2024-10-27

حقائق البصمة البومترية وفانتازيا المؤامرة على البشرية ؟

 

قالوا ... البصمة البومترية انتهاك لخصوصيتنا وتمهيدا لاستعباد البشرية والسيطرة على السلوك البشري وتوجيهه وفق مخططات الماسونية العالمية ... تلك الحجج من الأقوال قيلت وقيل أكثر من ذلك في نسج مؤامرة لا أساس لها من الصحة مطلقا ... والأمر الذي سيق في فانتازيا المؤامرة لم يكن استثناء بل نسج الكثير من خيال المؤامرة في حالة من "الوسواس القهري" الذي يسلم ذاته طواعية لأي نظرية مؤامرة ... التي بطبيعة الحال تكشف عن نوعين من الأفراد نوع يسعى لتسجيل مواقف للشهرة وأنه المدافع عن الأمة والبشرية كافة كبطل استثنائي ونوع أخر ذوو شخصية هشة تتعاطى مع أي أمر يتوافق مع انطباعها الذاتي من الضعف والإستسلام ألا إرادي ... وبالمناسبة هناك شعوب كثيرة "خريش" تستمتع جدا بأي غيبيات وهرطقات وفانتازيا ... الأمر الذي يرمونه أمام العامة في مواقع التواصل الإجتماعية بثقة لا توصف من سرد الأدلة الكاذبة بأكبر قدر من تطابق ربط الأحداث بوصفها مؤامرة عالمية تجاه الجنس البشري كله !!! ... ومن يتند إلى تقارير الأمم المتحدة فهذا أحمق حقا ولا يعلم أن أدراج الأمم المتحدة تحتفظ بملايين التقارير السنوية منذ 70 سنة وبنسبة 97% اتضح أنها دراسات وتقارير لا أساس لها من الصحة ولم تكن سوى توثيق للسيرة الذاتية لكتابها حتى تعينهم على مواصلة مسيرتهم المهنية ... ولذلك من المهم أن أسرد التالي من حقائق لا تقبل الشك ومن المهم أن ألفت عنايتكم أني هنا لست لإقناعكم بل لكشف الحقائق لمن يبحث عن الحقيقة ؟

أولا ... الإنترنت 

إن أول سيطرة على الجنس البشري تمت فعليا من خلال تصميم عالم الإنترنت بأكبر شبكة عرفها التاريخ البشري عن طريق "الكابلات البحرية" تحديدا حتى تتم السيطرة على كافة مستخدمي شبكة الإنترنت ... بمعنى أن الإنترنت في دولتك مصدره "كيبل انترنت بحري" وصل إليك عبر قنوات مصدرها الأول في الولايات المتحدة الأمريكية "راجع المدونة" ... ثم سنت قوانين وطورت بأن كل مستخدم لخط انترنت يجب أن يكون مسجلا باسمه وفق بياناته الرسمية في كل دولة ... وصراع قراصنة الإنترنت لا حدود له وهي كحالة صراع المهربين مع رجال الجمارك كلما تفتق ذهن رجال الجمارك لحيلة تهريب ابتكر المهربين حيلة جديدة في صراع قديم وله تاريخ مثير جدا ... وعلم الإنترنت يخبركم بمعلومة أمنية ثابتة راسخة لا تقبل الشك أو اليقين مطلقا وهي "لا يوجد جهاز كمبيوتر أو موبايل لا يمكن اختراقه" ... وأعقد الشبكات الأمنية في أجهزة المخابرات العالمية قد تم اختراقها وسرقة بياناتها والبنوك تم اختراقها وسرقة أموالها والبورصات العالمية تم اختراقها وسرقة أسهمها ... ووزارة الدفاع الأمريكية والبريطانية والروسية والصينية تم اختراقها والبيت الأبيض الأمريكي تم اختراقه والكمبيوتر الشخصي للرئيس الأمريكي "بيل كلينتون" تم اختراقه ... فمن أنت ومن أنا ومن أنتم !!! ومن هي مواقع التواصل الإجتماعية التي لا يمكن اختراقها !!! ... لا يا عزيز ولا يا عزيزتي الإختراق لا شيء يمكن أن يقف أمامه بل وحتى هرطقات "الأمن السيبراني" الذي أصلا ليس له فصل واحد في علوم الإنترنت وهو علم ومصطلح استحدث مؤخرا قبل 10 سنوات ... لا يمكن أن يحميك بالمطلق لكنه بدلا من سرقة بياناتك فهناك نسخة احتياطية لبياناتك مع شيئا من الحماية التي في الغالب لا تصل إلى عنوان المخترق المحترف لأن الإختراق دائما ما يكون عبر "الإنترنت المظلم" ... وبالتالي من المهم أن تعرف ويعرف الجميع أن بيانات كل شعوب العالم تعرض بشكل طبيعي بمزادات في "dark web" ومن بينها بيانات أمريكا أم الإنترنت ومصدر الشبكة الأول في العالم ؟

ثانيا .. من أنت ؟

حقا من أنت حتى تتوجس على بياناتك وأسرارك ؟ لديك الشجاعة أن تتحدث بأسرارك عبر الرسائل الخاصة في مواقع التواصل أو عبر الواتساب أو التليجرام وغيرها وتتبادل الصور مع هذا وتلك وووووو ... فهل أنت مقتنع أنك لست تحت الرصد حقا !!! ... يا سادة الأجهزة الأمنية في كل دولة تعلم عنكم كل شيء وبكل بياناتكم وكل سجل هواتفكم وكل رسائلكم ... والأجهزة الأمنية لا تريدك أنت أو أنتي لأن مهمتهم تنحصر بالبحث عن الإرهابيين وشبكات الأزمات الداخلية في البلاد وما قد يهدد الأمن والسلم الأهلي ومن لديهم اتصالات خارجية قد تضر بمصلحة الدولة العليا وغيرهم من الأوغاد ... وأنا محدثكم أملك من الأدوات التي تجعلني متخفي ولا ابن أبيه يستطيع معرفتي ومعرفة أصلا أين مكاني ... لكن ومنذ سنوات كان قراري ثابتا ولا يزال وهو أني لست إرهابيا ولا عدوانيا ولا محرضا ولا لدي أي اتصالات لا داخلية ولا خارجية مع أي أوغاد مكشوف ومعروف وحسابي موثق ومتى يتم استدعائي سألبي النداء بكل رحابة صدر وسأجيب عن أي سؤال وتساؤل بكل أمانة وصدق وبأريحية مطلقة ... هذا الواقع مصدره الثقة بالنفس أولا ثم بسلوكي بشكل عام ثم احتراما وثقة بالأجهزة الأمنية والقضائية في البلاد خصوصا وأنا في الكويت دون سواها من الأوطان العربية ... وما عليكم إلا أن تبحثوا في هذه المدونة في كل ما يخص عالم الإنترنت المعلن والمظلم فقد أسهبت بالكتابة والشرح فيهم كثيرا ... وأعيد وأكرر جهازك موبايلك قابل للإختراق ولا أحد يكذب عليك ويقول لك أنك آمن ... بل ولا أنصح بوضع تفاصيل معاملاتك البنكية في موبايلك من خلال تطبيقات البنوك ويبقى الكمبيوتر هو الأكثر أمانا من الموبايل وأصحاب الإختراق يفهموا معنى حديثي هذا جيدا ... ومصدر عدم أمانك هو صراع وسباق ما بين الأجهزة الأمنية والسيبرانية مع الـ "Hacker" سواء المبتدئين أو المحترفين ... ومن المحترفين منهم أيضا أجهزة مخابرات عالمية دول تضرب دول بزعم الـ "Hacker" لتجري بعدها صفقات أمنية بل وحتى سياسية وطبيعي أن لا يعلن عنها ولا تكشف للعامة ولا حتى في الصحافة ؟

ثالثا .. البصمة البومترية واقع أمني 

تحدثت عنها مطولا وهو توجه أمني سيطال كل دول العالم بما فيهم الدول الفقيرة والمتخلفة ... بل ستصل الأمور إلى منع دخول أي إنسان لدولتك ما لم تكن لديه قواعد "البصمة البومترية" مستقبلا ومنع ركوب الطائرات ... هذا التوجه العالمي يصنف على أنه توجه أمني صرف وبنسبة 100% لأنه تم اكتشاف أن المهربين والإرهابيين والمحتالين لديهم جوازات سفر عديدة مختلفة الأسماء للشخص الواحد ... راجع موضوع "بطاقة جواز السفر بديلاَ عالمياَ قادما للجواز الإلكتروني" على المدونة ... وكذب من قال أو يقول أن الأمر مرتبط بالماسونية وفانتازيا المؤامرة فالأمر كليا مرتبط أمنيا بدليل أن كل مواطن في وطنه يمتلك جواز سفر الكتروني وزارة الداخلية في وطنه تعلم عنه كافة تفاصيل حياته وبياناته من الألف إلى الياء ... وإن كنتم تريدون الصدمة الحقيقية فالبصمة البومترية أكثر من تضرر منها هم رجال المخابرات في كل الأجهزة العالمية ... لأنهم يسافرون بأسماء مستعارة ووجوه وبصمات مختلفة في عملياتهم الخارجية الأمر الذي سيجبرهم بالتعامل المباشر مع الدول الأخرى وينزلون في مطاراتهم العسكرية وليس المدنية بحكم أن قواعد البيانات في البومترية ستكشفهم تلقائيا ... وأيضا الهاربين من الأحكام القضائية مثل السرقة والقتل والإعتداء الجنسي إلخ ومن لديهم جوازات سفر متعددة والمطلوبين عبر الإنتربول الدولي ويستخدمون جوازات سفر مختلفة عن بلدانهم والمتهربين من دفع الضرائب ومن هم مسجلين في أوطانهم على أنهم متوفين وهم في الحقيقة أحياء ... والكثير الكثير من أساليب التحايل البشري التي سلك مسلكها الملايين من كل شعوب العالم ... والذكاء الصناعي في الصين حاليا يعتبر هو الأول من نوعه ومستواه وتقدمه وتطوره بلا منافس والذي تتزاحم دول على استيراده وتطبيقه المذهل الذي كشف ما تشيب له الولدان ... فأين حقوق الشعب الصيني والياباني وفي كوريا الجنوبية وأمريكا والإمارات وقطر ... وراقب الصراع القانوني القادم في فرنسا وبريطانيا وإيطاليا أكثر الدول التي تحتضن المحتالين ... وفي السابق كانت البصمات تكشف عن هوية الشخص لكن مع البصمة البومترية أصبح الأمر يكشف خلال 30 ثانية فقط مع كافة البيانات الشخصية والوجه والهاتف والسكن وغيرها من التفاصيل ؟

رابعا .. اعرف حجمك ؟

الغريب في الأمر أن الذين يرفضون إجراء "البصمة البومترية" لم يلجؤوا إلى القضاء ولا للمحكمة الدستورية في الكويت وهو حقهم بالمناسبة ولا يتعارض كليا مع قرارهم ... وبالتالي وضعوا أنفسهم في دائرة الشبهة التي أثارت حفيظة الأمن الذي بدوره سيجد نفسه مضطرا لفتح ملفات جناسيهم للتدقيق والبحث فيها لتبيان صحتها من عدمها ... أما الادعاء بأن البصمة البومترية هو توجه عالمي للسيطرة على الشعوب فالشعوب أصلا مسيطر عليها منذ زمن طويل ... وها هي غزة أمامكم ماذا فعلت لهم الشعوب العربية سوى الدعاء والتبرع وصناعة جبهة إعلامية مضادة تكشف جرائم الكيان الصهيوني ... ولا ربط مطلقا ما بين "البصمة البومترية" وبين تطعيم لقاحات "كوفيد 19" فكلاهما أمران مختلفان متعارضان جملةََ وتفصيلاََ ... ولا يمكن الربط بينهما فكلاهما أمران مختلفات فكورونا كانت إجراءات استثنائية وقتية أما البصمة البومترية فهو إجراء بدأ تطبيقه منذ 2018 ... والأمر الأخر هو وجود "وحدة تحريات مالية" في كل دولة تراقب أموالك وتفرض قوانين لاستخدام الدفع الإلكتروني حصريا فلماذا لم نرى احتجاجا على انتهاك حقك القانوني والدستوري بصرف أموالك المشروعة كيفما تشاء وتريد !!! ... ومن الأخير لا توجد دولة في العالم تستطيع منحك ضمانة 100% بسرية معلوماتك الشخصية لأنك أنت أصلا عرضة للإختراق عبر موبايلك أو الكمبيوتر الشخصي في أي لحظة ... فكيف تطلب ضمانة في عالم هو أصلا لا يوجد لديه قواعد أمنية تضمن سلامتها بقدر ما تضمن حماية قواعد بياناتها من الإختراق في تضارب وصراع متوحش ما بين "الإنترنت المعلن والإنترنت المظلم" ؟... وعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن اختراق موبايلك ومن ثم اختراق بياناتك عبر "تطبيق سهل" فهل الخرق الأمني تم من قبل التطبيق أو من قبلك ؟ من قبلك فما دخل التطبيق ؟ ... بعكس إن تم اختراق التطبيق من قبل جهات خارجية وبالتالي هناك قواعد وبروتوكولات أمنية حتما لا نعرفها من أجل سلامة كافة قواعد البيانات ومعرفة مصدر الإختراق وأين مكمن الثغرات وهذا يصنف على أنه "عمل دولة" لا "عمل أفراد" أي أنت غير مسؤل ولا مسائل في هذه الحالة ... في الختام تعايش مع واقع أكبر منك وأكبر من دولتك بمليون مرة أو استخدم موبايل "غير ذكي" من الأنظمة القديمة واصنع واقعك أو اخضع لقوانين دولتك ... وخدها مني : محد أحسن من أحد ولا أحد أكثر أمان من أحد الجميع تلقى صفعات ولا يزال وسوف يبقى الأمر هكذا في عالم نحن بإرادتنا دخلناه وبأموالنا اشترينا الهواتف الذكية حتى نستمتع جميعنا بما في عالم الإنترنت من إيجابيات وسلبيات ... خففوا من حبوب المؤامرة فلا أنت وزير ولا شخصية مهمة ولا شخصية عالمية ولا أنت شخصية إرهابية ولا تصنع من نفسك عظمة لا وجود لها واعرف حجمك جيداََ ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 



2024-10-26

جفاف العاطفة ما بعد سن الـ 60 ؟

 

في مجتمع العرب المليء بالأمراض الفكرية والثقافية وصولا إلى زماننا هذا والذي أصبح "العالم الإفتراضي - الإنترنت" بديلا أو هروبا من واقع أكثر إيلاما ووجعا ... يصل الرجل إلى سن الـ 50 سنة أو 60 سنة وهو فد اكتفى من خيبات الأمل وطعنات الغدر والخسة والخيانة من أقرب المقربين منه ... وفي الغالب تصل علاقة المتزوجين إلى علاقة الود والصداقة أكثر من كونها علاقة حب وزواج وعشرة ... وبنسبة 99% من كبار السن يعانون بصمت ويتمزقون بصمت ... وهناك مرحلتين من العمر لا يريد الإنسان منهما سوى الحنان وغفران أخطاءه وزلاته الغير مقصودة في فترة ما بعد النمو الأول بعمر ما بعد السنتين وحتى 14 سنة ثم مرحلة ما بعد الـ 50 أو 60 سنة ... ففي الفترة الأولى تعتبر انطلاقا لحياته وفي الفترة الثانية تعتبر تمهيدا لخاتمته ومماته ؟

في مجتمعنا العربي ذوو "العقلية المتخشبة" لدى الغالبية رسموا حدودا للرجل الكبير في السن فهو يجب أن يكون عابدا زاهدا من البيت إلى المسجد ومن المسجد إلى البيت دون تطوير حتى يموت ... يتزوج أخرى وهو في عمر الـ 60 فهذا محرم يسافر لدول شرق أسيوية فهذا انحرف على كبر يصادق فهذا دخل في الحرام الفاحش وغيرها من الأفكار ... لا يجب أن يمارس حياته بحرية مطلقة لأن هناك قوانين بطبيعة الحال وهذا البديهي في أي دولة لكن هناك سيف المجتمع الذي يُنظّر ويصدر أحكامه لمجرد النظر دون معرفة مسبقة مطلقا بواقع الأمر ... على سبيل المثال أحد المختلين عقليا التقط صورة لرجل في تايلاند لرجل يعرفه وهو برفقة بنات ... ولما عاد إلى الكويت أرسل الصورة لأخ الرجل الذي بدوره سأل أخاه عن من هؤلاء البنات ؟ ... رد الرجل على أخيه بأن هذا الأمر لا يعنيه وعليه أن يهتم بشؤونه الخاصة دون تدخلا بشؤون الأخرين ... ثم بعد 6 أشهر عاد الرجل من تايلاند وبعدها بليالي دعى أخاه على العشاء فلبى الدعوة وبعد العشاء أخذا يتجاذبا أطراف الحديث فقال له الأخ الذي كان في تايلاند ... "البنت الأولى كانت سكرتيرة عينتها لترتيب شؤوني ومستلزماتي من سيارة وتنقل وملابسي وغسيلها وطعامي أما الثانية فكانت الممرضة الخاصة بي وأما الثالثة فكانت الطبيبة التي أجريت لي عملية جراحية في كتفي دون أن أخبركم أو أخبر أي أحد وأنا من دعوتها على الخروج تقديرا لخدماتها" ... تلك الحكاية تروي لك ما يمكن أن يكون حقيقيا وما يمكن أن يكون زائفا وفي كل الأحوال الأمر لا يعنيك جملة وتفصيلا ... لكن العقلية العربية عاشت في خزعبلات أن كل شيء يعنيهم حتى أسرار الناس يجب أن يطلعوا عليها ... في مجتمعات يفرون من الثقافة العامة وتنظيف العقول وتحسين الأخلاق إلى متابعة مشاهير مواقع التواصل الإجتماعية للقال والقيل لأنها تتطابق تماما من تربيتهم وسلوكهم المجتمعي المليء بالسلبية ؟

حالة "السرية القاهرة" هي التي يعيش بها كل من بلغ من العمر 50 وما فوق دون استثناء للرجل أو المرأة ثم إذا ما وصلت المرحلة العمرية إلى 60 وأكثر تتأزم الحالة أكثر فأكثر تلك الحالة سببها "جفاف العاطفة" وتتلاشي الرعاية والحنان والإهتمام ... وهنا أنا أسجل واقعا أخر وهو أن المرأة تعتبر أكثر التزاما ورصانة من الرجل "بشكل عام" ليس من ذاتها بالمناسبة بل لأن لديها أبناء وأحفاد ومجتمع فرض عليها هذا الإلتزام الإجباري في منافسة أن تكون هي قبلة الجميع ومركز اهتمام الجميع أي وكأنها حكومة العائلة ... بعكس الرجل الذي وكأن سيارة وانتهى شحنها فيصل لدرجة لا يعنيه هذا ولا تلك ويفضل الخروج الدائم من المنزل أو الجلوس منفردا في المنزل في عالم جديد يصنعه لذاته وهذا على صعيد المتزوجين ... أما المطلقين فحتما الأمر أصعب وأكثر قسوة لأنهم اضطروا على التعايش مع الوحدة التي لها إيجابياتها وأيضا لها سلبياتها ... والقسوة في الوحدة تكمن بصراع الرغبات بتغيير الواقع لكن الظروف المادية لا تساعد على ذلك أو ضعف الشخصية التي دائما ما تكون مثبطة محبطة خوفا من أي حالة تغيير ... ولذلك قسوة المجتمعات العربية هي من أنتجت سلوك بشري شاذ يدعو للموت ولا يدعوا للحياة لأنهم قرروا أن الحياة للشاب حتى سن الخمسين وما بعده عليه أن يكون أفضل من سيدنا عيسى ابن مريم بدرجة الورع والتقوى والإيمان !!! ... جفاف العاطفة والوحدة هما العاملين الرئيسين اللذان من خلالهما قد يرتكب الكبار ممارسات خاطئة أو حمقاء أو يقعوا في أفخاخ المتربصين بهم ؟

للكبار أرواح حقهم أن يعيشوا حياتهم كيفما أرادوا وشاؤوا ومع من يريدون دون تدخلا من أحد ولا تأثير من محيطه والحياة تمنح الجميع حقه بالعيش الكريم والرفاهية المناسبة ولو كان في عمر الـ 80 وأكثر ... والثقافة المجتمعية عند العرب هي ثقافة قاتلة شاذة سيئة لا يوجد لها مثيلا في كل العالم ... ففي العالم لا أحد يتدخل بشؤونك بما فيهم عائلتك والمجتمع لا يعنيه من أنت أصلا ومن معك ولا يعنيه أنت كبير ومن معك كبيرة أو صغيرة ... تماما التناقض في مسألة المكياج فلو أجريت مسحا لمدة 3 أيام لا أكثر ستكتشف بكل أريحية أن ثقافة المكياج في الشرق الأوسط هي الأولى على العالم ودون منافس ... بعكس أمريكا وروسيا وشرق أسيا فإنهم لا يباهون بالمكياج ولا يغالون أولا لأنها مستلزمات تفوق قدراتهم المادية وثانيا لأن مجتمعاتهم لن تدقق بالمكياج بعكس مجتمعاتنا ولو كانت فقيرة فإنها تقاتل من أجل شراء المكياج ... تلك الثقافة العامة هي من جعلت كبار يفرون للعيش في أوروبا وشرق أسيا وأمريكا وأيضا في أمريكا الجنوبية ... توقفوا عن القيل والقال بالناس وأعراضهم وتوقفوا عن التدخل بخصوصيات الناس وأعراضهم وتوقفوا عن إطلاق الأحكام فقد تملككم الجهل لدرجة قد تودي بكم إلى التهلكة في جهنم ... ولا تفكر بالأخرين ولا تشغل نفسك بالأخرين فلا أنت ستحاسب عنهم ولا هم سيحاسبون بدلا منك ... أمة ثرثارة تعشق الثرثرة أكثر من العمل وتكره الثقافة ككرهها للموت فلا أنت تفقه في دينك ولا أنت تفقه في تاريخك ولا أنت تفقه في الثقافة العامة لكنك فقط تفقه بالتدخل في شؤون الأخرين وتصدر الأحكام عليهم وكأنك أحد ملائكة السماء المعصومين من أي خطأ أو إثم أو ذنب ... ولذلك واقع حالكم يقول لكم ولغيركم : أنتم تتعايشون ولا تعيشون ... أي حياتكم كلها اضطرار دون حرية قرار ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 




2024-10-14

تركوا العمل واتجهوا للعبودية لا العبادة ؟

 

الممثل الأمريكي العبقري "مارلون براندو" الشهير بفيلم "godfather" قال حكمة تكاد تكون كالصفعة التي تنفض جهل العقول "عندما تركب في الباص لا تسأل من السائق وعندما تركب بالطائرة لا تسأل من الطيار وعندما تركب في السفينة لا تسأل من القبطان لكنك تسأل من الله" ... تلك الحكمة تعني أنك تثق بنظام شركات النقل دون النظر لموظفيها وبمعنى أدق أنت تثق بالنظام لا بالموظفين ... فما بالك بمن خلق السموات والأرض وجعل فيها قوانين لم تستطع قوة بشرية في كل التاريخ البشري أن تغير ولا حتى بنسبة 0.001% ؟ ... وبكل أسف البشرية منذ الأزل وحتى يومنا هذا وحتى قيام الساعة سوادهم الأعظم لم يفهموا الله سبحانه وتعالى ولم يعرفوا أصلا ما هو سبب خلقهم ووجودهم ... الأمر الذي يجعلك تضرب أخماسا بأخماس وأنت تنظر لجهل رجال الدين "اليهودي والمسيحي والمسلم" وخزعبلات وهرطقات كل منهم لدرجة الكوميديا السوداء !!! ... وبكل تأكيد المسالة مرتبطة كليا بالثقافة المجتمعية لكل أمة وبشرط حسب القارة لديها عقليتها وثقافتها التي تتمسك بها ؟

إن الله سبحانه وتعالى لم يحلقنا حتى نترك كل شيء ونجلس نتعبده ليل نهار لأن سبحانه أصلا ليس بحاجة للعبادة حتى من قبل أن يخلق "آدم وحواء" ... لأن هناك آلاف التريليونات من خلق السموات والأرض وما بينهم وما فيهم لم ولن يتوقف تسبيحهم لله سبحانه ولا حتى لثانية واحدة ... { تسبح له السماوات السبع والأرض ومـــــن فيهـــــن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا } الإسراء ... ومهمة الإنسان في الأرض أن يعمرها وفق الإيمان المطلق بالله وحده لا شريك له وأن يتعلم ويصنع ويعمل لتتجلى القاعدة الأساسية في المكينة البشرية "البشر أسباب لبشر" ... بمعنى مبسط في نظام الدولة كيف تتوفر موارد الدولة ثم كيف يكون التوظيف ثم كيف تعمل ثم كيف يصرف لك راتبك ومن راتبك كم تنفق وكيف وعلى ماذا وكم من جهة تدفع لها شهريا هذا هو معنى النظام في زمانكم هذا ... لكن في الماضي كان الأمر مختلف جدا فلا تأمينات إجتماعية ولا أموال نهاية خدمة ولا دولة الخلافة الإسلامية تتفضل عليك وتساعدك كما في زمانكم ... وقطعا ويقينا فإن أنظمة العمل وشكل الحكومات اليوم لهو أفضل بمليون مرة من نظام الخلافة الإسلامية بكل ما فيه ... وعلى سبيل المثال لما وزع حكام الكويت "جابر الأحمد + صباح الأحمد" منحة مالية لكل مواطن من شعبهم فهذا مسلك لم يحدث في كل التاريخ البشري لأي من حكام التاريخ سواء كانوا أجانب أو مسلمين ... وعندما أقر حاكم الكويت "صباح الأحمد" منحة تموين مجانا لمدة سنة ونصف فهذا أيضا لم يحدث في كل تاريخ الخلافة الإسلامية ولا أي خلافة ولا في أي تاريخ بشري أن حاكم يطعم شعبه سنة ونصف مجانــــاََ ؟

في الثقافة العربية قديما ربما يجهل الكثير منكم ما سبب فرح الرجل بإنجاب زوجته الأولاد حصرا دونا عن البنات ؟ ... والحقيقة هي أنها كانت فطرة قديمة وقديمة جدا دارت لأكثر من 12 ألف سنة وبالمناسبة هذه الثقافة كانت سائدة أيضا لدى عموم البشرية في كل قارات الأرض ... والسبب هو لأنه قديما كان الولد يعتبر ذخرا واستثمارا للأب والأم ليعينهم في كبرهم ويضمنوا أمنهم الإجتماعي فيكون لديهم ولد أو أولاد يدافعون عنهم ويحملونهم في كبرهم ويساعدونهم في أخر أيامهم ... أما حاليا فالسائد من القول أن إنجاب الأولاد يعني استمرار سلالة الأب حتى لا ينقطع عوده من سجرة العائلة !!! ... والثقافة العربية قد تغيرت منذ ما يقارب الـ 70 سنة الماضية فأصبح حتى أبناء الفقراء يترفعون عن الكثير من الأعمال وأصبح الغالبية يبحثون عن المال السريع ومن الطبيعي عندما تختلف قواعد القناعات وتتغير بفعل عوامل تأثير خارجية فمن البديهي أن يحدث الجحود والنكران للوالدين فيستقل الأبناء بذاتهم دون النظر للوالدين فحدث العقوق والشذوذ وكافة أنواع الإنحرافات لأن التافه والتافهة ظنوا أنهم شيئا !!!... لا بل وحتى بنات اليوم في عموم قارات العالم أصبح الكثير منهن يبحثن عن المال السريع من خلال الدعارة بكافة أشكالها ومختلف درجاتها في بحر من الأكاذيب وعمليات النصب والإحتيال التي طالت حتى في الزواج الشرعي ... ومن هنا يجب التذكير أنه قديما كان الجميع يعمل في الصناعة والزراعة والنقل والتنظيف وكافة أنواع وأشكال الخدمات دون النظر لقيمة المال فالمهم أن الإنسان يعمل ويجب أن يعمل ... ففي العمل قديما يعني ضمان قوت اليوم أي طعام اليوم لأنه في سابق العصور والأزمة والسنوات تعارفت البشرية على الدفع باليومية ثم تطورت أسبوعيا ثم تطورت شهريا ... وأيضا قديما كان هناك نظام عمل على شكل "الطعام مقابل العمل والسكن مقابل العمل" ... ولأن الفقر كان سائدا بين كل أمم الأرض في غالبية شعوبها فكان العمل وسيلة نجاة وحفظا للكرامة ومن لا يعمل كان يتم استغلاله في الحروب كجندي عل وعسى ينتصرون في أي حرب أو معركة فيجني الغنائم ما يكفيه لأشهر أو سنة وليس بالضرورة أن تكون مسألة جهاد في سبيل الله كما أشاعوا كذبا في كتب التاريخ الإسلامي ... وبكل تأكيد ليس هناك دليلا أكثر من "غزوة أحد" ترك المقاتلون أماكنهم طمعا بالغنائم لأنهم فقراء معدمين ودلالة على الأمر لم يكن جهادا حقيقا راسخ في وجدانهم آنذاك ... أو تجدهم في بيوت العلم منها يتعلمون الدين ومنها يجدون ما يسدون به جوعهم من أموال وطعام المحسنين ومن هنا نصل إلى مربط الفرس ؟

مربط الفرس هو مسلك قديم في الثقافة العربية والإسلامية ظاهره العبادة وذكر الله وصراع طلاب العلم الذين أصبحوا حطبا في صراع مشايخهم ... فهذا يناصر شيخه وذاك يناصر شيخه حتى ولدت المذاهب الإسلامية فزادت الثرثرة وزاد الإنشقاق فزادت البطالة فقل العمل ثم تلاشت المهارة ثم اندثرت الموهبة ... فاستغلت أموال لصدقات فدخلت في الفساد والفساد وصل لدرجة الرشوة لصالح صراعات اجتماعية ثم سياسية ثم أنصار ... وكل هذا حدث من خلال الثرثرة ووجهات النظر فنتج عن ذلك وجود مئات ملايين الكتب التي لا تغني ولا تسمن من جوع وأغلبها تتحدث في توافه الأشياء والأمور ... وتناسى الجميع عن قصد وعن عمد "القرآن الكريم" الذي لا يوجد بعده لا قول ولا تنظير ولا اجتهاد ... ثم تطورت كتب الدين إلى تجارة تعرض تلك الكتب في معارض الكتاب فيجني أصحابها الأموال ثم تطور الأمر إلى أن أصبح للدين شهادات علمية ... مع أنك لا ترى في الديانة "اليهودية والمسيحية" أي شهادات علمية لأن العالم أصلا لا يعترف بشهادات الأديان السماوية ... وتلك القاعدة مبدأها صحيح أن الأديان السماوية شأن شخصي بمعنى "تؤمن أو لا تؤمن فهذا شأنك وحدك" بعكس العلم فإنه شأن بشري يخدم وينفع البشرية ... ولذلك لا عجب أن تعزز ثقة الفقراء بأنفسهم بأن عيب أن أعمل سائق أو فراش أو عامل أو بنّاء أو أو أو إلخ لأني أنتمي لعشيرة عريقة وذاك ينتمي لقبيلة عريقة ... فلا عشيرة سددت ديونك ولا قبيلة سترت وجه من عليهم ديون قاهرة في حالة اجتماعية مرضية صرفة ... والنتيجة التي نراها اليوم ضياع أجيال وغرقها في توافه الأمور ... ولذلك لا تتحسر كيف اليابانيون هم أفضل من يحترمون العمل ويتقنون صناعاتهم منذ القدم ولا تسأل كيف يبدع الصينيون بصناعاتهم حتى فاقت الجنون ولا تسأل كيف أدمن الألمان الصناعة والإبتكار ... ونحن في علمنا العربي لا نزال أمة مستهلكة تستورد كل معيشتها من الخارج ... فالوطنية أكاذيب والكرامة مسرحية والتفاخر نفاق حتى وصل بنا الحال أن العاطلين والفقراء لا يملكون قوت أسبوعهم لكنهم يتفاخرون بوطنهم الذي لم يقدم لهم أدنى كرامة حتى ... ولا تزال مكينة "صراع المذاهب" تعمل منذ أكثر من 1.350 سنة وحتى يومنا هذا وكل منتمي لحزب أو مذهب يجاهر بفخر حزبه أو مذهبه فلا صنع ولا عمل ولا يملك أي مهارة أو موهبة سوى الجهل والنفاق وحماقة التفاخر الأعمى ... ليتهرب الجميع من الحقيقة أن : السواد الأعظم ما هم سوى عبيـــــــد لنزواتهم ورغباتهم وحماقاتهم وجهلهم ... والله المستعان ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 



 


2024-10-08

بطاقة جواز السفر بديلاََ عالمياََ قادما للجواز الإلكتروني ؟

 

دول العالم ظلت عقود في حالة من العجز أمام عمليات تزوير جوازات السفر باحترافية صنّاعها ... الأمر الذي أدى إلى تنامي عمليات اختراق المافيا وعصابات الإتجار بالبشر والمنظمات الإرهابية المتطرفة لدول كثيرة تنامت فيها الجريمة المنظمة بشكل واسع ... ثم ظهر جواز السفر الإلكتروني في 2005 والذي يحتوي على شريحة الكترونية فيها البيانات الرسمية للمسافر وفقا للبيانات الرسمية المسجلة في دولته وتحوي على بياناته المدنية وبصماته ... ثم جاءت "البصمة البومترية" أو "البصمة الذكية" التي خرجت في 2010 والتي بدأت تقنيتها أولا من خلال مواقع التواصل الإجتماعية للتعرف على الوجه في "فيسبوك" ... ثم اتفقت وزارة الداخلية كل قارة فيما بينها على أن تكون البصمة البومترية مسلكا ونظاما يجب أن يطبق لثقته العالية ... فبدأت دول أوروبا وأمريكا أولا بتطبيق "البصمة البومترية" بشكل اختياري على أن تفقد حقوقك الطبيعية مثل "منع السفر ومنع التصويت بالإنتخابات" ... فاتضح فيما بعد وبمحض الصدفة أن هناك فئات من الشعب بعضهم ليس لهم سجل أصلا في الدولة وبعضهم مطلوب لقضايا جنائية وبعضهم اتضح أنه حي يرزق وفي سجلات الدولة مسجل على أنه متوفي وفق شهادات وفاة مزورة صادرة من بعض دول شرق أسيا وأمريكا الجنوبية ... لأسباب التهرب من الضرائب والإفلات من الأحكام القضائية وقضايا النفقة والتهرب من سداد الأقساط البنكية وغيرها ... فاضطرت أمريكا وأوروبا بالتشدد في "البصمة البومترية" بشكل صارم ؟

عندما فرضت "البصمة الذكية" كشرط أساسي لتصنيف جوازات السفر الإلكترونية عالميا وكشرط رئيسي في اتفاقيات ومفاوضات "الشينغن" وغيرها ... ربط الكثير من أصحاب "نظريات المؤامرة" أن الأمر مرتبط بالماسونية وبهرطقات "المليار الذهبي" وخذ وقس على ذلك من الفانتازيا ... فالبصمة الذكية ليست معنية بالمطلق بأعضاء الإنسان الحيوية أو العضوية مطلقا لكنه تسجل بياناته وتوثق معلوماته لأمر أكبر من ذلك بكثير جدا وسوف نأتي على ذلك لاحقا ... أما الرعب الحقيقي فقد لامسناه في الدول العربية والخليجية التي بعض الدول أصلا لا تفكر حاليا بتطبيق البصمة البومترية على مواطنيها بسبب اضطراباتها الداخلية والأمنية وعدم استقرارها ... وبعض الدول تريد ذلك لكنها لا تريد تحمل تكاليف عملية الطباعة الخارجية والنقل والتي قد تتجاوز أكثر من 500 مليون دولار في ظل تعداد سكاني كبير وينتظرون أن تتبرع دولة خليجية بالمبلغ ... أما في دول الخليج فـ "البصمة البومترية" تلقائيا ستكشف من يملك بيانات مواطنة في أكثر من دولة خليجية ... وهذا يعني أنه يتمتع بمزايا وخدمات وحماية وأموال أكثر من دولة الأمر الذي يتناقض تماما مع قوانين ومقتضيات قوانين مكافحة الإرهاب وإن كنت لست إرهابيا ولست سوى مواطن بسيط وعادي جدا ... وهناك أيضا دول لا تسمح بازدواجية جنسيتها لضمان أقصى درجات حقوق المواطنة فيها مثل "اليابان وسنغافورة وماليزيا والكويت والصين" وغيرها وإن لم تخني ذاكرتي هناك أكثر من 50 دولة حول العالم تمنع ازدواجية جنسية مواطنيها ... أضف إلى ذلك إلى أن "البصمة الذكية" قد كشفت وستكشف الكثير ممن يتحايلون على الدول بتزوير أسمائهم عبر تعديل إسم أو حرف من إسم دون وجود قاعدة بيانات رسمية تفصل في حقيقة هذا الشخص ... والبصمة الذكية أصلا غير معنية بازدواجية الجنسية كما يعتقد الكثير منكم لأن ثلثي دول العالم لا توجد لديها مشكلة بازدواجية الجنسية أي أكثر من 140 دولة ... ولذلك هناك نظام أمني دولي قادم سيتم تطبيقه ببديل مختلف كليا عما ألفته الدول والشعوب من خلال جواز السفر العادي أو الإلكتروني ؟

البديـــل القــــادم

البديل القادم سيكون عبارة عن "بطاقة جواز سفر الكترونية" بحجم بطاقتك المدنية أو بطاقة البنك "بطاقة ذكية" مرتبطة مع هاتفك الذكي ارتباطا كليا ... فيها كل بياناتك وكل بيانات البصمة البومترية "أصابعك يدك وجهك بؤبؤ العين عملك سكنك هاتفك سجلك الجنائي توقيعك" كل شيء عنك ... وأول من طبق هذا النظام هي الولايات المتحدة الأمريكية من خلال "بطاقة جواز السفر" التي خصصتها لمواطنيها للسفر ودخول لكل من "كندا والمكسيك وبرمودا ومنطقة دول البحر الكاريبي" من خلال السفر بالسيارة أو البحر والتي خلال 15 سنة أثبتت نسبة خطأ البيانات أو خطأ السفر بهذا النظام بنسبة 0% على عكس أخطاء جوازات السفر العادية أو الإلكترونية ... ومن خلال تطور جواز السفر الإلكتروني من دفتر أو وثيقة رسمية كثيرة الأوراق ستصبح مجرد بطاقة سفر عالمية تجوب فيها العالم بلا أوراق بلا مستندات ... والنظام الكتروني الجديد سيكون ذوو فصلين أو شقين "نظام الحكومات - نظام الأفراد" ... الحكومات : ستتمكن كل دولة استوفت شروط هذه الإتفاقية وهذا النظام من الدخول والإستعلام عن أي إنسان وكشف كافة بياناته التفصيلية من بصمات وصورة الوجه وحركة السفر وكل تأشيراته وتصفح كل أوراق التأشيرة عند تقديمها وغيرها ... الأفراد : أي فيزا أو تأشيرة ستكون موجودة على حسابهم المخصص في هذا النظام للتحقق والتأكد منها بالإضافة إلى كشف بحركة سفر الفرد ... ومن فوائد النظام القادم التالي

1- يمكن التعرف عليك في أي دولة في العالم .

2- يمكن الكشف على كل وجهات سفرك الماضية والحالية وستكشف عن كل تأشيرات دخول منحت لك وبكافة بياناتها وتفاصيلها .

3- الفيزا الإلكترونية ستقضي على عمليات التزوير والفساد .

4- بطاقة السفر ستنهي مشكلة وجود جوازين سفر منتهي وجديد .

5- لا حاجة لختم جواز سفرك ولا حاجة لرجال أمن الجوازات ولا حتى لسؤالك أيا كان .

6- طوابير الإنتظار على كاونترات جوازات المطارات في العالم ستنتهي .

7- سيكون نظام عالمي موحد ستعرف كل دولة في العالم حقيقة كل من سيزورها بأدق تفاصيله .

8- في حال وضع شخص ما بحظر ركوب الطائرات أو مسجل في قوائم الإنتربول الدولي أو مسجل في قوائم الإرهاب أو المطلوبين أمنيا أو قضائيا فمن المستحيل أن يستقل أي طائرة في أي رحلة سفر في العالم ... وهذه النقطة مهمة جدا لأصحاب رحلات الترانزيت للتحايل على أوامر إلقاء القبض عليهم بحيث حتى دول الترانزيت ستمنع إقلاعك من مطاراتها أو على طائراتها لأن نظام وثائق السفر الجديد عبر "بطاقة جواز السفر" تحظر ذلك كليا .

فهل علمتم لماذا بدأ الجواز الإلكتروني ثم البصمة البومترية أو الذكية ؟ ... هذا النظام العالمي أظن أنه سيتم تطبيقه في 2030 أو 2035 كأقصى حد ... وأنا لا أرى العالم موجوداََ بشكله الطبيعي الحالي حتى ذلك الحين والله أعلم ... ومن لم يجري "البصمة البومترية أو الذكية" حتى هذا اليوم في الكويت ولم يخضع للبصمة الذكية هم الحالات التالية 

1- المطلوبون قضائيا "ماليا "شيك" - أحكام جنائية وجنح بالحبس .

2- الرافضين بزعم أنه قرار غير دستوري .

3- أصحاب نظرية الماسونية والمؤامرة ونظريات كورونا .

4- من هم خارج البلاد لأسباب الدراسة أو العلاج أو الإقامة الدائمة في الخارج والهاربين من الأحكام القضائية .

5- الخوف من كشف تزوير جنسيتهم أو كشف ازدواجية جناسيهم مما سيعرضهم للمسائلة القانونية أو فقد الجنسية .




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 




2024-10-07

الإنســــان .. لعنــة الأرض 7

 

ختاماََ لهذه السلسة أصل معكم إلى نهايتها في جزئها السابع والأخير ... والتي تثبت الأدلة والبراهين التي وضعتها بين أيديكم أن الإنسان ما كان سوى "لعنــــة حلت على الأرض" ... الإنسان أنكر الله وجحده وكفر به وأشرك به وألحد به وعصاه وتمرّد عليه سبحانه ... وأنبياء الله ورسله من خاصته في الأرض عليهم صلوات ربي وأفضل التسليم أغلبهم قتلوا وكُلهم تم تكذيبهم والجميع سخروا منهم ... وتخبرنا المراجع المسيحية القديمة أن رسول الله "عيسى ابن مريم" وهم يذهبون به إلى الصلب ما سار في زقاق أو شارع إلا والناس تشتمه وترميه بما طالته أيديهم ... وما رسولنا "محمد ابن عبدالله" ببعيد عنه فقد قذفوه بالحجارة في الطائف وشتموه حتى سال الدم من قدميه الشريفتين ... ثم انظر لحال الحكام سواء في زمانكم أو زمان أسلافهم ففي حياتهم التعظيم والتفخيم وعلو الشأن وبحر من النفاق وإن مات أو قتل انقلبوا في سيرته فأظهروا كل عيوبه وكشف عورات شخصيته وحكمه ... وتخبرنا سيرة العرب القديمة أن الرجل إن ماتت زوجته كان يدفنها في الصباح ويخطب امرأة أخرى في المساء من نفس اليوم ... هذه الحالة من الدونية في شخصية الرعية وفي تناقضات المجتمع لا تخبرك إلا بأمر واحد لا ثاني له : أن الرعية بطبيعتها لا تساق من نفسها وذاتها بل تريد من يسوقها ويقودها رغما عنها وأن القوانين ما وضعت إلا لضبط سلوك العوام بالقوة وأن ما من شعب على وجه الأرض وفي كل التاريخ قبلت بحاكمها عن طيب خاطر وبرغبتها ... تلك الحقيقة لا يمكن أن نثبتها إلا أولا من خلال سيرة الأنبياء والرسل كلهم تم تكذيبهم وكلهم ألصقوا بهم تهم المس والجن والجنون ... ثم سيرة الحكام في قوم "عاد وثمود" ثم "بابل والفراعنة" ثم التاريخ الصيني والياباني ثم الخلافة الإسلامية من تناقضات وطغيان وفساد ولصوصية "الحاكم والمحكوم" على حد سواء ... والحاكم الفاسد إن تولى زمام الحكم يعني أن رعيته أفسد منه ولو كان كذاباََ يعني رعيته أكذب منه { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } الرعد ... ولو جائتك حكومة مثل حكومة سويسرا لرأيت الوزراء ممزقين يتم سحلهم في شوارعكم والسبب أن الثقافة المجتمعية تغلب على السلوك بل وتتفوق حتى على الأديان السماوية ... بدليل أنه خلال 4.000 سنة تصارع الجنس البشري فيما بينهم في أكثر من 5.000 حرب ومعركة دامية أي 1.250 حرب في كل 1.000 سنة أي في كل سنة حرب ... الإنسان يبيد ذاته لا إرادياََ ؟

في واقع عظيم خلق الإنسان وهو بالفعل خلق عظيم مدهش في تركيبه ونوعية وفنون وإبداع ما خلق ربي سبحانه ... ثم من تعظيم هذا الخلق وتشريفه بسجود كل ملائكة السماء والأرض له لهو حدث لا يساويه حدث في كل خلق السموات والأرض ... فهل كان هذا الإنسان كفؤا لهذا التشريف والتعظيم ؟ ... هل كان الإنسان ممتنا شاكراََ حامداََ عابداََ لله وحده لا شريك له ؟ ... الأدلة التي بين أيدينا من الكتب السماوية ومن كتب سيرة التاريخ وصولا إلى حياتنا اليومية لتؤكد يقينا بالإجابة : كلا وأبدا لم ولن يكون كذلك حتى قيام الساعة "إلا من رحم ربي من القلة وما ندر منكم" ... ولا تقيسوا ذاتكم إن كنتم مؤمنين ومصلحين وإن كنتم كذلك فهي نعمة من ربكم أن أصلحكم وهداكم لكن الواقع والتاريخ والحقائق تتحدث عكس وبخلاف ما تظنونه وما تعتقدونه ... واليوم في 2024 تجاوز تعداد سكان البشرية أكثر من 8 مليار نسمة لا يمكن أن تخرج من بينهم المؤمنين حقا إلا بما لا يتجاوز مليــــــار فقط هذا كأفضل تقدير أصلا ... لأن العالم اليوم سوادهم الأعظم "مشركين - كفار - ملحدين - لا دينيين - عبّاد أوثان" ناهيكم عن طوائف وملل وتوجهات جنسية حدث ولا حرج فيها هذا غير المسلمين وما هم بمسلمين أصلا ... الأمر الذي يأخذنا إلى قاعدة وقناعة لا يمكن التشكيك بها أن الخلق البشري والذي أعتقد أنه لا يتجاوز 15 ألف سنة "سوادهم الأعظم عاشوا وماتوا وهم لا يؤمنون بالله مطلقا" ... بل انظر لأول جريمة قتل وقعت في التاريخ البشري ألم تكن جريمة "قتل قابيل لأخيه هابيل" أبناء أدم وحواء ؟ ... جريمة وقعت في الجيل الأول والنسل الأول أبو وأم البشرية علمت من يأتي من بعدهم كيف الإنسان يقتل أخيه الإنسان لا تسأل كيف لكن اسأل دائما عن التبرير الذي مصدره الفطرة في عميق ذات الإنسان ... غالبية البشرية عبدت الأوثان وأمنت بالسحر وتقاتلوا على الذهب والمال وموارد الأرض ... ولا تعجبوا مما أقول فإن كانت سلالة آدم الأولى أنكروا الله أي النسل الأول لأبو الخلق أنكروا الله وجحدوه فمن الأمم التي تلتهم حتى لا يسلكون نفس مسلكهم المشين بل ومن أنتم أيضا فقط انظروا حولكم وفي محيطهم وتفكّروا وتبصّروا في واقع مخزي لدرجة العـــار !!! 

لقد فشلت الأديان المساوية بتقويم وإصلاح الإنسان وهذا الفشل ليس سببه الأنبياء والمرسلين ولا حتى نصوص الكتب السماوية مطلقا ... بل الإنسان هو من رفض الصلاح والإصلاح ورفض علاج حياته ورفض تصحيح معتقداته ... وهذا الرفض بديهيا نسقطه على رفض الإنسان لله سبحانه وتعالى بل وصل بالإنسان إلى أن يسخر من الله وغالبية الأمم البائدة السابقة سخرت من الأنبياء والمرسلين وجميعهم كُذّبوا واتهموهم بالجنون والسحر ... ولو أردت أن أثبت لكم أكثر من ذلك ففي زمانكم هذا كم عدد الملايين من نفس أمتكم ومن ذات دينكم الذين يسبون الله في "العراق وسوريا والأردن وفلسطين ولبنان والمغرب" وغيرها ؟ ... يجرؤون على سب الله في هزلهم وجدهم لكنهم لا يجرؤون على سب حكامهم وقادة مذاهبهم ... وانظر لحجم الجهل القابع فوق رؤوس أمتكم فلما حكمهم الطغاة والمستبدين واللصوص كانت الشعوب ترفع أياديها إلى الله بتذلل وخضوع ودموع ونواح حتى ينتقهم الله من حكامهم المجرمين ولما شاءت أقدار ربّكم أن أسقط طغاتهم ما هي سوى بضع سنوات حتى عاد نفس من كانوا يتجرعون الذل والهوان من حكامهم إلى الدعاء لهم وعشق ذكريات أيامهم معهم !!! ... تلك الحالة من انفصام في الشخصية وولادة جيل أخر رضع الجهل والسفاهة ممن سبقه لهي حالة من امتداد الجهل بين سلالة الأمة العربية المريضة بطبيعتها المختلة عقليا بين كل مجتمعاتها "إلا من رحم ربي منهم ومما ندر" ... الأمر الذي يضع بين أيدينا حالة مرضية ضخمة جدا من الأوغاد والذين يُذكّرونَنا بمن سبقتنا من شعوب وأمم ناكرة جاحدة لمن خلقها سبحانه ... ويظن ويعتقد الإنسان السفيه السطحي الجاهل أن الله جل جلالة يعمل تحت خدمته وتحت أمره !!! ... ويظن الكثيرين منكم وفيمن سبقكم أنه محور الكون وأن الله ينتظر دعائهم حتى يلبي ندائهم وينفذ رغباتهم على وجه السرعة !!! ... ويقول ربنا سبحانه في سورة نوح { ما لكم لا ترجون لله وقارا } أي مالكم أيها الناس أيها الخلق أيها العبيد لا تحترمون ربكم ولا توقروا عظمته !!! 

وبعدما سبق فإنه ثبت لدينا بثبوت سيرة الأمم من التاريخ والكتب السماوية لنستخلص أن الإنسان بالفطرة جاحد وناكر وكذاب والإنسان يولد طفلا بريئا ويكبر فاسداََ بتطبع محيطه الذي يصنع شخصيته بشكل بديهي ... وأن الإنسان يعلم طريق الحق يقيناََ لكنه يصر على تجاهله ويكذب بصدق عندما يقول لا أعلم بل يعلم لكنه فضّل أن يحافظ على صورته الخارجية حتى لا ينكشف قبحه وبشاعته من الداخل ... وأن نرجسية الإنسان وتكبره أعلى وأهم من الكتب السماوية كافة لأن مكانته الإجتماعية حتى ولو كانت صغيرة تبقى أهم من الكتب السماوية والأخرة ... وأن عادات الإنسان وتقاليده تعلوا فوق كل الشرائع السماوية لأنها تتحكم في حياته اليومية بشكل مباشر ومؤثر ... ولذلك لا عجب أن يُسخّر الإنسان الدين لخدمته وتوظيفه حسبما تقتضيه مصلحته وظرفه ولذلك تجدون في زمانكم ما أسهل الحلف بالله والقسم على كتابه ... الإنسان يعلم أن هناك قيامة وحساب لكنه ينكرها بأفعاله وأقوالها ولا يستقيم من تلقاء نفسه ولا ينظم حياته إلا بالإكراه ... والإنسان يعلم أنه وجد من العدم وأنه لا شيئ لكن "المال والسلطة والنساء والسحر" كانوا هم مغذياته ليستقوي بالباطل على الحق ويتعالى على كل شيء لأن السواد الأعظم يكرهون الحق ويرفضون العدل ويكذبون عندما يشيعون أنهم يريدون الحق والعدل لكنه في ذاته يريدون كسر خصومهم أو إذلال عُلية القوم ليتشفوا بهم لا أكثر ... ولذلك الإنسان لا يمكن الوثوق بذاته لأنه خلق لا يؤتمن جانبه ويسهل التلاعب به من قبل من هم أقوى منه والجاهل يخاف من المتعلم والمتعلم يخاف من المثقف وكل منهم لا يريد كشف ضعفه أمام الأخر باستثناء "المثقف الأمين" الذي كشف عورة وعيوب عقله مسبقاََ حتى يصحح من ذاته ويكشف داء مجتمعه وأفراده ... ومن المهم أن تدركوا جميعكم أن ما جاء به كل الرسل وكل الأنبياء من أسباب بعثتهم المشرفة تلك الأسباب لا تزال قائمة حتى يومنا هذا من "كفر وشرك وممارسة السحر وغش الناس في بضاعتهم وطعامهم وشرابهم وفرض الضرائب بالباطل" وغيرها ولا يزال الإنسان المنافق عنصراََ فاعلاََ مؤثراََ بيننا منذ عهد الرسول وحتى يومنا هذا دون الخوف من آيات المنافقين على الإطلاق ... وأن القوانين الغربية التي منعت وقضت على تجارة العبيد قد استبدلت بصناعة وتجارة الفاحشة بشتى الأنواع والأشكال في السر والعلن ... كل تلك التداعيات أفرزت وصنعت وولدت "العلم السياسي" في حاضرنا الذي أنكر وتجاهل عن قصد وعن عمد كل أيات التحريم والنهي بما يخص "اليهود والنصارى" وحقوق الرعية وظلم الناس واستعباد الرعية بغير حق وسرقة مقدرات الأرض والشعوب إلخ ... وأن الدين السياسي سلاح بيد السياسيين يتلاعبون بالشعوب التي ينتشر فيها الجهل ومن يتحكمون بعقولهم مستغلين "عصــــا الشريعة" من تجار الدين ليحافظ رجال الدين على مكانتهم في المجتمع في أكبر "إرهاب فكري" عاشته الأمة العربية والإسلامية في كل تاريخها ... وسوف تبقى العقول الإستثنائية من المثقفين في خطر القضاء عليها لأنه في الدول التي يحكمها الطغاة والمستبدين ممنوع أن تفكر أن تناقش لأنها وببساطة تدرك مخططات أي نظام حكم مسبقاََ ... حتى وصلنا إلى زماننا تحدي الله سبحانه قد وصل لدرجة لم تصل إليها كل أمم الأرض وشعوبها في كل التاريخ البشري على الإطلاق ... هذا ناهيك أن في زمانكم لو تفحصتم حال شعوب الأرض ستكتشفون بكل سهولة أن زماننا هو زمان العري وأن الرجال أكثر تسترا من النساء ؟

 الإنسان عبارة عن وقت وسيمضي ينتهي ويأتي مكانه البديل لا أحد مخلداََ ولا صحة تدوم ولا فرح يستمر ولا حزن دائم ... يعيش الإنسان في تقلبات وما وصل كائنا من يكون إلى سن الـ 40 إلا والدنيا قد كسرته ثم جبرته ثم بللته ثم عصرته ثم نشفته ولا يوجد استثناء في ذلك ... ويبقى ظلم الإنسان لنفسه أمرا واقعا تاريخيا ظلم نفسه عندما ظن أنه يمكن أن يعجز من خلقه سبحانه وظن الكثيرين أن بصناعة الأذى للأخرين يعني أنه ملك القوة والدهاء ... وظن الثري أن أمواله يمكن أن تشفع له وظن الحاج إلى بيت الله أن ذنوبه ومعاصيه وظلمه وجوره للإنسان قد محيت وعاد من الحج كأنه طفل للتو ولد من جديد !!! ... وظن أصحاب السلطة أنهم مخلدون وظن كل من تأمر على الأنبياء والرسل وكتبهم السماوية أنهم ملكوا الدنيا ومن عليها ... ليخرج الإنسان أمامها في معادلة حسابية : أن الإنسان كائن غبي بالفطرة أحمق بطبعه سفيه برعونته لا يعرف كيف يفرح ولا يعرف كيف يحزن ولا يدرك الحقائق إلا بعد فوات الأوان ... ولو عرف أو لو كان كائنا ذكياََ لما وقع في نفس الأخطاء التي وقع بها غيره وبالمليارات لدرجة أنه يذهب للمقابر لتقديم واجب العزاء أو لدفن أقرباءه ومع ذلك لا يتعظ ويعرف يقينا أن قادم لإحدى حفر القبور في أي ساعة ويوم ... حتى الأمة الإسلامية كلها فشلت وعجزت من أن تتخلق ولو بنسبة 20% من خلق رسولهم الذي يتشدقون بحبه ليل نهار كذباََ ودون حياء في حالة فاضحة من انفصام العقلية والشخصية ... وقيل أن في الحروب يتقاتل إثنين دون سابق معرفة فقط لأسباب سياسية تم توظيفها عسكريا ... لكن في ديننا الإسلامي فإن المذاهب الإسلامية تتقاتل بحقد متوحش كل يتمنى زوال الأخر دون سابق معرفه لا هذا ولا ذاك ... لتتجلى كل قواعد وأسس الجهل أن الإنسان مهما بلغ من علم ومن نيل الشهادات ومهما سافر وشاهد الدنيا بأممها وشعوبها فإن قناعاته ستبقى مريضة لأنه يخاف من محيطه من بيئته التي يمكن أن تكفره من الدين وبالتالي يخاف أن يعيش منبوذا ... أو أن يدخلوه في مسرحية "عقوق الوالدين" تلك الهالة من الأكاذيب التي ساقوها إليه حتى أصبحت تتربع فوق رأسه وكأن والده "عثمان ابن عفان" وكأن أمه "حفصة بن عمر" !!! ... أيها الناس إن الله سبحانه وتعالى لا يخلق لعنة حشاه ربي وحبيبي لكن الإنسان أبى إلا أن يكون لعنــــة أينما وضع قدمه حل الخراب والفساد والنميمة والقال والقيل والفاحشة وأن الصالحين منكم وهم الإستثناء الذين أدركوا الأخرة قبل الدنيا وأيقنوا عظيم ما ورد في القرآن الكريم ... وعندما تكون اللعنة أكثر وأكبر من البركة فهذا يعني أن فطرة الإنسان هي اللعنــــة وذهبت نصائح لله سبحانه لعباده سدى كما قال سبحانه في سورة الأعراف { يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة } ... وفي سورة فاطر { إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير } ... ولم أجد أبلغ من خطبة السيدة "زينب بنت علي" في أهل الكوفة لأختم بها هذه السلسة التي يمكن أن نسقطها بل وتتطابق على الإنسان لتحاكي لعنة الإنسان وكذب الإنسان وغدر الإنسان ... "يا أهل الختل والغدر أتبكون فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرنّة إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثاً تتخذون إيمانكم دخلاً بينكم ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف والصدر الشنف وملق الإماء وغمز الأعداء أو كمرعى على دمنة أو كفضة على ملحودة" ... الختل : أشد أنواع الغدر ... الرنّة : صوت حزن البكاء ... الصلف النطف : البكاء الوقح كأنه تمثيل ... الصدر النشف : حقد الصدور بغير حق ... مرعى على دمنة : العشب الأخضر المتسخ بفضلات الحيوانات ؟

سبحان لله الصابر على عبادة وسبحان الحليم على عباده وسبحان من يبحث عن تائب وعائد إليه وسبحان الذي يفتش عن أمرا حسن يمكن أن ينجي به عبده { يوم لا ينفع مال وبنون إلا من أتى الله بقلب سليم } الشعراء ... هو ذات اليوم { يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه } عبس ... فاختر بين قولين بما شئت يا ابن آدم ويا ابن حواء ستردده الملائكة لطرفين لا ثالث لهما وكلاهما ورد قولهما على لسان الملائكة عليهم الصلاة والسلام ... الأول : { وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رُسلُ منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين } ... الثاني : { وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفُتّحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين } ... فادفع ثمن الأول أو تمتع بالثاني القرار لك ما دمت حي ترزق واحذر أن تكون ممن لعنهم الله أو تكون أحدا من ... لعنــــــة الأرض ... أنت مجرد وقت لا أكثر فأدرك حقيقتك حتى تدرك وقتك ؟




دمتم بود ...


2024-10-06

الإنســــان .. لعنــة الأرض 6

 


سموم عقل الإنسان لا تعرف لها لا من بداية ولا من نهاية ففي ظاهرة العنصرية التي تحولت ظاهرة ثم تطورت إلى عقيدة والعقيدة تحولت إلى وطنية صرفة كل هذا التحول المريض الشاذ حتى يقتنع المريض نفسيا والمضطرب عقليا بصحة قناعته ومن ثم يفرضها على المجتمع أو على محيطه ... بل المدهش والغريب في الأمر كيف يتمدد خطاب الكراهية في الأوساط المجتمعية دون أن يقف أحدا ضده أو حتى يستنكره وهذا يعني أن المجتمع فضل الصمت على أن يدافع عن حقه وحقوقه بالعيش في مجتمع سوي أو طبيعي ... تلك الحالة ليست وليدة اليوم مطلقا بل بدأت منذ القدم أولا بأصحاب العقول الإستثنائية مثل "أرسطو - أفلاطون - نيتشه - سارتر - ابن خلدون - ابن رشد - الفارابي" وغيرهم ... كلهم وغيرهم كانوا هم الإستثناء في مجتمعاتهم الغارقة بالجهل وسواد العقول وهم بالمناسبة لم يفعلوا أمرا غريبا هم فقط حللوا وفكروا في سلوك الفرد ثم الجماعات ثم المجتمع ... مع شديد الإنتباه أن كل العلماء والفلاسفة والمفكرين "عرب وأجانب" قديما كلهم بلا أي استثناء تعرضوا للهجوم والتنمر والنقد وصولا إلى الذم والشتم والتكفير وبعضهم تعرضوا لدعوات بقتلهم حتى لا تفسد مجتمعاتهم بسببهم ... ولما ماتوا وبعد عشرات ومئات السنين أدركت أممهم متأخرا عظيم الكنوز التي كانوا بينهم ولم يدركوا قيمتها ولا عظمتها لكن نفس تلك الأمم لم تدرك بعد حجم جهلهم وسطحيتهم وحماقتهم حتى يومنا هذا ... وهذا النوع من تفكير الفلاسفة ومخضرمين علم الإجتماع بطبيعة الحال هو أمر "مُحـــــرّم" في المجتمعات الغارقة بجهل العادات وسفاهة التقاليد ... لأنها مجتمعات تخاف من التفكير تتوجس من التطور ولذلك من المهم أن تعلم أن كل تطور وكل تقدم لم تتلقفه الأمم والشعوب بمليء إرادتها كلا وأبدا وبالمطلق بل فُرض عليها فرضاََ رغماََ عن أنفها مُكرة مُجبرة فلم تجد بُدا إلا أن تخضع وتستسلم للأمر الواقع ... على سبيل المثال الأمة العربية لم تكن تعرف البنطال أو البنطلون نهائيا في كل تاريخها فكيف اليوم غالبيتهم يعشقون البنطال ؟ ... وتعليم الأنثى كان من المحرمات التي تصل عقوبتها إلى حد القتل فكيف اليوم حال المرأة اليوم ؟ ... وطبيب النساء كان ضربا من الخيال أن تذهب المرأة للطبيب أيا كان السبب حتى لو أدى الأمر إلى وفاتها ومن ثم تطور المحظور إلى تحريم الرجل الطبيب الكشف على المرأة فكيف الوضع اليوم ؟ ... كل هذه الأمثلة وأكثر منها لتؤكد أن فرض الأمر الواقع كان السبب الأول في تغيير البيت والعقل العربي ولم يكن من باب الإقتناع وتلقف التطور وعشق الحرية ؟

إن توظيف العنصرية لأسباب وطنية لم تكن سوى لعبة يديرها السياسيين منذ القدم والتاريخ يخبرنا بأمثلته الواقعية أنه لم تنجح أمة ولا شعب في أمراض العنصرية بل وكان وبال أمرها باهظا ومكلفا عليها للغاية ... فلما وقعت حرب "البيض والسود" في أمريكا في سنة 1966 تم إغراق المخدرات في مناطق السود لتدميرهم وما نتج عن ذلك إلا أن أميركا كلها قد غرقت بالمخدرات حتى يومنا هذا ... هذه العنصرية من ناحية اللون مصدرها تجارة العبيد التي كانت مزدهرة في العالم طيلة أكثر من 7.000 سنة بين كل شعوب الأرض دون أي استثناء بل الأديان السماوية نظمتها أيضا ... لكن أيضا كانت ولا تزال هناك عنصرية الأغنياء والفقراء والتي تم عنصرتها من باب الطبقات الإجتماعية تماما كما كان يحدث قديما في أوروبا والتي قسم المجتمع إلى "الحاكم وأسرته ثم رجال الكنيسة ثم النبلاء بمصطلح الكونت ثم الشعب ثم العبيد" ... هذا التقسيم الهرمي فضحته الحروب والأزمات فعندما كانت الدولة تتعرض للحرب أو للحرب فلا تجد بدا من الطبقة العليا إلا أن تستجدي الشعب أو الفقراء والعبيد للدخول في الجيش بتقديم مزايا ومغريات تشجعهم على الإنصهار في مواطنة الدولة ... أي انتماء وقتي استثنائي متى ما تلاشى تلاشت الحاجة لهم وهو ما يعرف أو ما يسمى "الإنتماء الوطني الظرفي" أي وقتما تريدك الدولة فأنت ابن الدولة وابن الأرض وأنت الوطني والشريف إلخ ومتى ما انتهوا منك نفظوك من أيدهم وسخطوك في الأسفل ولو أصبحت معاقا بسبب تضحيتك ... ولذلك تجد هذه الحالة القديمة تاريخيا لا تزال متواجدة في كل زمان ومكان وصولا حتى إلى زمانكم هذا في 2024 بل وحتى إلى قيام الساعة ... ولا تحتاج إلى جهد حتى تكتشف تلك العنصرية المريضة في كل العالم والتي أيضا الأديان السماوية بكل أسف تقف عاجزة بل وفشلت في تقويم السلوك البشري بشكل عام وفي العنصرية بشكل خاص لأنه جنس جاحد ناكر بطبيعته وسرعان ما ينقلب عليك متى ما دعت الحاجة لذلك ... تأتي حروب وتحدث غزوات والعدو لا يفرق بين أبناء الأرض ويتكاتفون المواطنين في الأزمات ولحظات الخطر ثم متى ما تلاشت دواعي ذلك عادوا إلى الإنقسام والخلاف والعنصرية والطائفية والفئوية وكأن الله ما خلق لهم عقولا !!! 

أكثر عنصرية كوميدية حقاََ هي "عنصرية الأنساب" أي أنا أفضل منك نسبا يعني أنا قبلك في كل شيء ... تلك الحالة المريضة بطبيعة الحال لأن الإنسان أصلا لم يختار أن يكون "ذكرا أو أنثى" ولم يختار أرضه ووطنه ولا حتى والديه ... وحتى يتحايل ويتهرب الناقصين في علم الأنساب من هذه المعضلة لم يجدوا سوى التفاخر بمادة جنسيتهم أو تاريخ وجودهم في الدولة ... وهنا نحن أمام مريض نفسي يناكف مريض نفسي أخر في حالة مرضية فجرتها العنصرية وفشلت الأديان السماوية بتقويم سلوك من يعانون من "عقدة الدونية الذاتية" ... ومن فرط جهلهم لا أحد يريد أن يبحث كيف في روسيا يتعايش فيها مئات الملايين منذ قرون بأكثر من 180 عرق وأقلية وديانة ومذهب ؟ ... ولا أحد يريد أن يفهم كيف لأكثر من 300 قبيلة كبيرة جدا يعيشون ويتعايشون في الهند وأكبرهم "قبيلة بهيل" وهم السكان القبليون الرئيسيون في ولاية "جوجارات" وقبائل "مدهيا براديش - راجاستان - وتشاتيسجار" وغيرهم الكثير ... والهند تسبح فوق 7 ديانات ومذاهب وأكثر من 150 لغة بأكثر من 450 لهجة ... وانظر للصين كيف فيها أكثر من 63 قومية وعرق يدور في فلكها أكثر من 120 لغة ولهجة وانظر كيف يتعايشون ... كل ما سبق لم يحدث إلا من قوة قوانين العدالة ومحاربة الإقصاء وتحريم التنمر ووأد خطاب الكراهية فورا ودون رحمة ... الأمر الذي يأخذك إلى "شيفونية الوطنية المفرطة" والتي رأيت وسمعت بمشاهد فيديو متكررة قال أصحابها من فرط نفاقهم لحكامهم "لو دخلوا الجنة دخلنا معهم ولو دخلوا النار دخلنا وراهم" !!! وكأن الجنة والنار بيدهم أو بيد حكامهم !!! ... ولذلك نفهم اليوم لماذا "أينشتاين" في 1926 قال "لنظرية ميكانيكا الكمّ فوائد جمة لكنها لا تقرِّبنا من سرّ الإلــــه أنا على يقين تام بأن الله لا يلعب النَّـــرْد" ... الأمر الذي يقرع أجراس الخطر الداهم أمامك أن الإنسان منذ الخلق الأول كان أحمق عشق الجهالة ودائما ما كان يستمرأ الباطل متأثرا بالجموع أي الأكثرية ظناََ منه حسب اعتقاده المتواضع أن الأكثرية تعني أنهم على الحق ... تمام المثل ينطبق على كذبة البنوك الإسلامية التي ما بقي مفتي حيا ولا ميتا إلا وأفتى فيها بجواز صحتها وما هي بصحيحة لكن الثمن كان يستحق الكذب على الأمة بأسرها والتحايل على الله دون أدنى خوف أو خجل منه سبحانه ... وهذه هي طبيعة الإنسان دائما ما يبحث عن التبرير ليقنع ذاته أولا ثم ليحفظ ماء وجهه أمام الأخرين حتى يضمن أقل قدر ممكن من التواجد المنطقي بين الأفراد والجماعات ... وفي حالة تغييب عقل المجتمعات فعندما تدخل الدولة في حرب أو في صراع سياسي مع دولة أخرى فلا بد للأغاني الوطنية أن تأتي لترفع الروح المعنوية لأقصى درجة وترفع الهمم وتعمي الشيفونية أبصار الجميع ... لكن على الجانب الأخر يتم التكتم الشديد وتعتيم حلات إلقاء القبض والسجن والتعذيب وحتى القتل لأفراد فقط فكروا فيما يحدث وبحثوا خلف ما يحدث ورفضوا تسليم عقولهم لسياسيين أوغاد وشعب جعل من نفسه مطية يركبوا عليه ويسوقونه سوق الدواب ؟

لقد أثبت العلم السياسي أن تقسيم المجتمع دائما ما كان يوفر أطول قدر ممكن من عامل الوقت للحكومات الفاسدة أو اللصوص من الحكام في التاريخ القديم والحديث ... تلك السياسة بطبيعة الحال صنعت الهجرة الطوعية لإحساس المواطن بنقص مواطنته أو بضرب شرف وصميم الإنتماء الوطني لأرضه ... ومن هنا لك أن تتخيل كم العقول الإستثائية والأيدي الماهرة التي خسرها الوطن أو المجتمع وترك من خلفه السواد الأعظم من الجهل والتخلف هو المسيطر على المجتمع ... في حالة من الإرهاب الفكري والتهديد الوطني المباشر باستخدام سلاح الوطنية والمواطنة لضرب المجتمع في صميم قلبه ... وهذه حالة إن وجدت فهي خدمة لا تقدر بثمن جاءت لأعداء الوطن بالمجــــان على يد شراذم من الجهلة والسفهاء والحمقى التي شاءت الأقدار أن يتولوا زمام السلطة وقيادة المجتمع من قبل شراذم تظن أنها تُعلي من شأن الوطن لكن في حقيقتها ما كانت سوى "شيفونية" مرضية صرفة فضحت هشاشة المجتمع وكم الإنقسام المجتمعي فيه ... والتجارب الواقعية الراسخة في كل كتب التاريخ لتؤكد أن هؤلاء يوم الجد ويوم يناديهم الوطن هم أول من يديروا ظهورهم لوطنهم وأول الفارين منه لأن ثرثرتهم دائما ما تعتمد أولا على عامل الأمان فإن توفر الأمن أمنوا لثرثرتهم أن تجد لها صدى في أوساط المجتمع ... كمثل الفلاح الذي تسخر منه وتحط من قدره فلولا هذا الفلاح ما أكلت أنت من خير الأرض ومن فلحها ولولا رجال جمع القمامة لمات الشعب كله من فرط الأمراض والأوبئة الناتجة عنها ... والتاريخ يخبرنا أن ما يحدث اليوم أو ما حدث في وقتها الجميع سيدفع ثمنه فيما بعد شئت أم أبيت ... ولذلك التاريخ كله يخبركم أن الدولة أو الحاكم أو الطبقات المجتمعية العليا لم يعرفوا شعوبهم إلا وقت الأزمات والكوارث والمصائب فقط ... هذا الشرح المستفيض من ممارسات الإنسان تكشف للمرة التي لا تعد ولا تحصى أن هذا المخلوق الذي خلقه الله ليس محل ثقة على الإطلاق بل يجب الحذر منه بأقصى درجة ممكنة لأنه لا يؤمن جانبه واليوم يضحك في وجهك وغدا ربما يكون عدوك ولا يوجد أخطر من الإنسان كسلاح قد يقتلك مباشرة وقد يقتلك معنويا وقد يقتلك سياسيا أو أمنيا أو اقتصاديا ... بدليل عد واقرأ تاريخ من غزو الأوطان العربية من الأجانب وانظر كم عدد من رحب بهم من أهل الأوطان العربية دون النظر مطلقا لمسألة الخيانة أو الغدر للدولة وللمجتمع مطلقا ... ناهيك عن بث الأفكار المسمومة من دعوات لا يطلقها سوى "شياطين الإنس" التي تدعوا للثورة على إسقاط الحكام وأنظمتهم دون إيجاد البديل والبدائل ... بمعنى أنه من السهل أن أظهر عيوب أي نظام حكم فأُنظّر فيه وأدعوا لإسقاطه وتحريض الشعب عليه دون وجود بديل له ودون وجود بديل هذه يعني تدمير الوطن والتضحية بالرعية حتى ولو كان الثمن قتل النساء والأطفال وحرق المنازل وتدمير المناطق ... والعقل والمنطق والأمانة تحتم عليك أولا إن أردت أن تدعوا لإسقاط نظام حكم يجب أن يكون البديل متوفرا وبضمانات الأمن والأمان للرعية وأموالهم وحقوقهم واقتصاد الدولة أيضا متوفرة ... ولذلك تجد كل أنواع وأشكال المعارضة تدور في فلك واحد دون أي تغيير منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا ... أسقط الحاكم وبعدها لكل حادث حديث وهذه القناعة أو تلك السياسة هي من قسّمت الدول والشعوب وهي من صنعت العملاء والخونة وهي من بسببها تمت سرقة موارد الدولة وهي التي جعلتك تشتري منزلك بقيمة مليون دولار وبسبب انهيار اقتصاد الدولة وثورتها أصبحت قيمته السوقية لا تتجاوز 200 ألف دولار ... وأين المخافة من الله سبحانه في ذلك ؟ لا يوجد ... وأين الكتب السماوية من ذلك ؟ ليس مهم ... المهم أن تترجم أفكارنا إلى واقع وهذا الأمر بالمناسبة فكر كل دعاة الثورات ولست بمكان لكشف أسمائهم لكن كلهم أجمعوا على مبدأ واحد وهو : أقم ثورتك ولو ذهب ضحيتها ثلث أو ثلثين الشعب فالهدف أسمى وأعظم من النظر لهؤلاء فأفني الثلث حتى ينعم الثلثين !!!

هذا الخلق العظيم للإنسان بكل ما فيه من تكوين عضوي ومعنوي لا يخبرنا إلا بحقيقة تاريخية واحدة وثابتة لم ولن تتغير وهي : متى ما زاد المال لدى الإنسان زاد ترفه ومتى ما زاد ترفه دخل في جنون القول والفعل وصولا حتى إلى الشذوذ الجنسي المضطرب الخارج عن كل قواعد المخلوقات ناسفا منتهكا كل المحرمات السماوية ... ولذلك وجدت المجتمعات نفسها مضطرة بأن لا تستغني عن مجاميعها أو تجمعاتها "الطائفية والقبلية والعائلية" لأن لا أحد وبالمطلق يمكن أن يثق بالدولة لا قديماََ ولا حديثاََ ... فحديث العوام شيء وفي الخفاء شيء أخر مختلف تماما والدولة ليست استثناء في الولاء أو من عدمه ... بمعنى أن طبيعة البشر منذ الأزل هكذا لا تثق بسهولة ولا تدفع بإيمان عقيدتها بل بحذر وبتوجس وبرصد دقيق ... ولا أقرب من ذلك إلا رسولنا عليه الصلاة والسلام كان الصادق الأمين وبعد الرسالة أصبح كذاب وساحر ومجنون ... ولذلك من الخطأ الإعتقاد أن لو كان تعداد شعبك 50 مليون نسمة يعني هناك 50 مليون نسمة يؤمنون بالدولة ولهم ولاء 100% للحاكم ... المسألة برمتها خاضعة لنسبة وتناسب ومن سابع المستحيلات اليوم وحتى قبل 5.000 سنة لا يوجد ولن يوجد حاكم على وجه الأرض شعبه يدين له بالولاء والطاعة بنسبة 100% ... ولا يوجد أفضل ممن طبق العدالة الاجتماعية في التاريخ الإسلامي مثل الخليفة الأموي "عمر ابن عبدالعزيز" فما كان مصيره إلا أن قتلوه بالسم خلال أقل من سنتين من خلافته ... ولا يمكن أن أختم هذا الجزء إلا بإسقاط عميق جدا مثل رئيس وزراء مصر السابق "هشام قنديل" في حقبة الرئيس المصري الراحل "محمد مرسي" ... فقد كان رئيس الوزراء يصنع كل ما يخدم الفقراء ويساعد البسطاء ويتواجد معهم في الشارع ويتفقد أحوال رعيته وبدأ آنذاك بصناعة استراتيجية "الإكتفاء الذاتي" للدولة المصرية ... ولما سقط نظام "محمد مرسي" لم نرى أحدا من الفقراء انتفض لنصرة "هشام قنديل" الذي كان يعمل من أجلهم وفي خدمتهم !!! ... تلك الواقعة تضع أمامك مؤشر تحذير شديد الأهمية وعميق الفهم وهو : لا تنتفض لنصرة شعبك ولو كانوا مستضعفين لأنهم أول من سيديروا ظهورهم لك وأول من سيبيعوك وأنت وحدك من سوف تدفع الثمن وغالياََ ... وهذه تصنف على أنها عبرة وعظة وواقع اجتماعي شاذ في مأخذه ومسلكه أن تساعد الفقير ويوم يشاهد الفقير الظلم قد وقع عليك يتنكر لك وينظر لك برسالة معنوية مفادها "اعذرني أنا ضعيف وفقير وليس بيدي شيئا حتى أنتفض لك ولو كان الأمر كذلك لساعدت نفسي" ... حالة الوضاعة هذه ألا تذكركم ببني إسرائيل عندما قالوا لرسولهم موسى عليه الصلاة والسلام فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون } المائدة ... ألا يتشابه هذا الواقع في الكثير من أحوال وواقع شعوب اليوم والأمس ومنذ قرون !!! ... ولا دليل أكبر أيضا من "جيفارا" الثائر الأرجنتيني الكوبي الذي كان يسعى لأمته بالحرية والكرامة والعدالة فما كان مصيره إلا أن راعي أغنام وشى به وتم اعتقاله ومن ثم اغتياله في 1967 ... وهذه المدونة مليئة بسيرة الخونة والعملاء وبحر من الخيانات التي تحذرك بأشد العبارات أن لا تكون حطباََ ولا وقوداََ لغيرك لأنك لن تجد من سيقف بجانبك ؟

في الجزء السابع والأخير القادم أصل معكم لنهاية هذه السلسة لنضع الإنسان في مكانه الصحيح لأترك للجميع حرية القناعة والإعتقاد بهذا الخلق العظيم بخلقه المعقد وتكوينه المذهل وتفاصيله المعقدة والجاحد لمن خلقه سبحانه وتعالى الظالم لبني جنسه والمعتد بنفسه بنرجسية الطواويس وبلا حدود ؟



دمتم بود ...