2014-01-28

عجبت من أمر بعض البشـر ؟؟؟


قبل عدة أيام كان لدي صديق وجلسنا في منزلي نتجاذب الحديث في كل شيء تقريبا فسألني ؟


صديقي : ماذا تنتظر من هذه الدنيا ؟
أجبت : أنتظر 3 معجزات أن تتحقق .
صديقي : معجزات مرة وحده ؟؟؟
فأجبت : نعم معجزات من شدة الصعوبة أطلقت عليهم معجزات ؟
صديقي وما هي الـ3 معجزات ؟
أجبت : الأولى أن يتحول حالي مما أنا فيه إلى الأفضل وأحقق بعض أفكاري والتي بنظري ستحدث نقله نوعية لن يتصورها عقل ؟
صديقي : والمعجزة الثانية ؟
أجبت : أن يستمر حالي كما هو إلى الممات وأعلم ما لا تعلم وأنت تعلم ما لا أعلم وسبحانه يعلم ونحن لا نعلم !! أما المعجزة الثالثة والتي أطمع بها أن أدخل الجنة برحمة ربي سبحانه فأنال ما أريد ؟

إلى هذا الحد وأكتفي مما دار بيننا من أمور شخصية .

لكن أعجب فعلا من حال بعض البشر !!! نحن كمواطنين خليجيون أكرمنا المولى عز وجل بنعم لا تعد ولا تحصى ... نحن أناس عاديون ووضعنا المعيشي عادي جدا بحسب ما نعتقد وبحسب ما عشنا عليه ومع ذلك ينظر إلينا على سبيل المثال الأفارقة بأننا أثرياء الأرض وهذا راجع لشدة فقرهم ؟


فأعجب إلى من يريد أن يصبح كسلطان بروناي فاحش الثراء ... أو كالأمير الوليد بن طلال الذي يتقاتل مع مجلة فوربس كي يواصل انتصاراته من أجل أن يصبح هو أغنى رجل عربي ... المهم بأن يصبح من أثرياء الدنيا ؟


أنا عن نفسي أشهد أن ربي سبحانه وتعالى لم يحرمني من طعام معين قط على الإطلاق ... فأكلت أجمل وأفخر الطعام وكل ما لذ وطاب حتى شبعت وطبت وقنعت واكتفيت ولم تعد تبهرني الموائد على الإطلاق ... بل وصلت إلى مرحلة في يوم ما إلى أن أتناول فطوري في الكويت وغدائي في البحرين وعشائي في لبنان في نفس اليوم ... ولم يحرمني ربي سبحانه من الرزق ولم يحرمني من نعمة الصحة والعافية ولا من نعمة الأولاد والبنات له سبحانه الحمد والشكر والفضل والمنة وحده لا شريك له ... وهذه نعم وفضل من ربي سبحانه حجبت عن ملايين البشر من خلق أبونا آدم وربما المليارات ... حتى بت قانعا راضيا بما قسمه لي سبحانه وربي أدبني فأحسن تأديب واللهم اقتص مني في الدنيا ولا تقتص مني بالآخرة ؟

أين تريد أن تصل يا ابن آدم ؟


في الخليج على الأقل نركب كما يركب الأثرياء ... أي نعم مع اختلاف النوع وموديل السيارة لكنك بالنهاية تركب وتصل إلى مبتغاك وهذه نعمة بحد ذاتها حرم منها المليارات من البشر ... باتصال هاتفي واحد تستطيع أن تطلب ما لذ وطاب من مئات مطاعم الكويت المختلفة ... بل باتصال هاتفي واحد تستطيع أن تسطر أجمل وأفخر بوفيه فيه من الأطباق لا يقل عن 100 نوع وشكل وعادي أن تصل بالأطباق إلى 300 نوع وإن أردت مع الخدم والحشم ... وباتصال واحد تأتيك الملابس والموبايلات والمشروبات والفواكه وأمور وطلبات تشيب الولدان ... أليست هذه بنعمة وتسخير من رب كريم ؟


إلا أني ما أعجب له هو أمر بعض الملوك والأمراء والشيوخ والتجار ومن حكموا ؟


فالزمان مليء بمئات من حكموا وانتهوا وتلاشوا وتلاشت معهم بطانتهم وأهلهم وذويهم ومنهم من بقيت ذكراه ومن هم أساسا لا أحد يعرفه ؟  

العجب في الأمر ألم يتعضوا كل هؤلاء ممن سبقوهم من التاريخ والزمان ؟
ألم يعرفوا بعد أنه بالعدل والتواضع والسخاء والحكمة هو طريق النجاة لهم ؟
ألا يخشون عاقبة الليالي ومثواهم الأخير ونهايتهم المؤكدة التي لا تقبل الشك ؟



في النهاية لو ملكت على سبيل المثال 100 مليون دينار = 280 مليون دولار تقريبا ... فماذا ستفعل ؟

هل سيتغير العالم وتتغير البشرية من أجلك أنت ؟
أكلت وسافرت واشتريت وتنعمت ومارست كل ما تحب بحلاله وحرامه ... ما هي النتيجة ؟ لا شيء أنت كما أنت والعالم كما هو وأهلك وأصحابك كما هم إلا من رحم ربي أو أن يبتليك ربك بحفنة أصحاب الرياء والنفاق ؟

تفكروا أيها الأحباب والأصحاب تفكروا ثم تفكروا كثيرا وقارنوا ما أنتم تعيشون فيه وقارنوه بحياة الشعوب بمختلف قارات الأرض ... حتى تتأكدوا وتتيقنوا كم أنتم بألف خير ونعمة وكم من ملايين ومليارات من جنسكم البشري تحلم أحلام فقط ببعض ما عندكم ؟

احلموا وتفائلوا وخططوا لأهدافكم واعملوا على تحقيقها لكن لا تطمعوا ولا تفجروا ولا تقتلوا ضمائركم ... فالقاعدة الكونية والإلهية مقررة سلفا والأمر محسوم مسبقا ... هناك الغني والمتوسط والفقير والظلم والعدل والخير والشر ليتصافى الجميع يوم العرض العظيم ... يوم يأتيه الملوك والأمراء والعامة أذلاء خاضعين بين يديه سبحانه ؟  


سألني صديق : لو أعطيك 100 مليون دينار ماذا ستفعل ؟
أجبت : 70 مليون سأتبرع بها للفقراء وبشكل أذكى مما تتصور ... والـ30 مليون بعد سنوات قليلة سأصنع منها 100 مليون جديدة وأيضا سأتبرع بـ70% منها ... وما سأتركه لأبنائي وأهلي فسيكفيهم ويزيد إلى أن يقضي الله بأمر كان مفعولا ؟


 { وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً }
سورة الإسراء


يا أثرياء المسلمين
من لا يعرف منكم الصحابي الجليل المبشر بالجنة عبدالرحمن ابن عوف فهو خاسر في الدنيا ومفلس بالآخرة ؟



هلكوا أصحاب الثراء الفاحش هلكوا هلكوا هلكوا



دمتم بود ...



وسعوا صدوركم