في
20-10-2017 كتبت ونشرت موضوع عن المثلية الجنسية وتاريخها وكيف تأسست منظمتها وكيف
كانت في الماضي القريب تعتبر جريمة تصل عقوبتها إلى الإعدام في بريطانيا ... وكيف
اليوم أصبحت منظمة ولها قوانين وتشريعات وتواجد دولي واسع النطاق وتجدون الموضوع
في خانة البحث تحت عنوان "المثليين العرب والخليجيين والشذوذ
الجنسي" ... لكن
اليوم أتناول معكم الحقيقة التي يختلف حولها الكثيرين وهذا الإختلاف هو سبب عدم حل
المشكلة أو ربما لا أحد يريد أن يحل هذه المشكلة بسبب كم الخلافات المهول حولها
... وهي مشكلة الجنس الثالث وكيف يتم وضعه وخلطه مع المثلية الجنسية والحقيقة أن
الأمر بينهما مختلف كليا بل من النادر أن تجد من يعرف أصل الحقيقة ووضع المشكلة في
حقيقتها ... لدرجة أن الذكر "المايـــع" أي الذي يتحدث كالنساء يظن
الكثيرين بأنه ينتمي إلى "الجنس الثالث" وهذا خطأ فاضح كبير ... والرجل
الكبير الذي يتحدث كالنساء قولا وحركة يظن الكثيرين بأنه أيضا من "الجنس الثالث" وهذا أيضا خطأ وليس صحيحا على الإطلاق ... لكن الذكر الذي يحمل
الثلاث عوامل "القول الحركة الفعل - السلوك" هو الذي يطلق عليه "الجنس
الثالث" والجنس الثالث من النادر تجد من يفهم حقيقته ويتفهم وضعه ويدخل عقله
ويلامس مشاعره حتى يصل إلى الحقيقة ... ولذلك في موضوعي هذا أكشف لكم الحقيقة التي
غالبيتكم لا يعرفها بدقة كبيرة والبعض منكم لا يريد أن يفهمها ويتعامل مع المشكلة
بأسلوب المتطرف في الفكر الاجتماعي أو من الناحية الشرعية التي أصلا لها حلولا
وليس حلا واحدا فحسب ... ومن الخطأ الفاضح أن يعتقد أحدكم أن الشذوذ الجنسي مثل
المرض الجنسي مثل المرض الطبي مثل المرض النفسي فكل حالة ولها مفهوما خاصا مستقلا
بشكل واسع عن الأخر ؟
الجنس
الثالث
الجنس
الثالث ليس له توصيف طبي علمي صرف على الإطلاق بل أي مصطلح علمي هو مثل المجموعة
التي اتفقت واجتمعت عليه ... بمعنى كتب الطب والجراحة لا يوجد لها قاموس طبي في
هذا المجال إلا من فترة قريبة جدا نتيجة عمليات الجراحة التغييرية التي بدأت في
ثمانينات القرن الماضي أي قبل 30 أو 40 سنة لا أكثر ... وبالتالي علم الطب ليس
بالخبرة التي يظنها الكثيرين لكن علم جراحة التجميل له في الأمر كثيرا في صناعة
الشكل الخارجي للإنسان ... والجنس الثالث لا ينطبق على الذكر بل على الذكر والأنثى
كلاهما في الأمر نفسه وهي حالة تنقسم إلى قسمين
1- الجنس
الثالث طبيا : هو الذي ولد بعيوب خلقية منذ الولادة في جهازه التناسلي مثل وجود
"مبيض وخصيتين" + اضطراب وتغير الهرمونات الذكورية والأنثوية ...
بالإضافة إلى الأنثى التي تولد ولديها عيب خلقي في الشكل الخارجي لفرج المرأة حيث
وجد واكتشف الآلاف من الحالات التي تجمع شكل الذكر والأنثى وتحديدا في منطقة
"الشفران" الخارجية أي شكل أنثوي بداخله شكل عضو ذكري ... والأمر طبيا
كثير الحديث عنه وكثير التعقيد لكن الحقيقة أن كل جنس ثالث بسبب عيب أو ضرر خلقي
أو طبي فهو يعتبر حالة مرضية صرفة ولا يجب التعامل معها بازدراء أو بتنمر ... ولأن
في المجتمعات العربية الكثير من الجهل فقد تنامت هذه الحالات الطبية بالكثير من
الفشل الطبي والإزدراء الاجتماعي وكأن الضحية كان له يدا في ما خلق ووجد عليه مما
زاد الأمر تعقيدا فتطورت الحالة من مرض طبي إلى مرض طبي ونفسي ... وفي الغالب يصل
الأمر إما أن يترك هكذا دون تدخل طبي جراحي فيظل يعاني حتى مماته أو يتم التدخل
الطبي الجراحي التجميلي لكن يبقى الأثر النفسي حتى الممات مع عدم وجود أي ضمان
للإستقلال الجنسي ... أي لا أحد يضمن أن يكمل الذكر برجولته ولا أحد يضمن الأنثى
بأنوثتها ولذلك العلم لا يزال فاشلا تماما بإيجاد الحل القاطع الحاسم في هذه
المسألة ولا يزال العلماء في خلافات عظيمة فيما بينهم ويستحيل أن يتفق كل الأطباء
في رأيهم على أي حالة فكل حالة تعتبر بحد ذاتها حيرة طبية .
2- الجنس
الثالث نفسيا : هي الحالات الأكثر شيوعا ويتم الخلط بينهم بشكل عارم وبين
"الجنس الثالث طبيا" فالجنس الثالث نفسيا ولد ذكرا أو أنثى
"الخنثى" سليما طبيا 100% لكنه تعرض لضرر بالغ من بيئته الأسرية أو من
محيطه القريب أسريا ... بمعنى ولد ذكرا في منزل مليئا بالبنات الطبيعيين في منزل
خالي من أي قيم ومنع من الإحتكاك بأي طرف خارجي بحجة الخوف والحرص عليه ... فظل
وعاش لسنوات طويلة بين النساء فتطبّع بأطباعهم وشرب سلوكياتهم فوقع تحت تأثير
أنثوي عظيم الشأن وكبير الضرر ... ولما كبر وبلغ الحلم أصيب بـ "الصدمة الجنسية" الذي يتمناها كل ذكر كاملا مكتملا لكن هذه الحالة سببت له
العكس فلا يتمناها ولا يريدها بل ويكرهها لأنه لا يريد الخروج مما ألفه وما تعود
عليه ... ولأن الحياة دائما ما تجبر الإنسان على الإحتكاك بها فعدما يخرج من محيطه
يجد عدم تقبل المجتمع له مطلقا فيحدث الإضطراب النفسي العاصف فينزوي ويبدأ بالبحث
عمن يشبهونه في السلوك والبيئة ... أو أن يلتقطه أحد عشاق اللواط فيحتويه بكل ما
فيه فيتحول الجنس الثالث نفسيا إلى أنثى في خدمة الصاحب الجديد ويخيّل إليه أنه
وجد نصيبا كأخواته ... مع الإنتباه أنه ليس بالضرورة أن يكون كل ذكر بين إناث يعني أنه سيصبح أنثى أو جنس ثالث فالمسألة تعتمد على البيئة نفسها ومستوى وعيها ومدى صلاحها من فسادها وجهلها .
لذلك
فهناك فرق واسع وشاسع بين المريض طبيا والمريض نفسيا فالمريض طبيا 90% لا علاج له
طبيا وإن وجد فإنه يبقى مريضا نفسيا حتى يموت أما المريض نفسيا فله علاجا نفسيا
طويل الأمد ولا يعتبر مريضا طبيا ولا 1% ... وكلا الأمرين يعتبرون مرضى نفسيين
يحتاجون إلى الرعاية والعلاج وفي الحقيقة هم يعانون معاناة لا أحد يستطيع وصفها من
شدتها ... والأهم أن هناك من يتحدثون كالنساء وهم رجال في سلوكهم في مشيتهم في
أفعالهم الرجولية لكنهم يعانون من مشكلة في النطق أي يتحدثون بـ
"مياعـــة" وهؤلاء كالعادة لم يهتم أحد لأمرهم بل استمتع الكثيرين
بالإستهزاء بهم ووجدوهم فرصة للتنمر عليهم ... مع أن حلهم جدا بسيط وهو العلاج
النفسي + العلاج اللغوي بإعادة تأهيل "صحة النطق + تقويم السلوك" وطلاقة الحديث
"الطبيعي" كرجل مكتمل الأركان ؟
المثلية
الجنسية
هي
حالة مرضية نفسية صرفة ليس لها دخل نهائيا في الطب الجراحي ولا توجد أي عيوب خلقية
... وذكر الحالة المرضية هي التي تجاوزت المتعة الجنسية "الوقتية"
وانتقلت إلى متعة الإدمان التي سببت حالة مرضية نفسية بنسبة 100% ... وهؤلاء
جميعهم ودون أي استثناء لا يمتّون للجنس الثالث بأي صلة لا من حيث الشكل ولا حتى
التشبيه فكلا الحالتين مختلفين في التوصيف النفسي بشكل كبير جدا ... فالجنس
الثالث كان ضحية عيوب خلقية أو نفسية بسبب بيئته بعكس المثلية الجنسية التي بدأت
بالتجربة ثم المتعة ثم الإدمان لدرجة المرض ... والمثلية الجنسية وجدت ما قبل الميلاد في
جاهلية الإنسان مهما بلغ من علم وحضارة لكن ظل الجهل يلازم الأمم كالصديق الوفي
يعشقهم ويعشقه الكثيرين ... ناهيكم إلى الأهم وهي حالة المجتمعات القديمة التي
كانت بطبيعتها تتاجر في العبيد والجواري تجارة علنية صريحة تنكح الجارية وإن كانت
بكرا ... وكانت ملايين الجواري قد حملن من أسيادهم والقليل من اعترف بأنائهن
والكثير تم إعادة بيعهن هن وأبنائهم في الأسواق ... لكن الكثير من العبيد كان يتم
"إخصائهم" أي بقطع أو تعييب الخصيتين أو بقطع الذكر العضوي حتى لا ينكح
سيدته أو جواري بيت أسياده وفي نفس الوقت لا تهيج سيدته على عبدها ... ولذلك كان
الكثير من العبيد بعد ولادته يتم تعييب جهازه التناسلي حتى يفقد كامل القوة
والقدرة على أي شكل من أشكال ممارسة الجنس وبذلك كان يعتقد بأن له نجاة بحياته
وضمان لرزقه ... وبالتالي نستطيع القول بكل ثقة أن المثلية الجنسية هي شذوذ نفسي
مطلق بالفطرة البشرية ولا يمت للجنس الثالث لا من قريب ولا من بعيد ... بل في
5-2019 فجرت منظمة الصحة العالمية إعلانا مفاده : أن
التحول الجنسي لا علاقة له بالصحة العقلية ... وقالت الدكتورة "ليلي ساي"
خبيرة الصحة الإنجابية في منظمة الصحة العالمية : لقد تم شطب ذلك من فصل اضطرابات
الصحة العقلية لأننا بتنا أكثر إدراكاً أن ذلك لا يتعلق بالصحة العقلية
"انتهى التصريح" ... وهذا تأكيد أن المثلية الجنسية ليس إلا مرضا جنسيا
يقع في دائرة مرض الشذوذ الجنسي مثل مرض الشذوذ الجنسي السادي والمازوخي أو
المازوكي وغيرها وهي أشياء أو أمور أو ممارسات غير بشرية ... مثل متعة المعاناة
والإذلال ولذة التعذيب ومتعة الإغتصاب وانتهاك الأطفال والإستمناء القهري والتخيلات
والرغبات والسلوكيات الجنسية ذات
الضغط الشديد كلها حالات مرضية نفسية صرفة بسبب
اختلال التوازن في المواد الكيميائية الطبيعية في العقل ... كلها رغبات وهواجس كانت مكبوتة غير
ظاهرية واليوم أصبحت ظاهرية بسبب سهولة الوصول
إلى المحتوى الجنسي بشكل
افتراضي من خلال عالم الإنترنت ... وسهولة الوصول للأهداف الجنسية من قبل الآخرين
بهدف كسب المال بالإتصال الجنسي المباشر أو من خلال الجنس بمقابل المال عبر
الإنترنت ؟
الرأي
الشرعي
الرأي
الشرعي في الغالب دائما ما يقع في نفس المشكلة ونفس الخطأ عندما يسقط الأحاديث أو
الرأي أو الفتوى القديمة على هذا الزمان ... وعلى سبيل المثال الحديث النبوي
الشريف "المرأة إذا خرجت من بيتها متعطرة وشم
الرجال ريحها فعليها غسل الجنابة"
وحديث "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم
ليجدوا ريحها فهي زانية وكل عين زانية" ... وهذه الأحاديث الشريفة وكل ما جاء من فتاوي بشأنها تعتبر
ساقطة ولا تصلح في زماننا بسبب اختلاف الظرف والوقت وتغير وتطور الأمم تماما ...
ففي عهد رسولنا وأشرفنا عليه الصلاة والسلام كانت الناس لا تعرف العطور لثمنها
الغالي ومما عرف أن في جاهلية العرب وبدايات الإسلام كان لا يتعطر إلا الأثرياء
والأغنياء من علية القوم فقط بعكس العامة من الناس تماما ... أما اليوم فالعطور
والطيب أصبح أمرا بديهيا مألوفا وأصبح في متناول 90% من كل البشرية في كل دولة وفي
كل أمة وفي كل شعب فهل اليوم نعتبر أن أكثر من 7 مليار نسمة هم من الزنــــاة بسبب
حديث شريف كريم مضى عليه أكثر من 1.400 سنة ؟ ... الإجابة كلا وأبدا فالزمن غير
الزمن والأمة غير الأمة والعادات قد تغيرت والتقاليد قد تطورت والأصل أن كل آية
ظرفية وكل حديث ظرفي يؤخذ منه العبر وليس الأصل ولا العمل به ... وعلى سبيل المثال
الآية { تبت يدا أبي لهب وتب } فهل أبو لهب موجود في زماننا هذا ؟ بالتأكيد كلا
لكنها آية ظرفية يؤخذ منها العبرة وليس العمل بها لأن الأصل لا وجود له ... لكن
حكماء وعقلاء الشريعة الإسلامية ذهبوا إلى صواب الرأي وجعلوا الطب وعلم الأطباء هم
من يفصلون ويحكموا بحديد ذكورية أو أنثوية الجنس المعني في الخلاف في قضية التحول
الجنسي والجنس الثالث ... لكن المتطرفين الإسلاميين ومتخشبي الرأي وجدوا لزاما على
الدولة أن تنفي الجنس الثالث من الذكر والأنثى إلى خارج البلاد حماية للمجتمع من
بلاء هؤلاء ... وأنا لا أميل لهذا الرأي بقدر ما أميل إلى العلاج الطبي والنفسي
وفق آليات وتشريعات وقوانين تحمي المريض طبيا ونفسيا بشرط إقرار الرأي الطبي على
صحة المرض "العضوي - النفسي" ودرجته العلمية ومدى تفاقم الحالة والجدوى من العلاج أو عدمه ؟
الحقيقة
هي أن المجتمعات العربية ترفض وجود الجنس الثالث وترفض التعامل معه وكذب ثم كذب من
يقول عكس ما أقول ... بل كل علماء النفس وكل الأطباء في عالمنا العربي هم أقل شأنا
بكثير جدا من أن يخوضوا في هذا الأمر لأن الجميع فاشلون في هذا المجال ... ولأنهم
مواطنون لهم كل حقوق المواطنة ولأن المجتمع يرفض التعامل أو التعايش مع الجنس الثالث
فلا حل إلا أن تتحمل الحكومات مسؤليتها تجاههم ... وتعرض عليهم العيش خارج الدولة
وتخيرهم بالعيش في أوروبا أو أمريكا أو دول شرق أسيا على نفقة الدولة وتوفر لهم
المأكل والمشرب والملبس والمسكن والمصرف والعلاج لمن أراد ذلك ... أما المثلية
الجنسية فلا حل لها إلا العلاج النفسي إجبارا أو السجن بعقوبات مشددة أو النفي
خارج البلاد حماية للمجتمعات العربية من هؤلاء شواذ الفطرة البشرية ؟
اقرأ
أيضا
المثليين العرب والخليجيين والشذوذ
الجنسي ؟
عالم الجنس يفوق العقل البشري فظاعة ؟
إلى الدكتورة فوزية الدريع .. مع
التحية ؟
زنـــــــا المحــــارم ؟
دمتم
بود ...
وسعوا
صدوركم