2024-10-06

الإنســــان .. لعنــة الأرض 6

 


سموم عقل الإنسان لا تعرف لها لا من بداية ولا من نهاية ففي ظاهرة العنصرية التي تحولت ظاهرة ثم تطورت إلى عقيدة والعقيدة تحولت إلى وطنية صرفة كل هذا التحول المريض الشاذ حتى يقتنع المريض نفسيا والمضطرب عقليا بصحة قناعته ومن ثم يفرضها على المجتمع أو على محيطه ... بل المدهش والغريب في الأمر كيف يتمدد خطاب الكراهية في الأوساط المجتمعية دون أن يقف أحدا ضده أو حتى يستنكره وهذا يعني أن المجتمع فضل الصمت على أن يدافع عن حقه وحقوقه بالعيش في مجتمع سوي أو طبيعي ... تلك الحالة ليست وليدة اليوم مطلقا بل بدأت منذ القدم أولا بأصحاب العقول الإستثنائية مثل "أرسطو - أفلاطون - نيتشه - سارتر - ابن خلدون - ابن رشد - الفارابي" وغيرهم ... كلهم وغيرهم كانوا هم الإستثناء في مجتمعاتهم الغارقة بالجهل وسواد العقول وهم بالمناسبة لم يفعلوا أمرا غريبا هم فقط حللوا وفكروا في سلوك الفرد ثم الجماعات ثم المجتمع ... مع شديد الإنتباه أن كل العلماء والفلاسفة والمفكرين "عرب وأجانب" قديما كلهم بلا أي استثناء تعرضوا للهجوم والتنمر والنقد وصولا إلى الذم والشتم والتكفير وبعضهم تعرضوا لدعوات بقتلهم حتى لا تفسد مجتمعاتهم بسببهم ... ولما ماتوا وبعد عشرات ومئات السنين أدركت أممهم متأخرا عظيم الكنوز التي كانوا بينهم ولم يدركوا قيمتها ولا عظمتها لكن نفس تلك الأمم لم تدرك بعد حجم جهلهم وسطحيتهم وحماقتهم حتى يومنا هذا ... وهذا النوع من تفكير الفلاسفة ومخضرمين علم الإجتماع بطبيعة الحال هو أمر "مُحـــــرّم" في المجتمعات الغارقة بجهل العادات وسفاهة التقاليد ... لأنها مجتمعات تخاف من التفكير تتوجس من التطور ولذلك من المهم أن تعلم أن كل تطور وكل تقدم لم تتلقفه الأمم والشعوب بمليء إرادتها كلا وأبدا وبالمطلق بل فُرض عليها فرضاََ رغماََ عن أنفها مُكرة مُجبرة فلم تجد بُدا إلا أن تخضع وتستسلم للأمر الواقع ... على سبيل المثال الأمة العربية لم تكن تعرف البنطال أو البنطلون نهائيا في كل تاريخها فكيف اليوم غالبيتهم يعشقون البنطال ؟ ... وتعليم الأنثى كان من المحرمات التي تصل عقوبتها إلى حد القتل فكيف اليوم حال المرأة اليوم ؟ ... وطبيب النساء كان ضربا من الخيال أن تذهب المرأة للطبيب أيا كان السبب حتى لو أدى الأمر إلى وفاتها ومن ثم تطور المحظور إلى تحريم الرجل الطبيب الكشف على المرأة فكيف الوضع اليوم ؟ ... كل هذه الأمثلة وأكثر منها لتؤكد أن فرض الأمر الواقع كان السبب الأول في تغيير البيت والعقل العربي ولم يكن من باب الإقتناع وتلقف التطور وعشق الحرية ؟

إن توظيف العنصرية لأسباب وطنية لم تكن سوى لعبة يديرها السياسيين منذ القدم والتاريخ يخبرنا بأمثلته الواقعية أنه لم تنجح أمة ولا شعب في أمراض العنصرية بل وكان وبال أمرها باهظا ومكلفا عليها للغاية ... فلما وقعت حرب "البيض والسود" في أمريكا في سنة 1966 تم إغراق المخدرات في مناطق السود لتدميرهم وما نتج عن ذلك إلا أن أميركا كلها قد غرقت بالمخدرات حتى يومنا هذا ... هذه العنصرية من ناحية اللون مصدرها تجارة العبيد التي كانت مزدهرة في العالم طيلة أكثر من 7.000 سنة بين كل شعوب الأرض دون أي استثناء بل الأديان السماوية نظمتها أيضا ... لكن أيضا كانت ولا تزال هناك عنصرية الأغنياء والفقراء والتي تم عنصرتها من باب الطبقات الإجتماعية تماما كما كان يحدث قديما في أوروبا والتي قسم المجتمع إلى "الحاكم وأسرته ثم رجال الكنيسة ثم النبلاء بمصطلح الكونت ثم الشعب ثم العبيد" ... هذا التقسيم الهرمي فضحته الحروب والأزمات فعندما كانت الدولة تتعرض للحرب أو للحرب فلا تجد بدا من الطبقة العليا إلا أن تستجدي الشعب أو الفقراء والعبيد للدخول في الجيش بتقديم مزايا ومغريات تشجعهم على الإنصهار في مواطنة الدولة ... أي انتماء وقتي استثنائي متى ما تلاشى تلاشت الحاجة لهم وهو ما يعرف أو ما يسمى "الإنتماء الوطني الظرفي" أي وقتما تريدك الدولة فأنت ابن الدولة وابن الأرض وأنت الوطني والشريف إلخ ومتى ما انتهوا منك نفظوك من أيدهم وسخطوك في الأسفل ولو أصبحت معاقا بسبب تضحيتك ... ولذلك تجد هذه الحالة القديمة تاريخيا لا تزال متواجدة في كل زمان ومكان وصولا حتى إلى زمانكم هذا في 2024 بل وحتى إلى قيام الساعة ... ولا تحتاج إلى جهد حتى تكتشف تلك العنصرية المريضة في كل العالم والتي أيضا الأديان السماوية بكل أسف تقف عاجزة بل وفشلت في تقويم السلوك البشري بشكل عام وفي العنصرية بشكل خاص لأنه جنس جاحد ناكر بطبيعته وسرعان ما ينقلب عليك متى ما دعت الحاجة لذلك ... تأتي حروب وتحدث غزوات والعدو لا يفرق بين أبناء الأرض ويتكاتفون المواطنين في الأزمات ولحظات الخطر ثم متى ما تلاشت دواعي ذلك عادوا إلى الإنقسام والخلاف والعنصرية والطائفية والفئوية وكأن الله ما خلق لهم عقولا !!! 

أكثر عنصرية كوميدية حقاََ هي "عنصرية الأنساب" أي أنا أفضل منك نسبا يعني أنا قبلك في كل شيء ... تلك الحالة المريضة بطبيعة الحال لأن الإنسان أصلا لم يختار أن يكون "ذكرا أو أنثى" ولم يختار أرضه ووطنه ولا حتى والديه ... وحتى يتحايل ويتهرب الناقصين في علم الأنساب من هذه المعضلة لم يجدوا سوى التفاخر بمادة جنسيتهم أو تاريخ وجودهم في الدولة ... وهنا نحن أمام مريض نفسي يناكف مريض نفسي أخر في حالة مرضية فجرتها العنصرية وفشلت الأديان السماوية بتقويم سلوك من يعانون من "عقدة الدونية الذاتية" ... ومن فرط جهلهم لا أحد يريد أن يبحث كيف في روسيا يتعايش فيها مئات الملايين منذ قرون بأكثر من 180 عرق وأقلية وديانة ومذهب ؟ ... ولا أحد يريد أن يفهم كيف لأكثر من 300 قبيلة كبيرة جدا يعيشون ويتعايشون في الهند وأكبرهم "قبيلة بهيل" وهم السكان القبليون الرئيسيون في ولاية "جوجارات" وقبائل "مدهيا براديش - راجاستان - وتشاتيسجار" وغيرهم الكثير ... والهند تسبح فوق 7 ديانات ومذاهب وأكثر من 150 لغة بأكثر من 450 لهجة ... وانظر للصين كيف فيها أكثر من 63 قومية وعرق يدور في فلكها أكثر من 120 لغة ولهجة وانظر كيف يتعايشون ... كل ما سبق لم يحدث إلا من قوة قوانين العدالة ومحاربة الإقصاء وتحريم التنمر ووأد خطاب الكراهية فورا ودون رحمة ... الأمر الذي يأخذك إلى "شيفونية الوطنية المفرطة" والتي رأيت وسمعت بمشاهد فيديو متكررة قال أصحابها من فرط نفاقهم لحكامهم "لو دخلوا الجنة دخلنا معهم ولو دخلوا النار دخلنا وراهم" !!! وكأن الجنة والنار بيدهم أو بيد حكامهم !!! ... ولذلك نفهم اليوم لماذا "أينشتاين" في 1926 قال "لنظرية ميكانيكا الكمّ فوائد جمة لكنها لا تقرِّبنا من سرّ الإلــــه أنا على يقين تام بأن الله لا يلعب النَّـــرْد" ... الأمر الذي يقرع أجراس الخطر الداهم أمامك أن الإنسان منذ الخلق الأول كان أحمق عشق الجهالة ودائما ما كان يستمرأ الباطل متأثرا بالجموع أي الأكثرية ظناََ منه حسب اعتقاده المتواضع أن الأكثرية تعني أنهم على الحق ... تمام المثل ينطبق على كذبة البنوك الإسلامية التي ما بقي مفتي حيا ولا ميتا إلا وأفتى فيها بجواز صحتها وما هي بصحيحة لكن الثمن كان يستحق الكذب على الأمة بأسرها والتحايل على الله دون أدنى خوف أو خجل منه سبحانه ... وهذه هي طبيعة الإنسان دائما ما يبحث عن التبرير ليقنع ذاته أولا ثم ليحفظ ماء وجهه أمام الأخرين حتى يضمن أقل قدر ممكن من التواجد المنطقي بين الأفراد والجماعات ... وفي حالة تغييب عقل المجتمعات فعندما تدخل الدولة في حرب أو في صراع سياسي مع دولة أخرى فلا بد للأغاني الوطنية أن تأتي لترفع الروح المعنوية لأقصى درجة وترفع الهمم وتعمي الشيفونية أبصار الجميع ... لكن على الجانب الأخر يتم التكتم الشديد وتعتيم حلات إلقاء القبض والسجن والتعذيب وحتى القتل لأفراد فقط فكروا فيما يحدث وبحثوا خلف ما يحدث ورفضوا تسليم عقولهم لسياسيين أوغاد وشعب جعل من نفسه مطية يركبوا عليه ويسوقونه سوق الدواب ؟

لقد أثبت العلم السياسي أن تقسيم المجتمع دائما ما كان يوفر أطول قدر ممكن من عامل الوقت للحكومات الفاسدة أو اللصوص من الحكام في التاريخ القديم والحديث ... تلك السياسة بطبيعة الحال صنعت الهجرة الطوعية لإحساس المواطن بنقص مواطنته أو بضرب شرف وصميم الإنتماء الوطني لأرضه ... ومن هنا لك أن تتخيل كم العقول الإستثائية والأيدي الماهرة التي خسرها الوطن أو المجتمع وترك من خلفه السواد الأعظم من الجهل والتخلف هو المسيطر على المجتمع ... في حالة من الإرهاب الفكري والتهديد الوطني المباشر باستخدام سلاح الوطنية والمواطنة لضرب المجتمع في صميم قلبه ... وهذه حالة إن وجدت فهي خدمة لا تقدر بثمن جاءت لأعداء الوطن بالمجــــان على يد شراذم من الجهلة والسفهاء والحمقى التي شاءت الأقدار أن يتولوا زمام السلطة وقيادة المجتمع من قبل شراذم تظن أنها تُعلي من شأن الوطن لكن في حقيقتها ما كانت سوى "شيفونية" مرضية صرفة فضحت هشاشة المجتمع وكم الإنقسام المجتمعي فيه ... والتجارب الواقعية الراسخة في كل كتب التاريخ لتؤكد أن هؤلاء يوم الجد ويوم يناديهم الوطن هم أول من يديروا ظهورهم لوطنهم وأول الفارين منه لأن ثرثرتهم دائما ما تعتمد أولا على عامل الأمان فإن توفر الأمن أمنوا لثرثرتهم أن تجد لها صدى في أوساط المجتمع ... كمثل الفلاح الذي تسخر منه وتحط من قدره فلولا هذا الفلاح ما أكلت أنت من خير الأرض ومن فلحها ولولا رجال جمع القمامة لمات الشعب كله من فرط الأمراض والأوبئة الناتجة عنها ... والتاريخ يخبرنا أن ما يحدث اليوم أو ما حدث في وقتها الجميع سيدفع ثمنه فيما بعد شئت أم أبيت ... ولذلك التاريخ كله يخبركم أن الدولة أو الحاكم أو الطبقات المجتمعية العليا لم يعرفوا شعوبهم إلا وقت الأزمات والكوارث والمصائب فقط ... هذا الشرح المستفيض من ممارسات الإنسان تكشف للمرة التي لا تعد ولا تحصى أن هذا المخلوق الذي خلقه الله ليس محل ثقة على الإطلاق بل يجب الحذر منه بأقصى درجة ممكنة لأنه لا يؤمن جانبه واليوم يضحك في وجهك وغدا ربما يكون عدوك ولا يوجد أخطر من الإنسان كسلاح قد يقتلك مباشرة وقد يقتلك معنويا وقد يقتلك سياسيا أو أمنيا أو اقتصاديا ... بدليل عد واقرأ تاريخ من غزو الأوطان العربية من الأجانب وانظر كم عدد من رحب بهم من أهل الأوطان العربية دون النظر مطلقا لمسألة الخيانة أو الغدر للدولة وللمجتمع مطلقا ... ناهيك عن بث الأفكار المسمومة من دعوات لا يطلقها سوى "شياطين الإنس" التي تدعوا للثورة على إسقاط الحكام وأنظمتهم دون إيجاد البديل والبدائل ... بمعنى أنه من السهل أن أظهر عيوب أي نظام حكم فأُنظّر فيه وأدعوا لإسقاطه وتحريض الشعب عليه دون وجود بديل له ودون وجود بديل هذه يعني تدمير الوطن والتضحية بالرعية حتى ولو كان الثمن قتل النساء والأطفال وحرق المنازل وتدمير المناطق ... والعقل والمنطق والأمانة تحتم عليك أولا إن أردت أن تدعوا لإسقاط نظام حكم يجب أن يكون البديل متوفرا وبضمانات الأمن والأمان للرعية وأموالهم وحقوقهم واقتصاد الدولة أيضا متوفرة ... ولذلك تجد كل أنواع وأشكال المعارضة تدور في فلك واحد دون أي تغيير منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا ... أسقط الحاكم وبعدها لكل حادث حديث وهذه القناعة أو تلك السياسة هي من قسّمت الدول والشعوب وهي من صنعت العملاء والخونة وهي من بسببها تمت سرقة موارد الدولة وهي التي جعلتك تشتري منزلك بقيمة مليون دولار وبسبب انهيار اقتصاد الدولة وثورتها أصبحت قيمته السوقية لا تتجاوز 200 ألف دولار ... وأين المخافة من الله سبحانه في ذلك ؟ لا يوجد ... وأين الكتب السماوية من ذلك ؟ ليس مهم ... المهم أن تترجم أفكارنا إلى واقع وهذا الأمر بالمناسبة فكر كل دعاة الثورات ولست بمكان لكشف أسمائهم لكن كلهم أجمعوا على مبدأ واحد وهو : أقم ثورتك ولو ذهب ضحيتها ثلث أو ثلثين الشعب فالهدف أسمى وأعظم من النظر لهؤلاء فأفني الثلث حتى ينعم الثلثين !!!

هذا الخلق العظيم للإنسان بكل ما فيه من تكوين عضوي ومعنوي لا يخبرنا إلا بحقيقة تاريخية واحدة وثابتة لم ولن تتغير وهي : متى ما زاد المال لدى الإنسان زاد ترفه ومتى ما زاد ترفه دخل في جنون القول والفعل وصولا حتى إلى الشذوذ الجنسي المضطرب الخارج عن كل قواعد المخلوقات ناسفا منتهكا كل المحرمات السماوية ... ولذلك وجدت المجتمعات نفسها مضطرة بأن لا تستغني عن مجاميعها أو تجمعاتها "الطائفية والقبلية والعائلية" لأن لا أحد وبالمطلق يمكن أن يثق بالدولة لا قديماََ ولا حديثاََ ... فحديث العوام شيء وفي الخفاء شيء أخر مختلف تماما والدولة ليست استثناء في الولاء أو من عدمه ... بمعنى أن طبيعة البشر منذ الأزل هكذا لا تثق بسهولة ولا تدفع بإيمان عقيدتها بل بحذر وبتوجس وبرصد دقيق ... ولا أقرب من ذلك إلا رسولنا عليه الصلاة والسلام كان الصادق الأمين وبعد الرسالة أصبح كذاب وساحر ومجنون ... ولذلك من الخطأ الإعتقاد أن لو كان تعداد شعبك 50 مليون نسمة يعني هناك 50 مليون نسمة يؤمنون بالدولة ولهم ولاء 100% للحاكم ... المسألة برمتها خاضعة لنسبة وتناسب ومن سابع المستحيلات اليوم وحتى قبل 5.000 سنة لا يوجد ولن يوجد حاكم على وجه الأرض شعبه يدين له بالولاء والطاعة بنسبة 100% ... ولا يوجد أفضل ممن طبق العدالة الاجتماعية في التاريخ الإسلامي مثل الخليفة الأموي "عمر ابن عبدالعزيز" فما كان مصيره إلا أن قتلوه بالسم خلال أقل من سنتين من خلافته ... ولا يمكن أن أختم هذا الجزء إلا بإسقاط عميق جدا مثل رئيس وزراء مصر السابق "هشام قنديل" في حقبة الرئيس المصري الراحل "محمد مرسي" ... فقد كان رئيس الوزراء يصنع كل ما يخدم الفقراء ويساعد البسطاء ويتواجد معهم في الشارع ويتفقد أحوال رعيته وبدأ آنذاك بصناعة استراتيجية "الإكتفاء الذاتي" للدولة المصرية ... ولما سقط نظام "محمد مرسي" لم نرى أحدا من الفقراء انتفض لنصرة "هشام قنديل" الذي كان يعمل من أجلهم وفي خدمتهم !!! ... تلك الواقعة تضع أمامك مؤشر تحذير شديد الأهمية وعميق الفهم وهو : لا تنتفض لنصرة شعبك ولو كانوا مستضعفين لأنهم أول من سيديروا ظهورهم لك وأول من سيبيعوك وأنت وحدك من سوف تدفع الثمن وغالياََ ... وهذه تصنف على أنها عبرة وعظة وواقع اجتماعي شاذ في مأخذه ومسلكه أن تساعد الفقير ويوم يشاهد الفقير الظلم قد وقع عليك يتنكر لك وينظر لك برسالة معنوية مفادها "اعذرني أنا ضعيف وفقير وليس بيدي شيئا حتى أنتفض لك ولو كان الأمر كذلك لساعدت نفسي" ... حالة الوضاعة هذه ألا تذكركم ببني إسرائيل عندما قالوا لرسولهم موسى عليه الصلاة والسلام فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون } المائدة ... ألا يتشابه هذا الواقع في الكثير من أحوال وواقع شعوب اليوم والأمس ومنذ قرون !!! ... ولا دليل أكبر أيضا من "جيفارا" الثائر الأرجنتيني الكوبي الذي كان يسعى لأمته بالحرية والكرامة والعدالة فما كان مصيره إلا أن راعي أغنام وشى به وتم اعتقاله ومن ثم اغتياله في 1967 ... وهذه المدونة مليئة بسيرة الخونة والعملاء وبحر من الخيانات التي تحذرك بأشد العبارات أن لا تكون حطباََ ولا وقوداََ لغيرك لأنك لن تجد من سيقف بجانبك ؟

في الجزء السابع والأخير القادم أصل معكم لنهاية هذه السلسة لنضع الإنسان في مكانه الصحيح لأترك للجميع حرية القناعة والإعتقاد بهذا الخلق العظيم بخلقه المعقد وتكوينه المذهل وتفاصيله المعقدة والجاحد لمن خلقه سبحانه وتعالى الظالم لبني جنسه والمعتد بنفسه بنرجسية الطواويس وبلا حدود ؟



دمتم بود ...