لا
تعرف حقيقة مكونات العقل الذي يسيطر عليه داء المصلحة فهي عقولا وأنفس وقعت ضحية
لجشعها فأصبحت كالكلاب المطيعة لأقذر الأفعال وأسوأ الممارسات ... ويخّـل لتلك
الكائنات المسكينة أنها وصلت للثراء أو للمناصب العليا أو بالتقرب من أبناء الملوك
والسلاطين وأصحاب السلطة بذكائها وكأن الله ما خلق لغيرهم عقولا ... وفي الحقيقة
الكثير منهم نجحوا بالوصول إلى بعض أهدافهم وليس كل أهدافهم لأن عبيد المصالح لا
حدود لطموحهم المجنون وجشعهم المعتوه ... وهؤلاء الشرذمة يمضون كل حياتهم عبيدا
لرغباتهم محترفين في تلونهم وتبدل أقنعتهم يغيرون أقنعتهم كلما تغير أسيادهم وكلما
استدعت الحاجة لذلك ... يمكن أن يبكون بحرقة بمشهد تمثيلي باهر الإتقان ويمكن أن
يتزوجوا من أجل الوصول إلى هدفهم ويمكن أن يسطروا أروع قصص الحب في سبيل الوصول
إلى أهدافهم إنهم مدهشين في التمثيل وشدة الإقناع لكن على المغفلين ... لا عهد ولا
أمان لهم ولو أقسموا على القرآن الكريم أمامكم بل الكثير منهم هم كأنهم شياطين
تمثلت على هيئة الإنسان يمشي على قدمين ما وطأت أقدامهم مكانا إلا وحل الخراب بأهل
المكان والدار ... لا شرف ولا ضمير ولا أي اعتبار لشعور الأخرين ولا يهتمون
لمعاناة الآخرين حتى وإن كانوا أقرب المقربين لهم بل اعلم أن باتصالاتهم مع أصحاب
المآسي من علية القوم اتصالهم ليس إلا من أجل جس النبض وفهم الواقع فهل انتهى
سيدهم أم هناك أمل ببقائه أم ننتقل إلى بديله ؟ ... إنها شخصية
"سيكوباتية" مريضة قلبها معلق بالأنانية وحب الذات والمصلحة المفرطة
لدرجة أن حتى زوجاتهم لا قيمة لهم وإن بقيت الزوجة معه فكن على ثقة بأنه اتخذها
كواجهة اجتماعية لا أكثر ؟
عبيد
دنياهم عبيد مصالحهم يعلمون أنهم أقذر أنواع البشر ويعلمون أنهم كلاب الدنيا
وأنجاسها ولا مشكلة في ذلك لديهم على الإطلاق ... لأنهم يعلمون كيف ينتقمون جيدا
فهم يمضون طيلة حياتهم بجمع المال وأن يكون المال كافيا أو لديهم سيدا غبيا بالقدر
الكافي يوظفون لديهم عبيدا خاضعين ببضعة دنانير ... ليعيش المنافقين دور الأسياد
بشكل مصغر لأنهم أصلا هم عبيدا لأسيادهم الكبار ولا تعجب إن علمت أن مثل هؤلاء
الأنجاس قد يصلوا بل وصلوا إلى مراكز قيادية رفيعة في الدول العربية والخليجية
ولدرجة الوزراء ... لا كفاءة لا قيم لا مبادئ لا عقل لا إبداع لا تسلسل وظيفي لا
مهنية لا شيء فقط لأنهم أسياد النفاق وعبيد المصالح وصدق القائل "كلب الشيخ
شيخ" أو "كلب السيد سيدا" ... ولأن علية القوم لم يتعودوا ولا
يريدون أحدا حولهم يقول لهم "كلا - لأ - أنت مخطئ" فمن الطبيعي أن تكون
البطانة من عبيد المصالح ... وطالما المال والمناصب تصل إلى أيدي المنافقين فأنت
ضامن أنك سيدا وضمنت أمهر عبيد المصالح وأشطر المنافقين ولا يعرف السيد الحقيقي
بأنه الغبي الساذج وبأنه قد جمع من حوليه من يستغله وهم أول من سيركله ويتخلى عنه ...
فلا عجب أن تأتينا أخبار الدنيا ونقرأ ونسمع ونعلم أن وزير العدل هو أحد لصوص
البلاد ووزير المالية أحد زنادقة الجلسات ووزير الرياضة هو أحد كبار "خادم الدعارة" لأسياده ووزير الداخلية في جلسات الأنس حتى مطلع الفجر وقس على ذلك
الكثير ... وإن وجد الصالح المصلح فإنه لا يستطيع أن يعمل بسبب بيئة العمل الفاسدة
ولذلك من سخرية الأقدار أن كل قضايا الفساد والرشوة لا تقرأ منها سوى "عضو
سابق - وكيل سابق - وزير سابق" لا أحد حالي ولن يكون ولا يسجن أحد ولن يكون
... وهذا الحال في معظم الدول العربية التي لا حاجة لتعرف لماذا هي متخلفة لأن
البطانة تتحالف مع البطانة الأخرى ويشكلون تحالفات لهذا السيد وذاك "ماسونية
الأقزام" ... وعندما يلعب الأسياد يعني أن البطانة قد تمكنت جيدا والتاريخ
يخبرنا أن أكثر من 90% من كل البطانة في كل التاريخ السياسي والإقتصادي يسقط
الأسياد وتنجو البطانة يتم الإنتقام من الأسياد وتختفي البطانة ... وهذه ميزة
المنافقين وعبيد المصالح والكذابين عملوا واجتهدوا في دنياهم لكن لا أحد يفوز
بالآخرة والكل في مماته ملعون ومذموم وهم أسرع فئة يمكن نسيانهم بسرعة البرق وقت
موتهم وقد تدفنهم في الصباح وتنساهم في المساء ... لقد مضت حياتهم في صراع لا قيمة
له وسيريكم ربكم بأم أعينكم كيف حالهم وهم في جهنم يدفعون ثمن ما اقترفت أيديهم من
أفعال وضيعة قذرة نجسة في دنياهم التي قاتلوا من أجلها واستنزفوا كل طاقاتهم من
أجل بضعة دنانير والقليل من رفاهية العيش ؟
احذروا
عبيد المصالح واحذروا البطانة الفاسدة واحذروا الكذابين واحذروا عبيد المال فإن
ربهم دينارهم يطيعون من يدفع لهم أكثر ... ويدينون بالولاء لمن يملك السلطة أكثر
والمصالح دينهم والتغيير ديدنهم ومبدأهم في الحياة "مصلحتي ثم مصلحتي"
... ثم إلى قبورهم ذاهبون ثم سيرتهم حتى عزاء المساء وتنتهي ثم يوم القيامة يقتص
منهم خالقهم بأسوأ أنواع العذاب ولا يزال عبيد الدنيا يظنون أنهم أذكى من خلق ربهم
... والحقيقة هي أن ربهم قد طردهم من رحمته فأعطاهم دنياهم وما تمنوا فيها حتى لا
تبقى لديهم حجة عند ربهم يوم تسوقهم الملائكة سوق العبيد والأغلال في رقابهم
يجرونهم جرا إلى نار السعير ... ونعوذ بالله من سوء المنقلب ومن غضب الله ومن جهل
العقل وطمع النفس التي لا تشبع ؟
دمتم
بود ...
وسعوا
صدوركم