الممثل الأمريكي العبقري "مارلون براندو" الشهير بفيلم "godfather" قال حكمة تكاد تكون كالصفعة التي تنفض جهل العقول "عندما تركب في الباص لا تسأل من السائق وعندما تركب بالطائرة لا تسأل من الطيار وعندما تركب في السفينة لا تسأل من القبطان لكنك تسأل من الله" ... تلك الحكمة تعني أنك تثق بنظام شركات النقل دون النظر لموظفيها وبمعنى أدق أنت تثق بالنظام لا بالموظفين ... فما بالك بمن خلق السموات والأرض وجعل فيها قوانين لم تستطع قوة بشرية في كل التاريخ البشري أن تغير ولا حتى بنسبة 0.001% ؟ ... وبكل أسف البشرية منذ الأزل وحتى يومنا هذا وحتى قيام الساعة سوادهم الأعظم لم يفهموا الله سبحانه وتعالى ولم يعرفوا أصلا ما هو سبب خلقهم ووجودهم ... الأمر الذي يجعلك تضرب أخماسا بأخماس وأنت تنظر لجهل رجال الدين "اليهودي والمسيحي والمسلم" وخزعبلات وهرطقات كل منهم لدرجة الكوميديا السوداء !!! ... وبكل تأكيد المسالة مرتبطة كليا بالثقافة المجتمعية لكل أمة وبشرط حسب القارة لديها عقليتها وثقافتها التي تتمسك بها ؟
إن الله سبحانه وتعالى لم يحلقنا حتى نترك كل شيء ونجلس نتعبده ليل نهار لأن سبحانه أصلا ليس بحاجة للعبادة حتى من قبل أن يخلق "آدم وحواء" ... لأن هناك آلاف التريليونات من خلق السموات والأرض وما بينهم وما فيهم لم ولن يتوقف تسبيحهم لله سبحانه ولا حتى لثانية واحدة ... { تسبح له السماوات السبع والأرض ومـــــن فيهـــــن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا } الإسراء ... ومهمة الإنسان في الأرض أن يعمرها وفق الإيمان المطلق بالله وحده لا شريك له وأن يتعلم ويصنع ويعمل لتتجلى القاعدة الأساسية في المكينة البشرية "البشر أسباب لبشر" ... بمعنى مبسط في نظام الدولة كيف تتوفر موارد الدولة ثم كيف يكون التوظيف ثم كيف تعمل ثم كيف يصرف لك راتبك ومن راتبك كم تنفق وكيف وعلى ماذا وكم من جهة تدفع لها شهريا هذا هو معنى النظام في زمانكم هذا ... لكن في الماضي كان الأمر مختلف جدا فلا تأمينات إجتماعية ولا أموال نهاية خدمة ولا دولة الخلافة الإسلامية تتفضل عليك وتساعدك كما في زمانكم ... وقطعا ويقينا فإن أنظمة العمل وشكل الحكومات اليوم لهو أفضل بمليون مرة من نظام الخلافة الإسلامية بكل ما فيه ... وعلى سبيل المثال لما وزع حكام الكويت "جابر الأحمد + صباح الأحمد" منحة مالية لكل مواطن من شعبهم فهذا مسلك لم يحدث في كل التاريخ البشري لأي من حكام التاريخ سواء كانوا أجانب أو مسلمين ... وعندما أقر حاكم الكويت "صباح الأحمد" منحة تموين مجانا لمدة سنة ونصف فهذا أيضا لم يحدث في كل تاريخ الخلافة الإسلامية ولا أي خلافة ولا في أي تاريخ بشري أن حاكم يطعم شعبه سنة ونصف مجانــــاََ ؟
في الثقافة العربية قديما ربما يجهل الكثير منكم ما سبب فرح الرجل بإنجاب زوجته الأولاد حصرا دونا عن البنات ؟ ... والحقيقة هي أنها كانت فطرة قديمة وقديمة جدا دارت لأكثر من 12 ألف سنة وبالمناسبة هذه الثقافة كانت سائدة أيضا لدى عموم البشرية في كل قارات الأرض ... والسبب هو لأنه قديما كان الولد يعتبر ذخرا واستثمارا للأب والأم ليعينهم في كبرهم ويضمنوا أمنهم الإجتماعي فيكون لديهم ولد أو أولاد يدافعون عنهم ويحملونهم في كبرهم ويساعدونهم في أخر أيامهم ... أما حاليا فالسائد من القول أن إنجاب الأولاد يعني استمرار سلالة الأب حتى لا ينقطع عوده من سجرة العائلة !!! ... والثقافة العربية قد تغيرت منذ ما يقارب الـ 70 سنة الماضية فأصبح حتى أبناء الفقراء يترفعون عن الكثير من الأعمال وأصبح الغالبية يبحثون عن المال السريع ومن الطبيعي عندما تختلف قواعد القناعات وتتغير بفعل عوامل تأثير خارجية فمن البديهي أن يحدث الجحود والنكران للوالدين فيستقل الأبناء بذاتهم دون النظر للوالدين فحدث العقوق والشذوذ وكافة أنواع الإنحرافات لأن التافه والتافهة ظنوا أنهم شيئا !!!... لا بل وحتى بنات اليوم في عموم قارات العالم أصبح الكثير منهن يبحثن عن المال السريع من خلال الدعارة بكافة أشكالها ومختلف درجاتها في بحر من الأكاذيب وعمليات النصب والإحتيال التي طالت حتى في الزواج الشرعي ... ومن هنا يجب التذكير أنه قديما كان الجميع يعمل في الصناعة والزراعة والنقل والتنظيف وكافة أنواع وأشكال الخدمات دون النظر لقيمة المال فالمهم أن الإنسان يعمل ويجب أن يعمل ... ففي العمل قديما يعني ضمان قوت اليوم أي طعام اليوم لأنه في سابق العصور والأزمة والسنوات تعارفت البشرية على الدفع باليومية ثم تطورت أسبوعيا ثم تطورت شهريا ... وأيضا قديما كان هناك نظام عمل على شكل "الطعام مقابل العمل والسكن مقابل العمل" ... ولأن الفقر كان سائدا بين كل أمم الأرض في غالبية شعوبها فكان العمل وسيلة نجاة وحفظا للكرامة ومن لا يعمل كان يتم استغلاله في الحروب كجندي عل وعسى ينتصرون في أي حرب أو معركة فيجني الغنائم ما يكفيه لأشهر أو سنة وليس بالضرورة أن تكون مسألة جهاد في سبيل الله كما أشاعوا كذبا في كتب التاريخ الإسلامي ... وبكل تأكيد ليس هناك دليلا أكثر من "غزوة أحد" ترك المقاتلون أماكنهم طمعا بالغنائم لأنهم فقراء معدمين ودلالة على الأمر لم يكن جهادا حقيقا راسخ في وجدانهم آنذاك ... أو تجدهم في بيوت العلم منها يتعلمون الدين ومنها يجدون ما يسدون به جوعهم من أموال وطعام المحسنين ومن هنا نصل إلى مربط الفرس ؟
مربط الفرس هو مسلك قديم في الثقافة العربية والإسلامية ظاهره العبادة وذكر الله وصراع طلاب العلم الذين أصبحوا حطبا في صراع مشايخهم ... فهذا يناصر شيخه وذاك يناصر شيخه حتى ولدت المذاهب الإسلامية فزادت الثرثرة وزاد الإنشقاق فزادت البطالة فقل العمل ثم تلاشت المهارة ثم اندثرت الموهبة ... فاستغلت أموال لصدقات فدخلت في الفساد والفساد وصل لدرجة الرشوة لصالح صراعات اجتماعية ثم سياسية ثم أنصار ... وكل هذا حدث من خلال الثرثرة ووجهات النظر فنتج عن ذلك وجود مئات ملايين الكتب التي لا تغني ولا تسمن من جوع وأغلبها تتحدث في توافه الأشياء والأمور ... وتناسى الجميع عن قصد وعن عمد "القرآن الكريم" الذي لا يوجد بعده لا قول ولا تنظير ولا اجتهاد ... ثم تطورت كتب الدين إلى تجارة تعرض تلك الكتب في معارض الكتاب فيجني أصحابها الأموال ثم تطور الأمر إلى أن أصبح للدين شهادات علمية ... مع أنك لا ترى في الديانة "اليهودية والمسيحية" أي شهادات علمية لأن العالم أصلا لا يعترف بشهادات الأديان السماوية ... وتلك القاعدة مبدأها صحيح أن الأديان السماوية شأن شخصي بمعنى "تؤمن أو لا تؤمن فهذا شأنك وحدك" بعكس العلم فإنه شأن بشري يخدم وينفع البشرية ... ولذلك لا عجب أن تعزز ثقة الفقراء بأنفسهم بأن عيب أن أعمل سائق أو فراش أو عامل أو بنّاء أو أو أو إلخ لأني أنتمي لعشيرة عريقة وذاك ينتمي لقبيلة عريقة ... فلا عشيرة سددت ديونك ولا قبيلة سترت وجه من عليهم ديون قاهرة في حالة اجتماعية مرضية صرفة ... والنتيجة التي نراها اليوم ضياع أجيال وغرقها في توافه الأمور ... ولذلك لا تتحسر كيف اليابانيون هم أفضل من يحترمون العمل ويتقنون صناعاتهم منذ القدم ولا تسأل كيف يبدع الصينيون بصناعاتهم حتى فاقت الجنون ولا تسأل كيف أدمن الألمان الصناعة والإبتكار ... ونحن في علمنا العربي لا نزال أمة مستهلكة تستورد كل معيشتها من الخارج ... فالوطنية أكاذيب والكرامة مسرحية والتفاخر نفاق حتى وصل بنا الحال أن العاطلين والفقراء لا يملكون قوت أسبوعهم لكنهم يتفاخرون بوطنهم الذي لم يقدم لهم أدنى كرامة حتى ... ولا تزال مكينة "صراع المذاهب" تعمل منذ أكثر من 1.350 سنة وحتى يومنا هذا وكل منتمي لحزب أو مذهب يجاهر بفخر حزبه أو مذهبه فلا صنع ولا عمل ولا يملك أي مهارة أو موهبة سوى الجهل والنفاق وحماقة التفاخر الأعمى ... ليتهرب الجميع من الحقيقة أن : السواد الأعظم ما هم سوى عبيـــــــد لنزواتهم ورغباتهم وحماقاتهم وجهلهم ... والله المستعان ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم