمم المتحدة" ومقرها نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية ... فهذه
المنظمة الدولية وما يتفرع منها من منظمات عديدة يستحيل أن تستبعد عنها فرضية
الفساد وبالمطلق لأنها مؤسسة تعتمد على المركزية أولا وثانيا تعتمد على المال بشكل
أساسي ... فمركزيتها تتمحور حول الفيتو في نظامها الأساسي عندما تم إنشاءها في
1945 فجعلت مصير العالم بأسره بيد 5 دول فقط هي من تحدد ما يصلح وما لا يصلح
للبشرية في قضاياها ... وهي "أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين"
فقط لا غير وهذه المركزية هي من عززت بل ودعمت كل الفوضى التي ترونها حول العالم
بشكل عام وفي المنطقة العربية بشكل خاص وبالتالي فمن العيب أن تلك المنظمة تلبس
ثياب النزاهة ... أما فيما يخص المنظمات التابعة لها فأيضا كلها تقع تحت الشبهات
وذلك من خلال تقاريرها التي كلها ومنذ 75 عاما لم تستطع أن تحسم قضايا كثيرة
وعديدة ولم تستطع أن توقف العربدة التي يمارسها الكيان الصهيوني النجس ... وثقوا
أن المنظمة الدولية وما تتبعه من منظمات تنطوي تحت مظلتها قد انتهى دورها فعليا
لكنها تمارس دورها من باب الشكل العام فقط لا أكثر وهي منظمة ميتة إكلينيكيا ...
وتمارس دورها من باب الشكل العام لا أكثر ولا أقل ولو قلت لها علنا
"اخرسوا" فسيخرسوا تماما إلا لو حركها أحد الأسياد الـ 5 من يملكون حق
النقض الفيتو وما دونهم فالكل سيخرس وهذه حقيقة يجب على الجميع أن يتعامل مع هذا
الواقع وهذه المسرحية السخيفة ؟
في مسألة
الإحصائيات التي تنشرها الصحف والمواقع الإلكترونية فيجب على الجميع أن لا يأخذ تلك
الإحصائيات على محمل الجد ... فمبلغ 3.000 دولار سيكون أكثر من كافي لو قدمته
كرشوة لصحفي فاسد سيكون كفيلا بعد 3 أيام أن يصمم وينشر لك الإحصائية المطلوبة ...
وهذا الفساد ضارب في جميع صعف العالم دون أي استثناء فلا يستغفلكم أحد ويعلق ثوب
الشرف على أي صحيفة ولذلك في هوايتي تعودت أن أفلتر الأخبار الحقيقية وفصلها عن
الأخبار الكاذبة أو المبالغ في تقديراتها ... ولذلك يجب أن يفهم ويعي الجميع أن
ليس كل ما ينشر في الصحف هي حقائق وثقوا أن الصحفيين من أهل الحق لا يعملون في
مقرات الصحف لأنهم أصلا مطرودين بسبب جرأتهم وأمانتهم الصحفية ... وهناك من يعمل
في مجال الصحافة مضطرا لهذا العمل بسبب الراتب مع منحه مساحة محددة كافية لنفسه
وهناك صحفيين ما هم سوى عبيد لا ذمة ولا ضمير لديهم ... ولذلك في أي إحصائيات
تنشرها الصحف هنا وضعت أنت في اختبار لثقافتك ومستوى عقلك وخبرتك فإما أن تصدق أو
لا تصدق فهذا أفضل ممن تلقائيا يصدقون وهم عميان ؟
لقد
ضقت بمنظمة الشفافية الدولية وما تنشره من خزعبلات وفي كل سنة تهز الدول والشعوب
الخفيفة التي تعيش وكأنها قشة في بحر متلاطم الأمواج ... فما أن تنشر تقريرها
السنوي حتى تنفجر المواقع الإخبارية والإلكترونية بمحتوى التقرير والذي تتعمد تلك
الصحف أن تحجب 90% منه وتعرض عليك 10% منه فقط ... مع أن الأمانة الصحفية تقول لك
انشر ما تريده من التقرير ثم الفت عناية القارئ بأن ينظر لكامل التقرير فإن لم يصدق
ما نشرته الصحيفة فلديه التقرير كاملا مرفق برابط مباشر أو تنشر التقرير كاملا على
صفحتها ... ومنظمة الشفافية الدولية تعتمد على مراقبة ورصد الفساد في العمل
السياسي والإقتصادي والإجتماعي وقد احتلت الكويت في المرتبة الأخيرة "خليجيـــا"
... ومع كل الإحترام والتقدير لجميع دول الخليج لكن من يصدق هذا التصنيف فهو إنسان
بلا عقل ولا يملك من الثقافة والوعي إلا سطحيتها ... فالصندوق السيادي الكويتي
قوته ومتانته "وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية" الدولي أكد في شهر 11-2019 أن
الصندوق السيادي الكويتي هو الأول في الوطن العربي وقد تجاوز السعودية والإمارات
وقطر ... وقدرت وكالة فيتش أصول الهيئة العامة
للاستثمار الكويتية بما يزيد على 560 مليار دولار كما قدرت الاصول الأجنبية لهيئة
ابوظبي للاستثمار بـ 500 مليار دولار و230 مليار دولار لهيئة الاستثمار القطرية بينما انخفض الصندوق السيادي
السعودي إلى 400 مليار دولار ... ومن هذا المجنون الذي يصدق أن النظام السياسي
وشفافيته جعلت الكويت في المركز الأخير وقفز بالدول المركزية إلى قمة التصنيف ؟ وأي
عقل يصدق أن النظام القضائي في دول الخليج هو أفضل من النظام القضائي في الكويت
فإن لم تكن تعلم عن الحقائق يقينا فلا تصدق وإلا أوقعوك في فـــخ التدليس
والإفتراء ... وأي مختل عقليا هذا الذي يعلمنا كيف تدار اقتصاديات دول الخليج ؟ أم
السذج صدقوا بكم يوم تستخرج رخصة أو بمصطلح "سهولة الأعمال" ... وللمرة الميار
أقولها : لا توجد دولة ملائكية على وجه الأرض ويوجد لدينا فساد ورشاوي لكن ليس
بالصورة التي يتصورها البعض وثقوا بمن رفع سبع سموات لو أفتح فساد دول الخليج
وبالأدلة لأقاموا علي عشرات القضايا فقط لأني نشرت الحقائق وبالأسماء ... فاحترموا
عقولكم ولا تصدقوا كل ما ينشر فالكذب والتلفيق في النشر أكثر من الحقائق ... وفكروا
لو وضعت 5 من كبار رؤوس الفساد في الكويت في السجن بمحاكمات قانونية فهل الفساد
سيختفي من الكويت بنسبة 100% أو حتى 50% ؟ الإجابة : كلا وأبدا بل سيأتي من بعدهم
العشرات ... ولماذا ؟ لأنها نزعة شيطانية في البشر كما نزعتهم في الخير + فساد
التشريعات والقوانين فكلما ظهر قانون لمكافحة الفساد خرج من يتفنن من يتحايل عليه ...
ويجب أن يعلم الجميع أنهم يعيشون في عصر سلاح التكنولوجيا وثورة مواقع التواصل الاجتماعي
بمعنى أن تصنع وتفبرك المعلومة لهي أسهل من نطق "السلام عليكم" والمسألة
باتت مرتبطة 100% بضمير وأخلاقيات الإنسان فقط ؟
اسألوا أنفسكم كيف لمنظمة
الشفافية الدولية استطاعت أن تصدر تقاريرها عن كل دولة هل كانوا يقيمون بينهم أو
وصل فريق منهم ودخل الوزارات والهيئات وكشف على القضاء واستطلع أراء مواطني كل
دولة ؟ ... بالتأكيد كلا ... يا سادة 90% من التقارير الدولية تعتمد على إفادات
وشهود من داخل الدول وعليه يتم فلترة تلك الإفادات والشهود من خلال لجنة يعتقد
أنها نزيهة فتضع التقييم على تلك الدولة ... مثل منظمة "هيومن رايتس ووتش" وهي منظمة مرتزقة بامتياز كلاهما يتعاملون بخشونة مع العالم وبنعومة مع الكيان الصهيوني وأمريكا فأفيقوا لما يجري حولكم فوقكم ... مثل التقرير السنوي لوزارة الخارجية
الأمريكية والذي يحدث إرباكا في بعض الدول حتى تحسن صورتها أمام أمريكا وهذا تصرف
أحمق لأن صورتك من المفترض أن تتحسن أمام المنظمة الدولية وليس أمام دولة واحدة ...
وكأن أمريكا هي فقط وحصريا سيدة الشرف والنزاهة في العالم والكل على يقين مطلق
بأنها دولة لصوص بامتياز وتناست سيدة الشرف أن لديها أكثر من 46 مليون أمريكي في
فقر ساحق منهم أكثر من 13 مليون طفل أمريكي صنف دوليا في 2019 بأنهم تحت خط الفقر ...
وكأننا أمام عالم جديد لكنه عالم فاسد يستغل ويضرب من يشاء والكل يعلم علم اليقين
من هي الحكومات المجرمة في كل أنحاء العالم لكن الغالبية يغلقون أفواههم خوفا منها
... لكن لو كانت دولة صغيرة مسالمة ويصدر عليها تقرير غبي فالتصديق التصديق وإلا
وكأنك كفرت بما أنزل على "موسى وعيسى ومحمد" ... شغل مخك وضع ضميرك محل
عقلك وابحث جيدا قبل أن تصدر حكمك على دولة وشعب حتى تفهم الحقائق كما هي لا كما
يريدون هم فتصبح من المغفلين الذين تركوا عقولهم مطية للآخرين يسوقنها كما تساق
البهائم فما أعظم الكنز الذي وهبه ربك لك واسمه العقــــــل ... وأن تولد كويتيا
فهذا نعمة لو كنتم تعقلون فأنتم تعيشون في عالم اليوم مليء بالأكاذيب وأمامك
خيارين إما أن تبحث بصدق وضمير عن الحقائق أو أن لا تلتفت إلى ما يسيء لنعمة وطنك ... ولا يوجد خطر على الكويت أكثر من بعض أبنائها إما بسب أحقادهم المريضة أو بسبب جهلهم وسفاهتهم أو بسبب فسادهم ؟
دمتم
بود ...
وسعوا
صدوركم