هناك
أمر لا يعلمه سوى ربنا وخالنا سبحانه وهو : لماذا خلق آدم أصلا حتى تخلق له حواء
ثم يتناسلون ويتكاثرون عبر آلاف السنين وقد خلق مجرما وقليلا من يؤمنون ؟ ... هل
ربنا سبحانه وتعالى بحاجة لهذا الكائن التافه ؟ الإجابة الطبيعية والمنطقية هي كلا
وأبدا ... ومنذ أن هبط أبونا آدم وأمنا حواء عليهما السلام إلى الأرض وتحديدا بعد
الحفيد رقم 10 من سلالة أبو البشر آدم وهو سيدنا نوح ... فقد ذكرت الكتب السماوية
قصة قوم نوح مع قومه ومعجزة الطوفان وهي القصة التي لم تعلم عنها شيئا أمم الأرض
لآلاف السنين لولا أن أخبرنا ربنا بحقيقة وواقع حدث على الأرض بدليل أن كل كتب
التاريخ والباحثين لا أحد يعلم تحديدا سنة مولد ووفاة سيدنا نوح ... لكن من
التوقعات الظنية أن نوح وقومه كان قبل أكثر من 15 ألف سنة قبل الميلاد وهي مدة
زمنية = 454 جيل بشري والجيل وفق علم الكيمياء = 33 سنة لكل جيل ... ومنذ طوفان
سيدنا نوح عليه السلام وإلى يومنا هذا في سنة 2020 ولو كنت ممن تعمق في التاريخ
ستخرج بتوصيف لو أمعنتم فيه جيدا لاكتشفتم حقيقته القاطعة وهي : أن الإنسان هو
أكبر لعنة حلت على الأرض ... فقد عاث فسادا وقتلا ودمارا وفجرا وكفرا في الأرض
واستبد على المسالمين واستهزأ بالمؤمنين فسرق وهتك ثم استمرأ وبطش ثم علا جبروت
وطغيانا فكنز ما كنز من الذهب والفضة ثم الأموال والأراضي ... ولم يكتفي بذلك فحسب
بل استعبد الإنسان أخيه الإنسان وصال وجال وأفرط بالظلم والشماتة والقهر والتعذيب
ولم يتوقف طمعه وجشعه إلى هذا فحسب بل وصل إلى الإستيلاء على أراضي وممتلكات
العباد فهب ووضع يده على مال غيره ... ثم استكبر فملأ الغرور قلبه فأعمى بصيرته
فظن أنه من الخالدين فنطق بعضهم وقال كثير منهم : أنا ربكم الأعلى أنا سيدكم ومن
يملككم ومن يحكمكم وكلكم خاضعون لي فاسجدوا واركعوا لي وإلا رميتكم في العذاب
المهين ... ثم أراد ربنا أن ينقذ المستضعفين وينظم حياة المجانين فأرسل الرسل من
عباده الصالحين إلى الطغاة والمجرمين فقتلوا أنبياء الله ورسله إلا القليل وما آمن
من الضالين أيضا إلا القليل ... ومع تطور الزمان وتقدم الأيام كان تطور الظلم
والظالمين فدمر الإنسان الطبيعة التي خلقها ربنا للإنسان فقتل الطير وأكل الحيوان
وقطع وحرق الشجر فصنع ما صنع ... وباسم التطور لوث سمائنا فاستنشق الإنسان ســــم
ما صنع فظهرت أمراضا لم يعهدها البشر قط ؟
في
طبيعة جهل الإنسان أنه لا يصدق حتى يرى لكن هناك من البشر من يملك الفطنة والحكمة
والعقل بمدركاته الواسعة لكن السواد الأعظم من البشرية يمتازون بالجهل والحماقة
... وهذا الجهل هو من كان في مواجهة الحقائق التي أدت إلى ظهور معجزات سماوية نزلت
وطبقت على أرض الواقع أمام أنظار العصاة ومن دفعوا ثمن حماقاتهم ... ويقع الإنسان
في معظم الوقت في الجهل فلا يعرف الفرق بين الثقة في النفس وبين الغرور وصولا حتى
إلى محيطه الذي لا يستطيع أن يستوعب ثقة النفس وبين الغرور وداء النرجسية ... لكن
هناك فعليا من هم مصابون بداء النرجسية وعدوى "الأنــــا" أي المعتد في
نفسه لدرجة لا حد لها وهي صفة أو مرض بالعادة يصيب الحكام والأثرياء على مر
التاريخ ... لكن المخزي أن يصيب الفقراء والبسطاء من الرعية فتجد باهرة الجمال
تعيش بوصف وكأن الله ما خلق أحدا بمثل جمالها وذاك الأبله الذي يظن أن البشرية لم
تنجب أحدا مثله قط ... ولذلك لا نستغرب أننا في 2020 الفقير والغني يعشون بمنطق
السفهاء وبفكر لا يحمل سوى الترهات "إلا من رحم ربي" ... وعلى النقيض
تماما هناك الصالحون والمؤمنين من يقاتلون من أجل رفع معاناة الآخرين وإحلال
السلام والمحبة بين الجميع لكن هؤلاء الطيبين ليس لهم نصيب من هذا العالم الذي
أصبح اليوم أكثر ميلا للعنف والقتل والإضطهاد والإستبداد من نفس الجنس البشري ...
هو نفس الجنس البشري ونفس الفصيلة البشرية التي بسببها انقرض نسل حيوانات كثيرة
ليست لحاجة الإنسان لطعامها بل كانت بسبب التسلية والهواية لا أكثر ... أما على
الجانب الآخر من جرائم الإنسان ولعنته على هذا الكوكب فلو بحثت في الأسباب الحقيقية
لكل حروب البشرية التي سطرتها كتب التاريخ فلن تجد هناك ما يستحق الحرب سوى أن
أسبابها كانت جدا تافهة ... أسباب كان يمكن حلها بالحوار والتفاوض وتقاسم الثروات
وأخذ ما يكفي وترك الفائض عن الحد بدليل في أيامكم هذه لو نظرتم إلى مساحات الدول
فستكتشفون نكتة أو أضحوكة إسمها المساحة الجغرافية ... فكل شعوب الأرض في كل دولهم
هم لا يستخدمون من المساحة الكلية لأرضهم إلا ما بين 20% إلى 40% فقط من كامل
مساحة دولتهم وأراضيهم .باستثناء الصين والهند اللتان تستخدمان مساحة لا تزيد عن
60% من المساحة الكلية لأراضيها ... بمعنى أكثر وضوح أن البشرية تتقاتل على متوسط
مساحة من كوكب الأرض التي تبلغ مساحة اليابسة فيها 148,9 مليون
كيلومتر مربع
والإنسان لا يسكن ولا يستغل من تلك المساحة سوى ما لا يتجاوز من 40% إلى 50% فقط ؟
لقد
ارتكب الإنسان بأخيه الإنسان جرائم ترقى إلى سلوك حيوانات الغابة ومارس طغيانا وصل
إلى مدى إنكار وتحدي خالقه سبحانه وتعالى ... فما كان هذا الإنسان سوى لعنة حلت
على كل شيء على الأرض ولم يكتفي فأصبح يأكل بعضهم بعضا ... ولذلك أرى أن كل ما
يجري بحق الإنسان هو أمر يستحقه بل وأقل مما يستحق فلا الجاهل يتعلم ولا الجبان
يتعلم ولا حتى الجبابرة يتعلمون الكل يريد أن يأخذ أكثر مما يستحق وأكثر مما يحتاج
"إلا من رحم ربي" ... وحتى التكنولوجيا التي صنعها الإنسان والتي صنعت
معجزات خرافية يستحيل أن تصدقها الأمم السابقة من عظمتها قام الإنسان وغير
استخداماتها من خدمة البشرية إلى هلاك البشرية ... ويوم ألقى وجه ربي الكريم يوم
أن يتفضل علي عبده الضعيف سأسأله سبحانه أسئلة تعصف في قلبي وعقلي هو سبحانه
يعلمها الآن ولا يعلمها سواه سبحانه ... فلعنة الله على ظلم وطغيان الإنسان وطمعه
وجشعه وكذبه ونفاقه والوضيع يعلم أنه في الموت مكتوب وفي القبر موضوع وفي الحساب
موقوف فيالا هلاكه ويالا شقائه إلا عباد الله المخلصين له سبحانه عابدين ولعظمته
خاضعين ولنعمه ساجدين فسبحان ربنا الصابر على عباده المجرمين ؟
دمتم
بود ...
وسعوا
صدوركم