هي أزمة نفسية وفكرية بسببها يختلف منظور
الإنسان للأشياء والوقائع في حياته ويختلف تعامله معها وكأنه يقوم بتكوين شخصية جديد
... وهذه الأزمة تصيب الرجال والنساء الغالبية يشعر بها وتظهر علاماته فيلاحظها
المحيطين به والبعض يكتم تلك العلامات لكنه يشعر من حوله بتغير في تصرفاته ...
وهذه الحالة تصيب الرجال من سن 40 إلى 60 كأبعد تقدير وتصيب النساء من سن 35 إلى 50 أي ما بين 20 سنة وقد تستمر أشهرا وقد تستمر سنه لكنها لا تطول أكثر من 4 أو 5 سنوات لكنها الفترة التي تقع بين السن المذكور السابق ... ولا يعني أن الكل يجب أن يمر بتلك الحالة لكن في الغالب والمعظم نعم يمرون بهذه الحالة ... يشعر الإنسان بشعور غريب وبحالة غريبة من الملل والإحباط وكأنه
طول حياته كان يجري دون فائدة وأنه لم يجني من هذه الحياة سوى خيبات الأمل ويستحضر
في عقليته كل شخوص الجحود والنكران والأسف على حاله ... ومن علامات الأزمة في
الغالب تبدأ بمراجعة النفس وظهور "المظلومية" للذات وتظهر علامات
الإكتئاب وافتعال المشاكل مع المحيطين به وتوتر علاقاته الشخصية وإهمال شديد في
العلاقات العامة واللا مبالاة والبحث عن علاقات سرية جديدة أو السفر والإحتكاك بأطراف جديدة في بيئة جديدة ؟
يفتقد من يدخل في هذه الأزمة إلى الحب الحقيقي بالدرجة الأولى وإن كان
مستقر إجتماعيا ومتزوج ... لأن مسؤلية المنزل والحياة تدمر أي حب وبسهولة بسبب
متطلبات الحياة ومتاهات الديون والحاجة والتوجس والرعب من المستقبل المنظور ...
فيتحول الحب إلى عشرة بمعنى في الماضي كان القلب والعقل في توافق فانتهى الحب
الحقيقي وأصبح العقل هو المتحكم والضمير يميل إلى العشرة أي تكون العلاقة علاقة
تعايش "المضطر" ... فيقل أو يختفي العطاء وتدخل الحياة في الروتين وسط
كل مظاهر ترف الحياة عبر الهروب إلى مواقع التواصل الإجتماعي
وغيرها لتعويض نقص شديد وهنا يحدث الصراع النفسي ... لكن الأجانب تمكنوا من القضاء على هذه المشكلة بأمرين
1- الذهاب إلى استشاري نفسي خاص بالأزواج وهو أمر أصبح شائع جدا في المجتمعات
الغربية .
2- الإنفصال الوقتي والذي بموجبه يحدث ابتعاد الزوجين عن بعضهم العض
لفترة شهر وتصل أحيانا إلى سنتين حتى يعيدوا تقييم علاقتهم فإما بعدها يحدث
الإنفصال الرسمي النهائي أو يعودون مرة أخرى بعلاقة أقوى وأشد مما كانت عليه .
في بحثي عن أزمة منتصف العمر قرأت الكثير عن الحالات النفسية التي مر
بها الأطراف فلم أجد "في الغالب" سوى أن الطرفين أو أحد الطرفين فاقدا الحب والإهتمام الحقيقي المتجرد من أي مصلحة أو هدف ... ولو جاءه حب جديد واهتمام
حقيقي جديد لتحول من حطام إنسان إلى طائرة حربية مقاتلة من هول الشعور بالقوة
والإرادة بمقاومة وتحدي كل صعوبات الحياة ... وبالتالي حالة الإحباط أو أزمة منتصف
العمر في الغالب تظهر بسبب فقدان الإهتمام والحب الحقيقي أو فقدان الأمل بتجدد
الحياة أو الرغبة بدخول طرف جديد في الحياة الشخصية يضفي عليها الجمال والرونق
ليعيد حيويتها وإعادة تشكيلها لانطلاقة جديدة ... وفي رأيي الشخصي أن الإنسان في حياته
يمر بمراحل متعددة وبتجارب حقيقية فإما أن تصقله وتصنع منه كائنا لا يقهر أو ينعزل
حفاظا على كرامته لشخصيات شديدة الحساسية ... وآثار التغيير في أزمة منتصف العمر
إما أن تحول الشخص بليد إلى عبقري أو مديرا إلى فيلسوف أو أو
أو إنها مراحل الحياة وصدماتها ... التي تؤدي إلى ردة فعل إيجابية أو سلبية بتغير الأهداف
والهوايات والرغبات والأهداف والمعطيات ... لكن علينا أن ننتبه بأن ردة الفعل تلك الأزمة غير متوقعة فهي في الغالب تكون مفتوحة على مصراعيها فإما أن تنسف الموجود وتصنع شكل وحياة جديدة أو تكمل بالموجود ؟
حالة غريبة في الغالب ستفاجئك بتغير مثير وأحيانا صادم
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم