2020-02-21

أعـــداء العبيــــد الحقيقيين ؟


التاريخ يحدثنا عن تاريخ العبيد والذي يتجاوز أكثر من 7.000 سنة قبل الميلاد مع الألفية الثانية فنحن نتحدث عن أكثر من 9.000 سنة من التاريخ البشري ... ويظن الكثيرون أن مجتمعات العبيد بنفس نمط وشكل المجتمعات الطبيعية لكن هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق مثل أيامكم هذه فإن حياة السجون تختلف كليا عن الحياة خارجه وحياة فاحشين الثراء تختلف عن حياة الحكام وموائد البسطاء تختلف تماما عن موائد السلاطين ... فإذا كنتم أنتم تضعون على مائدتكم الطبق الرئيسي فاعلموا أن هناك من الأثرياء من يضعون ما لا يقل عن 3 أطباق رئيسية وأيضا هناك من لا يجد أي طبق رئيسي وهم الفقراء نسأله سبحانه وتعالى أن يرحم حالهم ويرفع عنهم ... إذن لكل ظرف حياة ولكل فئة حياة وهذه هي الطبيعة البشرية التي مزقها الطمع باسم الطموح ... والعبيد هم امتداد تلقائي لحالة البشر في أيامنا هذه لكن العبيد أصحاب البشرة السمراء تحديدا هم أكثر جنس بشري تعرض للإضطهاد على مر آلاف السنين ظنا وجهلا بالتأكيد بأن هذا الخلق دلالة على أن السماء أو الآلهة خلقتهم حتى يخدمون الأسياد أي خلق السود حتى يخدموا البيض ... لكن من المفارقات العجيبة والغريبة في فئة العبيد قديما أنهم فيما بينهم كانوا يكرهون بعضهم بعضا بشكل متوحش لدرجة القتل والأمر الأخر الأغرب أن هؤلاء العبيد صنعوا مقامات فيما بينهم الأعلى مستوى والرعاع !!! ... فالعبد الذي يعمل لدى سيد من الطبقة العليا ينظر إلى العبد الذي يعمل لدى سيد عادي بنظرة ازدراء واستحقار وهذا وذاك يترفعون ويستحقرون العبيد الذين يعملون في المزارع والمصانع وفي الموانئ ... والثقافة السائدة آنذاك كانت تعني أن إهانة العبيد الرعاع البسطاء للعبيد الذين يعملون عند علية القوم يعني أن هذا الأمر فيه تطاول وجرأة على السيد الأبيض نفسه ... وببساطة كبيرة قد تصل الأمور إلى قتل العبيد البسيط جهارا نهارا أو يحبس في حفرة لمدة شهر أو أكثر أي أن العبد هو عدو العبد ؟
 
في فلم "Django Unchained" والذي أنتج في 2012 من تمثيل العمالقة "Leonardo DiCaprio" و "Jamie Foxx" ... تطرق الفلم إلى حقيقة ما كان يحدث في أوساط العبيد في نطاق ضيق بالتأكيد لكنه كشف عن واقع أسقطه على الكم الذي لن يستوعبه العقل البشري الحالي من كم الظلم الذي تعرض له العبيد ... وبكل أسف فإن واقع الفلم كان موجودا وحقيقيا قبل سنوات قليلة في مصر وتحديدا قبل سنة 1953 أي في أيام حكم الملكية فكانت مصر تطبق العبودية بأدق تفاصيلها بالرغم من إسلام شعبها ... ومن هذا الذي ينكر تاريخ العبيد في دول الخليج والعراق وأمريكا وبريطانيا والهند والعالم بأسره ... لكن الإسقاط في موضوعنا هم العبيد كيف كانوا في صراعات شديدة العنف وبالغة الكره والحقد فيما بينهم بالرغم من أنهم عبيد ملكيتهم تابعه لسيدهم وإن مات سيدهم تنتقل ملكيتهم إلى الإبن وإذا أنجبوا فإن ابن العبد تلقائيا يصبح عبدا ... فالعبيد مخلصون للغاية ولأقصى درجة لأسيادهم من الأثرياء وأصحاب السلطة ويعتقدون أن ضعف سيدهم هو ضعف لهم وبخسارته هي خسارة لهم ويقاومون بكل ما أتوا من قوة حتى يحافظون على مكانة سيدهم ... فإفلاس سيدهم يعني أن ملكيتهم ستنتقل لسيد آخر أو سوف يتم بيعهم في الأسواق وبالتالي ستسقط هيبتهم وتنكسر شوكتهم ليكون تلقائيا سخرية للعبيد الفقراء مع عدم استبعاد حالة الإنتقام ؟
 
يتساءل الكثيرون كيف العبيد السود دخل عليهم العبيد من ذوي البشرات المختلفة ؟ ... الحالة الزمنية والتي قدرناها بأكثر من 9.000 سنة هي السبب الأول كمد زمني كان كافيا بأن ينتج مئات الملايين من العبيد عبر الأزمنة بالوان مختلفة ... والسبب بتنوع شكل وألوان العبيد هم البيض بالتأكيد فقد كان السيد ينكح العبدة الخادمة لديها فإن أنجبت ولدا أو بنتا لا يعترف بها ويتم طردها وبيعها في الأسواق وهذا الأمر كان أمرا بديهيا جدا ... وهذا العرف كان سائدا بين كل أمم الأرض بكيفية التعامل مع العبيد والممالك أي المملوكين ينح الأبض سمراء فتنجب أبيض أو أسمر فاتح ومع مرور السنوات الطويلة إنجاب وإنجاب ثم إنجاب فيظهر نسل جديد من أصل عبيد لكنه أبيض البشرة ... وهذا الأمر ينطبق حتى في سنوات الخلافة الإسلامية "الأموية والعباسية والعثمانية" بدليل وجود ملايين الجاريات والجارية جاز لسيدها أن ينكحها أي بمثابة كالعبدة وإن كانت بنتا بكرا ... ولذلك فلتان الأبناء من آبائهم كان بسبب أمهاتهم بأنهن من نسل العبيد ومن العار أن أصيل النسب يتزوج بعبدة أو حتى يعترف بابنه أو ابنته بسبب أمه وما "عنتر ابن شداد" إلا واقعا وشاهدا لا يقبل الشك في واقعية وموضوعية الماضي المؤسف ... والحمدلله أن ظهر وعيا وقوانين منحت سمر البشر حقوقهم الطبيعية والتي طال أمدها منذ قرون طويلة لتصبح اليوم العنصرية أمرا مقيتا لا تخرج إلا من أنفس قذرة مريضة ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم




2020-02-17

الناس لا تصدق إلا الحمقى ؟


تظن الملايين من الشعوب العربية أن الإنسان صعب أن يتغير ولو تغير فإن لعنة السماء ستصيبه بالحوبة والعقاب والويل والثبور وعظائم الأمور إن سولت لك نفسك أن تخرج من عباءة العادات والتقاليد ... لكن الحقيقة ليست كذلك على الإطلاق وخصوصا في زماننا هذا والتي تؤكد آلاف الأدلة والبراهين أن التغيير ممكنا وأن التخويف بسلاح الدين والشريعة هو سلاح تجار الدين ... وأن الإنسلاخ من جاهلية العادات والتقاليد هو حق لكل فردا والتهديد بسلاحها ما هي سوى ترهات لا تغني ولا تسمن من جوع ... بتجارة الدين استعبدوا المجتمعات وبسلاح العادات والتقاليد صنعوا مجتمعات من الأطفال والقصر من العيب أن تخرج عنهم وعليهم وما بذلك بعيب على الإطلاق ... ومن يبغض العنصرية والتفرقة في غالبهم هم أنفسهم عنصريون لدرجة التطرف وما هذا الحال وذاك الإعوجاج إلا أن الأمة مليئة بالأمراض النفسية فهم يمثلون بصدق ويكذبون بصدق ويحتالون بصدق "إلا من رحم ربي" ... وكلكم بالتأكيد سمعتم وتتذكرون حكاية الأب أو الأم عندما أحد منهما يقول لابنه أو ابنته : لو تزوجت من فلانة أو تزوجتي من فلان فإن قلبي وربي غاضبون عليك حتى يوم القيامة !!! ... وتلك الجملة من الجهل في دين الله سبحانه والتطاول على شريعته ولا وجود لها أصلا في أي سطر من شريعة الله إلا كون أنها من جهالة العادات والتقاليد لا أقل ولا أكثر وبالتالي لا قيمة لها على الإطلاق ؟
 
يسيطر الفاسدون في كل دولة عربية على مناحي الإقتصاد يزداد الناس فقرا وديونا تكثر الخزعبلات بين ساعة وأخرى يخوف رجال الدين الناس بمؤلفاتهم وبافتراءاتهم ... وماذا كانت النتيجة ؟ شعوب من العبيد أو أمواج من مسلوبي التفكير والإرادة !!! ... وانظر بأم عينيك واحكم بضميرك واسأل نفسك كم شخص في مواقع التواصل الاجتماعي ينتقد حكومته ودولته ؟ الإجابة التلقائية عشرات الآلاف ... وهل عشرات الآلاف هؤلاء أقاموا الشكاوي والدعاوي القضائية في أوطانهم ضد الفساد والفاسدين ؟ الإجابة الواقعية كلا ... فما السبب ؟ السبب ببساطة أن الشعوب العربية هي شعوب ثرثارة ببيعون الوهم لأنفسهم أولا ثم للآخرين ويعيشون وهــــم الحق وما هو بالحق أبدا لأنه في حقيقة الأمر هناك من صنع الفعل ووضع الجميع في ردة الفعل وهو يسخر منهم ... ونتيجة لذلك يعيش الغالبية منكم في تفاهات وعقله الباطن المسكين يصور تلك التفاهات على أنها من عظائم الأمور ... وكمثال واقعي من يتحدث عن سرقة المال العام ونهب ثروات الدولة كلام جميل لكنه فاقدا للدليل بشكل جعل صاحبه يثرثر دون دليل وإن ملك الدليل سوّقه لنفسه طمعا بالشهرة الزائفة لا أن ينتصر لوطنه ولأموال دولته ويقدم الشكاوي والتهم ... حالة مرضية صرفة لا أعرف توصيفها العلمي الحقيقي لكن أطباء علم النفس بالتأكيد لهم توصيف مثل هذه التناقضات الصارخة ... وبالتالي مثل هؤلاء عشاق الثرثرة مصيرهم الزوال وسيموتون بشكل له ألف معنى وألف عظة لكن لا أحد ينتبه واسأل نفسك كم يوم أو كم ساعة وستنسى ميت أهلك حتى تتأثر بالغريب عنك ؟ ... تلك حقائق يتم إسقاطها على العقل المتخشب الذي لا يريد أن يفهم ولا يريد أن يحلل ولا يريد أن يبحث ولا يريد أن يتعب على أي حقيقة مجرد أنه يريد أن يسمع ويثق بمن يسمع فقط ... فهل هكذا تؤخذ الأمور وتقاس بمدى حقيقتها وجدية فاعليتها !!!
 
إن أعمالك الصالحة لنفسك لأنها حجتك وميزانك عند ربك يوم تلقى وجهه الكريم سبحانه وأما أفعالك السيئة فهي عليك في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا وأحصاها ... لكن موضوعنا هو من أنت في دنياك ؟ وما قيمتك ؟ وما هي بصمتك وأثرك بعد أن تنتقل إلى الملكوت الأعلى ؟ ... هذه الأسئلة هي التي يجب أن تفهمها وتعيها بحقيقة عظيمة التحليل عميقة الفهم حقيقة الإدراك عل وعسى أن ترى ما هي صورتك بعد 10 سنوات ثم صورتك بعد 20 سنة ... يا سادة ربكم لم يخلقكم حتى تكبروا ثم تتزوجوا ثم تنجبوا ثم تحسنوا تربية أبنائكم ثم تتقاعدون من عملكم ثم تذهبون إلى قبوركم ولو كان فهمكم لهذه الحياة وحياتكم بهذه السطحية فالموت لكم رحمة بالتأكيد ... الحياة قيم مبادئ وخطوط حمراء وخطوط خضراء وإبداع في الفكر والفهم وتطور في السلوك وانتقال في الفكر أكبر من المراحل العمرية وسباق مع السنوات لا الأيام وبصيرة ثاقبة للمستقبل وأجندة أهداف عديدة ... الحياة ليست أموال ولا أولاد ولا تكونوا كالسفهاء ممن يعملون ليل نهار في وظيفتين ويجمعون المال ثم سرقتهم الأيام ولم يعرفوا معنى السعادة على الإطلاق ليكتشفوا أنهم كانوا يجهلون معنى الحياة ... فظلوا يلهثون كالكلاب خلف المال وكأن قبورهم فاخرة أو بيدهم أن يختاروا في أي أرض يموتون وكالفقراء الذين يفرون من الفقر كأنها النار المستعرة التي تطارهم ... فلا هذا عرف طعم السعادة ولا ذلك فهم الحياة والسبب هو العقل والفكر فهذا عنيد وذاك متحجر وهذا لم يفهم وذاك لا يريد أن يفهم وكل عاشق لعقله وكل ساخط من رزقه ... ولو قرأ الكثير منهم لفهموا كنوزا من الحكم والعبر ومفاتيح لا تعد ولا تحصى من أبواب الخير والسعادة وكيف يحدث هذا وكل عاشق عقله ورايات الغرور والنرجسية ترفرف فوق رأسه وكأنه هارون الرشيد في زمانه ... وسبحان الله الذي صابر على جهل وحماقة عباده أقزاما ويحسبون أنفسهم عمالقة رعاع ويحسبون أنفسهم سلاطين ألا لعنة على حماقة الإنسان ترميه إلى التهلكة ولا يتعظ غيره مما رأته بؤبؤة عينه وكأن في رأسه تراب ليس عقلا لا يقدر بثمن ... وتبقى الحقيقة الأزلية أن الناس لا تتبع إلا الحمقى ومن يسوقهم سوق لنعاج فقط لأنهم لا يريدون أن يفكروا بعمق ولذلك كانت وما زالت وستبقى الشعوب العربية مطية لكل خبيث العقل والدهاء يركبها ويسوقها سوق النعاج ؟




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم





2020-02-11

الرجال المتصابين عشاق الصغيرات ؟


أطلق عليهم "المتصابين أو المتشببون" وهي صفة شملت النساء والرجال لكن في المجتمعات العربية ذات العادات والتقاليد المتشددة والتي يكثر فيها الجهل وضع الرجل وحده في قفص الإتهام ... ومن مواصفات هذا الأمر أن الرجل يكون ما بين الـ 40 سنة وحتى الـ 60 سنة هم الفئة المستهدفة في تهمة "المتصابين" ... والمتصابي هو رجلا من متوسط العمر وكبير يقع في علاقة حقيقية مع فتاة ما بين 18 و 25 سنة أي هناك فرق بين الطرفين يتراوح ما بين 25 سنة إلى 35 سنة ... وهذه الحالة ليست نادرة بل هي شائعة في كل مجتمع عربي فكانت مسرحية العملاق الراحل "عبدالحسين عبدالرضا في مسرحية "مراهق في الخمسين" دلاله حقيقية وواقعية على وجود هذه الشريحة ... وفي هذا الشأن خرجت عشرات الأراء ومئات التحاليل النفسية التي تحاول فهم وتفسير هذا السلوك الذي يتقبله البعض ويرفضه الكثيرون لكن الحقيقة كانت هي الصدمة التي لم يعلم بها الكثيرون منكم بل وفاجأت حتى المتخصصين ... فكانت النتيجة الصادمة أن تلك العلاقات ذات الفارق العمري الكبير بينهما هي علاقات طبيعية ومنطقية ولا يوجد عليها أي علامة استفهام وأن التوافق الفكري أو النفسي لا يسبب أي خلل في العلاقة ... وعن نفسي وأستطيع أن أؤكد لكم أن مثل تلك العلاقات شكليا هي غير منطقية لفارق السن وعلى ذلك أستدل بأمرين الأول هو زواج الرسول عليه الصلاة والسلام من السيدة خديجة رضي الله عنها وهو في عمر 25 وهي في عمر 40 أي الفرق بينهما 15 سنة ... وزواج أشرفنا علينا الصلاة والسلام من السيدة عائشة وهي في عمر 9 سنوات وهو في عمر 51 ودخل بها بعد بلوغها أي الفرق بينهما 42 عاما وكانت السيدة عائشة هي البنت البكر الوحيدة من بين زوجات الرسول ؟
 
المنطق الحديث يتحدث أن المعاشرة بين كبير السن وبين الصغيرة تثري حياة الرجل بالشيء الكثير وتحقق له متعه يصعب جمال وصفها ... لكن ما بعد الفراش هنا تنفجر التساؤلات حيث أن فارق العمر الكبير يحدث تضارب بين من له تجارب كثيرة في الحياة وبين الفتاة التي لا خبرة لها ولا مقارنة حتى ... وعلى الجانب الأخر ذهب الباحثون والمحللين النفسيين إلى إسقاط المقارنات بين المثليين الجنسيين في شذوذهم الوضيع والمحرم فكان الأمر عبارة عن توافق فكري وجنسي فقط ولم يكن توافق في العمر على الإطلاق ... وفي زمان آبائنا وأجدادنا ومن سبقونا فقد جرى العرف بينهم أن الرجل "في الغالب" لا يتزوج إلا الصغيرة بفارق لا يقل عن 10 سنوات ويصل حتى إلى 25 سنة مما دل وأثبت الأيام نجاح تلك الزيجات ... بل بالعكس في أيامنا هذه أن نصبة الطلاق بين المتقاربين في العمر تكون مرتفعة بعكس الزيجات التي يوجد فيها فارق كبير فإنها تكون الأكثر استقرارا ... وبالتالي ليس بالضرورة أن تقارب العمر يحقق نجاح العلاقة وليس بالضرورة أن فارق العمر يحقق نجاح العلاقة فالتحليلات أثبتت أن فارق العمر ليس هو المشكلة بقدر حالة الإنجذاب والتوافق بين الطرفين ... لكن الحقيقة الصادمة التي ترفضها المجتمعات العربية تحديدا وحصريا هي من صنعت سيف التنمر والإنتقاد وصولا إلى السخرية من فارق العمر بين أي اثنين ... ومثل هذه العلاقات أو الزيجات أطلق عليها بـ "الحب المتطرف" أي أنك يجب أن تحذر بشدة من أن تتدخل فيها لأن الطرفين المعنيين في العلاقة قد اختاروا المواجهة مع كائن من يكون للدفاع عن علاقتهما وحبهما مهما كان الثمن ؟

أسباب مغامرة الرجال المتصابين ؟
أول سبب سلط عليه الضوء في المجتمعات العربية هو سخرية الناس من الكبير في العمر وبمعنى أدق لو رجى في عمر الـ 60 أراد أن يتزوج فتاة أو مطلقة في عمر الـ 30 ... فإن مثل هذه الجمل "أنت في عمر والدي – رجلك في القبر وتبحث عن امرأة – اخجل من نفسك واحترم سنك – لو تزوجتني ماذا أناديك يا بابا" ... وتلك من المفارقات العجيبة التي لا تحبط الرجل بل بالعكس ترتفع وتيرة تحدي الأمر بشكل غريب وكأن هناك من ضخ فيه "الأدرينالين" فيتفتق ذهنه ويبحث عن البدائل عنادا ونكاية بمن أهان رغباته ... وبالتالي تتجه أنظاره إلى الدول الفقيرة والناس البسطاء التي من طبيعتهم ومن عاداتهم أن ترتبط الفتاة الصغيرة بالكبيرة وتدخل معه في علاقة أو تتزوجه وتنجب منه بتكاليف صادمة ... وأتذكر أني كتبت موضوعا عن مغالاة المهر في دولنا مقارنة مع الدول العربية الأخرى فكان الفرق شاسعا وكبيرا لدرجة الصدمة من حجم المغالاة المجنون وكأن الزواج أصبح تجارة وليس مودة ورحمة ... ولا تستغربوا لو قلت لكم أن مهر الزواج في بعض الدول العربية من فتاة باهرة الجمال والقوام لا يتجاوز 300 دينار كويتي = 984 دولار ولو حدث مغالاة مع كل التكاليف الأخرى فإنه لن يصل ولن يتجاوز 1.500 دينار = 4.900 دولار ... ولذلك من الجهل في مجتمعاتنا وبين أوساطنا الأسرية أنهم من أسرع من يرمي التهم ويسخر من مثل تلك الزيجات معللا بنرجسيتهم المعتادة بأن الرجل قد تم سحره أو البنت طامعة به أو هدفها الجنسية ... وتناسى الجميع أن هناك الكثير من أبناء الأسرة الحاكمة والتجار والمواطنين والوزراء وكبار مسؤلي الدولة أمهاتهم ليس كويتيات لكنهن أنجبن نعم النسل ونعم الرجال والأخلاق ... وهناك زيجات من أجنبيات كانت فاشلة وطامعة ووضيعة مثلها مثل أي زيجة تحدث لكن الحقيقة أن سخرية البيئة المحيطة بالرجل وتهميشه وعدم فهمه هم السبب الأول لأن يتفتق ذهب الرجل ليحث عن صناعة مرحلة جديدة من حياته ... ومن الأسباب الأخرى لزواج الرجل من فتاة صغرى ربما تكون بسبب شخصية زوجته القوية والتي نجحت بفرضها عليه مما أدى إلى وجود سطوة شديدة في المنزل وتهميش الرجل وشخصيته كما أن هناك أسباب أخرى كمثل المرأة كثيرة التطلب وكثيرة الإنتقاد والتململ والرغبة بالتجديد والتغيير ؟
 
بعدما سبق فإن هناك واقع يحدث بينكم وتخجلون من الحديث عنه بإسقاطكم صفة العيب فيه وما هو بعيب ولو كان بعيب أو بخجل فمن منكم يستطيع أن يعيب برسوله عليه أفضل صلوات ربي وتسليما ؟ ومن يستطيع أن يعيب على حكاما وملوك تزوجوا صغيرات السن ؟ ... لكن لأنه رسولنا لا أحد يجرؤ على أن ينتقده لأنه الإستثناء في كل شيء وذاك لأنه حاكما أو أميرا لا أحد ينتقده لأن الرعب من القبضة الأمنية لا شك فيها ... لكن عندما يحدث الأمر مع الإنسان العادي تنطلق الألسنة إلى عنان السماء نقدا وذما وتنمرا عليه والحقيقة قطعية الثبوت أن لا أحد بالمطلق يعرف حقيقة العلاقة بين اثنين إلا الإثنين أنفسهم ... فكل علاقة ولها أسرارها التي لا يعلمها غيرهما ورب العالمين سبحانه وما أكثر الناس كبيرات السن اللاتي ارتبطن أو تزوجن بشباب أصغر منهن بـ 20 و 30 عاما ... وفي النهاية يجب التسليم المطلق والتام أن كل حالة ارتباط أو زواج هو أمر مقدر من ربكم كتب على ابن آدم من قبل أن يخلق ولا يوجد شيء يحدث بين البشر بمحض الصدفة بل هي أقدار كتبت بدقة تفوق العقل البشري فهما وقدرة وتنظيما ... وطالما الأمر سار بين الإثنين ويسير بالتراضي وبالشكل الرسمي والقانوني وبمكاشفة ومصارحة مطلقة ولم يحدث كذب أو خداع أو ابتزاز فالأمر منتهي ... ورأيك أنت أو رأيي أو رأيك أنتي لا قيمة له ولا حتى 1% فلا رزقك علي ولا عافيتك مني ولا أنتي ستكونين شفيعة لهم يوم القيامة وبالتالي من تدخل فيما لا يعنيه ليس كونها إلا ثرثرة الجهل التي لا قيمة لها ولا تأثير على أي علاقة بين اثنين ... فدعوا الخلق للخالق عل وعسى أن يرحمكم ربكم في الدنيا والآخرة ويرزقكم سبل الحكمة والبصيرة والرشاد ؟





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم




2020-02-09

ما يضيع الناس إلا الناس ؟


الناس أنواع فهناك المترددون أي حتى لو فتحت له أبواب الجنة سيتردد ويفكر كثيرا ... وهناك القساة لا تعرف الطيبة إلى قلبه مكانا ويظن أن خلق الناس خطأ وأن كثرتهم خطأ وأن الأرض يجب أن تتطهر منهم وأن الناس لا ينفع معهم إلا العصا ... وهناك المعارضون يصنع سوادا في كل شيء وحتى لو كان خيرا فإنه يبدع بإيجاد السوء مثل المعارضين أو "البطرانين" في الكويت مهما كان هناك جمالا في وطنهم فإنهم لا يرونه إلا قبيحا ... وهناك سلحفاة الناس أي البارد أو البطيء وهذا نوع لو وجد نفسه في وسط زلزال فإنه لن يتحرك لأنه يفكر كثيرا ويستوعب قليلا ... وهناك الهادئون وهم فئة تكثر الصمت يفكرون بهدوء وينفذون بهدوء وحياتهم كلها هدوء بهدوء حتى لما يموتون فإنهم يموتون بهدون دون ضجيج ... وهناك الثرثارون وهم فئة تميل إلى النفاق في كل شيء يتحدثون وفي كل مجلس تجدهم جالسون فم قوم حديث وأول من يهرب من كل وأي مواجهة ... والناس منذ آلاف السنين هي هي نفس الناس لم تتغير ولن تتغير لكن مع اختلاف الأيام والزمان حدث تطور الناس في حياتهم الطبيعية فتطور السكن والنقل وتنوعت الأطعمة وتفرعت الألبسة وكثرت اللهجات واللغات ورغم ذلك بقيت الناس هي نفس الناس نقل وكذب وصدق وثرثرة ومتعة في الفضائح ... ولذلك في أيامكم هذه لو سألت أي أحد من عشاق الفضائح : ماذا كانت أخر فضية قبل أسبوع أو الشهر الماضي ؟ ... لن يتذكر ولن يعرف والسبب أن الفضيحة بطبيعتها تنفجر كالقنبلة وتخمد بسرعة كما تخمد النار بالماء ؟ ... وما أكثر ما يهلك الناس في جهنم يوم القيامة إلا لسانهم وثرثرتهم وشدة كرههم لبعضهم بعضا ونميمتهم وطعنهم للأعراض والغافلين ؟ 

لو سألت رجلا أو امرأة ممن يحسبون ألف حساب للناس : يا سادة من ينفق عليكم هل أنفسكم أم الناس ؟ وصحتكم وعافيتكم بيد ربكم أم بيد الناس ؟ ويوم ولدتم حفاة عراة ويوم تموتون من كان معكم ومن سيكون شفيعا ونصيرا لكم يوم القيامة ؟ لا أحد ولن يكون هناك أحدا ... بل الجهل في الناس صفة ثابتة لا تقبل الشك أو اللبس وكأن الجهل وباء أو فايروس لم يتوقف يوما واحدا في ضرب صميم الناس ... وكل من نجا من الجهل فقد نجا بنفسه وأدرك أن علاج داء الجهل هو الإبتعاد والتنحي عن محيط الجاهلين ولما ابتعد عرف وأدرك نعمة الإبتعاد عن ثرثرة السفهاء وتيقن من غيمة الجهل ... ومن المؤسف حقا أن ضحايا الناس هم بملايين والمليارات ليس لشيء فقط الأمر هناك من سلم روحه وعقله وجسده للناس وبإرادته اختار أن يكون عبدا وضيعا فتحول من كائن يمكن أن يكون له شأنا عظيما إلى مجرد رقم لا قيمة له في أي معادلة حسابية ... والناس بطبيعتهم ثرثارون وبطبيعتهم الإختلاف وعدم الإتفاق بدليل اختلاف أمم الأرض كلها على وحول أنبائهم ورسلهم فقد كان رسولنا هو الصادق الأمين ولما جاء قومه بالرسالة أصبح الكذاب الساحر والمجنون ... هي طبيعة الناس أنهم لا يتفقون على طعام واحد أي مختلفة ومتعددة أذواقهم وأفكارهم مختلفة وتوجهاتهم مختلفة وبصماتهم مختلفة ورغباتهم وأحلامهم وأمنياتهم مختلفة ... فإن كنت ترى وتعيش بين كل هذا الإختلاف وبين كل هذه التناقضات فكيف تخضع أو خضعت إلى ترهات مجانين لم يتفقوا على أمرا واحدا قط في كل تاريخهم البشري !!! ... وكذب ثم كذب من يقول أن الناس في تاريخها قد اتفقت على أمرا واحدا بل حتى ربهم وخالقهم اختلفوا فيه تخيلوا اختلفوا في من خلقهم ورزقهم ... فهل الناس بعد كل حروبهم وجرائمهم وفسادهم وسرقاتهم وظلمهم وافتراءاتهم يستحقون أن تتبعهم أو أن تخضع لهم أو حتى أن تتماشى معهم ؟ ... وتلك حقيقة لن يفهمها ويعرف معانيها سوى الصالحون ومن حادوا عن طريق الناس وسلكوا طريقا خاصا بهم وبحياتهم ولما فعلوا ذلك اطمأنت قلوبهم واستقرت حياتهم فوجدوا السلام والطمئنينة في حياتهم ؟
 
الحكومات في أيامكم هذه فهمت ألاعيب الناس وأدركت أن التفاهة قد تغلغلت إلى عقول معظم الناس ولو كنتم تتذكرون قبل 3 أو 4 سنوات كيف كانت "الهاشتاغ" في "تويتر" كان له قيمة وتأثير كبير وأما اليوم فلن يستمر أقوى وأكبر "هاشتاغ" أكثر من 24 أو 48 ساعة وينتهي ويختفي وتنسى القصة أو القضة ... ومن المفارقات العجيبة أن اختلاف الناس في أيامكم هذه أدى إلى هشاشة القضايا وتراجع القضايا الأساسية المستحقة لكل أمة مثل "الأمن والحريات والتعليم والعلاج ومكافحة الفساد" لتحتل قضايا فردية متناقضة الحوادث لتحتل الصدارة !!! ... هو نفس الأمر ونفس الدليل عندما تشاهد سفهاء الناس يحصلون على ملايين المتابعين وحسابات العقلاء وحسابات الحكم والتاريخ لا يقارعون حسابات التافهة والسفيه ... هنا تضيء في فضاء عقلك حقيقة أنك تعيش في زمن ووقت يتسيّد الجهل فوق كل شيء وأن الحمقى بينكم كثر وأن العقلاء نادرون ... وبعد كل ما سبق فلا يصدق الناس إلا المعتوه لأن المعلومة أصلا تركع تحت قدميه فلا يكلف نفسه عناء النظر إليها لأنه يعشق السمع لا القراءة ولا اليقين ... ولا يرتعب من الناس إلا الجبان ولا يخضع للناس إلا العبد فلا تلتفتوا إلى كلام الناس فما أكثر حديثهم وما أقل أفعالهم والناس كلاب مصالحهم "إلا من رحم ربي" ... وصدق من قال : لا تحاول تحسين صورتك لأحد كلنا عاديون جدا في نظر من لا يعرفنا مغرورون في نظر من يكرهنا جيدون في نظر من يعرفنا رائعون في نظر من يبادلنا الحب .




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم





2020-02-02

تغيير الشخص ممكن أم مستحيل ؟


أظن وأعتقد أن أكبر نعمة خلقها ربنا سبحانه في خلق آدم وذريته من البشر أن سبحانه لم يطلع الإنسان على علم الغيب ولا ما تخفيه الصدور ... ولو كان البشر يقرؤون ما تخفيه الصدور لفسدت الأرض ولفنيت البشرية عن بكرة أبيها ووفق تقديري لو الإنسان خلق وهو يرى أو يقرأ ما في نفس الشخص المقابل ... أظن أننا في 2020 يمكن أن يكون تعداد البشرية لا يتجاوز مليارين نسمة كأفضل تقدير وليس أكثر من 7.5 مليار نسمة بسبب كم القتل والعداء والحروب ... ولذلك الإنسان حياته تتضارب ما بين التعود وما بين التعلم وصولا إلى التغيير وأمر التغيير هذا يتوقف على الشخص نفسه والذي تتحكم به عوامل عديدة ... مثل التربية والثقافة ونسبة الوعي وقوة الإدراك بالإضافة إلى التأثير المجتمعي السائد في دولته ... فلو كنت أعرف صديقة مطلقة وصديقة أخرى عانسا وكتبت ونشرت موضوعا عن العوانس والمطلقات فهل هما المقصودتين في الأمر ؟ ... الإجابة العقلانية والمنطقية يجب أن تكون كلا وأبدا لأن التعميم جهالة والحقيقة المطلقة غائبة تماما بمعنى يستحيل أن تضع ميزان العدل في المسائل الشخصية بشكل عام وتفرض تعميمها على الجميع ... ولأننا بشرا نصيب ونخطئ فلا يجب أن نعمم كل مسألة ولا كل أمر لكن هناك تخصيص وهناك غالبية لكن الجمع هو الخطأ والجهالة بعينها ؟ 

التغيير الذي يصيب الإنسان هما نوعان تغيير إيجابي وتغيير سلبي ومن المفارقات الغريبة والعجيبة أن التغيير السلبي والإيجابي لا يحدثان في حياة الإنسان إلا نتيجة صدمة مزلزلة ضربت صميم قلب وعقل الشخص ... بمعنى أدق كذب ثم كذب من يقول أنه تغير هكذا دون داعي فقط من باب التغيير لا يمكن تقبل هذه الحجة بالمطلق فالطبيعة البشرية لا ترتدع إلا بأمر ما يسبب الضرر وصولا إلى الضرر القاتل ... وبتفصيل أدق لو لم تكن هناك عقوبة للقتل العمد تصل إلى الإعدام شنقا لرأيت القتل في الشوارع كالسلام عليكم ولو لم يرى الناس العصا لعاشوا في ظل الطبلة ولو لم يروا هلاك الأمم لما اعتبرت البشرية ممن سبقها ... بدليل ارسال ربكم للأنبياء والمرسلين لقومهم ومن بينهم حتى يعلموهم وينذرونهم وبالتالي التغيير لا يحدث إلا من خلال كشف حقيقة صادمة أو تعرض الشخص لكارثة في حياته أو أنه قد رأى مصيبة فاتعظ منها ... ولذلك يبدأ التغيير في العقل أولا لأنه المركز الأول والرئيسي للإدراك ثم ينتقل إلى القلب الذي يدخل في صراع تلقائي مع العقل وكأنها مفاوضات على أمر ما بين طرفين ينتهي المطاف في النهاية إلى خوض التجربة ... فإن كانت إيجابية فهناك منتصر وهناك مهزوم إما القلب أو العقل وبعد تجارب ونكسات ونجاحات عديدة ترجح كفة الميزان من الأكثر رؤية ثاقبة والأكثر ثقة هل العقل أم القلب فيميل الإنسان إلى الأكثر ثقة حتى يرمي ثقته عليه في المستقبل ... والأهم من كل ما سبق أن التغيير يستحيل أن يحدث إلا بتغيير ما لا يقل عن 50% من الفكر والطباع وإنكار ما تعود عليه وما كان يقلده في حياته أو بما يعرف بـ "العادات والتقاليد" ... فعندما قرأت الإنجيل والتوراة وبعض تفاسيرهما هل كنت أريد أن أعتنق هذه الديانات ؟ كلا وأبدا بل كنت أود أن أعرف ما هذه الديانات وكيف آمن بها الملايين والمليارات وموطن الحجة والمنطق فيها ... ودخلت عالم الجنس وعبدة الشيطان والملحدين فهل كنت واحدا منهم ؟ { أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين } لكن كنت أريد أن أفهم العقلية التي آمنت واقتنعت بهذه الممارسات والإعتقادات ... ومسالة الفهم مع السنوات سترى فيها عجائب ما صنع ربك في خلقه وستصل إلى اليقين الحقيقي لمعنى وصف أطلقه ربنا على نفسه "الصبـــــور" كيف يصبر على زلل وأخطاء وجهل وجنون وشطح وكفر وشرك الكثير من عباده ومع ذلك برزقهم جميعا ولا يبخص أحدا حقه في الرزق ؟
 
التغيير في الناس يجب أن نعلم بأنه أمرا نادرا جدا في عالمنا لكنه واقع ويحدث لأن هناك نوعية من الناس تكره الجهل وتكره أن تكون كالحجارة وكأن الله ما خلق لها عقولا ... فتجد هذه النوعية هم الأكثر قراءة والأكثر فهما من محيطهم الأسري وسبحان الله جميعهم يعيشون في شقاء بسبب محيطهم وبيئتهم فتجدهم منعزلين أو محاربين ... منعزلين لا يريدون الدخول في أي نقاش ليقينهم بعدم استيعاب المحيطين بهم لمعنى الحديث الذي سينطلق وبعدها يأتي اللوم والعتاب وصولا إلى سطوة الرجال في المجتمعات العربية وما قد تصل به الأمور إلى العقاب ... أما النوع الآخر وهم المحاربين فهم يعرفون جيدا متى يطلقون العنان لأنفسهم ليصولوا ويجولوا في حديثهم في محاولة للتغيير ومحاربة الجهل وبالحجة ... وهذا أو ذاك كلها تبقى محاولات لصناعة أدنى قدر من التغيير لأنهم يوقنون أكثر من جيد أن لا أحد يستطيع أن يغير كل البشرية لكن بضعة أفراد من البشر هذا أمر ممكن ... فالتغيير أمر ممكن في الإنسان لكنه ليس تعميم وليس بالمطلق إنما التغيير هو أمر استثنائي قد ينجح وقد يفشل لكن من المهم كثيرا أن تصنع ثورة التساؤلات في عقل الغير ... ومن يقرأ ليس كمن يسمع ومن يسمع ليس كمن رأى ولذلك لا تبني صورة عن الشخصية التي تقرأ لها ولا تعقد عليها أي آمال لأنك لا تعرفه بحقيقته ... والصورة الحقيقية لا تظهر ولا تكتمل إلا بالجلوس مع الشخص المطلوب وهنا تكمن خبرتك في الحياة مع الإحساس عند وجود اليقين وقتها يصدر الإنطباع السائد وأيضا بشكل عام ... فتغيروا للأحسن وللأفضل لأن العالم تقدم وبشكل جنوني فليكن تقدمك بذكاء وبدهاء وبحذر حتى لا تكون ضحية لهذا التقدم فتكتشف أنك كنت مجرد تابع كمن لا عقل له ... والإنسان لو عرف قيمة العقل بأنه أغلى جوهرة منحها ربنا سبحانه للجميع لفكر مليون مرة قبل أن يكون تابعا لكائن من يكون ... وحتى رسولنا عليه الصلاة والسلام لا يجوز أن تكون تابعا له لأنه بشرا ورسولا بل تتبع رسالته أي تتبع وتأخذ رسالة ربك سبحانه منه إليك لكن انتبه يجب أن تكون نصيرا وصنديدا لرسولك لأن ربك لا يختار رسله عبثا بل بعناية تفوق العقل البشري فهما وإدراكا ... وهذا التغيير المقصود في موضوعي هذا هو أن يتغير فكرك ويتغير تحليلك للأمور وأن تفكر بطريقة مختلفة كليا لدرجة أن تصدمك أنت شخصيا كيف فكرت بهذه الطريقة وبهذا البعد ... وكنوا على يقين أن حياتكم ما هي إلا مرة واحدة فلا تسمحوا لمخلوق أن يسلبها منكم إلا بالحق وبالتوافق وبالرضا وإلا عشتم باقي حياتكم تعساء والعلاقة بين البشر ما هي إلا وجهات نظر وإقناع وتعاملات بالرضا والناس أمانات ... واحذر من نفسك أولا فلا تسمح للخبث أن يتسلل إليها فيرميك إلى التهلكة وإلى الندم العظيم فاحكم على الناس من خلال تصرفاتهم معك شخصيا وليس مع غيرك ولا تحكم على ظنونهم لأنك لا تعلم ما تخفيه الصدور ... فما أكثر كذب الناس وما أكثر افتراءاتهم وفكروا كيف تغيرت البشرية منذ عشرات آلاف السنين هل كانت صدفة أو بفعل أسباب وظروف كان الإنسان هو سببا فيها ؟

التغيير ممكن وليس مستحيلا فلا ترتعبوا من التغيير





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم