المحرمات
الاجتماعية هو ما تعارف وما تعودت عليه المجتمعات العربية والتي تدور في فلك
العادات والتقاليد منها الصحيح ومنها المتخلف والجاهل ... وتتغير تلك المحرمات الاجتماعية
بين حين وأخر في فترة زمنية متغيرات الحياة وتطورها هي من تحدد ميعاد التغيير لما
تعود عليه الناس ... وليس بالضرورة وليس فرضا على كائن من يكون أن يلتزم بتلك
المحرمات لكن هناك فعللا من ابتعد عن مجتمعه ومارس حياته وفق فكره وما يعتقده ...
ناهيك أن هناك الكثيرين يمارسون حياتهم بخطين متناقضين فهو يتماشى أمام الناس فيما
يرضيهم وفي منزله يمارس حياته التي اقتنع فيها ... وبين تلك التناقضات فبالفعل لا
أحد يستطيع أن يغير مجتمع بأسره بسبب أن لديه أفكارا معينة صحيحة خاطئة لا أحد
يستطيع أن يغير المجتمع ... ولنا في الخوارزمي وابن النفيس وابن رشد وابن سينا
وغيرهم عظماء سبقوا زمانهم وتجاوزوا مجتمعاتهم ولما أرادوا تطوير وتغيير مجتمعاتهم
تم شتمهم ولعنهم وشكك بعقيدتهم ومن العظماء من مات مقهورا مظلوما ... ومظاهر المحرمات
الاجتماعية كثيرة ومتعددة مثل مصر التي لا تزال وحتى يومنا هذا يمارس فيها
"ختان الإناث" وتمارس أيضا في السودان وقبل سنتين انتقلت هذه الجريمة
إلى بعض المقيمين العرب في لندن ... وفي مصر وضعت محرمات ضربت بشريعة ربهم في عرض
الحائط وهي عندما يعقد الرجل عقد قرانه على الفتاة فإنه لا يدخل بها أبدا وإلا اعتبرت
جريمة شرف وإهانة عظمى لأهل البنت ... ويجب على الزوج أن يكمل ما وعد به دون النظر
لعقد الزواج وحلاله وسلطة الرجل على زوجته ولا تستغربوا إذا ما علمتم أن الزوج يظل
سنتين و أربعة سنوات حتى يدخل بزوجته الرسمية الشرعية ... وفي دول الخليج ضربوا
شريعة ربهم في عرض الحائط أيضا فمنعوا الخطبة التي شرعها وأمر بها ربنا سبحانه
ففسروها وكيفوها حسب هواهم وكأن الـ 400 مليون عربي جاهلين في الدين وفي الشريعة و
30 مليون فقط هم العارفون بما لم يفهمه 400 مليون عقل ونفس ... وفي بعض دول الخليج
أيضا هناك القبلية المتعصبة المتخلفة والتي قبيلة لا تتزاوج ولا تتصاهر مع قبيلة
أخرى والعنصرية النتنة يدور فيها بعض الأقوام من بعض المجتمعات الخليجية فيظن
البعض أن أسرته أو قبيلته هم من المبشرون بالجنة وأن الله ما خلق سواهم ... وها
حرام وهذا لا يجوز وهذا عيب وهذا خطأ ما هذا الجبروت الذي تمارسونه من أنتم حتى
تحرموا ومن نصبكم على الناس حتى تكونوا وكلاء للدين وللأخلاق ... فالدين للناس
جميعا والأخلاق تكتسب ولا تشترى ؟
لقد
كذب ثم كذب من يقول أن المسلمين يقيمون شرع الله سبحانه 100% فالإسلام قبل أن يكون
شريعة هو أخلاق والأخلاق تعني الأدب والأدب يعني الإحترام العاقل الذي يميز بين من
يستحق وبين من لا يستحق ... وليس بالضرورة أن تكون مسلما يعني أنك مؤمنا فهناك فرق
شاسع وكبير بين المسلم والمؤمن فالإسلام يعني أن تسلم لرب العالمين وتخضع له سبحانه
فتقوم بما أمرك به سبحانه ... أما الإيمان فهو أنك تسلم قلبك وروحك وجوارحك كلها
لرب آمنت به ثم تنشأ علاقة خاصة بينك وبين ربك وخالقك ترقى إلى
"الروحانيات" ... فكم من مسلم ليس له من الإسلام شيئا سوى الإسم فقط وكم
من مسلم جبار ظالم متكبر لم تسلم امرأة من لسانه ولم يسلم أحد من يده فما أكثر
الطواغيت بينكم وما أكثر الشياطين التي تمشي على قدمين ويقال أنهم مسلمين !!! ...
لكن يستحيل أن تجد مؤمنا حقيقيا يبطش ويظلم ويصول ويجول ببذاءة لسانه مستحيل حتى
وإن أذنب وأخطأ أحد منهم فإن إثمه على نفسه لا على غيره ... ولذلك ينعكس على كل ما
سبق حقيقة نسقطها على الواقع وهي أننا يجب أن نعترف أن هناك مشكلة لم يصنعها ربكم
بل الإنسان هو من صنعها وهو من جلب المصائب على نفسه بأن صنع المحرمات الاجتماعية ظنا
ووهما وكذبا أنها الحق ... وما هي من الحق في شيء إن هي إلا بدع ابتدعتموها أنتم
وآبائكم ومن سبقكم من الجاهلين ولن يستطيع أحد عد عدد الضحايا التي عاشوا وماتوا
وهم جاهلين ... ليس لشيء إلا أن عائلتنا أو أسرتنا أو قبيلتنا أو منطقتنا أو
دولتنا قد وجدنا عليه أن هذا عيب وهذا حرام وكأن المسلمين لديهم دينين وشريعتين
واحد جعلوه لله والآخر جعلوه نـــدا لربهم وخالقهم ... ففي دين ربهم يركعون
ويسجدون خاضعين وفي دينهم جبارين والويل والثبور وعظائم الأمور لمن يخرج على
شريعتهم الاجتماعية ... وكالعادة تدور اسطوانتهم أن فلان قد غسل عقله وفلانه جاهلة
ليس لشيء فقط لأن فلان أو فلانه عرفوا الحقيقة وقرروا أن يضربوا بالشريعة الاجتماعية
بالحائط ويلعنوا تلك العقول الجاهلة التي اضطرتنا أن نعيش حياة بائسة في ظل عالم
عربي أصبح أكبر مستشفى للأمراض العقلية والنفسية ... يا سادة يا كرام ليس لكم
مرجعية تخضعون لها إلا كتاب ربكم فقط لا غير وليس لكم مدرسة في الأدب والخلق إلا
رسولكم عليه الصلاة والسلام ... فتوقفوا لقد دمرتم أجيالا وأجيال فقط حتى يرضى هذا
أو تلك ومن هذا أو تلك ؟ مجرد أحياء بضع سنوات ثم يصبحون أموات فما أتفهكم وما
ألعن غروركم وكم أهلككم جهلكم في بحر الحماقات ؟
دمتم
بود ...
وسعوا
صدوركم