انتقال القوة والنفوذ البريطاني إلى الأمريكي لم يكن وليد الصدفة على
الإطلاق ... فالحرب العالمية الأولى وما تبعها من ثروات بريطانية المالية
والعسكرية التي تم إنفاقها على دول الخليج التابعين لبريطانيا وحلفاؤها ...
بالإضافة إلى خروج بريطانيا من الحرب العالمية الثانية منهكة تتكبد ديون ضخمة
للغاية قد أنهكت وأضعفت النفوذ البريطاني في منطقة الشرق الأوسط ... لذلك أمريكا
أدركت ذلك ودخلت "باتفاق سري" وليس مهم حتى أن يكون علني بالتدخل
الأمريكي في منطقة حلفاء بريطانيا ... وكان الدخول أولا من باب الإستكشافات
النفطية فضربت أمريكا الكلمة البريطانية بالصميم وبدأت تعطي عروضا بثلاث أضعاف
لحلفاء بريطانيا مثل الكويت والسعودية في ثلاثينات القرن الماضي ... ثم تطورت
العلاقة من الإقتصاد والإستثمار إلى السلاح ثم إلى الصناعات الأمريكية الحديثة
التي لم يعرفها الخليج من قبل مثل السيارات والتلفزيون والإتصالات وغيرها ... ثم
بعد ذلك بسنوات انضمت كل من البحرين وقطر والإمارات إلى الحضن الأمريكي باستثناء
سلطنة عمان التي كانت ولا تزال إلى يومنا هذا وفية مخلصة لبريطانيا ... وبريطانيا
وأمريكا كان يرفعون رايات حرصهم بشدة على الإسلام والمسلمين وأنهم أنصاره والحقيقة
هي أن الشيوعية السوفييتية هي من كانت ترعبهم وتهدد مصالح بريطانيا وأمريكا وتقوض
نفوذهم ... فالسوفييت صنعوا حكام عرب والبريطانيين والأمريكان أيضا صنعوا حكام عرب
والكل يلهوا ويعبث بالعرب تحت حجج ومبررات وأساليب مؤسفة ؟
ظهرت دراسات وتقارير وفديوهات مسربة منذ السبعينات وثمانينات القرن
الماضي تهيأ الفكر السياسي الإسرائيلي والأمريكي وربما كانت هي إشارات للدول
العربية ... لكن العرب "كعادتهم" لا يفقهون شيئا لأن الغرور يتربع بين
أعينهم وبالتالي يعميهم عن رؤية المستقبل بالشكل الصحيح ... تقارير تتحدث عن تغيير
شكل وخريطة المنطقة العربية وتقسيمها وإسقاط أنظمة حكم وتحويل الكيانات السياسية
إلى طائفية بعدما نجحت أمريكا ببلع طعمها لحلفائها الخليجيين بالحرب الأيدلوجية في
أفغانستان التي بدأت من 1979 إلى 1989 ... فكانت السعودية والكويت ترسل المجاهدين
من مواطنيها بل وتحرضهم بإعلانات رسمية وعلنية ومن يترك عمله ويذهب إلى أفغانستان
كان راتبه مستمرا ولا ينقطع حتى لو أقام في أفغانستان سنوات ... وارتدت الحرب
الأفغانية على المجتمعات الخليجية بما يسمى آنذاك بحركات الصحوة الإسلامية التي
تأثرت بها السعودية والكويت متزامنا مع نفس التأثير في الجزائر والمغرب ومصر فوصلت
الأمور إلى تكفير المجتمعات العربية عبر أكبر المفكرين والمنظرين
"المتأسلمين" قديما وحديثا أمثال سيد قطب وأبو محمد المقدسي عبر مراجعهم
ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب وصولا إلى أحد الأفرع الأصيلة في المذهب السني
العراقي أحمد ابن حنبل ... وكانت إعلانات جمع التبرعات تنطلق جهارا نهارا بدعم
الحكومات الخليجية ومصر والأردن وكانت تجمع الملايين وترسل "نقدا" إلى
المجاهدين في أفغانستان ... كل ذلك كان يتم بضوء أخضر أمريكي غربي ليس لنصرة
الإسلام كما ضحكوا عليهم وكما زعموا بل للتهديد السوفييتي الشيوعي للنفوذ الغربي
والأمريكي في منطقة الشرق الأوسط أي أنها كانت حرب بالوكالة وقودها العرب
والمسلمين وفجأة وكأن القدس ولا فلسطين ليسا محتلين فمن أجل أمريكا نسى المسلمين
قدسهم عن عمدا وجهلا !!! ... وبعد انتهاء الحرب الأفغانية انقلبت أمريكا على
الخليجيين ومن ثم انقلبت الحكومات الخليجية على مواطنيها الذين دعمتهم وبدأت
بملاحقاتهم بتصرف غريب لا يرميك إلا إلى كم الرعونة والصفاقة والجهل السياسي التي
كانت سائدة آنذاك ... والحجة كانت أنهم كانوا في أفغانستان واكتسبوا خبرات قتالية
باهرة وبالتالي يمكن أن يهددون أنظمة الحكم الخليجية وأطلق عليهم آنذاك
"العائدون من الجهاد" و "المجاهدين العرب"... ونتيجة لذلك
تمرد المجاهدين بمساعدة أمريكا فصنعت أمريكا تيارا ومنظمة إسلامية راديكالية متطرفة
أطلقت على نفسها "تنظيم القاعدة" أسسها السعودي أسامة بن لادن بعدما
انقلب على زعيم المجاهدين العرب في أفغانستان الفلسطيني عبدالله عزام والذي اغتيل
بتفجير موكبه وتفرعت الراديكالية الإسلامية منها أصدقاء وأخوة "الجهاد
المزعوم" فانتشروا في الشيشان عبر السعودي سامر السويلم الملقب بخطّاب
الشيشان وفرع اليمن والسودان ... كل ذلك
لم يكن وليد الصدفة على الإطلاق ونهائيا لقد كان مخططا Made
in USA بامتيــــــاز بمنظر يبين لك
كم الجهل السياسي وكم جهل المجتمعات الخليجية والعربية ... كمن صنع شيطانا ليضرب
به عدوه فانقلب الشيطان على صانعه فبعد انهيار الإتحاد السوفييتي في 1991 لم يعد
هناك أي قوة على وجه الأرض تشكل خطرا أو حتى تتحدى أمريكا ... لتتكشف الحقيقة فيما
بعد ليتحول الصراع السياسي الدولي إلى المرحلة الثانية من المخطط وهي " صناعة
الحرب على الإسلام " بتغيير شكل وصورة وسمعة الدين الإسلامي برمته وسط غرور
العقل السياسي العربي والخليجي وغرقه في الملذات وعدم إدراكه لما يعد له من طعم
يليه طعم يليه طعم ؟
المجاهدين العرب
نتيجة للصناعة الأمريكية عاد المجاهدين العرب من أفغانستان في بداية
الثمانينات والتسعينات وصولا إلى بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم في
1991 ... ومنذ سنة 1992 وخلال 10 سنوات بدأ من يسمون أنفسهم "المجاهدين
العرب" بضرب صميم دولهم في مصر وتنظيم القاعدة بضرب السعودية ... فأصبح
الإرهاب " السني " تحديدا يشكل خطرا استثنائيا فأعطى الغرب الضوء الأخضر
لـ " الشيعة " بإنشاء تنظيم موازي بالقوة والدعم " للسنة "
فأنشأ " حزب الله " في سنة 1982 بهدف مقاومة الإحتلال الإسرائيلي شكليا
وإعلاميا حتى جذب انتباه حركات الجهاد السنية التي أعلن بعضها تأيدا كبيرا لحزب
الله في ثمانينات القرن الماضي بل وأبدوا كامل الإستعداد للإنظمام ومساعدة حزب
الله في إذا ما احتاج أي شيء ... لكن إيران لم توافق من الناحية المذهبية تحديدا
والغرب لم يعير أي اهتمام لدعوات الحركات الجهادية لأن الهدف كان أكبر من عقولهم
الصبيانية الجاهلة ... والغرب لا يفكر كما
يفكر العرب فنظرتهم دائما ما تكون أبعد من 30 و 50 سنة للمستقبل ... واليوم ماذا
يحدث سوى حرب طائفية بين السنة والشيعة بامتيـــــــــاز أليس كذلك ؟ ... وكيف
فجأة الكل تناسى إسرائيل وأصبح الصراع سعودي سني مقابل إيراني شيعي فهل أدركتم كيف
يلهون بكم وماذا يصنعون بكم وإلى أين يأخذونكم ؟
طعم الربيع العربي الذي بلعه سفهاء الشعوب العربية
كونداليزا رايس في 2005 أطلقت مصطلح "الفوضى الخلاقة" بل وأعلنتها صراحة : سنصنع شرق أوسط جديد ... في تلك السنة انطلقت أصوات وأقلام الإعلام العربي مستهزأ ضاحكا عليها بغبائها الطبيعي المعتاد فكان التغيير بصناعة أمريكية إسرائيلية ... وبمساعدة شديدة الفاعلية دولة قطر انطلق
الحمير العربي أو بما يسمى الربيع العربي وهو مخطط إسقاط أنظمة الحكم العربية
والخليجية ... فسقط حكم بن علي في تونس ومبارك في مصر والقذافي في ليبيا وعلي صالح
في اليمن ... ومحالة إسقاط النظام السوري فكان لهم بالمرصاد ليلقن شعبه درسا وحشيا
غاية بالفظاعة فارتكب مجازر بشرية وإبادة جماعية فدمر وطنه وحطم شعبه ... والمخطط
كان من ضمنه إسقاط أنظمة الكويت والبحرين وعمان والأردن والسعودية لكن تلك
المحاولات باءت بالفشل ووأدت الفتنة ... فصحت الشعوب العربية على كابوس مرعب بأنهم
أزالوا وأسقطوا أنظمة حكم بلادهم ولم يكن هناك أي بديل حقيقي فكانت النتيجة : انقسم
الشعب المصري واليمني والليبي والسوري إلى ألف حزب وفريق وتنظيم ولن يعرفوا الأمان
والسلام أبدا ... نريد إسقاط نظام الحكم دون معرفة من هو البديل عنه وما هي ضمانات
عدم حدوث أي فوضى وأي انتهاكات كل ذلك لا يهم لأن الهدف كان ما ترونه اليوم بأم
أعينكم من فضائع وانتهاكات أبدا وكليا لا دخل للإسلام فيها نهائيا فهم حفنة
حيوانات بدائية تتناحر ؟
سنضع لهم إسلاما يناسبنا
الطائفة السنية تعتبر هي أكبر طائفة في العالم الإسلامي بلا أدنى شك
وتعدادها في ثمانينات القرن الماضي كان لا يقل عن 600 مليون نسمة ... وسهل للغاية
أن تخرج منهم مليون مقاتل مجنون يذهب بأقل كذبة تسوقها إليه لأن غالبيتهم يسمعون
ولا يقرؤون يصدقون ولا يبحثون أي جهلة بامتيــــــــاز ... وبسبب هذا الجهل
الكارثي وكمية غسل الأدمغة فطنت أمريكا لهذه النقطة شديدة الأهمية وقالت في نفسها
: ما أروع الهدايا التي يقدمها لنا المسلمون دون أن يشعروا ... فادعت أن
"تنظيم القاعدة" انقلب عليها وأن القاعدة فجرت البرجين في نيويورك في مركز
لتجارة العالمي في 9-11-2001 ... وهي مؤامرة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى وحتى
أسامة بن لادن بلع الطعم لأنه بالمقاييس الدولية لا يعتبر شيئا على الإطلاق فهو
مجرد عميل لا قيمة له والعملاء درجات ومستويات ... وقد اعترفت وزيرة خارجية أمريكا
السيدة هيلاري كلينتون في جلسة تحقيق أمام الكونجرس الأمريكي في 2012 صراحة وعلنا
فقالت : نعم نحن من صنع القاعدة نحن من صنعناهم ... لكن صنع مؤامرة بمثل هذا الحجم
لا بد وأن يكون له مكاسب إيجابية لا تقدر بثمن قريبة وبعيدة المدى ... فأسقط نظام
طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان في 2001 وتم إسقاط نظام البعث الصدامي العفن
في 2003 ... والهدف جدا واضح وهو تحطيم وإضعاف أكبر طائفة إسلامية لينتقلوا من
الصراع السياسي القديم إلى الصراع الطائفي الإسلامي بدعم كامل ومطلق وتحت أعين
الولايات المتحدة الأمريكية ... فأعطت أمريكا الضوء الأخضر لإيران فدخل العراق من
سنة 2003 بعد سقوط نظام البعث إلى سنة 2006 أكثر من 5 ملايين إيراني وتم تجنيس
أكثر من 4 ملايين إيراني بالجنسية العراقية ... وبلا أدنى شك هذا التغيير
الديموغرافي والعبث في الهوية الوطنية العراقية وما تلاه من حملات الترغيب
والترهيب واكتساح المذهب الشيعي وسيطرته على العراق وانحسار وضعف المذهب السني لم
يكن إلا مرحلة أولى من لعبة الحرب الطائفية التي نعيش بدايتها الحقيقية في أيامنا
هذه ... ولأول مرة في التاريخ الشيعة يحكمون العراق حكما علنيا مطلقا والأوامر
الأمريكية ألجمت كل الدول العربية والخليجية بعدم التدخل بهذا الشأن من باب الشؤون
الداخلية للدول ؟
فيديو لرئيس المخابرات الأمريكية السابق "جيمـس وولسي"
سنضع لهم إسلاما يناسبنا
فيديو هيلاري كلينتون
نحن من صنعنا القاعدة
بلع المسلمين الطعم الأمريكي بامتياز ونشأت الحرب الطائفية وارتكبت
مجازر بحق الطرفين وبأيديهم بكره أعمى أسود فاق كل عمليات التعذيب التي حدثت في
التاريخ البشري ... وأطلق مشايخ الجهل والفتن صرخاتهم لنصرة إخوانهم "سنة
العراق" فكان الثمن باهظا فقتل من قتل واعتقل من اعتقل وفر من فر والمشايخ
كعادتهم بين زوجاتهم وأبنائهم آمنين ... لاحظوا أعزائي القراء كيف كان الأمر في
السابق حرب بالوكالة بين الغرب وأمريكا ضد الإتحاد السوفييتي بحطب المسلمين وكيف
اليوم صنعوا حرب أخرى بالوكالة بين إيران والسعودية وكيف تلك الدولتين يصنعون
العداء الشرس وكيف يشحنون شعوبهم شحنا كارثيا وكلها تصب في خدمة الغرب وأمريكا ...
وفي غفلة من المسلمين كعادتهم استيقظ العالم الإسلامي والعربي وفجأة خرج تنظيم
داعش الكافر الإرهابي كيف صنع ؟ ومن صنعه ؟ وكيف تجمعوا ؟ ومن مولهم ؟ ومن أين
أتوا ؟ وما هي أهدافهم ؟ كلها أسئلة كان من السهل الحصول على إجاباتها بلا أدنى
تعب في البحث ... فأمريكا هي من صنعتهم ودخولهم كان عبر البوابة التركية إلى
الأراضي السورية ومنها إلى الأراضي العراقية ... ومن مولهم دول خليجية من باب نصرة
الطائفة السنية في الحرب الطائفية ومنهم الإمارات والسعودية وقطر والكويت بشكل
رسمي وبشكل غير رسمي سرا وعلنا ... وكيف انتقلوا وتجمعوا كان بضوء أخضر أمريكي
كاملا ومطلقا وتحت حمايتها ... فصنع تنظيم داعش سمعته من خلال شدة الفظائع الوحشية
التي يرتكبها بحق الأبرياء فنشر تسجيلات وصورا اهتز لها العالم بأسره ... وعلى ذلك
انطلت الحرب الطائفية بين قطبين المذهبي فإيران ترى نفسها زعيمة الشيعة وحامي
حماهم والسعودية ترى نفسها أنها زعيمة السنة وحامية حماهم ليبدؤا حربهم الطائفية
على الأراضي العراقية حتى خرجت من نطاق العراق إلى سوريا وتشتعل بها مواقع التواصل
الإجتماعي ليفسحوا مجالا لكل سفيه وأرعن وجاهل ليكون لها رأيا فيما يحدث ... لم
يكن كل ذلك ليحدث إلا لإنجاح المخطط الأمريكي لتصل إلى نجاح أول هدف لها نجاحا
باهرا وهي سمعة الدين الإسلامي الذي أصبح هو الدين الإرهابي الأول على مستوى العالم
والبشرية ... والهدف الثاني الذي نجحت به أمريكا وتظن إيران أنها هي من نجحت هي
صناعة القوة العسكرية للطائفة الشيعية التي تهدد وهددت فعليا دول الخليج باجتياحها
... وهذا ما تريده أمريكا الحرب الطائفية بامتياز لأن الحرب الطائفية ستضرب
المجتمعات والشعوب الخليجية في صميمها ناهيك على أن هناك الكثيرين ولاؤهم لإيران
أكثر من ولاؤهم لدولهم ... فتعود المشاهد العربي على مناظر ومشاهد التفجيرات التي
يذهب ضحيتها الأبرياء من كل الأعمار ولم يسأل أحد عن مصدر تلك المتفجرات أين صنعت
ومن أين تم استيرادها وكيف وصلت إلى الدول العربية وكأن الأجهزة الأمنية
والمخابراتية العربية كانت في سبات سخيف أو أنها تواطأت بخيانة وطنية ... حتى شاء
القدر أن يفضح أمريكا وتصور الفيديوهات مشاهد إسقاط الأسلحة بكافة أشكالها
وأنواعها لمساعدة داعش في العراق وليبيا وهي فيديوهات سهل مشاهدتها على اليوتيوب
دون أي اعتراض أو احتجاج من أي دولة عربية على لإطلاق ... وكأن لسان حال المشاهد
يقول : لا تعترضون يا عرب ويا مسلمين فكما أنا أمول داعش أنتم أيضا تمولونهم
فاصمتوا حتى لا أخرج لشعوبكم ما يفضحكم ... هو نفس مشهد التناقض الذي يحدث اليوم
كتهمة دول خليجية وترامب لقطر بدعم لإرهاب وفي نفس الوقت أمريكا توقع صفقة بيع
مقاتلات F15 لقطر بقيمة 12 مليار دولار لها
وتجري مناورات بحرية معها ... فكيف دولة داعمة للإرهاب وكيف تمولها وتقيم معها
مناورات إلا إن كنت كاذب أو أنت صانع الإرهاب الأول ؟
فيديو لدونالد ترامب : أوباما وهيلاري هما من صنعا داعش
فيديو لجنة تحقيق في الكونجرس الأمريكي توضح كيف أمريكا عبثت في سوريا
فيديو إسقاط أسلحة أمريكية إلى داعش ليبيا
فيديو إسقاط أسلحة أمريكية إلى داعش العراق
السعودية وإيران
دولتان كبيرتان في الحجم والقدرات لكنهم صغار داخل اللعبة الدولية يتم
توجيههم وفق قواعد الكبار ... فالسعودية دولة تابعة سياسيا لأمريكا وإيران دولة
تابعة سياسيا لروسيا ... وكلاهما يكرهان بعضهما البعض كرها أكبر من كرههما
لإسرائيل وكلاهما يقودان الهدف الإستراتيجي في الصراع الطائفي السني الشيعي حتى لو
كان الثمن إراقة بحور من الدماء وحتى لو أزهقت أرواح الآلاف والملايين ... أما
مسألة أو دعاية الإسلام والدين والأخوة والحلال والحرام وووو كلها لا قيمة لها بل
ولا أساس لها من الصحة فكلاهما ينتظر هلاك الثاني بأي ثمن كان ... إنهما أدوات
صنعت من ضمن الأهداف بعيدة المدى لتمزيق العالم العربي وكلاهما أي السعودية وإيران
سوف يتم إضعافهما وإفلاسهما ومن ثم تقسيم دولتهما رغما عنهم ... وهما أكثر دولتين
في الوطن العربي تدخلا في الشؤون الداخلية للدول العربية والخليجية بشكل مباشر وغير
مباشرة وفي أحيانا كثيرة كانت مباشرة وبالصميم وما العراق ولبنان وسوريا إلا مثال
حي واقعي على ما أقول ... أما حديث واستبسال الجهلة والسفهاء بالدفاع عنهما في
مواقع التواصل الإجتماعي فهذا حديث يذكرني باسطوانة الفلسطينيين سنفعل وسنفعل
ونحذر حتى وصلوا إلى مرحلة الهشاشة ندين ونشجب ونستنكر ... السعودية وإيران هدفان
استراتجيان ذوا أهمية قصوى ومؤكدة ويا سبحان الله كلاهما يمارسان نفس غرور وكبرياء
السلطان العثماني عبدالحميد والشريف حسين فانهاروا وسقطوا وتلاشوا وأصبحوا مجرد
حديث تاريخ ... والحقيقة المؤكدة مليار% أن الدولتين ستنهاران وستقسمان وسيسقط
نظاميهم ولو تحدثت ولو صرخت لتحذرهما فلن يستمع إليك أحد منهما فارتقب الأيام التي
ستريك بأم عينيك ما أقوله ؟
تقديم الفكر الأمني على الفكر السياسي
من المؤسف حقا أن يصل الفكر السياسي العربي إلى الإفلاس والعجز والضعف
الفاضح وما أشبه اليوم بالبارحة وكأن العقل السياسي لم يقرأ التاريخ ولم يتعظ مما
حدث فيه ... فعندما تستخدم القبضة الأمنية والمخابراتية فأنت بالتأكيد تشكك بولاء
شعبك وبالتأكيد تعلم أنك قد ارتكبت أخطاء جسيمة بحقه وعلى يقين أن قراراتك
السياسية ليست محل ترحيب من شعبك ... وبتالي قمع الرأي وتحطيم الإنسان ومنعه من
الفكر والرأي وإبداء النصيحة والمشورة حتما وبالتأكيد ستكون نتائجه عكسية وما
انقسام الشعب المصري ببعيد عن التحليل والرصد السياسي فأصبحت مصر بلدا منقسما وكذب
ثم كذب من يقول أنه مجتمع متماسك كلا وأبدا بل مهلهلا ضعيفا هشا ... ومن المهم
بمكان أن يعلم ويتعلم متخذ القرار السياسي متخذا من الماضي مرجعا كيف كانت القراءات
والقرارات السياسية الخاطئة كان ثمنها باهظا للغاية ... بالرغم من وجود القبضة
الأمنية القاهرة آنذاك وبلا أدنى محاسبة على الإطلاق ... فلو أراد متخذ القرار
السياسي قديما أن يبيد قرية أو مدينة عن بكرة أبيها لما اهتز له العالم ولا أحد
يسأل أصلا ناهيك عن الممارسات الوحشية والإبادات الجماعية التي كان يمارسونها ...
فهل كل ما كان وما جرى منع إسقاط أنظمة حكمهم وفرار أسرهم ومصادرة أموالهم وتحول
وتبدل الحال من وإلى ؟ كلا وأبدا لم ولن ينفع أي شيء بل نالهم الإنتقام الشعبي
والغضب واللعنة التاريخية فلم لا أحد يقرأ من الماضي شيئا ؟!!!؟ ... الإرهاب كان
صناعة سياسية أي صناعة عقول والعقول وحدها هي من تستطيع أن تفكك كل وأي إرهاب في
أي دولة ... لكن إن كنت مغرورا متكبرا متجبرا متعاليا فلا يظن ولا يعتقد أحد أن
القوة والبطش الأمني بإمكانه أن يوفر الأمن والأمان لأنه توفيرا مؤقتا وليس دائما
بل هو المستحيل بعينه ... اجلب عدوك واجلس معه ولو استمر الحوار أشهرا وسنوات في
النهاية أنت تصنع سياسة وتصنع إعجابا وتوحد شعبا وميزانك هو التاريخ وليس
المنافقين والسفهاء والفاسدين ؟
ليتضح مما سبق جليا أن الأهداف الأمريكية والمخططات الغربية تمركزت
وتحددت بالأهداف التالية
1- إشعال الفتن الطائفية
2- ضرب القوى الدينية
3- تمزيق وحدة الشعوب
4- تعزيز النقمة الشعبية على أنظمة الحكم
5- استهلاك أكبر قدر ممكن من الإقتصاديات
6- فضح ممارسات القوى الأمنية المختلفة وتعزيز كراهيتها
7- مساندة الحريات بمختلف أنواعها وأشكالها وتحرير المرأة
8- تعزيز نظرية المؤامرة بين الدول العربية لشراء أكبر قدر من الأسلحة
فكانت نتيجة مما سبق على أرض الواقع مع الإنتباه أننا دخلنا في
المرحلة الرابعة
اشحنوهم طائفيا وليضرب بعضهم بعضا
ثم
انخفاض أسعار النفط عالميا بسببهم
ثم
حرق وسحق احتياطاتهم المالية
ثم
نجعلهم دول تعاني من الدّين والحاجة ويزدادوا
فقرا
ثم
تتحرك النقمة الشعبية ضد الحكام وحكوماتهم
الفاسدة
ثم
جرهم إلى حروب إقليمية فيما بينهم
ثم
تدب الفوضى فيما بينهم وقتها نحــــن من
نقرر من يبقى ومن يرحل ونقسم أوطانهم كيفما شئنا
إن ما حدث كان على يد أمريكا وجميع الحكومات العربية تعلم ذلك أكثر من
جيد وبمئات الأدلة لكن لا أحد يجرؤ على إعلان ذلك أو مواجهتها ... ربما كانت
أمريكا قد ملكت عشرات ربما مئات الآلة وثائق صور فيديوهات تسجيلات صوتية تدين
أصحاب القرار حكومات وزراء مقربين في الدول العربية تدين فسادهم وربما رذيلتهم وحتى
أبنائهم وبناتهم ربما يملكون عليهم عشرات ومئات المكالمات الهاتفية الساخنة
والفيديوهات والصور الفاضحة التي يمكن أن تضرب المسؤل بمقتل ... وصولا إلى عشرات
الآلاف من العصابات التي تتقاتل في سوريا بدعم روسي أمريكي إيراني سعودي إماراتي
قطري لم يجرؤ أحد على إزعاج إسرائيل ولو بطلقة واحدة بالخطأ + تصريحات ترامب أثناء
حملته الإنتخابية كان فيها الكثير من التحقير والإستهزاء بالسعودية ومع ذلك أقامت
له المملكة حفل استقبال "استثنائي" فكان الإختلاط مسموح وهو محظور في
السعودية وكانت النساء كاشفات الرأس وفجأة صمت كل مشايخ الدين وكأن على رؤسهم
الطير ... ضف على ذلك مئات الحسابات في مواقع لتواصل الإجتماعي من المعارضين
لأنظمة الحكم في الدول العربية والخليجية تكشف المستور وتدار هناك حرب إلكترونية
بين أجهزة المخابرات والأمن الخليجية والعربية وبين معارضيهم ... وما نشر عبر
وثائق ويكيليكس ما هي إلا نقطة في بحر من التناقضات والفضائح التي تكشف هزالة وهشاشة
العقل السياسي العربي وكأنها جينات تتوارثها الأجيال جيل بعد جيل ... الجميع سقط في الفــــخ
والكل بلع الطعـــــم ؟
وكأني أرى مشهدا بأم عيني : أسرة حاكمة خليجية تقيم في الكويت في قصر
بيان ... يتبع الجزء الرابع والأخير
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم