2015-06-03

هل نحتاج مصالحة أم مصارحة ؟


تخرج أصوات بين فترة وأخرى تنادي بمصالحة شعبية هدفه نزع الإحتقان السياسي الحاصل والواقع في الكويت بعد أن انقسم السياسيين وأتباعهم إلى فسطاطين ... الأول مؤيد لكل إجراءات سمو الأمير - بارك الله في عمره – بما يخص المراسيم الأميرية والصوت الواحد ... والتي أكدت المحكمة الدستورية العليا على صحة صلاحيات سمو الأمير بالإضافة إلى كيفية إدارة البلد من قبل الحكومة ... والفريق الثاني معارض للمراسيم الأميرية والتي اعتبروها قفزا على إرادة الأمة وتدخلا بسلطات وصلاحيات مجلس الأمة الدستورية بل لم يعترفوا بحكم أعلى سلطة قضائية في الكويت والتي أيدت وأكدت صحة إجراءات سمو الأمير ... كما طالت نداءات المصالحة لتشمل كل المعتقلين السياسيين ومن صدرت عليهم أحكام قضائية ومن ستصدر عليهم أحكام قضائية ... وكل هذه النداءات تأتي بحسن نية أم بسوء نية بذكاء أم بغباء المهم أنها خرجت والمهم أن هناك من ذهبوا للمراجع العليا في الدولة طالبين ومترجين بأن يتم العفو عن هذا والحديث المعتاد الذي كلكم تعرفونه ؟ 

من المهم بمكان ومن الضرورة القصوى أن ننتبه لأمر هو الأهم في كل ما يحدث أو ما سيحدث في ما أسموها بالمصالحة الشعبية ... وهو إن لم تكن صريحا بنسبة 100% وليس 99% بل 100% في موضوع المصالحة فإنك إنسان فاسد ثم فاسد ولن أفترض أنك غبي أو جاهل أو سفيه بل فاسد وبالتالي ليس هناك أي داعي لأي مصالحة سياسية هذا إن افترضنا أصلا أن هناك معارضة حقيقية فعلية في الكويت ... لذلك سأضع النقاط فوق الحروف يزعل مني من يزعل ويرضى مني من يرضى ؟

1- كيف تطلبون المصالحة وأصحاب الشأن المشبوهين أو المجرمين أو المدانين أو المحكومين قضائيا هم أنفسهم لم يطلبوا العفو ولم يبدوا أي أسف ولا أي ندم ؟ بل بالعكس هم من يتفاخرون سرا وعلانية بأفعالهم التي أنكرها السواد الأعظم من الكويتيين ... فكيف تطلب العفو لمن لم يطلبه أصلا !!!
2- ترويع الآمنين وإهانة وشتم رجال الأمن وتحطيم سيارات الشرطة وإغلاق الطرق والشوارع الرئيسية وعمل مسيرات غوغائية وتحدي السلطات والتطاول السافر المقزز الوضيع على المقام السامي لرمز الكويت المتمثل بسمو أميرها والتشهير بالكويت خارجيا عبر أحاديث وشكوى الكثيرين عبر وسائل الإعلام الخارجية واقتحام مجلس الأمة بحدث صدم الشعب الكويتي بأكمله من شدة وقاحته ووضاعته والإجتماعات السرية وصنع مخططات من شأنها هدم أركان الدولة وإضعاف الدولة وإهانة القضاء ... هل كل هذه الأمور تريدون شطبها بسهولة هكذا ودون أي اعتذار وبلا أي ندم أو أسف ؟ قليلا من الأمانة وقليلا من الأدب يا هذا ؟
3- إن من الغباء والأحلام الفاسدة أن تطالبون برئيس حكومة منتخب والكل يعلم علم اليقين بأن حكم الصباح سينتهي تماما ويزول إن صار في الكويت رئيس حكومة منتخب ... وهذا ما لا نقبله ولن نقبله أيا كانت المبررات ومهما كانت الأسماء ... الحكم في الكويت صباحي ثم صباحي ورئيس الحكومة صباحي ثم صباحي وهذه مسألة أنصح أصحاب الأحلام المتواضعة بأن يمسحوا نكتة اسمها رئيس حكومة شعبي من جماجمهم لأنهم باتوا أضحوكة بما يكفي لعامة الناس ؟
4- لا يوجد رجل واحد أكرر لا يوجد ولا أي واحد يستحق أن يكون رئيس حكومة شعبية في الكويت فكل من هم على ساحة المعارضة الهزلية جميعهم فاسدون ... ومن يدعي الشرف والنزاهة حسنا نقبل رأيه ونحترم ذمته لكن فليأتينا بكشف ذمته المالية قبل وبعد عضوية المجلس ؟ وهل نفَع أخوانه وأقاربه وكم هي قيمة مناقصات الدولة التي تمت ترسيتها عليه أو على أقاربه من الدرجة الأولى والثانية ... فتوقفوا عن الفكر المخدر فالأسماء قد تساقطت والذمم قد انكشفت ... ولا أجد من يستحق الشفقة إلا من اتبعوكم وصدقوا بأنكم فعلا معارضة حقيقية فهؤلاء هم فعلا ضحاياكم المساكين ؟
5- هل يوجد لدينا فساد ؟ نعم وفساد خطير وغير عادي أيضا ... هل تم إلقاء القبض على أحد الفاسدين ؟ كلا ولن يتم ذلك ... لأن من يطلقون على أنفسهم بالمعارضة كانوا هم من أدوات الفساد وسكتوا وصمتوا ولم يحاسبوا ولم يعدلوا القوانين المهمة بل كل ما كان يحدث هي حفلات استعراض تشريعي مع القليل من النكهات اللذيذة من الصراخ والمفردات المقززة حتى يتم تخدير أنصارهم ومعجبيهم المساكين ... واليوم يتحدثون عن الفساد والتنفيع الحكومي وكأنهم لم يستفيدوا هم من التنفيع الحكومي ... إنها صحائفكم فأملؤها بما شئتم فإنكم ملاقون ربكم وقتها لن ينفعكم إبليس وما وسوس به لكم ؟ 

إذن ما هو الحل ؟
1-     تنتهي مسرحية المعارضة الكويتية إلى الأبد وبهذه الوجوه ولا يعد لها أي وجود ولا أي تصريح سياسي وأن يفسحوا المجال للشباب نظيف الذمة والضمير عل وعسى أن تخرج معارضة حقيقية تفرض احترامها وبحسها الوطني الأصيل بذكاء وباحتراف وأن لا تكون مطية لا لهذا ولا لذاك .
2-     كل من حكم عليه أو من هو مطلوب للقضاء عليهم بأن يقدموا اعتذارهم العلني صوت وصورة للشعب الكويتي كافة عما بدر منهم وبعدها يقدموا عريضة طلب عفو إلى سمو الأمير - بارك الله في عمره ... وبذلك حققت التعاطف الشعبي الذي سينعكس إيجابا على سمو الأمير بعطفه على أبنائه الآسفين النادمين وكلنا نخطأ ولسنا ملائكة { إن الله يحب التوابين } وسمو الأمير هو والد الجميع وله حق تقدير الموقف والظرف وقتها .
3-     التوقف عن ممارسة المخططات الخبيثة بتدريب وتهيئة صف ثاني وثالث من الفكر المنحرف للمعارضة بصورهم الهزلية وترك الشباب هم من يرون ومن يصححون ومن يتعلمون فواقعنا مليء بما يكفي ليعلم الجاهل وينطق الشجر والحجر . 

بعد ذلك نعم يمكن أن تحدث مصالحة حقيقية الكل يستوعبها ... أما إن كنتم ممن يكابرون ويناورون وممن تربع إبليس في صدورهم فلا لكم مكان بيننا ونهايتكم رأيناها وما هو قادم لهو أكثر إيلاما لفئة ضالة ضلت طريق الحق وانتهجت نهج أللا معقول و أللا مقبول ... وتوقفوا عن تمثيلياتكم فقد أصبحتم مهزلة وأضحوكة العامة ؟

إن الإصلاح لن يأتي بين يوم وليلة ولا في هذا العهد ولا العهد القادم ... بل أتوقع أن تعلن الحرب على الفساد بشكل فعلي وحقيقي في مدة تتراوح ما بين 30 و 50 عام القادمة ... ومكافحة الفساد إنما هو مشوار طويل جدا لمحاربة وحش الشبهات والسرقات تمت عبر أكثر من 50 سنة ماضية وليس الفساد وليد 5 سنوات مضت ... ويتم الإصلاح وفق دراسات بوضع المشكلات وإيجاد الحلول لها والبدائل وتقديمها لولي الأمر ونشرها بالصحف ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي والصبر عليها فما تراه أنت مناسبا قد يراه أصحاب القرار أنه غير مناسب ... لذلك يجب أن توجد البدائل وليس بديل واحد حتى لا تكون هناك حجة لأصحاب القرار سواء حكومة أو مجلسا ولو أني لا أثق بهم ولست متفائلا بهم ... والإصلاح الذي يأتي بالقوة وترويع الآمنين وهدم أركان الدولة وإضعافها والتشهير بالكويت هذا لا يكون إصلاح بل هو مخطط خارجي فاسد خبيث لا شأن له بالوطنية الكويتية لا من قريب ولا من بعيد ؟
 من يرى حديثي هذا كلاما مضحكا أقول له حسنا ... قد قرأنا المستقبل وتوقعنا نهايتكم فأين هو مشواركم ومخططكم وإلى أين انتهى الأمر بكم جميعا ؟


انتهى الدرس يا غبي


دمتم بود ...

وسعوا صدوركم